شبكة ذي قار
عـاجـل










قدر العراقيين في الزمن الموحش أن أتاح الله لهم ملهاة للسخرية والضحك المر منذ استيزار قصار العقول ، فبعد طناطل وقماقم وشطحات إبراهيم الجعفري جاء دور وزير النقل الجديد كاظم فنجان ألحمامي .

وإذا كان ذلك متوقعا من لدن حكومة ودولة تطير أحيانا كفقاقيع حالمة بالفضاء وتذهب غازية في مجرات الكون توزع عشرات الألوف من كوادرها وموظفيها وتكلفهم في مهمات ووظائف ورواتب حكومية للعمل في تخوم مجرة درب التبانة وغيرها من المجرات.

شطحة كاظم فنجان ألحمامي أضحكتنا فعلا ، كما أضحكنا من قبلها شطحات وزير الخارجية والشؤون الكونية الخرافية، إبراهيم اشيقر الكوني ، لكن تزلف من يعتقدون إنهم صحفيين وكتاب ومثقفين عراقيون لتخفيف نكتة ألحمامي السمجة هي الكارثة بعينها.

الحديث عن الخرافة والأساطير لا يمكن إسقاطه على واقع علمي وتكنولوجي نعيشه مهما ادعى قائله المعرفة، ومهما تبجح في معرفته بالتاريخ والبحث الاركيولوجي.

تعقيب بعض الإخوة من المدافعين عن ألحمامي أضحت اشد طرافة من تصريح الوزير نفسه ، ونخوتهم منافقة بامتياز، ولا تحمي الوزير سقطته، ولا أقول زلة لسانه، وهو وزير نقل تكنوقراط ، من لمة وأمثال حكومة حيدر ألعبادي، قدر العراق التعيس أنهم يحكمونه في القرن الواحد والعشرين.

لم يجد الوزير منصة لنزول مركباته الوهمية إلا عند خرائب أور بجوار تعاسة أهل الناصرية ومحافظة ذي قار، وليس بعيدا عن قاعدة الإمام علي الجوية المهجورة بعد الغزو والاحتلال الأمريكي.

ذهب الوزير إلى هناك بعد إدعاءات اكتشاف أحد المجانين الجهلة من عمائم السوء لمكة الحقيقية في سومر، صلى المشعوذ وبأمر فارسي وغير قبلة المسلمين بأيام بعد الحج وكأنه يريد أن يرمم كعبة فارسية جديدة مشبوهة تحت خرائب مدينة أور التاريخية السومرية ، حيث ولد سيدنا إبراهيم الخليل، وليس صدفة أن يذهب الوزير كاظم فنجان ألحمامي بيومين وراءه ليتفذلك هناك بما قرأه وسمعه ليضيف معجزة مقدسة هناك، بأن ثمة إسراء من الأرض إلى السماء تم هناك قبل خمسة آلاف سنة، ، وكأنه يكتشف وحده تخوم الكون البعيد باكتشاف مطارات كونية لوزارته الفضائية ، يظن بالإعلان عنها تمهيدا لصفقة أو مقاولة لعلها ستخدم حجيج أور الإبراهيمية في كعبتهم الفارسية الصفوية الجديدة بدلا من مكة الحجاز وجزيرة العرب.

السومريون بشر ، خلقوا على هذه الأرض، كسائر بني آدم ، وحتى آلهتهم كانت مختلقة ومخلقة وفق تصورات عقلهم وبيئتهم آنذاك، وهي آلهة من صنع وتفكير وتصورات البشر أيضا، ولا يمكن تطبيق حالة نظرية الإسقاط النفسي هناك ، انطلاقا من مدرسة الجشطلت النفسية ، وبدوافع مريضة مشبوهة الأهداف في التوقيت والمكان، لكي يبرر الوزير جهله في طريقة عرضه السمجة ، ومحاولته التشويق لعالم غابر مندثر في الأرض قبل السماء ،.

ما قيل كان وسيبقى أسير عوالم الخرافة والأساطير القديمة، مخيال وحكايات الأقدمين، وما قام به السيد كاظم فنجان ألحمامي، كوزير، إلا شعوذة منحطة وبائسة ، بكل معاني الانحطاط الفكري والعلمي، فهناك أرض عراقية كانت مهد الحضارات ، وهي كسائر أراضي العالم لا يطير منها حجر أو بشر إلا بسلطان؟ كما لا يسقط منها نيزك على كواكب أخرى.

وإذا كان ذلك سوء تقدير من الوزير، وتلك زلته القاتلة ، تفضح كنه وعمق ومستوى التكنوقراط لديه، فان التدافع من البعض لتبرير غلطته وردتنا في سيل من الكتابات الفاجعة ممن يدعون أنهم كتاب ومثقفون وباحثون آخرون، لتكون الحالة هي الاسوء في تقدير الأمور ومعالجة شطط الوزير ؛ وهي لن تكون إلا محاباة ونفاق رخيص، لا قيمة له ولا يوقف موجة السخرية التي اجتاحت أفواه ونصوص مثقفي العراق، إن لم أقل حتى سخرية الجهلة من العوام والخواص.

حقا لقد حقق الاحتلال للعراق هدفه في نفخ الطين ونعيق الأبواق؟؟

لله درك يا عراق
لله درك يا عراق





السبت ٣٠ ذو الحجــة ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / تشرين الاول / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ا.د. عبد الكاظم العبودي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة