شبكة ذي قار
عـاجـل










أصدر الحاكم المدني لما يسمى بسلطة الأئتلاف المدنية واجهة قوات غزو العراق الأمريكي بول بريمر قانون أجتثاث حزب البعث العربي الأشتراكي كأول قانون للغزاة تلاه قانون حل الجيش والقوات الأمنية في دلالة واضحه وصريحه ولا يخطئها عقل ولا عين الى الأهداف التي جاء من أجلها الغزاة :

ذبح حزب البعث العربي الأشتراكي لأنه حزب عربي قومي يعمل لتحقيق أهداف العرب في الحرية والسيادة والتطور فوق كامل أرضهم من عدن اليمنية الى دهوك العراقية ومن ديالى العراقية حتى نواكشوط الموريتانية مرورا بفلسطين أفقيا وعموديا .

و
الثأر لهزيمة ايران على يد القوات المسلحة وشعب العراق في الحرب التي فرضتها ايران الخمينية لتصدير ثورتها الصفوية المجوسية للعراق ولوطننا العربي ومنح ايران فرصة تحقيق ما لم تتمكن من تحقيقة في عدوانها الاجرامي القذر الذي بدأته عام ١٩٨٠ وقبرناه عام ١٩٨٨.

و
نشر الفتن السياسية والعرقية والمذهبية التي لم تقتصر على العراق بل سرت تدريجيا في الجسد العربي لتؤكد حقيقة ما كان يقوله العراق وقيادته من ان المؤامرة على العراق والعدوان عليه وأستهدافه انما هي في حقيقتها مؤامرة على الأمة العربية وعلى الامة الاسلامية كلا لا تجزئة ولا استثناء فيه . والعرب الان كلهم يعترفون ويقرون ويعضون أصابع الندم .

ويمكن لأي باحث أن يضيف لهذه الاهداف الشريرة ما يحلو له ليس أستنتاجا نظريا بل من بين ثنايا وطيات الواقع الذي خلقه وأنتجه الأحتلال عسكريا وسياسيا وأقتصاديا وأعلاميا في العراق وفي الارض العربية الواقعة شرق البحر الاحمر كلها بالدرجة الأساس .

اذن:
الغزو جاء لأجتثاث وأفناء حزب البعث العربي الأشتراكي ودولته الوطنية القومية لأن البعث أجرم ودولته أجرمت : أجرمت في تحصين الأمن القومي العربي

و أجرمت في بناء العراق وتطوره وتحويله الى بلد يصنع ويزرع ويعلم ويشع أنوارا وعطاءا للعرب جميعا .

وأجرمت في بناء جيش عربي قهر الغرب الامبريالي الصهيوني ممثلا بأيران الخمينية وأجرم في ترصين الوحدة الوطنية العراقية لتكون نموذجا لوحدة العرب وأجرم في تحويل العراق الى بلد محصن بقوة القانون والنظام واحترام العمل واستثمار الزمن الذي كان يهدر ويضيع لتدام مظاهر وحيثيات التخلف والجهل وعبودية الطقوس والشعائر الدخيلة على عروبتنا وديننا قبل استلام البعث للسلطة في العراق عام ١٩٦٨.

كنا نحذر من هذه النتائج قبل وقوع الغزو ….
وها نحن نسطرها كحقائق لا حقائق غيرها على أرض العراق المسبي أرضا وشعبا : سياسة مذهبية لا تجيد غير الموت والفساد … شعب مهجر يواجه الفناء في العراء يقتله البرد أو الحر أو رصاص المليشيات ..ارهاب يولد من رحم أجهزة مخابرات الاحتلال وشركاءه في الجريمة وعبيده في السلطة .. افلاس لبلد هو الأغنى في ثرواته وموارده الشمسية والمائية والهوائية والأرضية والبشرية. ..الخ..الخ ..الخ .

هذا ما أنتجه الغزو الذي تزعمته الديمقراطيه المزعومة وركبت ديمقراطيته العمامة المجوسية الايرانية وأتباعها حوزة وأحزاب وميليشيات وأستثمر بعض ما در به من أدران وزبد وخسة ونذالة المغامرون والمقامرون وتجار السحت والجريمة .

ورغم أن الأجتثاث كان هدفا أولا و( قانونا أول من قوانين الغزاة المحتلين ) الا انه لم يحقق أغراضه وأهدافه الأجرامية الوحشية المعادية للانسان وخياراته الحرة. بأدلة :

1- أنطلقت مقاومة وطنية قومية أسلامية أسس لها البعث مبكرا وأطلق٫يفتها الأولى شهيد الأمة الخالد صدام حسين يوم 10 -4- 2003 م أي في نفس يوم دخول دبابات الأحتلال لبغداد السلام . وظلت المقاومة البعثية الباسلة تلحق بجيوش الغزاة خسائر فادحة بل كارثية حتى أرغمتهم على الهرب من شوارع العراق عام 2011 م.

2- ظل البعث يحرك المشهد العراقي سرا وعلنا من جنوب العراق الى شماله ومن شرقه حتى غربه وصار جبلا يصد الغزاة ويحجر مشروعهم ويذل عبيدهم من محكومي العملية السياسية الخونة. ودليلنا ان كل أحزاب العملية السياسية كانت تخاطب البعث سرا وعلنا طالبة أسناده في الانتخابات الصورية المزيفة التي دبروها لتعمية أبصار وتغييب عقول البسطاء والسذج والمغفلين ليصدقوا أكذوبة تداول السلطة واللعبة الديمقراطية .

٣- ظل البعث شماعة يعلق عليها أرباب الاحتلال الامريكي الايراني الصهيوني فشلهم السياسي والاداري ونهجهم المذهبي السياسي الخائر البغيض القاتل ولجؤهم للارهاب والتفجيرات و الاعتقال والاقصاء و التهجير الداخلي والخارجي رغم انهم كل يوم يقولون انه حزب مقبور !!!!.

٤- حار اعلام الغزو والاستعمار والاحتلال وأذنابهم على مدى ١٤ سنة في ايجاد وتطوير وسائل الشيطنة والتبشيع والتكفير والتجريم الباطل لفرسان البعث ولا زال ولكن البعث ظل يرهبهم وينغص الوسن في جفونهم .

٥ - وهذه نقطة في غاية الاهمية في مقاصد هذا المقال وهي ان الأجتثاث قد تم تعديله بعد أيام من أصداره تلافيا لتداعياته المهلكة التي بانت فور تطبيقه من قبل بول بريمر …ثم عدل ثانية بادخال ما عرف ب ( حق الأستثناء ) .. ثم عدل ثالثة ورابعة وخامسة بما لا يليق ولا يتوافق مع تسميته بمصطلح قانون حتى تم أستبداله بما سمي بقانون المسائلة والعدالة الذي تعرض هو الاخر لهزات وهزات وتعديلات والغاءات …

٦- تم حظر البعث في دستور الأحتلال الذي صدر عام ٢٠٠٤ م فلماذا لم يصدر قانون الحظر الا بعد مضي قرابة ١٣ سنة على أصدار الدستور ؟ الا يعني هذا ان الدستور المزعوم لم يطبق طيلة هذه السنوات وان أهم فقرة من فقراته ظلت تتراوح بين قانون بريمر وبين تغييرات واستثناءات لا تفسر الا بكون الفعل المزمع تنفيذه هو قمة الأجرام وذروة الفساد وقاع الرذيلة التي تحتاج كلها الى زمن يلائم اطلاقها ولا أحد ينكر ان ظرف العراق المحتل الان قد وصل الى غاية مرام التخريب والدمار والفوضى التي تسمح بأصار رائحة هكذا قمامة؟

٧- رغم استخدام مصطلحات الأيتام والبقايا والشراذم لقرابة ١٤ عام فاننا نصدم بأصدار قانون من سلطة الاحتلال قبل يومين يستهدف (الأيتام والشراذم والبقايا) كما يسمونها وليس البعث لأن البعث طبقا لهم هم وأعلامهم قد مات و( قبر ) فهل يليق ب ( دولة ) أن تصدر قانونا ( قانوووووون ) على ( شلة أيتام ) ؟؟؟ أم اننا ازاء محنة يعيشها الاحتلال وموظفيه أسمها محنة الخوف من البعث الفاعل على الأرض ( شهداء ومعتقلين ومهجرين ومرابطين ينتشرون بكل أرض العراق )؟

عموما….
لقد سقطت أهداف الاحتلال وماتت أحلام الغزاة وأضمحلت امال الخونة والعملاء بأجتثاث البعث . انهم يرون بأم أعينهم أن البعث قمة لا تغرق وتنظيم عصي على الأختراق وطاقة جهاد وطنية تهدد بجدية وقوة مشروع الاحتلال الامريكي الصهيوني الايراني في العراق والامة العربية وانه يقوى يوما بعد اخر واسمه يلعلع في المساجد والمراقد والبيوت والمجالس ورهابه ينفذ الى البرلمان ومكاتب الوزراء وأزقة و قصور الخضراء المسلوبة من أهلها العراقيين والمقطونة من العجم والشركات الامنية فأضطروا لمداراة فشلهم وأجبروا على تجريب وسائل جديدة تجبر العراقيين على نسيان أسماءهم وأمسهم ويتجنبون ذكر ما بنوه وما عمروه وما تطوروا به وانجزوه… ينسون انهم عرب ولهم لغة أستخدمها الله جل في علاه في كتابه المجيد ..ينسون انهم أكراد وتركمان ووو جمعتهم خيمة العراق الواحد ….ينسون أنهم حصولوا على مئات الالاف من فرص الدراسة في الغرب وفي الشرق نالوا منها الشهادات التي تخدم الان نظام الاحتلال مرغمة أو مخيرة وينسون أنهم تحملوا الموت وسوء التغذية في زمن الحصار الذي رتبه وأدامه الذين غزو العراق والذين وظفهم الغزاة ليقتلوا ويسجنوا ويغتصبوا كل ما هو ينتمي للعراق!!!!.

لقد ظنوا واهمين ان الحبس والاعدام في قانون الحظر سينجز لهم ما عجزت عنه فقرات الدستور ولا جيوش ٤٠ دولة ولا ١٠٠ ميليشيا ايرانية.. ونحن نقول لهم …أخطأتم التقدير فالحظر سيعمق جذور بعث الامة وسيوسع قواعده وسيقوي وينهض بمقاومته ..

لان البعث حزب المبادئ والقيم والفكر والعقيدة و…. الماجدات والاحرار….. أيها المرعوبون الواهمون . .. وعليكم أن تفكروا من الان بأسم اخر لقانون اخر في القريب العاجل يتوجب عليكم أقراره عبر لجنة منتقاة تسرق عبر تكليفها باعداده ملايين الدولارات من قوت شعب العراق اذا قدر لكم البقاء لزمن قادم.





الجمعة ٢ ذو القعــدة ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / أب / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة