شبكة ذي قار
عـاجـل










في ظل أوضاع معيشية قاسية وتفاقم الحرب وآثارها وإنهيار وشلل شبه تام لأجهزة الدولة الخدمية في قدرتها علي تقديم أي خدمات للمواطن، في ظل كل هذة الظروف يواجه أبناء شعبنا كارثة صحية خطيرة في كثير من مناطق وولايات السودان والتي واجهتها السلطات الرسمية باللامبالاة والتكتم وعدم المسؤولية، وذلك نتيجة لحسابات سياسية محضة، مع أن الوضع الماثل أمامنا قد تجاوز في خطورته كل خطوط الحسابات السياسية إلي ماهو إنساني.

جماهير شعبنا الصابرة :
من خلال متابعتنا اللصيقة واليومية لتفشي ماعرف رسمياً بالاسهالات المائية وما رافقها من وفيات، والتي بدأت بولاية النيل الأزرق حيث سجلت معدل إصابات ووفيات مرتفع، مما أعطي مؤشر لخطورة وسرعة إنتشار المرض والذي أدي إلى اتساع دائرة الخوف والقلق وسط المواطنين من وباء الكوليرا خاصة في ظل تضارب المعلومات وضبابية الموقف الرسمي ...

فإن ما أطلق عليه بالاسهالات المائية رجحت بعض المصادر أنه وباء الكوليرا خاصة بعد رصد حالات في جنوب السودان واثيوبيا .

جماهير شعبنا الأبي :
إن الوباء تقدم وانتشر بالفعل حيث رصدت حالات إصابة ووفيات كثيرة في كل من ولاية سنار ، الجزيرة، كسلا، وحلفا الجديدة وخشم القربة ونهر النيل، وهناك أنباء عن وصول المرض للعاصمة المثلثة ، مما يعني تمدد وانتشار الوباء بمعدل عالي وسريع وينذر بكارثة تضع الجميع أمام مسؤولياتهم وواجباتهم في دحر الوباء ، خاصة أن المواطنيين يواجهون وضعاً متردياً في المؤسسات الصحية وضعف استجابة السلطات والذي لايتناسب مع حجم الكارثة ، مما يحمل منظمات المجتمع المدني أعباء إضافية في المتابعة والرصد والتوعية والتثقيف والوقاية ...

وبحثاً عن مصدر الوباء فقد سبق وأعلنت منظمة الصحة العالمية عما يشتبه أنه وباء الكوليرا في الجنوب وذلك فى 20 يوليو 2016، مما يلفت النظر إلي أهمية مراقبة الوضع الصحي في المناطق الحدودية وخاصة معسكرات النازحين الذين يعيشون في ظل ظروف إنسانية وبيئية بالغة السوء.

ولكل ماسبق ذكره فإننا في حزب البعث العربي الإشتراكي نطالب النظام بالآتي :-

1. إعلان حالة الطوارئ لمجابهة هذا الوباء.

2. تسخير كل مؤسسات الدولة لمواجهة هذا الوباء وخاصة الأجهزة الإعلامية الرسمية وغير الرسمية للعب دور محوري في عملية التوعية والتثقيف بخطورة المرض وكيفية الوقاية منه، لأن التجربة أوضحت أن التوعية تعتبر العامل الأساسي في محاصرة الوباء والقضاء عليه بالإضافة للعلاج.

3. رصد موازنة استثنائية خصما من موازنات مؤسسات السيادة ( القصر .. مجلس الوزراء..البرلمان .. ) لتوفير المعينات المادية اللازمة

4.  دعوة الدول الشقيقة والمؤسسات الصحية العالمية للمشاركة في محاربة الوباء .

5.سبق أن أشرنا إلي خطورة مثل هذه الأمراض في معسكرات النازحين والمناطق الحدودية ومناطق النزاع والحرب ولذلك نتوجه إلى طرفي النزاع بتمكين المنظمات الدولية لإيصال المساعدات الغذائية والطبية وكل المعينات الإنسانية دون قيد أو شرط وعدم ربط هذا الأمر بأي مفاوضات لاحقة بين الطرفين.

التحية لكل المنظمات والمبادرات الشبابية في النيل الأزرق ،وعلي امتداد القطر ،وهي تتحمل المسؤولية وتقوم بدور بطولي وإنساني مسؤول مع الكادر الطبي الذي يعمل في ظل بيئة سيئة وضمن معينات تكاد تكون شبه معدومة.

ختاماً نقول أن مفتاح النجاح في القضاء علي هذا الوباء، استمرار واتساع نطاق الجهد الشعبي، مكافحة وتوعية ووقاية ،والدفع بكل الوسائل السلمية لقيام السلطة بواجباتها تجاه الشعب ،وبشفافية. حفظ الله شعبنا وبلادنا من كل سوء .

قيادة قطر السودان
حزب البعث العربي الاشتراكي ( الاصل )
 ٢٢ / أيلول / ٢٠١٦





الجمعة ٢١ ذو الحجــة ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / أيلول / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب قيادة قطر السودان حزب البعث العربي الإشتراكي الأصل نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة