شبكة ذي قار
عـاجـل










( البلد الوحيد الذي سيدفع أمريكا للأنهيار هو أمريكا نفسها )

 جوزيف جوف ..

المقدمة :

إن من أهم العوامل التي تجعل الدول تتربع قمة النظام السياسي الدولي هي إمتلاكها لمقومات الدولة العظمى أو الكبرى .. حتى أن هذه المقومات لوحدها قد لا تكفي إنما تحتاج إلى عقل قيادي يعد أحد أهم العناصر المكونة للسياسات الأستراتيجية ولأدارة الصراعات والتحالفات والتنافسات .. فيما تعد عناصر قوة الدولة ومنها القاعدة الاقتصادية التي تتأسس فيها كل عوامل القوة، هي التي تضفي الصفة العالمية للدولة في علاقاتها الدولية .

فأذا تراجع الأقتصاد .. تصدعت أسس ومعايير الدولة وهياكلها .. عندها تضعف عناصر القوة الأخرى وتنتهي الدولة إما إلى العزلة أو إلى التراجع أو الأنهيار داخل حدودها الأقليمية.!!

عوامل سقوط الدولة السوفياتية كانت واضحة، تمثلت في تراجع الأقتصاد وضعفه ، بسبب من سباق التسلح الذي فرضه المعسكر الأمريكي من جهة، وغياب العقل القيادي للدولة السوفياتية برئاسة ( غورباتشوف ) من جهة ثانية.. فماذا بشأن أمريكا منذ عام 2011 وحتى الوقت الحاضر في ظل إدارة الرئيس ( باراك أوباما ) ؟!

في ضوء هذه المقدمة البسيطة، يمكن تناول بعض المؤشرات التي تكشف مسار الضعف والتراجع الأمريكي وخاصة بعد تدخلها في أفغانستان والعراق على وجه التحديد :

- بعد أن أسقطت أمريكا كيان الدولة السوفياتية نهاية عام 1990، تمكن منها ( غرور القوة ) فاندفعت وأعلنت أنها القطب الاوحد، الذي يتحكم بسياسات العالم .. وكان ( غورباتشوف ) ، قطعة الشطرنج المهمة في تصدع هيكل الدولة السوفياتية، أستخدمتها أمريكا بحرفية إستخباراتية .. فهل أن ( باراك أوباما ) ومنذ توليه مسؤولية إدارة البيت الأبيض لولآيتين، وتعهده ، ليس بأنقاذ أمريكا من وضعها الأقتصادي المزري، الذي خلقته إدارة بوش الأبن بدفع صهيوني، إنما دفعه إلى المزيد من التردد في إتخاذ القرارات والتراجع عن المواقف والسقوط تحت مزاعم أن أمريكا لا تريد أن تتورط في حروب العالم ومشكلاته وخاصة في منطقة الشرق الأوسط ، في الوقت الذي تريد فيه أن تتسيد العالم كقطب أوحد .. نجدها ترتمي بأحضان ملالي قم وطهران ومليشياتها الدموية الطائفية ، وتعلن بصوت خجول أنها قد أستدارت نحو العمق الآسيوي .. صوب الصين .. فماذا تريد أن تفعل هناك ؟ هل تترك الشرق الأوسط لأيران وروسيا بعد أن حيدت تركيا وتآمرت عليها وأربكتها ووضعتها أمام خيار الحرب التي لا ناقة لها فيها ولا جمل سوى الدفاع عن أمنها القومي، الذي يتعرض لمخاطر التفكك والأنسلاخ.؟!

القاعدة الأقتصادية ومؤشرات السقوط الأمريكي :

- بلغ الناتج المحلي الأجمالي الأمريكي ( 13.3 ) تريليون دولار عام 2011.. فيما وصل الناتج المحلي الأجمالي للصين ( 10.4 ) تريليون دولار للعام ذاته.. والفارق المهم هو أن الأقتصاد الصيني ينمو بنسبة 7- 10% سنويًا ، فيما ينمو الأقتصاد الأمريكي بنسبة أقل من 3% ، الأمر الذي يعني أن أمريكا تضعف قاعدتها الأقتصادية وتتراجع في النمو، بينما تظهر الصين أكبر إقتصادات العالم علم 2017.!!

- يفقد الدولار الأمريكي هيمنته كعملة عالمية تتصدر تعاملات البنوك المركزية والتجارة، الأمر الذي زاد من تكلفة الأقتراض والصادرات الأمريكية .. والمؤشرات في ذلك أن سهم الدولار في الأحتياطات العالمية قد إنخفض بنحو 80% في السبعينيات ونحو 40% في الظروف الراهنة .. يقابله في ذلك ما حققه اليورو واليوان الصيني من المزيد من المكاسب.

- هنالك علاقة بين الأقتصاد والميزانية في شكلها العام .. والتخصيص هنا في الولايات المتحدة الأمريكية إن امتلاكها إقتصادًا ضخمًا تقابله - وحسب نزعتها الأمبريالية - أضخم ميزانية دفاعية، إذ تخصص أمريكا ( 4 ) دولارات مثلاً من بين كل ( 10 ) دولارات لأغراض الأنفاقات العسكرية .. بينما تخصص الصين ( 1 ) دولارًا واحدًا من بين كل ( 10 ) دولارات لأغراض الدفاع .. وقد إزدادت إنفاقات الولايات المتحدة 75% بين 2000- 2011 ، وهو الأمر الذي باتت فيه هذه الزيادات تأكل من قيمة الناتج القومي الأجمالي للولايات المتحدة على حساب واقع الأقتصاد أو القاعدة الأقتصادية الأمريكية العامة، حيث تراجع مستوى التعليم والخدمات الأجتماعية وإزدادت معدلات التضخم وارتفع منسوب العنف وبات المجتمع الأمريكي يجلس على برميل عنصري قابل للأنفجار في أي لحظة ، وانخفض مستوى النمو الأقتصادي وتدهور وضع الدولار .. وإنعكس كل ذلك على الأداء السياسي والعسكري، الأمر الذي حرك المفكر الأستراتيجي ( زبيغنيو بريجنسكي ) مستشار الرئيس جيمي كارتر لشؤون الأمن القومي للتوجه إلى الصين من أجل ( إقحامها في أن تكون الشريك الرئيس لها لأحتواء الفوضى العالمية ( التي هي خلقتها ) ، وخاصة التي تنتشر في منطقة الشرق الأوسط - سنتطرق لآحقًا إلى هذا التوجه بمقال منفرد بالنظر لأهتمام أمريكا المتزايد بالصين وإهتمامها بإحتواء روسيا في الأتحاد الأوربي ومنع أوربا من النهوض كقطب عالمي- .

- يزعم المفكرون والسياسيون الأمريكيون بخبث أن الأقتصاد الصيني يزاحم الأقتصاد الأمريكي منذ عام 2012، وهذه المزاعم هي في حقيقتها ذرائع من شأنها التحرش بالصين.. وكما هي أمريكا الأستعمارية قد أضعفت نفسها بتدخلاتها وحروبها الخارجية ، بينما تتصدر الصين حاليًا قائمة التبادل التجاري في العالم، وستبلغ القمة دون منازع عام 2030 حسب توقعات خبراء صندوق النقد الدولي .

ومن هنا يأتي القلق الأمريكي والخوف من تراجعها المريع وخوفها من أن يضعف دورها الدولي .. ولكن ، هذا ليس مسوغًا لتردد أوباما وضعفه المريب وإنسياقه وراء ستراتيجيات فاشلة تعتمد على تحالفات لا تنجح مطلقًا كتحالفه مع الخط الأسلاموي متمثلاً: بالأخوان المسلمين في مصر وواجهته حزب الدعوة في العراق وشغفه بمطلقات الطائفية الفارسية المقرفة في إيران .. هذه السياسات ذات الصفة الأستراتيجية، التي اعتمدها ( باراك أوباما ) قد ضعضعت أمريكا سياسيًا وأربكتها ستراتيجيًا في العراق وسوريا ، ومن نتائج ذلك التطاول العسكري الروسي والتمدد الأيراني المليشياوي الطائفي العنصري المسلح - وهنا ينبغي التفريق بين التردد الذي أنتج التطاول والتمدد الأيراني وبين الرغبة في التردد والمراوغة الخبيثة من أجل تدمير المنطقة بأداة ( إيرانية - فارسية ) وبالتعاون مع ( القيصر ) الروسي الجديد المتهور، الذي يعادي الجميع من أجل أن يكسب نظام الملالي ويكسب نظامًا واحدًا ليس له مستقبل - .!!

وكل هذا يحصل تحت مزاعم أن أمريكا ( تستدير صوب الصين ) لتترك الشرق الاوسط نهشًا لكلاب قم وذئاب الكرملين، حيث الفراغات السياسية والأمنية التي اشاعت فيهما الفوضى والتصرفات الأمريكية غير المسؤولة . وهنا يمكن وضع بعض التساؤلات :

- ما هي المشروعات الحميدة التي نفذتها أمريكا في المنطقة منذ العقود الماضية مرورًا بإحتلال العراق عام 2003 وحتى الوقت الحاضر.؟!

- ما هي الملفات التي استطاعت أمريكا إغلاقها منذ عام 1948 وحتى الوقت الحاضر .. من ملف فلسطين إلى ملف الصحراء المغربية إلى ملف جزر المغرب ( سبته ومليليه ) إلى ملف جزر دولة الأمارات العربية المتحدة طنب الكبرى والصغرى وأبو موسى في الخليج العربي إلى ملف عربستان التي تحتلها إيران منذ عام 1925 إلى ملف الخليج العربي الذي تسميه إيران الخليج ( الفارسي ) وهو في حقيقته بحيرة عربية خالصة ولا حدود للدولة الفارسية على شواطئها .؟!

- ثم ، من حق كل العالم أن يتساءل : ماذا فعلت أمريكا بالصومال حتى الآن .. ألم تتركه للدمار والفوضى ؟

- ألم تترك السودان يعيش مخاضًا لصراعات الشمال والجنوب أنتهى إلى التقسيم والتفتيت، على الرغم من وجود مقومات الوحدة السودانية الوطنية؟

- ألم تجعل الصومال دولة متهتكة تنخرها الصراعات وتفتك بها الأمراض وينخرها الجوع والتخلف منذ ان دخلتها الجيوش الأمريكية وحتى خروجها مرغمة، وبالتالي تركتها دولة فاشلة. ؟

- ألم تجعل ليبيا ساحة للموت والدمار ونهب الثروات والتخريب ، وبالتالي دولة فاشلة .؟

- ألم تترك سياساتها تونس وهي تعاني من مسارات غير مستقرة فضلاً عن تدمير البنى التحتية للمجتمع وتحريف قيمه العربية الأصيلة تحت مسميات العملية السياسية التي من شأنها أن تحجم القوى الوطنية ؟

- ألم تترك العراق عام 2011 بعد إسقاط نظامه الوطني وإحتلاله، ساحة يخوض فيها الشعب بدماء أبناءه ، بغض النظر عن إنتماءاتهم الدينية والمذهبية والأثنية والقبلية حيث التوغل الفارسي، الذي يعمل على تمزيق هذا الشعب وهو موحد منذ ملآيين السنين، وكل ذلك إرضاءًا للدولة الفارسية، وبالتالي ألم يكن العراق الراهن دولة فاشلة بكل المقاييس.؟

- لم تدخل أمريكا سوريا ولم تحتلها إنما عملت على تدميرها وتمزيق شعبها بتسليط مليشيات طائفية فارسية عليها تحت دعاوى مناصرة النظام الدموي في دمشق .. ولكن الهدف، هو تدمير الوجود العربي من خلال التمدد الفارسي على الأراضي السورية وتركها دولة فاشلة لا تستطيع البقاء بدون الدعم الأيراني والروسي.؟

- لم تدخل أمريكا اليمن إنما دخلته إستخباريًا حيث أشعلت فتيل الحرب الأهلية ومهدت لفئة صغيره ( الحوثيون ) بالتعاون مع الفرس من أجل العبث بأمن هذا البلد العربي العريق حتى بات ساحة للموت والدمار، وبالتالي دولة فاشلة .!!

- ناصرت أمريكا إيران وأداتها ( حزب الله ) في لبنان لكي تتحكم إيران بساحل المتوسط، وعملت على شل حركة الدولة اللبنانية وإنتزعت إرادتها في الأستقلال والسيادة، طالما منع هذا الحزب الأرهابي الدولة اللبنانية من أن تسير على وفق معايير الدولة الوطنية ذات السيادة .. وبالتالي باتت لبنان دولة فاشلة بإرادة إيرانية.!!

ومن حق الشعب العربي والعالم أن يتسائل لماذا كل هذا يحصل في البلدان العربية ؟ لماذا أمريكا تفعل كل هذا بالمنطقة العربية؟ ولماذا تناصر إيران وأدواتها في العراق ولبنان وسوريا واليمن والبحرين وغيرها من الأدوات الطائفية والأثنية؟!

- دولة الديمقراطية في العالم تشن الحرب على العراق وتحتله ، لماذا ؟ ألم يخلق فعلها هذا ( فراغ قوة ) و ( فراغ سياسة ) مهد للتمدد الأيراني ثم السكوت عليه ومباركته بصمت مخزي؟ ألم تحطم أمريكا بفعلتها هذه ميزان تعادل القوى الأساس بين العراق والدولة الفارسية ومكنتها من إجتياح العراق والأنسياح منه لتهديد المنطقة برمتها. ؟

- ألم يساعد فعلها الأجرامي هذا على خلق ( داعش ) وتمكين ( القاعدة ) من أن تفرخ دواعش وتقوم بنشرها في الأرض العربية وتهدد بها أمن واستقرار حلفائها وأصدقائها في المنطقة والعالم بالأشتراك مع الدولة الفارسية الثيوقراطية المارقة ؟!

- لماذا لا نسمع أفعالاً لداعش في إيران منذ نشوء داعش وحتى الوقت الراهن ، كما لم نسمع عمليات لداعش في فلسطين المحتلة .. لماذا ؟!

- ألم تسكت أمريكا على الصفاقة الأيرانية بتشكيل ( جيوش للتحرير ) من المرتزقة المجندين من مواطنين أفغانيين وباكستانيين وأذريين وبلوش وأفارقة وعرب طائفيين، لأغراض زعزعة أمن واستقرار المنطقة والعالم ؟

- ألم تنسلخ بريطانيا عن الأتحاد الأوربي في ظل التسلط الامريكي على مجريات القرار الأممي .. ولا أظن أن زعزعة أمن وإستقرار بعض دول الأتحاد الأوربي والتجسس عليها ( فرنسا وألمانيا ) ، يهم أمريكا ابدًا حتى لو تفكك هذا الاتحاد وتفاقمت الأنهيارات الأقتصادية الأوربية من - البرتغال الى اليونان الى اسبانيا الى ايطاليا، والى فرنسا والمانيا اللتين تعانيان من إرهاب التطرف الأيراني وموجات الهجرة بسبب السياسات الأمريكية.. وخاصة سياسة أوباما - إذ المهم لديها الوصول إلى إيجاد قواعد عسكرية لمنظومتها الصاروخية البلستية في الدول الأوربية القريبة من المجال الحيوي الروسي والصيني- .

- ألم تتصاعد في نهاية عهد أوباما تيارات إرهابية همجية متطرفة مدعومة من أمريكا وحليفتها إيران، دمرت الشرق الأوسط وتركت أمن العالم واستقراره واقتصاداته لمهب الرياح العاتية، بما فيها الأقتصاد الأمريكي .

- ألم تهز الحروب العسكرية، التي شنتها إدارة بوش الأبن على أفغانستان والعراق، والحروب الأستخباراتية الأمريكية التي استخدمتها إدارة باراك أوباما في إدارة الصراعات وتأجيجها والوقوف بخبث إلى جانب أحد أطرافها ( إيران ) ، ليست فقط منطقة الشرق الأوسط فحسب، إنما هزت العالم وخلقت أزمة وضعت ( نظام العولمة الأقتصادية ) ، التي روج لها الفكر الرأسمالي الأمبريالي على حافة الأنهيار.!!

- الأمر الذي أنتج خطوة أستطاعت بالمقابل أن تضع العالم على أساس ( التكتلات ) الأقتصادية، التي يستند بعضها على مجموعة الـ ( بريكس ) والتي تنضوي تحت مسيرتها ( الهند وروسيا والبرازيل والصين وجنوب أفريقيا ) والتي حققت ترابطًا اقتصاديا مع ( إتحاد آسيان ) الأقتصادي، الذي يضم هو الآخر ( ماليزيا واندونيسيا والفلبين وسنغافورة وبروناي وفيتنام ولآوس وتايلند وكمبوديا - والصين واليابان وكوريا الجنوبية بصفة مراقب ) .

- واقع التكتل هذا جاء ليقابل التمسك الغربي الأمريكي بمجموعة ( السبعة الكبار ) التي تدعم مسار نظام العولمة الأقتصادية، الذي يلفظ أنفاسه نتيجة تبني ( كارتلاته ) وشركاته العملاقة لنهج الحروب الخفية وإشاعة الفوضى في العالم .. الأمر الذي أنتج قلقا أمريكيا متزايدا يستند على حقائق رقمية تعبر عن الأنهيارات المتلاحقة في بنية الأقتصادات الرأسمالية من جهة وإستنفاد أغراض ومرامي العولمة الأقتصادية التي صاحبتها الحروب والأنتهاكات ضد الأنسانية.

- أنتجت السياسة الأمريكية، كما هو معلوم، ( الدولة الأسلامية- داعش ) بإعتبارها ستراتيجيًا ، تمثل تهديدًا إقليميًا ودوليًا ، بنت أمريكا سياساتها الأستراتيجية على حشد ( الشراكة ) العسكرية لمحاربة الأرهاب - وهو عدو حتى لو كان وهميًا حسب تعبير اليهودي هنري كيسنجر.. والذي أشار بخبث إلى أن ( صراع النفس هو فقط ما سيدفعنا من أن نعترف بأنفسنا بأننا ننهار ) .. وهذا الكلام يعد كلامًا مخادعًا وخبيثأ يخفي سياسات أمريكا الأمبريالية المدمرة للشعوب، والتي تقوم على ( الأستقطاب الأيديولوجي الخارجي ) لأثارة الصراعات الأثنية والمذهبية في العالم.

أطروحة المفكر الأستراتيجي ( زبيغنيو بريجنسكي ) لأنقاذ أمريكا من الأنهيار :

- إن أمريكا تتراجع، وتراجعها ( نسبي ) .. وعليها أن تعيد تشكيل ميزان القوى انطلاقا من وجود المتغيرات الاقليمية والدولية .. كما عليها ان تعمل على ( الشراكة الأستراتيجية ) مع الصين لمجابهة فوضى التطرف في الشرق الأوسط . والمعروف أن ( الفوضى الخلاقة ) جاءت من مختبرات أمريكا الأستخباراتية ، وهي امتداد لأفكار ونظريات بريجنسكي في ما يسمى إستيقاظ الأصوليات ونشر قوس الأزمات .. وهو مسعى أمريكي خبيث يعبر عن منحيين، الأول : جر الصين لمستنقع محاربة الأرهاب . والثاني : عدم قدرة أمريكا على البقاء متربعة على قمة الهرم العالمي، إنما هي في إنحدار نحو السفح ، ليس في الخارج فحسب، إنما في الداخل الأمريكي على وجه التحديد.!!

الخلاصة :

- ماعادت أمريكا ذاتها بعد عام 2011 حين لملمت بقايا جيوشها المهزومة سياسيًا من العراق وسلمت مقادير الأمور إلى إيران - الدولة المارقة التي ترعى الأرهاب - وتركت أوضاعه - وهي دولة إحتلال تتحمل مسؤوليات قانونية وسياسية وإعتبارية لحالة التدهور العام المريع الذي يضرب الدولة العراقية جراء سياساتها التدميرية - للتفسخ والتفكك والأنهيار، تحت دعاوى ومزاعم محاربة الأرهاب وضرورة التوجه صوب العمق الآسيوي.!!

- العالم يشهد إنقساما تكتليًا إقتصاديًا من الصعب أن يتجاهله الغرب وفي مقدمته أمريكا .. على الرغم من أن أمريكا لا تخفي نزعتها التدميرية الخبيثة حيال الصين والأتحاد الأوربي، كلما تطلب الأمر ذلك .

- العولمة الأقتصادية تلفظ أنفاسها الأخيرة ولا رجاء من إنقاذها في غرف الأنعاش الرأسمالية .

- تكاد الصورة تقترب تماما في مقاربة إنهيار المعسكرين على التوالي .. الأتحاد السوفياتي كان بيدق هدم هيكله الأقتصادي والسياسي ( غورباتشوف ) ، فهل أن ( باراك أوباما ) بات بيدقًا لتراجع الولايات المتحدة الأمريكية ومن ثم إنهيارها إقتصاديًا وماليًا ونقديًا ، فضلاً عن نتائج سياستها الخارجية الكارثية على أمريكا ذاتها وعلى العالم.؟!





الاربعاء ٥ ذو الحجــة ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / أيلول / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة