شبكة ذي قار
عـاجـل










ثمة حقيقة مطلقة ونهائية وثابتة هي ان حزب البعث العربي الأشتراكي هو من أطلق شعار مركزية القضية الفلسطينية في النضال القومي التحرري الأشتراكي للامة العربية وهو من كرسه فكريا , نظريا وعمليا ,وسوقه أعلاميا عربيا وعالميا ومن البديهي أن يبقى البعث متمسكا مؤمنا به حتى تتحرر فلسطين كامل فلسطين وتعود حرة عربية من البحر الى النهر . ومعلوم ان مركزية القضية الفلسطينية في عقيدة ونضال البعث الميداني قد صارت أحدى سمات حزب الوحدة والحرية والأشتراكية , حزب البعث العربي الأشتراكي . البعث هو من حول العراق بعد ثورة تموز ١٩٦٨ الى قاعدة العرب المحررة الثائرة التي تدعم عمليا , معنويا وماديا , نضال العرب عموما وشعبنا الفلسطيني خصوصا لانجاز التحرير وطرد العصابات الصهيونية المغتصبة لها. البعث في العراق لم يساوم ولم يتنازل عن القضية الفلسطينية وقاتل من أجلها بالسلاح وبالمال وفي الاعلام والدبلوماسية ويعلم كل العرب والعالم ان غزو العراق وأحتلاله عام ٢٠٠٣ قد كان في مقدمة دوافعه هو القضاء على العراق المؤمن والمشتغل بثبات وتحت كل الظروف والاحوال لتحرير فلسطين . وقبل هذا فقد كان العراق يوم وصل خميني لطهران قادما من باريس كان العراق في ذروة دعمه لفلسطين وأهلها وفي ذروة عطاءه للامة في كل أقطارها غير ان خميني قد أعلن الحرب عليه وبدوافع ونوايا مصممة مسبقا تحت شعار زائف مفبرك مقنن ومدروس سياسيا ومخابراتيا هو : الطريق الى فلسطين يمر عبر بغداد وكربلاء …!!!!!!! وبديهي ان الدلالات الظاهرة لهذا الشعار الخبيث اللئيم تريد أن تخدع العراقيين والعرب بأمرين :

الأول : ان نظام البعث في العراق غير معني بقضية تحرير فلسطين وهذا يناقض قناعات العرب كلهم رسميين وشعب غير انه قد يفتح نوافذ للرجعية العربية للطعن بالعراق وبحزب الامة وتقوض كل ما يقدمه العراق وما يقوم به لجعل فلسطين هي محور نضال العرب وتحريرها هو طريق الوحدة الحلم الحق.

الثاني: ان النظام الأيراني الجديد الذي يدعي الأسلام هدفه تحرير فلسطين ومعلوم ان العراق يقع جغرافيا في الطريق الى فلسطين وعليه فان احتلال العراق من قبل ايران يصبح له وجه عربي ومصلحة عربية ويغازل بعض الأحلام التائهة أو الباحثة عن الأسترزاق بأسم القضية .

اذن : حرب ايران على العراق كان لها هدف معادي للقضية الفلسطينية لان أشغال العراق كان هدف لحرف بوصلة جهاده ونضاله من فلسطين الى حالة الدفاع عن النفس . وأحتلال العراق من قبل الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا والكيان الصهيوني بدعم وأسناد ايراني قد جاء لأتمام المهمة الموكلة لخميني التي دحرها العراق في حرب قادسية صدام المجيدة. والاحتلال اتخذ من الطائفية منهجا سياسيا للحكم الذي أسسه في العراق والطائفية هي المنهج الذي تتستر بغطاءه الصهيونية في نظامها العنصري في أرض فلسطين المحتلة وايران بنظام ما يسمى بولاية الفقيه التي تدين بالصفوية وليس بالاسلام.

ان غزو العراق قد أسقط جدران الصد التي كانت تحمي الأمة من حدودها الشرقية مع ايران وحتى شواطئ موريتانيا الأطلسية والدليل هو الانهيارات الكارثية في بنية النظام الرسمي العربي والأختراقات الخطيرة للامن القومي العربي التي يشهدها العالم العربي بوضوح وبادراك كل العرب . ومن الواضح بالأدلة القاطعة أيضا ان الأمريكان قد هربوا من العراق عام ٢٠١١م وسلموه للاحتلال الايراني الذي مارس بشكل خاص بعد هذا التاريخ منهجه الاحتلالي للعرب في العديد من أقطارهم وخاصة المشرقية منها.

اذن : أميركا مكنت ايران في العراق ومنحتها اليد الطولى في النفاذ عبر أدواتها المذهبية التي عملت على تشكيلها منذ مئات السنين وتغيرت البوصلة الأيرانية المزعومة لتحرير فلسطين لتمر عبر البحرين والسعودية واليمن وسوريا ولبنان وعبر مصر والسودان وتونس والجزائر ولم يعد طريق كربلاء وبغداد مجديا ولا كافيا للثعلب الفارسي المخادع ….!!!!

هل ظل عربي أو انسان لا يدرك هذه الحقائق غير حزب الله وحزب الدعوة وتشكيلات أيران الأخرى القابعة في الجسد العربي ومعهم بعض قومجية المؤتمر القومي العربي الذين يعرفون ويحرفون ؟؟

هل نحتاج الى جدل بيزنطي عقيم لنعلن ان ايران عملت وتعمل على حرف
بوصلة النضال العربي وأجبرت قوى الامة الحية والأصيلة بعد تمهيدها مع بعض الانظمة العربية المعادية للوحدة العربية و لحامل لواءها حزب البعث العربي الأشتراكي والغارقة في المحلية المصلحية النفعية السايكس بيكوية للاضطرار الى جعل قضية تحرير العراق هي الطريق الوحيد والأوحد للعودة الى الهدف المركزي الا وهو تحرير فلسطين؟

نطالب ببرهان من كل من يدعي ان تحرير فلسطين ممكن من دون العراق كقوة عربية ضاربة وبدون الحزب الذي علم الامة كلها ان فلسطين هي طريق وحدتها والى فلسطين طريق واحد يمر عبر فوهة بنقية !!!!

من جهة أخرى… فأن الأحتلال الأيراني للعراق وللاقطار العربية الأخرى هو نوع من الأحتلال الأستيطاني السرطاني الخبيث الذي لا يكتفي بأحتلال الأرض والثروات كما هو حال الأحتلال الصهيوني مثلا بل انه يتجاوز بأهدافه الخبيثة الشريرة هذه الأطر الأحتلالية التقليدية لينفذ الى المجتمع يفرسنه ويصفونه أي أنه يعمل على تغيير الهوية الدينية والقومية في ان معا ويجند العراقي والسوري والتونسي والمصري والمغربي لقتال أشقاءهم من أبناء وطنهم وهذا مالم تطاله الصهيونية على ما تحمله من أحقاد وخبث وأجرام بل ولم تفكر به بحيث اننا لم نر الى الان عربا يشكلون كتائب وميليشيات صهيونية تقاتل في العراق وتونس مثلا لاحتلالها رغم ان الصهيونية قد أجتهدت بوسائل أخرى لاختراق الامن القومي العربي .

ان أغتيال العراق كقطب محرك للمنهج القومي التحرري الثوري الأشتراكي وكرافع لراية تحرير فلسطين وكمشارك فعلي في الحروب وفي حيثيات الصراع العربي الصهيوني هو طعن واغتيال ممنهج للقضية الفلسطينية وحماية للكيان الصهيوني المغتصب وعليه فانه يفرض ويوجب منطقيا وعلميا وجدليا أن يصير أنقاذ العراق وتحريره من الأحتلال الامريكي الايراني الصهيوني هو محور نضال العرب شعبا وانظمة وقوى سياسية وطنية وقومية واسلامية. وتوجيه النضال العربي هذه الوجهة هو تكريس لبوصلة العرب المتجهة لتحرير فلسطين وتثبيت لها وليس كما يحاول البعض تشويه الحقيقة وحرفها وان أبناء فلسطين هم من بين العرب الذين ينتظر منهم وطنهم العراق أن يكون لنضالهم وجهادهم العظيم والبطولي حصة منه لكي يعود العراق الذي يعرفونه بلا مزايدات ولا تسويف ولا تشويه.

من يتاجرون الان بمركزية القضية الفلسطينية ليس هدفهم تحرير فلسطين ولا حتى تقديم دعم استراتيجي لفصائل المقاومة الفلسطينية بل هدفهم تمكين الأحتلال الايراني من بسط نفوذه على العراق وباقي أقطار الأمة ودواعيهم سياسية طائفية فارسية الهوى متوافقة ومتماهية تماما مع المشروع الايراني الصفوي و أو نفعية تومانية دولارية وسخة.





الاحد ١١ ذو القعــدة ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٤ / أب / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة