شبكة ذي قار
عـاجـل










تتسرب بين فترة وأخرى نصوص وملصقات من مقالات مجتزئة ومفبركة تأتي من هنا وهناك ، وتظهر على صفحات التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الالكترونية ، تشير في ثنايا نصوصها المدسوسة ، وكأن هناك نيات أمريكية مستقبلية جادة للتغيير و لمعالجة وإصلاح أوضاع العراق المتردية ، وحتى التخلص من عملائها في المنطقة الخضراء .

وقد بالغ كتاب آخرون ، أغلبهم لم يكشفوا عن أسمائهم الحقيقية ، في نشر وتوزيع مثل هذه المقالات الواهمة ، المملوءة بالمغالطات والمنافية لكل الحقائق التي تمارسها الإدارة الأمريكية، على الأرض وعلى المسرح الدولي ، وما تمارسه في الكواليس أيضا، من خلال نشر مجموعة من الأكاذيب والدعايات، غير المنطقية، وغير المقبولة ، أغلبها تتحدث حول نية الإدارة الأمريكية لإصلاح الأوضاع الكارثية في العراق ، وإنها تنوي من خلال حيدر ألعبادي أو غيره من أسماء وجهات وعناوين إحداث التغيير المنتظر.

و يجري الترويج لها بقصد واضح، والحديث عن قرب إجراء إصلاحات جذرية في العراق، ومفادها أيضا إيصال رسائل للبعض في نية أمريكية لتوزيع الأدوار ، بوصول وجوه سياسية واجتماعية جديدة لحكم العراق.

وقد وصل الأمر بمثل هذه الترهات والأكاذيب التصريح والقول : بأن الأمريكيين سيتخلون عن عملائهم الذين حملتهم دبابات الاحتلال ، والشروع بتدشين مرحلة جديدة منتظرة في العراق ، يطلق عليها البعض مرحليا : " مرحلة ما بعد داعش".

وحسب تلك التسريبات المضللة : إن الأمريكيين جادون في ملاحقة واعتقال ومحاسبة كبار الفاسدين والمجرمين والسراق الكبار في العراق، وانها أعدت قوائم الاعتقالات لهم ، أو تم الشروع بحضر التعامل مع أموالهم وحساباتهم البنكية البالغة بمئات المليارات من الدولار الأمريكية ...إلى آخره ، من هذه الاسطوانة المكررة هذه الأيام، و بمثل هذه الاختبار المتداولة .

هذه الأكاذيب ، تطبخها وتعدها مراكز البحوث والرصد النفسي والاجتماعي الأمريكية ، كلها تستهدف أساسا زرع اليأس، وتكريس روح الاتكال والانتظار والتضليل ، وهي جزء من مهمات الرتل الخامس في التضليل، هدفها حرف نضال الجماهير والقوى الشعبية العراقية المنتفضة ، ومحاولات تحييد قوى شعبية واسعة عن المساهمة في الكفاح الوطني ، وهي تسعى إلى تحقيق هدف توقف الجماهير عن مناصرة قوى المقاومة ، وإضعاف مناهضة العملية السياسية الساقطة في العراق، وبعزل الجماهير عن الالتحام والتعاون مع قوى الشعب الحقيقية المؤمنة بالتحرير والتغيير الحقيقي.

الجدير بالتذكير هنا انه ليس ما في الواقع والأفق الملموس، ما يشير، لا من قريب أو بعيد، عن نية الامبريالية الأمريكية تصحيح أخطائها الفادحة، لا في العراق ولا في المنطقة ، فالإدارة الأمريكية ، لازالت تتمسك بحفنة من المرتزقة والعملاء والخونة لحكم العراق ، والولايات المتحدة لم تعترف بعد بخطئها التاريخي بغزو العراق، ومسؤوليتها عن تدمير دولته الوطنية، وإسهام سفارتها وخبرائها في تفكيك لحمة المجتمع العراقي ، بشكل مدمر ومقصود .

كما أن السياسة الأمريكية لازالت تتنكر لكل الحقائق التي تدين جرائمها، واستمرارها في دعم العملية السياسية في العراق بكل الوسائل ، على المستوى الدولي ، وهي المسئولة عن تزوير إرادة الشعب العراقي وتشويه المثل الديمقراطية التي تتطلبها الانتخابات النزيهة من اجل الحياة الحرة لشعب يتوق التغيير الجذري والخلاص من هؤلاء المجرمين

وإن ما ألحقته الإدارات الأمريكية بشعبنا من مظالم وجرائم كبرى ستلاحق لعناتها إلى وقت طويل كل القادة الأمريكيين ، ديمقراطيين كانوا أم جمهوريين. ومن السذاجة أن يراهن البعض على فوز هيلاري كلنتون او خصمها ترومب ، وهل من فرق لمسه العراقيون بين بوش الاب والابن وكلينتون وباراك اوباما .

سيظل الوهم كبيرا وقاتلا للعراقيين عند الرهان على السراب الأمريكي في أي وقت وزمن .

وبعيدا عن كل الأوهام والأراجيف المنكرة ، التي تنتشر هنا وهناك، ومن أوساط مشبوهة، والتي باتت تروجها شخصيات وقوى عديدة، منها تعمل من داخل العملية السياسية، وقسم آخر يعمل من خارجها ، وبالتناغم المطلوب أمريكيا وإيرانيا ، وهم عبارة عن وكلاء وعملاء ومرتزقة يعملون للتمهيد لمرحلة مظلمة قادمة ، تبدو ملامحها بالعمل المباشر والفعلي الذي يجري الإعداد له لتقسيم العراق.

هذه المجموعات متفقة على الأهداف الخفية والمستترة لتدمير ما تبقى من العراق ، مجتمعا ودولة وثقافة وحضارة، وكلهم يخدمون تطلعات المحتل الأمريكي، ولي نعمتهم، خصوصا وهو العائد الآن بقوة الى التدخل العسكري المباشر ، وبناء القواعد الجوية، وبتوافق وتنسيق مع حليفه النظام الإيراني الفارسي .

من ذلك كله يتطلب من أحرار العراق وثواره التسلح بالوعي الكامل ، والعمل على توعية الجماهير، والتحذير من مغبة الاستكانة والخدر بانتظار "المخلص" أو "المنقذ" القادم للعراق ، عسكريا كان أم مدنيا، يكون مدعوما من قبل الأمريكيين .

ان التغيير المرتقب في العراق لن يتم إلا من خلال استمرار النضال الوطني، والكفاح الشعبي بكل أشكاله، الكفاح الصلب والمتواصل ، نضال وطني لا يعرف الهدنة أو الهوادة او التوقف مهما كانت التضحيات والمصاعب.

وعلى قوى المقاومة ، والقوى الوطنية الساعية إلى التغيير والإصلاح في العراق ، أن تتوحد ، وتعمل على فك ارتباط و تداخل الخنادق والجبهات الوطنية ، وتعي جيدا إن معسكر الخونة والعملاء ومرتزقة العمل السياسي سيظل بجانب الأمريكيين لا محالة . وان الأمريكيين لن يتخلوا عن عملائهم بهذه البساطة ، وكما تصورها الأراجيف والكتابات المشبوهة والمنشورة هذه الأيام .

أن إرادة الشعب العراقي ستنتصر بإرادة وعزم أحراره وقواه الاجتماعية الواعية ، وكلما تم تشخيص المرحلة بوعي وتحليل دقيق ومسئول، كلما تم اختصار طريق الانتصار للوصول إلى الحرية المنشودة.

لا بد من التصدي للمرحلة القادمة ، من دون أوهام يعتمدها البعض على تغير ما في الموقف الأمريكي من العراق، كما يروج له البعض لكسب الوقت وإجهاض الانتفاضة الشعبية المتصاعدة .

ولا بد من الاستمرار في تعرية المواقف المتخاذلة والمنتظرة عند البعض، من المنتظرين لهبات ومساعدات الإدارة الأمريكية للوصول إلى الحكم ، أو السلطة ، أو حتى المساهمة في التغيير المطلوب قيامه في العراق لصالح شعب العراق .

ولا بد من الحذر من ألاعيب خونة الشعب والعملاء من راكبي سفينة الاحتلال والمنتظرين الجدد لقدومها مرة أخرى، وهم ممن يستفيدون ويستغلون كل يوم إضافي من أيامهم وببقائهم بالسلطة ، أو اللعب بورقة المعارضة الشكلية، من خلال تنسيق إيراني أمريكي بات خطيرا ومخترقا لجهات عديدة ، وإنهم وباستغلال الوقت بحجة " محاربة داعش" أو انتظار نتائج الانتخابات الأمريكية القادمة يخططون لمرحلة ما بعد داعش بكل خستها ودناءتها وإجرامها في تدمير العراق.

وان غدا لناظره قريب





الجمعة ٩ ذو القعــدة ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٢ / أب / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ا.د. عبد الكاظم العبودي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة