شبكة ذي قار
عـاجـل










خلاصة

ما أكدته الوقائع وحيثيات تقرير "شيلكوت" على المستوى الرسمي، أن الحرب على العراق لم تكن شرعية يقرها القانون الدولي، الذي ينظم العلاقات بين الدول، إنما جاء الغزو إنفراديا وخروجا على الأعراف التي يقرها نظام العلاقات الدولية ، فهو عمل مدان في ضوء الحقائق والقرائن والأدلة، التي تضع المجرم الذي أصدر قرار الحرب ( بوش الصغير وتوني بلير ورهط المحافظون الجدد والمشاركون الذين مهدوا وسهلوا دوافع الغزو لكي تصل إلى الأحتلال الكامل والشامل للعراق ) في دائرة المسؤولية الجنائية الدولية .. فضلاً عن توريط كل من الحكومة البريطانية، وتوريط المجتمع والكونغرس والقضاء الأمريكي بقرار الحرب غير الشرعية وغير الضرورية.

لست في معرض تناول تقرير لجنة "شيلكوت" الرسمي وما انطوى عليه تفصيليًا من حقائق، إنما ما أفصح عنه مجرم الحرب "توني بلير" بعد التقرير بصفاقة ووقاحة إضافة إلى محاولاته لتعزيز الكذب الفاضح على حكومته وشعبه والعالم .. والوقاحة والصلافة تقع أمام العالم كله الذي يرى أن غزو العراق واحتلاله قد هدد أمن العالم ودفع به إلى فوضى العنف والتطرف التي اتساعت دوائرها محليا ثم إقليميًا وشملت معظم الساحة الدولية .. ومع ذلك، يرى توني بلير ( أن العالم بات أكثر أمنًا بعد صدام ) .. وما قاله بلير يتساوق مع الصريحات الخاطفة لبوش الصغير، الذي أشار إلى أن قرار الحرب على العراق كان صائبا وأنه حقق الأمن للعالم .. فيما حقائق الواقع تصرخ يوميًا بحناجر الموت في كل مكان، من العراق الذي ينزف منذ 4 / 09 / 1980 وهو تاريخ العدوان الأيراني على العراق ثم الحرب التي شنها الغرب الأستعماري بقيادة الصهيونية الأمريكية عام 1991 مرورًا بالحصار الشامل الذي قتل الملايين من العراقيين، حتى تاريخ الغزو واحتلال العراق عام 2003 والدماء تسفك يوميا بتوكيل إيران أداة للقتل في العراق والمنطقة .. فضلاً عن صيغة العنف والتطرف التي استشرت وفرخت منظمات ومليشيات إرهابية تكاثرت وتنوعت فمنها ( القاعدة ) ومنها ( داعش ) ، التي هي صناعة ( أمريكية إيرانية صهيونية ) بأمتياز غرضها تزييت ماكنة التدخل الأيراني .. فلولا الغزو والأحتلال ( الأنكلو - أمريكي - الأيراني ) للعراق ما كان لهذه المليشيات والمنظمات الأرهابية من وجود، وكذا نهج العنف والتطرف والأرهاب .. لقد كان العراق يسوده الأستقرار ، ولكن منذ احتلال العراق ظهرت المنظمات والمليشيات وفرخت واتسعت في مجال تدميرها عبر الحدود الأقليمية لتصل إلى الحدود الدولية .. وها هي أوربا تعاني من الأرهاب الذي ضرب عواصمها وشل اقتصاداتها وحاصر مجتمعاتها في دائرة الخوف وسلب منها حريتها وجعلها في هلع دائم .. فهل أن العالم بعد غزو العراق وإحتلاله بات أكثر أمنًا ؟

دعونا ننظر في المقولة المفلسة ( العالم بات أكثر أمنًا بعد صدام ) التي اطلقها "توني بلير" و "بوش الصغير" إعتقادًا منهما بأنهما قادرين على محو الجريمة من التاريخ ومسح الأدلة والقرائن من مسرح الجريمة .. جريمة غزو العراق وإحتلاله لكي يفلتا من العقاب ؟ :

1 - يعرف "توني بلير" وهو ذنب الكلب الصهيوني "بوش الصغير"، أن الشعب البريطاني قد خرج يصرخ ويرفض الحرب على العراق، وكانت حشوده كاسحة شأنها شأن الشعوب الأوربية، حتى الشعب الأمريكي وشعوب العالم المختلفة .. ومع ذلك لم يرضخ بلير لأرادة الشعب البريطاني إنما كذب عليه وزور التقارير الأستخباراتية لصالح الحرب التي يريدها المركز الصهيوني خدمة لأمن ( إسرائيل ) .

2 - ديفيد كاميرون .. اقترح على الشعب البريطاني الأستفتاء للخروج من عضوية الأحاد الأوربي، وهو مقترح طائش قسم الشعب الى مؤيد ورافض وعرض بلاده لمخاطر التقسيم وانسلاخ اجزاء منها عن طريق المطالبة بالاستفتاء، كما عرض الاتحاد الاوربي الى التفكك ثم تذرع بالدستور وبحق الشعب البريطاني في ان يبدي رأيه وهو صاحب الفصل .. فيما شعر الجميع بالخيبة جراء هذه السياسة غير المسؤولة .. ( توني بلير ) كذب على الشعب البريطاني وخدع برلمانه وقاده إلى حرب غير مبررة وغير ضرورية، و ( ديفيد كاميرون ) ورط الشعب البريطاني وقسم وشرذم ودفع الى التفكك وبالتالي أربك بلاده والعالم ثم أنزوى بالأستقالة فيما ظل ( توني بلير ) صلفًا وعنيدا في صفاقته وكأنه سينجو من فعلته ويفلت من العقاب .. ولم يدرك أن حقوق الشعوب لن تسقط بالتقادم، ليس بالنسبة إليه فحسب إنما لحكومته التي وافقته على قرار الحرب.!!

3 - انتجت الحرب ( الأنكلو - أمريكية ) على العراق ( داعش ) وانعشت ( القاعدة ) في أكثر من مكان في العالم، كما أنتج هذه الحرب مع ملالي طهران عشرات المليشيات الأرهابية الأيرانية، التي عبرت الحدود تحت الخيمة الأمريكية من العراق نحو سوريا ولبنان واليمن وهددت دول الخليج العربي جميعها ودول المشرق والمغرب العربي بالتدخل الإيراني بوسائل مختلفة ومتنوعه .. ودفعت أعداد كثيرة من القتلة مع المهاجرين والمهجرين إلى دول أوربا بغية إستقرارهم كخلايا نائمة في المجتمعات الأوربية لتخدم السياسات الأيرانية كلما تطلب الأمر ذلك وتحت أوامر ولي الفقيه .. .وهكذا بدأ إنتشار الأرهاب الفارسي تحت مظلة محاربة ( الأرهاب و داعش ) .. .ولم تكن مثل هذه المليشيات والمنظمات الأرهابية موجودة قبل غزو العراق واحتلاله .. فهل بات العالم أكثر أمنًا ؟!

جملة تساؤلات .. تستحق التوقف عندها :

- العراق ، في ظل الحكم الوطني، كان أمنًا وليس بمقدور أي مجموعة أن تشكل إرهابًا ، وليس بمقدور إيران أن تتطاول وتتمدد على العراق والدول العربية، وكانت إيران تحسب ألف حساب للعراق حين تحاول أن تمس أمن دول الخليج العربي ما دام العراق الوطني قويًا .. لأن العراق كان يدافع عن الدول العربية ويدافع عن عروبتها وهويتها القومية ومصالحها وأمنها الوطني ويدافع عن الأمن القومي العربي ، ومن هذا الموقف الحقيقي جاء التوصيف بأن العراق هو ( السد الأستراتيجي ) أمام ( المد الفارسي ) .. .فالمنطقة والخليج العربي بحكم وجود العراق قويًا كان آمنًا .. .الآن أنظروا بعد غزو العراق واحتلاله وضعفه ماذا حل بالعراق وماذا حل بدول الخليج العربي وبالمشرق والمغرب العربي وبالعالم ؟ ، انتشر الأرهاب كالنار في الهشيم .. .وهذا يعني أن العراق ونظامه الوطني كان مصدرًا للتوازن والأمن والأستقرار في المنطقة وكذلك في توازنات العالم .. .ونرى هناك ولحد الآن من يتفوه ظلمًا وتشويهًا لنظام الحكم الوطني في العراق وقائده العربي العظيم صدام حسين .. .حيث يحلوا له توصيف القائد بالطاغية كما جاء على لسان أحد الكتبه في صحيفة الشرق الأوسط يوم 11/ 07 / 2016 .. .فهل منطقه هذا ضغينة أم عمالة أم غباء ؟

- قبل إسقاط النظام الوطني في العراق، هل كان العالم مثاليًا، وهل كان بعده كذلك؟ وهل كانت الدول الغربية وأمريكا و ( اسرائيل ) وإيران حملان ترعى في سفوح الرحمن وبطاح الأنسانية الخضراء؟ وهل انها لم تمارس ( إرهاب الدولة ) وعنفها على غيرها من الدول والشعوب؟ ألم يرسم الغرب خطط مؤامراته حيال العرب والبلاد الأسلامية أو بالأحرى ( الأسلام ) ؟ ألم يروج ( خميني ) ، لتبرير دستوره الطائفي على حساب الدين الأسلامي الحنيف مسوغًا للعنف والتطرف والأرهاب، وبما يتماشى مع ( إرهاب الدولة ) الأسرائيلية في فلسطين المحتلة، ويتساوق مع اهداف الدولة الأمريكية ودول الغرب، حيث الأعتراف ألأمريكي الرسمي بعلاقات التعاون مع نظام خميني قبل وبعد إزاحة الشاه رغم كونه شرطي الخليج ويخدم المصالح الأمريكية ؟ ألم يكن أساس ( دولة خميني ) هو المذهب الطائفي المشبع بالأرهاب والعنف والتطرف؟ ألم تكن إيران دولة مارقة وترعى الأرهاب كمفهوم سياسي وواقعي في السياسة الخارجية الأمريكية ؟ ، كان هذا الحال قبل إسقاط النظام الوطني في العراق، واستمر بعد الغزو والاحتلال وبات أكثر بشاعة حتى الوقت الحاضر؟

إذن .. .الأرهاب موجود في أساس الحكم في ايران وان تنصيصه في الدستور هو من اجل ممارسة العنف والارهاب والاقتتال من أجل التمدد والتوسع الأقليمي .. .فقد أستخدم ( خميني – خامنئي ) حرب إيران التوسعية المذهب، ليضرب عصفورين بحجر .. التوسع القومي وانتشار التشيع الفارسي تحت مظلة آل البيت الأطهار، فيما يعمل ولي الفقيه على تدمير الأسلام بكل الوسائل الممكنة والمتاحة وفي مقدمتها الأرهاب .. ثم ألم يقل الفرس ان دينهم جديد يخالف الدين الاسلامي الذي حمل لوائه الرسول الكريم وصحابته وآل بيته العظام؟!

اسوق هذا الحديث من أجل لفت الأنتباه إلى منبع الأرهاب وأسسه في نهج ( ولي الفقيه ) ، وكذا في نهج السلفية وكليهما لم تستطيعا أن تهضما معطيات العصر وظلتا تعيشان في خارج التاريخ وأحكامه ولم تعترفا بأن العالم قد تطور.

يتبع ...





الاربعاء ٨ شــوال ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٣ / تمــوز / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة