شبكة ذي قار
عـاجـل










ما كان بالأمس سراً من أسرار الكون صار اليوم حكاية الشوارع والحارات في كل العالم. وما كان بالأمس محض تكهن واستنتاج يفرضه المنطق والتحليل صار اليوم حقيقة مائلة يراها الناس ولكنهم من هول المفاجئة وغلبة الصدمة قد لا يجدون وسائل سلسلة سهلة للتعبير عنها.

لقد انكشفت العلاقة التي تربط أميركا بإيران وتوحد منهجيهما في العداء لأمتنا العربية وديننا الإسلامي الحنيف وكل منابع ومصادر إيماننا بالله سبحانه وتناغم دربيهما في تعميق الفتن المذهبية والعرقية وزرع البغضاء بين الأهل وأبناء الوطن للوصول إلى تحقيق الهيمنة الاستعمارية الاحتلالية الإجرامية.

نحن نتكلم عن حقيقة أن :
إيران تحتضن قيادات القاعدة والكثير من عناصرها الفاعلة في العمل الإرهابي وأميركا تعلم ذلك وتستفيد منه وتسخره في برنامج تفتيت البلاد العربية وترتكز إليه كذراع من أذرع خططها في تفتيت العراق الذي استعصى عليها تفتيته بخططها القذرة التي بدأت بغزوه وتقتيل شعبه فوجدت في الإرهاب ضالتها وبالقاعدة وتشكيلاتها وتفريخاتها أداة نافذة إذ بها تبث الفتنة وتخلق الصراعات الاجتماعية لكي يصل المتصارعون مذهبياً من أبناء البلد الواحد إلى نتيجة مفادها أن التعايش بينهم مستحيل.

فالقاعدة وتفريخاتها هي تشكيلات عسكرية تعتنق عقائد منسوبة للإسلام في ضفة من ضفاته الطائفية وهي في حقيقة حالها لا تدين بالإسلام الحنيف بل إن دينها هو الغلو والتطرف والجريمة غير أنها يمكن أن تكون الخنجر الذي يغرز في خاصرة الإسلام عبر طائفيتها البغيضة وقلوب روادها وأهلها الغليظة.

إن قيام القاعدة بضرب أهداف منتخبة توصف بأنها أهداف طائفية أو عرقية هو المطلوب لأنه سيمنح إيران وفصائلها وقواها المؤسسة والمبنية هي الأخرى على ضفة الطائفية البغيضة المجرمة المقابلة فرص التدخل تحت ذريعة حماية المقدسات.

إن نقطة الارتكاز المفصلية في حقبة حكم باراك أوباما قد استندت إلى فلسفة تخفيف عبء الخسائر المادية والبشرية الأمريكية مع الإبقاء على مصالحها وغاياتها وأهدافها الأساسية وسبيل تحقق هذه الفلسفة أو السياسة أو المنهجية هو :

أولاً: تحويل وجهة بنادق الشعب الموجهة ضد الاحتلال إلى صدور الشعب وهذا يقتضي خلق عداوات وبغضاء وثارات بين فئات الشعب وأطيافه وشرائحه.

ثانياً: استخدام بلد أجنبي هو إيران للاصطفاف ومساعدة (فئة) من الشعب (المقصود هنا أحزاب وميليشيات إيران) ضد فئة أو فئات أخرى من الشعب. هكذا استخدام لإيران سيعظم حالات الاستقطاب الطائفي بل وسيخرج بإفرازاته المدمرة على عموم المنطقة.

من هنا مالت كفة إدارة أوباما لصالح إيران إذ أن أميركا في موقع التوجيه والحماية والتخطيط لا تخسر شيئا وإيران من جهتها تجد نفسها على طريق تحقيق أحلامها المتوحشة في إقامة إمبراطوريتها الفارسية المنشودة.

شراكة منظورة وغير منظورة في آن واحد قوامها مصالح إمبريالية صهيونية تتداخل بعضوية فايروسية أو مايكروبية مرضية مع مصالح دولة الولي الفقيه التي ما قامت إلا لتحقيق هذه الشراكة العدوانية القذرة البائسة.

لقد ثبت الآن أن إيران هي من قتل محمد باقر الحكيم عام ٢٠٠٣ الذي قاتل معها ضد العراق في حرب قادسية صدام المجيدة التي شنتها إيران لاحتلال العراق عام ١٩٨٠ ويعتبر رمزاً من رموز منهجها الطائفي لتجعل من مقتله الذي نفذته مجموعة من مجاميع القاعدة دخلت العراق من إيران قاعدة انطلاق لبدء حقبة اللاتعايش بين العراقيين. وتؤكد بعض المعلومات التي بانت حديثاً أن أميركا على علم بخطة وبتنفيذ عملية الاغتيال وبمن نفذها وكذا أطراف في أقطار الخليج العربي.

إن دفع إيران للقاعدة لتنفيذ الاغتيال هو ما نحن بصدده من مظاهر الصلة الإجرامية الإرهابية بين إيران وأمريكا. وتوجيه أصابع الاتهام فوراً في حينها للقاعدة (السنية) هو بيت القصيد ومربط الفرس.

وثابت أن مجاميع من القاعدة تنطلق من إيران إلى أفغانستان وأميركا على علم بذلك وتقوم (أحياناً) بقصفها بالطائرات وتتركها أحياناً أخرى أكثر تنفذ مهامها.

أما عن داعش .. فقد بات بحكم المؤكد أنها وليدة فكرة طرحها الفارسي الهوى والمنهج حسن نصر الله وتلقفها بشار الأسد وكلف بتنفيذها نوري المالكي بالتعاون مع إطلاعات الإيرانية ونوري هو رئيس وزراء العراق المنصب من الاحتلال الأمريكي ولا أحد غير الاحتلال الأمريكي والمسنود إيرانياً.

إن انكشاف الحقائق المتعلقة بالعدوانية والروح الإجرامية هو أحد سبل الانقضاض عليها وإجهاضها من قبل أحرار العراق لأن التعمية والتضليل كانت ولا زالت من وسائل الاحتلالين الإيراني والأمريكي. وفضح المستور لا يقوض قواعد اللعبة المخابراتية النجسة بالفضح فقط بل يهيئ مستلزمات قلب طاولاتها على رؤوس مبتكريها الذين يتصرفون بنوع من التذاكي المقرون بخلفيات غبية لأنه لا يحسب بعيدا بل يركن إلى هدف تحقيق غاية آنية.

وعليه نقول :
إن ثوار العراق ومقاومته الباسلة تمتلك مفاتيح الانقضاض على المشروع الإجرامي الأمريكي الصهيوني الفارسي وسيرى العالم بعد انتهاء دور داعش الذي أنيط بها في مدننا الثائرة قريباً بعد تدمير الموصل بحجة طرد داعش التي نحن على يقين أن أقطابها يعرفون جيدا أن معاركهم طائشة وخاسرة وأنهم يخرجون من المدن التي احتلوها ليتركوها وأهلها لتكون أهدافاً للدمار والخراب والتهجير والقتل ومن ثم للتغيير الديموغرافي الذي تنشده إيران المجرمة ...

سيرى العالم كله أن شعبنا المقاوم سينهض من تحت أنقاض التدمير الداعشي (العلاقة الإيرانية الأمريكية) لتتواصل سيوف الحق العراقي تجز رقاب المعتدين بإذن الله
 





الاحد ٢٦ شــوال ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣١ / تمــوز / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أ. د. كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة