شبكة ذي قار
عـاجـل










ما انفكت الأحواز العربية رغم ما تعانيه من تعتيم وصمت كوني مخزي تجاه قضيتها العادلة ومطالب جماهير شعبها المشروعة ونضالها في سبيل التخلص من ربق الاستعمار الفارسي الصفوي الإيراني البغيض وبالتالي التحرر الوطني والقومي، تصعد من وتيرة مقاومتها للمحتل وأدواته ومعينيه وتسطر بمقاومتها الشعبية المسلحة والسلمية إحدى أقوى فصول الصمود والثبات والتحدي في الوطن العربي وفي العالم بأسره.

ورغم الطوق الحديدي الذي يضربه المحتل الفارسي على الأحواز العربية وعلى شعبها ونضالاته، فإن مكوّنات الشّعب العربي في الأحواز وقواه الوطنية والقومية والإسلامية نجحت ولا تزال في إلحاق أذى كبير بالمحتل وأذنابه وتجهض مشاريعه وتعطل سياساته قدر الإمكان نظرا لمحدودية الإمكانيات المتوفرة لها من جهة وللإمكانيات الهائلة التي يرصدها الاحتلال الإيراني لتركيع الأحواز العربية.

هذا، وتحتل الجبهة العربية لتحرير الأحواز مكانة ريادية في نضالات شعبنا العربي الصامد في الأحواز وفي تأطيرها وكذلك في مدى ما تلحقه من خسائر وتكاليف باهضة تخلف أوجاعا قاتلة في المحتل.

تعتبر الجبهة العربية لتحرير الأحواز إحدى أقدم حركات المقاومة والجهاد ضد سياسات الاحتلال الفارسي حيث تعود بدايات تأسيسها الفعلي لشهر نيسان - أفريل من العام 1980 في العراق الذي احتضن مناضلي الجبهة وعموم الأحوازيين.

وانخرطت الجبهة العربية لتحرير الأحواز مبكرا جدا، وحتى قبل ظهورها للعلن في التصدي للمشروع الاحتلالي الاستيطاني التوسعي العنصري الشعوبي الإيراني للأحواز، وعمل قياديوها ومناضلوها على فضح المؤامرات الفارسية ودحض أكاذيبه كما واجهوه بكل السبل المتاحة شعبيا وعسكريا.

فلقد توزع نضال الجبهة العربية ما بين التحركات الجماهيرية مثل التظاهرات الواسعة وشن الإضرابات في المؤسسات وغير ذلك، وبين تنفيذ العمليات الفدائية في ملاحقة الاحتلال وأعوانه وخصوصا المستوطنين الذين يعتمد عليهم دهاقنة الفرس من أجل تغيير الخارطة الديمغرافية الحقيقية للأحواز كإحدى الخطط الخبيثة في سياق المؤامرة الكبرى على الأحواز والتي تهدف لطمس هويتها العربية الأصيلة وضرب معالمها على مختلف الأوجه كاستبدال أسماء المدن الأحوازية وهي أسماء عربية أصيلة بأخرى فارسية مصطنعة ومفروضة بواقع القوة والسلاح، ناهيك عن حجم الخراب الهائل الذي يدخله الاحتلال في داخل الأحواز مستهدفا معالمها التاريخية ومخزونها الحضاري وكل ما يتصل بعروبتها الثابتة.

دفعت وتدفع الجبهة العربية لتحرير الأحواز ضريبة غالية هي ثمن الانخراط المؤمن في ملحمة الصمود المذهلة للشعب الأحوازي عموما بوجه الآلة التدميرية الفارسية الشعوبية الحاقدة، حيث قدمت الجبهة عشرات المئات من الشهدا ء الأبرار الذين ارتقوا طيلة صفحات المواجهة الطويلة المفتوحة مع الاحتلال الغاشم؛ كما يقبع عدد كبير من مناضليها في زنزانات المحتل ويتعرضون لأبشع ضروب التعذيب والتنكيل في أسرهم حيث تنتهج سلطات الاحتلال سياسات متخلقة تمتهن الذات البشرية وتنتهك أبسط حقوق الإنسان؛ ويتعرض مناضلوها للملاحقات والمطاردات داخل الأحواز وخارجها ويعانون النفي والتشريد والحرمان من أي سبل الاتصال بأهاليهم وعوائلهم في الداخل.

إلا أن المعاناة التي تتعرض لها الجبهة العربية لتحرير الأحواز لم تثنها عن مزيد التشبث بالدفاع عن حق الأحواز العربية وشعبها في الحرية والانعتاق مهما غلت التضحيات؛ بل إن تصعيد الاحتلال ولد في الجبهة ومناضليها وقيادتها المجاهدة طاقة أقوى للدفاع والذود عن الأرض والعرض.

ولعل أهم ما يميز الجبهة العربية لتحرير الأحواز عن بقية التنظيمات السياسية والتشكيلات العسكرية والفصائل المقاومة الأحوازية الأخرى؛ هو ذلك الثراء النضالي والقدرة على الابتكار وابتداع وتطوير الأشكال والعمليات الفدائية المقاومة لغطرسة المحتل بناء على امتداد خبرتها الميدانية الزمني؛ ما مكنها من مراكمة التجربة وبالتالي نحت مسيرة كفاحية متفردة.

وتتميز خصوصا نضالات الجبهة بالتنوع والشمولية؛ فللجبهة صولات ثقافية وإعلامية وقانونية وسياسية تمتاز بذات ألق صولاتها العسكرية الميدانية.

فالجبهة العربية لتحرير الأحواز تحاول تجاوز أوضاعها المادية المعيقة؛ وتشن حملات إعلامية رصينة وعميقة تفضح عبرها الوجه القبيح للمحتل؛ وتشمل هذه الحملات مجالات الإعلام كافة سواء المكتوبة أو المسموعة أو المرئية فضلا عن توظيفها للثورة في مجال الاتصالات التي تطبع عصرنا هذا.

وتسعى أيضا الجبهة للتأسيس لملاحقة الاحتلال الفارسي المجرم قضائيا وتدون وتوثق سلسلة جرائمه اليومية بحق جماهير شعبنا العربي في الأحواز المقاومة.

ولعل من أروع ما أبدعته الجبهة في لجم مساعي الفرس لإنكار عروبة الأحواز؛ إطلاقها للحملة الوطنية الأحوازية للتمسك باللغة العربية منذ يومين.

إن هذه الحملة الداعية للتمسك باللغة العربية في الأحواز التي أرستها الجبهة؛ تعبر عن إمكانيات العقل العربي الأحوازي وقدرته على مفاجأة العدو ومباغتته دوما؛ كما تفصح عن مدى استملاك الجبهة العربية لتحرير الأحواز لمعالم الصراع الحقيقية وهو الصراع القائم على الهوية.





الاحد ٨ محرم ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / تشرين الاول / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أنيس الهمامي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة