شبكة ذي قار
عـاجـل










لان الثورة ومقاومة الطغيان والانحراف والغزو والاحتلال هي أعمال نبيلة ذات أوعية أخلاقية تقترب أو تضاهي أرقى القيم الاخلاقية الموصوفة في ديننا الحنيف وفي كل الأديان السماوية الاخرى فضلا عن كونها صمامات أمان كبيرة لضمان أنسيابية الحياة الأجتماعية وما يتعلق بها من أقتصاد وسياسة وخدمات حكومية لذلك فأن هذه الاعمال لا تحتاج لممارسة الكذب ولا التدليس ولا التضليل لا في الاعلان عن نفسها ولا في التعريف عن مناهجها وفعالياتها :

الاهداف النبيلة لا تحتاج الا الى وسائل انجاز وتحقيق نبيلة .

وعليه فأن الاعلام والثقافة كخطاب ووسائل تعبوية تنويرية تبشيرية يجب أن يظل متمسكا بعروة الصدق مهما كانت الظروف والمعطيات ولمؤثرات المحيطة به ومهما كانت المشاكل والاشكالات التي تواجه رجاله . الالتزام بالصدق والشفافية ليس تعبيرا عن نقاء النوايا وطهر الاهداف بل هو انتماء روحي عميق لقيم الدين ومكارم الاخلاق هي رسالة رسولنا الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه واله وسلم .… النجاة في الصدق كما تعلمناها في ومع تعلمنا الف باء أبجديتنا الكريمة.

الصدق في الاعلام في زمن يعادي الصدق ويسبح بالرذيلة بكل أنواعها هو أحدى فضائل الثوار والمقاومين الاحرار لان مخالفة منهج الصدق هو من أخطر الانحرافات في الارتباط بالله سبحانه وبحركة الحياة بكل روافدها وهو الذي يؤدي الى ويغذي كل أنواع الفساد المالي والاداري والاخلاقي الذي تفشى في عهد انحطاط الاخلاق والصدق بل أكثر من ذلك أن غياب الصدق عن الافراد والتجمعات السياسية هو أحد سمات ومظاهر الخيانة والعمالة والاجرام وأنعدام الضمير والذمة .

لا يمكن أن نكون ثوارا ومحررين اذا أنغمسنا لا سمح الله بذات الصفات النجسة لمن نواجههم من الانجاس الاشرار المعتاشين على الكذب على الله ودينه وخلقه على حد سواء وليس أمامنا من منهج غير الصدق والطهر والنبل وعلو القيم الاجتماعية والسياسية التي نتبناها وننتهجها ونحن نواجه تضليلهم وتزييفهم وكذبهم .

ان الكسب النوعي للرأي العام أو أجزاء منه يجب أن يتم بناءا على ثوابت أخلاقية من الصدق والنبل وسلوك الفرسان.

حبل الكذب قصير
وما يحققه الكذابون لا يلبث أن ينطوي بل ويعود بمردودات عكسية تماما على من يحتمون ويتضللون به. وأيا كانت المردودات التي تخلقها أرتجاجات وصدمات الاخبار الملفقة أو المفبركة غير انها سرعان ما تصير عبئا على مروجيها وعلى من يعتاشون عليها . ويخطئ كثيرا من يستعجل السبق بتبني التكهنات والتحليلات التي لم تؤكدها وقائع محددة بل قد يضع نفسه تحت وطأة رد الفعل الذي سيستخدمه أعداءه والمتصيدين لهفوات التعجل والذين يصممون أحيانا مصائد من هذا النوع للثوار والاحرار لايقاعم بها بهدف تقويض ميزتهم الكبرى الا وهي المصداقية .

وعلينا ونحن نمارس عملنا الثوري المقاوم المقدس أن نترفع عن الرد على كل الترهات التي يسبح في فضاءها المدلسون الكذابون لان الرد عليها سيحقق اهدافهم ويضعف قدراتنا لان الثوار في العادة نوع وليس كم عددي في حين ان الأشرار المنافقين المفبركين في زمن العهر كثر فهدفهم هو أغراقنا بما يختارونه من مواضيع والهاءنا عن واجباتنا الاساسية وجرنا الى المهاترات وهذا ما علينا توخي الحذر منه فهم يشتغلون وفق دراسات ومناهج نفسية وليس عفويا ولا عشوائيا كما يظن البعض . وفي هذا الباب يمكن أن يتم الرد بانتقائية ومن قبل أقلام كفوءه ومسلحة بمعلومات وحقائق ويكون ردها أخلاقيا وصادقا ومتوشحا بانوار الحق وبما يشفي غليل قلوب القوم المؤمنين .

ان التبشيع والتضليل والنفاق والكذب هو سلاح الغزاة والمحتلين وادواتهم وذيولهم وسلاح الفاشلين الساقطين المغلوبين بخسارتهم الفادحة لوطنيتهم ودينهم وهويتهم حتى لو فازوا ببعض ملذات السلطة جاها ومالا وعليه فانه لن يمكث طويلا بل سيمضي كما يغور الزبد في قاع البحار .
الصدق في التنوير والتحشيد وخلق الراي العام هو طريق مخاطبة العقول الراجحة الكبيرة والنخب الفاعلة من الشعب وهو الجزء الذي يحتاجه الاحرار والثوار في حقب المقاومة و ملاحقة عوامل الاستقلال الناجز .

اللهم ربي ادخلنا مدخل صدق
وأخرجنا مخرج صدق
وانصرنا على القوم الظالمين .
 





السبت ١ ذو الحجــة ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٣ / أيلول / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة