شبكة ذي قار
عـاجـل










تتصاعد الأعمال المقاومة في الأحواز العربية المحتلة؛منذ أيام؛ ويتسارع نسق الزخم الثوري الأحوازي دون هوادة ضد الاحتلال الفارسي البغيض.

وتتزامن الانتفاضة الأحوازية المباركة وهي فصل جديد من سفر المقاومة الأحوازية المحاصرة مع تململ الشعوب الإيرانية المضطهدة من خارج القومية الفارسية العنصرية المتحكمة بكل دواليب الهضبة الإيرانية؛ حيث تمارس الجماهير البلوشستية والكردية في الداخل الإيراني ضغوطا عالية على المحتل الفارسي في سعيها للتحرر من ممارساته الاستيطانية الظالمة والقمعية الجائرة.

إلا أن ثورة جماهير شعبنا العربي في الأحواز السليبة تبقى الأوسع مدى والأكبر أثرا والأشد إيلاما للفرس المتغطرسين؛ حيث نجحت المقاومة الأحوازية البطلة في تنفيذ عمليات نوعية لافتة وذلك عبر ضرب مصالح حيوية وذات حساسية عالية بالنسبة للفرس لعل أبرزها على الإطلاق نجاحها في استهداف منشآت بترولية واقتصادية مهمة استهدافا مباشرا ودقيقا في مرات عديدة ومتلاحقة؛ هذا علاوة على تمكنها من أن تطال بعض المراكز الأمنية والاستخباراتية وحتى العسكرية الفارسية متجاوزة بذلك كل الخطوط الحمر التي تضعها منظومة الاحتلال الصفوي الغاشم.

لن نخوض في دوافع الأحوازيين الأبطال للثورة بكل مدلولات الثورة مسلحة ومدنية إذ ما من أمر واحد يدعوهم لغير ذلك بالنظر لكونهم يرسفون تحت سوط الاحتلال الفاشي العنصري وكل ممارساته الوحشية غير المسبوقة ويعانون بالتالي البطش اليومي والتنكيل والحرمان من أبسط الحقوق المكفولة للبشر والشعوب؛ بالإضافة للاستهتار الفارسي بالمواطن الأحوازي وتنغيص أوجه حياته مجتمعة ومعاملته معاملة دونية تقطر حقدا وسادية.

غير أننا سنحاول استصراخ الضمائر الحية من عرب وأحرار العالم لينصفوا هذه القضية التي لم تلاقي غير التناسي والإهمال طيلة ما يناهز قرنا من الزمن رغم عدالتها وقيامها على الحق.

ليس من العدل في شيئ؛ أن تلاقي الأحواز بما هي تعبيرة عن رفض للظلم والجور والبطش والنهب والسرقات المقننة من قبل ملالي الفرس الإرهابيين وجنرالاتهم الخائبين القتلة؛ كل هذا الازدراء والتعتيم واللا مبالاة؛ فتحجم كل الأصوات المحبة للخير والعدل والسلام عن الخوض في معاناة أهلها من جهة وتغض البصر عن هبة أحرارها وماجداتها وثورتهم على المغتصبين المستوطنين ونضالهم ضد المحتلين الفرس.

إن الأحواز العربية؛ تعاني منذ تسعة عقود كاملة حملة طمس مدروس لهويتها وتذبيح ممنهج لعروبتها؛ ناهيك عن شفط ثرواتها واستباحة مقدراتها بلا انقطاع. والغريب أن العرب لم يلتفتوا يوما لتلك المعاناة الأحوازية المتواصلة؛ بل لم يسعوا حتى لمجرد المواساة والتضامن مع أهلها.. وباستثناء العراق؛ لم يول العرب أية عناية بالأحواز والأحوازيين رغم تشبث جماهير شعبنا هناك بعروبتهم وتقديمهم في سبيلها عشرات آلاف الشهداء والأسرى والمشردين والمنفيين قرابين لها.

لقد حسب العرب أن الاحتلال الفارسي سيتوقف طمعه ونهمه التوسعي عند الأحواز؛ وتجاهلوا بناء على طمأنينتهم المغشوشة تلك كل المخاطر التي نبه إليها العارفون بحقيقة نوايا الفرس وعقيدتهم وحتى سايكولوجيتهم وطريقة تفكيرهم وتخطيطهم؛ إلى أن أفاقوا على خطر العدو الفارسي يقرع أبوابهم واحدا تلو الآخر ويقف عند حدود كل فريق منهم مهددا إياهم بالفناء المحتوم أو الركوع والخضوع للإملاءات الفارسية الصفوية الخمينية.

لقد تكشفت النزعة الإجرامية الفارسية والعقيدة التوسعية الصفوية وحقيقة أطماعها في الوطن العربي بأبشع تجلياتها منذ سيطرة المجرم الخميني على ثورة الشعوب الإيرانية بعد نجاحها في إسقاط النظام الشاهنشاهي؛ وكان العدوان الفارسي السافر على العراق أوج تلك النوازع؛ غير أن تصيدي العراق الشجاع لها دفعها للانكفاء والانحسار ومن ثم تغيير التكتيكات بالاكتفاء بفتح ثغرات في جدران النسيج القومي العربي فزرعت مخالب تابعة لها في بعض الأقطار العربية كلبنان خصوصا؛ إلى أن جاء قرار الامبريالية الأمريكية الجائر بغزو العراق عام ٢٠٠٣ وما تبعه لتعاود ولاية الفقيه المتخلفة الانقضاض مجددا على العراق في بادئ الأمر؛ ولتستغل بعده حالة الجزر القومي العربي الرهيب فتوغل في المجاهرة صراحة بمراميها وأجنداتها المسمومة في الوطن العربي فباتت تمنح لنفسها الحق في الحديث عن إحياء امبطوراريتها على أنقاض العرب محذرة إياهم من مغبة رفض الانصياع لأوامرها والانقياد لطاعتها كرها وغصبا؛ واستباحت المشرق استباحة شبه كلية وتتوثب لبسط سيطرتها على المغرب العربي ومصر والسودان.

إنه وأمام استفحال خطر المشروع الفارسي في الوطن العربي؛ أكدنا مرارا على أن لا حل للعرب في سبيل إجهاضه إلا الالتزام بخطوات ثلاث رئيسية وحياتية وهي :

- ضرورة الاصطفاف وراء المقاومة العراقية الباسلة باعتبارها صمام الأمان الأبرز للعرب ودرعهم الواقي من كل داهم وخاصة في معادلة الصراع العربي الفارسي سيما وأنها - أي المقاومة العراقية - تسطر ملاحم بطولية في ملاحقة جحافل الجريمة الفارسية.

- تسخير كل نفوذ العرب وأوراقهم في سبيل نجدة الأحوار العربية ودعمها ديبلوماسيا وقانونيا وسياسيا وماديا وتسليحيا وإعلاميا ومساندة مقاومتها البطلة الصامدة بوجه الاحتلال الفارسي البغيض؛ وذلك لأن في استعادة الأحواز لحاضنتها الطبيعية وهي الوطن العربي؛ سيصيب منظومة ولاية الفقيه في مقتل وسيسبب لها شللا اقتصاديا تاما بالاستناد لما تمثله الأحواز من خزان هائل من الثروة والطاقة يستغلها الفرس حصرا؛ وهو الأمر الذي سيجبر في النهاية الفرس على معاودة الانكفاء والتقوقع على الذات والعجز نهائيا عن إثارة البلبلة والفوضى ومن ثم التمطط غربا.

- انتهاج سياسة الهجوم كأفضل وسائل الدفاع وسياسة المعاملة بالمثل؛ وذلك بمساندة نضالات الشعوب الإيرانية المنتفضة ضد الغطرسة والاستكبار الصفوي ما يؤدي لتفجير إيران من الداخل ردا على تدخلاتها الوقحة المتواترة والمتنامية في الشأن العربي.

إن هذه الخطوات الثلاث لا مفر من الالتزام بها من قبل العرب إن هم أرادوا كبح جماح الفرس ودرء مخططاتهم الساعية لتذبيح العرب واستعبادهم والإيغال في إذلالهم.

ويبقى الانخراط في المسعى الخير المحمود للأحوازيين في تحررهم واستقلالهم وتخلصهم من الاحتلال الصفوي ذروة الخيارات والسياسات القومية التي لا ينبغي للعرب التراخي في انتهاجها والعمل على إنضاجها وإنجاحها لما لها من مردودية قومية استراتيجية عليا.

ومن نافلة القول إن دعم الأحواز أولوية الأولويات الموضوعة أمام العرب؛ وهو سبيلهم الأسمى لتفويت الفرصة على أحد أخطر أعدائهم التاريخيين.

وليس من رهان للعرب غير ذلك؛ فمتى يقدم العرب على الاعتراف بالأحواز دولة عربية ويطالبون بتحريرها ويضغطون لأجل ذلك ديبلوماسيا وقانونيا واقتصاديا ليجبروا العالم على الإصغاء لألام الأحوازيين وهواجسهم ويستجيبون لتطلعاتهم؟

ومتى يعامل العرب الأحواز رسميا على أنها دولة شقيقة فيفتحون فيها السفارات ويتبادلون معها التمثيليات الديبلوماسية ويخصصون لها مقعدا في هيآتهم ومؤسساتهم الرسمية والشعبية؟

وهل يستفيق العرب حكاما ونخبا وإعلاميين خصوصا؛ فيضربوا عصفورين بحجر واحد: تحرير الأحواز العربية وتقليم أظافر العدو الفارسي الصفوي الغاشم ؟





الاربعاء ٨ شــوال ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٣ / تمــوز / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أنيس الهمامي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة