شبكة ذي قار
عـاجـل










هذا القانون ليس بذي أهمية تذكر، فبه يريدون – متوهمين – إطفاء نور حزب عظيم وإماتة فكره وإرهاب الناس وجعلهم ينسون عظيم إنجازاته.
وكان القانون سيكون ضمن المعقول لو مرّ في تاريخ البشرية موت فكرة أو أن قوة استطاعت محو ذاكرة الناس تماماً، أو أن أمراً فوقياً استطاع فك التفاف الناس عن فكرة آمنوا بها وولدت من معاناتهم ومن خلال إرادتهم هم لا سواهم، أو قتل إيمانهم بها.

ثم أن الحظر بعد الاجتثاث سيجعل غير المؤمنين بأفكار البعث يتساءلون عن علة حظره بعد اجتثاثه وعن علة بقائه حياً مقاوماً على الرغم من ذلك وتعرض المؤمنين به إلى القتل والإرهاب والاعتقال والتشريد وقطع مصادر الرزق، وستقودهم تساؤلاتهم إلى الاطلاع ومعرفة الحقيقة والمقارنة ثم الإيمان بأن حزباً يربي أعضاءه على شعار أنهم أول من يضحي وآخر من يستفيد، على الرغم من أنهم في الحقيقة أول من يضحي وآخر من يضحي، لا توجد بينه وبين أحزاب تدعي الإسلام والعفة والطهارة وشعار قياداتها أنها أول من يستفيد وآخر من يستفيد حتى أفقروا البلاد وأجاعوا العباد.

سيتوصلون إلى أن حزباً لا يرتاح أعضاؤه حتى عندما كانوا في قمة الحكم والسلطة ويبقون دؤوبين يقدمون لشعبهم سائر الخدمات ويبحثون عن مرضاة الله قبل مرضاة شعبهم، لهو الحزب الذي يحمل صفات الإسلام وخلقه حقيقة لا مراءاة ولا نفاقاً كمثل أحزاب تحمل الإسلام في أسمائها وشعاراتها وتتستر به وهي تسرق وتقتل النفس التي حرم الله بالباطل وتزرع بين أبناء البلد الواحد الفرقة والفتن باسم الله والاسلام الذي أرادنا كياناً واحداً.

والعراقيون أدركوا، الآن، بوضوح، وبعد تجربة عميقة امتدت 13 سنة أن حزباً أحبّ العراق وناضل من أجل إسعاد شعبه وحفظ كرامته والقتال دونها لهو الجدير بالبقاء ورسالته جديرة بالخلود.

وإذا كانت فترة اجتثاث البعث قد فاقمت الأوضاع الأمنية في البلاد وقتل بسببها وبذريعتها مئات الآلاف تحت عنوانها ومنهم أناس ليست لهم علاقة تنظيمية بالبعث، وكانت ذريعة قتلهم أنهم دافعوا عن بلادهم ضد المشروع الإيراني الطامع والطائفي الخبيث، فإن فترة حظر البعث ستزيد مفاقمة الأوضاع الأمنية وسيستمر نهب ثروات العراق وإجاعة شعبه وسرقة ممتلكاته بذريعة مكافحة البعث، لأن المطلوب ممن سلطهم الاحتلالان الأمريكي والإيراني على رقاب العراقيين قتل الهوية العربية لهذا الشعب وإبادته بشتى الذرائع والحجج، وسيكون هذا القانون الجديد الباب المفتوح لإبادة شعبنا، المعتز بعروبته، في الوسط والجنوب والسعي لتفكيك عرى الوحدة التي ظلت تجمع العراقيين لآلاف السنين.

لكني وملايين العراقيين مثلي مطمئنون إلى أن القوانين التي أصدرتها سلطات الاحتلال ومنها القانون الأخير كانت فعلاً سيقابله رد فعل أقوى يشل هذا الفعل ويحقق إرادة الشعب، كما أن فكرة نبعت من الإرادة الشعبية لا يمكن أن يلغيها قانون مهما كانت القوة المجهزة لتنفيذه، وليس سراً أن صدور هذا القانون سبقه وتزامن معه ظهور دكاكين سياسية تدعو إلى التقسيم برعاية أمريكية إيرانية مشتركة، صاحبها هجوم منظم على البعث شاركت فيه قوى كنا نظن أنها وطنية للأسف الشديد، فظهر أنها لا تمثل إلا نفسها، وكان دورها مؤجل التنفيذ حتى تحين هذه الساعة.

كما أنه لم يعد سراً أن البعث بات أكثر تماسكاً وأوسع تنظيمات حتى من الزمن الذي سبق الغزو والاحتلال، فضلاً عن أن تاريخ البعث نفسه لم يسجل مرة أنه تعرض إلى ضربات مميتة ولم ينهض بصفة أقوى وأشد صلابة، فالحب لن يموت والبعث مسيرة حب مستمرة الجريان للشعب والوطن والأمة.





الاثنين ٢٧ شــوال ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / أب / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سلام الشماع نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة