شبكة ذي قار
عـاجـل










لم يعد عراق مابعد الغزو والأحتلال مجرد دولة فاشلة فحسب بل صارت سلطة الأحتلال التشريعية والتنفيذية ندرة للمتندرين وعارا وذلا يتحمله كل عراقي لا يقاوم ويعمل بكل السبل لأنقاذ البلد فالطبقة الحاكمة كلها بدون أستثناء بدءا بوليها السفيه علي السيستاني مرورا بانواع الدعوجية والصدرية والحكيمية والاخوانجية والعلمانجية تتشدق وتفتخر بغنائم السحت الحرام وانحطاط القدرات في أدارة البلاد وأنواع الفساد فضلا عن كونها قد وصلت الى السلطة بباطل وجريمة تدينها الديانات اليهودية والمسيحية والاسلامية والمجوسية والصابئية وغيرها. وبعد مهزلة أستجواب خالد العبيدي وزير دفاع المنطقة الخضراء يوم ١-٨-٢٠١٦ م وما تلاها من تداعيات سقط القضاء هو الأخرى سقطة مدوية والتحق بالكامل بدائرة الهزالة والعار حين أطلق سراح سليم الجبوري المتهم من قبل المتهم الفاسد خالد العبيدي بعد أن أستضيف على ( استكان شاي ) في محكمة التحقيق لفترة لا تكفي لحلاقة ذقنه .

قرار القضاء التحقيقي بغلق القضية حتى بدون تحقيق حقيقي وأهمال شهادة شاهد وتسجيلات صوتية مداها الزمني ساعات لم يكن عملا له أية صلة بالقضاء لا من قريب ولا من بعيد بل ولا علاقة له حتى بالسياسة لان السياسة تقتضي اذا أريد استخدامها هنا أن تبرئ رئيس سلطة الاحتلال التشريعية براءة فيها قدر من الموضوعية والمعقول والمنطق لا أن تبرئه لتجعل منه كيانا سابحا في الظنون والشكوك والاتهامات . ان حسم القضية بطريقة معقولة كان سيطلق يد سليم ويمنحه قوة بمقدار معين غير ان ما جرى سيبقي سليم تحت قبضة من وقفوا وراء غلق الملف وستأتي لحظة يثار الملف من جديد اذا قرر من أغلقوه فتحه. هذا يعني أن الفساد الذي برئ منه سليم اليوم سيعود تهمة في القريب العاجل عندما تتقاطع المصالح فالفساد ينجب فسادا وفاسدين ولن تجد الملائكة ولا الرحمة بقعة للتواجد فيه.

لقد تحدث وكتب رجال قانون في وقائع قانونية تدحض تماما وتدين اطلاق سراح سليم الجبوري وما سيق من مبررات في قرار الاطلاق أو التبرئة ومنها عدم كفاية الأدلة. وقدمت في هذا الأطار أدلة قاطعة ان قاضي التحقيق يجب أن يحيل مالديه من أوراق الى المحكمة وهذا لم يحصل . فماذا يمكن أن يبنى على القضية ؟

تأتي الاتهامات المتبادلة وهي فضائحية لا تليق حتى برواد مقهى شعبي بعد فترة قصيرة من التظاهرات الجماهيرية التي رمت سليم الجبوري وشلته خارج مبنى البرلمان الأحتلالي وهتفت بصوت مسموع واضح ( ايران بره بره بغداد تبقى حرة ) ومعروف ان قرار تعيين سليم رئيسا للبرلمان قد صدر من طهران وعليه فان الاستنتاج الاول ان ايران قد كانت هي الجهة التي برأت سليم وأطلقت سراحه وأعادت اليه الحصانة بعد دقائق معدودة من سلخها منه . ولا شك ان ايران لا تتحرك في الشأن العراقي الا بعد أن تتصل وتأخذ موافقة موظفي الدرجة الثالثة في الخارجية الأمريكية .

اذن قرار التبرئة هو محاولة ايرانية أمريكية مستميتة للحفاظ على كيان البرلمان المتهاوي والعملية السياسية الساقطة وليس لان سليم ( صاغ سليم ) وليس لأن سليم لم يفسد ولم يشارك ولم يؤوي ولم يتستر على الفساد . فوجود سليم في البرلمان هو وشلته أصلا هدفه أخذ حصة الحزب الأسلامي الشهرية والسنوية من الميزانية والعقود أسوة برفاقه في السلطة كل حسب نسبته وليذهب العراق وشعبه الى حيث وبئس المصير .

ولأن مهزلة الأستجواب وما رافقها من اتهامات متبادلة فضائحية قد جاءت بعد ساعات من عودة وزير دفاع الخضراء من واشنطن ولقاءه مع أوباما كما تناقلت الأخبار فأن ثمة أحتمال أن يكون للمخابرات الأمريكية مرتسمات معينه وضع سكيتشاتها العريضة خالد العبيدي ايذانا بالعمل على استكمال الرسمة من الأطراف والجهات المحددة بمخطط السي اي ايه والمسنود بطبيعة الحال من اطلاعات الأيرانية ولن يطول الزمن قبل ازاحة الستار عن مسرح الاحداث المعدة .

ولعل من نافلة القول ان فاجعة العراقيين الساكتين والراضين ببرلمانهم ووزراءهم ليست مقطوعة الصلة بحرب تدمير الموصل القادمة والقائمة ولا بمخططات التغيير الديموغرافي والجغرافي لمدن ومحافظات العراق ولا بشؤون ملايين النازحين وبيوتهم تحرق وتهدم في الرمادي والفلوجة وصلاح الدين وديالى على يد الحرس الثوري الايراني ولا بمحركات عجلات نهب ثروات العراق الممنهجة من ايران وأمريكا وقردة السيرك القابع في الخضراء.

كل ما يمكن أن يقال هنا أو في أماكن أخرى مربط الفرس فيه :
ان نظام الاحتلال في العراق يخرج من فشل مخجل ليمارس فشلا اخر حروفه عار وخطواته شنار .

وان هذا النظام الاحتلالي غير المشروع والغارق في الباطل قد بلع القضاء العراقي وتقيأه في بالوعة النظام النتنة وانهى اخر صفحة في كتاب الشرف والنزاهة والمعقولية والموضوعية في سجل هذا القضاء بعد أن عصف بكل مؤسسات الدولة وحولها الى زرائب للدواب بعد أن كان العراق تنحني له الرقاب وتصفق له القلوب وتجله الدول والاحزاب قبل الغزو ومن جاء بهم الغزو من سراديب الرذيلة .





الجمعة ٩ ذو القعــدة ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٢ / أب / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أ. د. كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة