شبكة ذي قار
عـاجـل










يوم أمس الأول وبالتزامن مع ذكرى هبة القدس وحرب أكتوبر أقدم الشاب الحاج مصباح أبو صبيح على تنفيذ عملية فدائية بطولية وسط مدينة القدس المحتلة وجوار المسجد الأقصى المبارك .. حيث قام بمهاجمة مركزا لشرطة الاحتلال في حي الشيخ جراح المقدسي موقعا عددا من القتلى والجرحى في صفوف جنود وشرطة الاحتلال في عملية بطولية وصفت بالنوعية والجريئة كما ظهر ذلك جليا في أشرطة الفيديو المسجلة والخاصة بتلك العملية البطولية.

لقد اختار أسد القدس والأقصى كما يحلو لرفاقه وأصدقائه وأقرانه تسميته نظرا لدفاعه المستميت عن الأقصى في مواجهة المخططات الصهيونية التي كانت تهدف تقسيمه زمانيا ومكانيا .. وما تعرض له في سبيل ذلك من اعتقال متكرر وصبر على التعذيب والبطش والتنكيل والإبعاد عن مدينته ( القدس ) الذي مارسها بحقه جنود الاحتلال.

.. نعم لقد اختار شهيدنا البطل أبو صبيح مدينته ( القدس ) لتكون مسرحا في تنفيذ عمليته البطولية ضد الاحتلال الصهيوني ليبعث من خلالها رسالة عميقة الدلائل حول ما يتعرض له شعبنا من قمع وبطش وتنكيل احتلالي إجلائي وتحديدا في مدينته القدس المحتلة, التي تتعرض لأكبر عملية تغيير ديمغرافي ممنهج في التاريخ الإنساني, وعبر سياسة التهويد والتطهير العرقي الممارسة من قبل الاحتلال وجهابذة الصهيونية العالمية بشكل فاضح وأمام ناظري المجتمع الدولي الذي يقف صامتا وعاجزا إزاء جملة الجرائم الاحتلالية التي يندى لها جبين البشرية ,تلك السياسات التي أدت في المحصلة النهائية لانقلاب جذري في المعادلة السكانية الخاصة بمدينة القدس العربية خلال العشرين سنةً المنصرمة, وهي بالأساس سنوات ما يسمى بعملية التسوية السلمية والمفاوضات الماراثونية بين الفلسطينيين والإسرائيليين,وحولتهم من أغلبية بنسبة ( 70% ) لصالح العرب في العام 1993م إلى أغلبية بنفس النسبة لصالح اليهود في العام 2016م ,وحسب المخططات الاستيطانية للأعوام الأربعة القادمة في المدينة ذاتها ستصل نسبة العرب فيها إلى أدنى المستويات بواقع ( 12% ) عرب و ( 88% ) يهود ,كما تشير لذلك التقارير الصادرة عن مركز حقوق الإنسان التابع لحركة السلام الآن الإسرائيلية المناهضة للاستيطان في الأراضي العربية المحتلة عام 1967م.

إزاء هذه الأوضاع المزرية وأمام التصعيد الخطير لوتيرة الجرائم الصهيونية ممثلة بجملة الإعدامات الميدانية اليومية لشبابنا وشاباتنا ونسائنا وحرق أطفالنا وهم أحياء كما حصل ما عائلة الدوابشة والسمودي والطفلين محمد ابو خضير وحامد خطاطبة وغيرهما,إضافة لجرائم الاستيطان المنفلتة من عقالها ومصادرة الأراضي ,وجرائم التهويد والتطهير العنصري وحواجز الموت المنتشرة على مداخل مدننا وقرانا ,وجرائم الحبس والاعتقال الإداري الممارسة بشكل جنوني بحق أبنائنا وبناتنا وأطفالنا .. فجاءت عملية القدس البطولية التي نفذها أسد القدس والأقصى لتكون بمثابة الرد الطبيعي والمشروع على جملة جرائم الاحتلال بحق القدس والأقصى وفلسطين بحدودها التاريخية ,ولتبعث عدة رسائل أخرى ذات دلالات عميقة وجوهرية للاحتلال وداعميه وللمجتمع الدولي الصامت, مفادها إننا ماضون على درب المقاومة المشروعة ضد الاحتلال وجنوده وغلاة المستوطنين والانتفاضة مستمرة حتى جلاء الاحتلال وكنس مستعمراته الاستيطانية .. ماضون ولن تثنينا كل وسائل القمع والبطش والعربدة وعنجهية القوة المتغطرسة المتعطشة لدماء البشرية والإنسانية, والمستندة لآلة الموت والدمار والحجم الهائل من الترسانة العسكرية والجسر الجوي الأمريكي الداعم والدائم .. ماضون بكفاحنا الطويل ولن ننكسر أو ننحني مهما بلغت منا التضحيات واشتدت فينا النوائب حتى نيل كامل حقوقنا الوطنية والقومية في حدود فلسطين الطبيعية والتاريخية ,وبلوغ دولتنا العربية الفلسطينية المستقلة على كامل التراب الوطني الفلسطيني بعاصمتها الأبدية قدس الأقداس القدس الشريف.

أخيرا وليس آخرا .. نم قرير العين شهيدنا يا أسد القدس والأقصى .. وصيتك التي كتبت على موقعك في الفيسبوك قبل سويعات قليلة من فعلك البطولي وارتقاء روحك الطاهرة إلى عليين مع الأنبياء والشهداء والصديقين ستبقى أمانة في أعناق شعبك كما عهدته .. ولن نترك الأقصى وحيدا فريسة ًلأنياب غول التهويد والاستيطان والاحتلال .. هكذا كتبت وصيتك شهيدنا البطل ابو صبيح ( الأقصى أمانة في أعناقكم فلا تتركوه وحيداً ) .. وهكذا نحن من بعدك نقول ( على العهد باقون ولأماناتكم حافظون .. لبيك يا أسد القدس والأقصى .. لبيك شهيدنا البطل أبو صبيح وكل شهدائنا الأبرار .. لبيك يا قدس الأقداس .. لبيك أقصانا الجريح .. لبيك يا فلسطين العروبة .. لبيك يا أمة العرب لبيك ) .





الاربعاء ١١ محرم ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٢ / تشرين الاول / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ثائر حنني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة