شبكة ذي قار
عـاجـل










نعيش هذه الأيام ( الأيلولية ) أجواء الأعتداءات الأيرانية على العراق حيث كان الرابع من أيلول – يوم الأعتداء الأول من قبل إيران على المخافر الحدودية العراقية .. أبناء ديالى يتذكرون أكثر من غيرهم وعندهم الحقيقة كاملة فهم من أول من أكتووا بنيران هذه الأعتداءات فصواريخ الحقد الأيراني كانت تنهال مثل المطر على نفط خانة ومندلي وزرباطية وصل لحد أحتلال مناطق سيف سعد وزين القوس .

نقول أعتداءات وليس حرب لأن إيران بدأت معركتها بأعتداءات شبه يومية على المخافر الحدودية ..

كثيرون ممن حاولوا تشويه مواقف نظام البعث في العراق من خلال وسائل الأعلام المرئية والمسموعة – بدؤا من هنا ، العراق هو المعتدي والعراق هو الذي يؤذي جيرانه وصدام حسين غاوي حروب وبيع بطولات وقائد دموي لا يحترم حقوق الجار وإلى آخره من تخرصات وتفاهات لم تكن تدور الأ من في عقله خلل ما ، وفي أخلاقه وسلوكه نقيصة ما !!

لنترك 36 عاماً أنقضى على تلك الأيام المشؤمة على شعبنا الذي كان وحده يعاني ويدفع الثمن فدماء أبنائه وحدها كانت تسكب على يد الجار السؤء الذي دعى الأوائل قبلنا أن يكون بيننا وبينها جبل النار _هذه دعوة أحد أشجع وأقوى وأعدل صحابة رسول الله صلى الله عليه – عمر بن الخطاب الذي أدرك خطر الفرس وشخصها ووقف ضدها وجيشّ الجيوش لردعها ..

من أعتدى على من ؟
من أشعل فتيل الحرب العراقية الأيرانية ؟
أنسوا موضوعة تلك الحرب الدامية الذي فقد فيها العراق خيرة من شبابه ورجاله وخاض الحرب مرغماً ليحمي حدوده وحدود أمة كاملة !!

دعونا نتأمل وضع هذه الأمة في ظل غياب قائد أتهم بأشعال فتيل تلك الحرب وأتهم بالدموية وسعيه للحروب !! مضى على أستشهاد الرئيس صدام حسين رحمة الله عليه – أكثر من عشرة أعوام بعد أغتياله في 31 كانون الثاني عام 2006 في صبيحة فجر عيد الأضحى المبارك !!

كيف هي حال الأمة بعده ؟ بغداد أصبحت ولاية إيرانية ومدينة تابعة وخاضعة لأيران – محكومة من قبلها أداريا وعسكريا وأمنياً وأقتصادياً والسلطة في بغداد تتلقى القرارات من طهران وهذا لم يكن ليحصل في ظل وجود الرئيس صدام حسين على رأس السلطة وهذا الذي وقف ضده الرئيس صدام حسين ووقف ضد اطماع إيرانية اخرى مثل تحويل العراق إلى بلد تتحكم فيه مليشيات سائبة وقحة تقتل وتنهب وتدمر على هواها دون رادع !

دمرت إيران في ظل غياب الرئيس صدام حسين ونظامه الوطني – الثقافة العراقية التي كانت سائدة منذ قيام الدولة العراقية سنة 1921 وساد محله الثقافة الفارسية وعادات وتقاليد مجوسية غريبة عن مجتمعنا العراقي ومنبوذة من قبل كل أفراد الوطن !!

ولم تكتف ِ إيران بالقضاء على ( الطائفة السنية ) من خلال أحتلال مدنهم وتدميرها ونهب ثرواتها ومواردها أنتقاماً منها على مواقفها الرافضة ضد الوجود الأيراني وأنتقاماً للمقاومة الوطنية التي أنطلقت وتبلورات في هذه المدن تحديداً فأيران وعبر آوامر أمريكية وتنسيقات بينهما تمكنت من تدمير كافة المدن التي خاضت حرب شوارع أعترفت أمريكا وحلفائها أنهم أضرت بهم وقضت على سمعتهم فلا تعد تحظى بأحترام الشعوب وفقدت جنود وآليات وأموال تقدر بالمليارات فالعجز الذي تعانيها في سنواتها الاخيرة أتت من حماقة غزو العراق !!

خطة تدمير العراق التي بدأت بتدمير أجزاء منها وهي المدن السنية على وشك الانتهاء بتدمير الموصل واخضاعها لسيطرة المليشيات التي ستبدأ خطتها المرسومة بالنهب والسلب والتدمير والحرق وأعتقال السكان بتهمة الأنتماء إلى داعش ودعم الأرهاب – لتكمل ما تبقى من الخطة بتدمير الجزء المتبقي من العراق وهي مدن الفرات الأوسط والجنوب والذي يقطنها غالبية عظمى من الشيعة .. وحسب القراءات للأحداث فأن إيران تخطط لأشعال حرب شيعية – شيعية عبر تأليب مكونات تلك الطائفة التي تتخذ الغالبية منها – السيستاني – مرجعاً عليا لها فيما تخطط إيران لأنتزاع المرجعية من النجف وتحويلها إلى قم فتخلق بذلك فتنة طائفية داخل المكون الواحد لولم ينتبه لها العروبيون الأصلاء من هذا المكون فسيكون الوضع جداً خطير وستحرق إيران الأخضر واليابس وصولاً إلى مخططها التدميري !!

وإيران تلعب على اكثر من حبل ..
عدائها متواصل وعدوانتيها تجاه العرب تسير إلى كل قطر عربي وأخذت تنمو وتتسع بعد القضاء على نظام وطني كان سداً وحصناً منيعاً لأكثر من 35 عاماً ضد إيران وسياستها ..

لم يتوقف الأمر عند حدود بغداد – فسورية سقطت مباشرة في أتون حرب يقال إنها ثورة الشعب ضد النظام الحاكم فكان هذا مبرراً لتدخل إيران في سورية لحماية حليف أستراتيجي قوي لأيران هو النظام السوري وتدخل روسيا وأمريكا وتركيا لاحقاً وهذا كله كان محال في ظل وجود نظام البعث على رأس السلطة في العراق وهذا ما كان يخطط له الخميني لكن مخططاته بأت بالفشل فهناك من ردعه ووقف ضده !!

اليمن تخوض صراعات سياسية وعسكرية بسبب هيمنة مليشيات زجت بها إيران لتخوض حرباً بالنيابة عنها لأستحواذ على مركز القرار اليمني فلأبد أن تكون صنعاء محكومة من قبل عملاء صنعتهم إيران وأرضعتهم وأتفقت عليهم حتى شبوّ وشابوا وأصبحوا قادرين على تحقيق الحلم الأيراني في صنعاء !!

بيروت ممزقة فحسن نصرالله ولد مطيع لأيران وبيروت تدار من قبل إيران وهي عاصمة خاصعة لأيران !!

السعودية تجاهد جهاد الصحبة لتحمي حدودها من نوايا إيران العلنية ضدها فالكعبة والمقدسات يجب أن تدار من قبل إيران كما تدار بغداد وصنعاء وبيروت ودمشق !!

في غضون سنوات قليلة – تمكنت إيران من تحقيق حلمها في أخضاع أكثر من خمسة عواصم لسيطرتها بعد أن منعها نظام البعث في العراق المتمثلة بقيادة الرئيس صدام حسين أكثر من 35 عاماً من تحقيق ولو حلم صغير من أحلأمها واطماعها في العراق والوطن العراق !!

القيادة العراقية قرأت نوايا إيران قراءة صحيحة ومبكرة وهذه ماعجزت عنها كل الأنظمة العربية والسلطات السياسية في الوطن العربي وتعاملت معها التعامل المطلوب بغض النظر عن الرؤية العربية والدولية الأيجابية والسلبية !!

بعد 36 عاماً على الأعتداءات الأيرانية ونوايا إيران في احتلال العراق – هل هناك من يجرؤ اليوم أن يشوه الحقائق ويقرأها قراءة معكسوسة وفق الأهواء !! إيران هي من تعتدي وتفتعل الأزمات وتتختلق المبررات لتتدخل في شؤون الجار القريب والجار البعيد مستخدمة سلاح الدين والمذهب والمقدسات الأسلامية وتظل ترقص على أنغامها كلما نوت على نية سيئة بأتجاه أحد من الجيران مثلما تفعل اليوم مع السعودية أو مع اليمن وفعلتها سابقاً مع العراق !!

كم مواطن عراقي أو عربي يداور هذا السؤال في رأسه المحشو بالأكاذيب والفبركات والتلفيقات التي كانت الدوائر الأعلامية الأمريكية والعربية تبثها عبر وسائل كثيرة أعلامية ودعائية ؟ ماذا كان سيحصل للعراق وللأمة برمتها لو لم يتخذ صدام حسين وقيادته الوطنية قرار الرد بعد 18 يوما على الأعتداءات الأيرانية ضد العراق والذي بدأت في الرابع من أيلول .

الميدان مكشوف اليوم وكل شيء أمام بصر المواطن وأمام أذنيه بأمكانه أن يقرأ الاحداث قراءة صحيحة دون أن يؤثر على قراراته أحد !! فأيران تحكم قبضتها اليوم على مشرق الوطن العربي وغدا تكمل قبضتها على المغرب العربي طالما أن لارادع قوي يردع إيران اليوم ويوقفها عند حدها كما حصل عام 1980 عندما وجدت نفسها تواجه جيشاً لا مثيل لقوته ولأيمانه بالدفاع عن مقدساته تحت ظل قيادة وطنية حكيمة وشجاعة مصرة على ردع الخميني وأفشال مخططاته بتصديرة ثورة أسلامية مشوهة !!





الاربعاء ٥ ذو الحجــة ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / أيلول / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كلشان البياتي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة