شبكة ذي قار
عـاجـل










ما تم عرضه في الحلقات الخمس السابقة لبيان الرؤية التي تميز بها البعث ومناضليه عن باقي الاحزاب والقوى وخاصة التي تقمصت الدين الاسلامي واتخذت منه هوية باطلة لأنها لا تمت الى جوهر الدين وابسط مبادئه وقيمه التي يدركها ويفهما الغير متفقه أي { الذي يؤدي عباداته كما هو يفهمها او نشأ عليها فطريا" } لان البعث كحقيقة تاريخية هو الوليد الشرعي الذي انجبه الرحم العربي كجواب شافي وافي على كل التساؤلات والأمراض والعلل التي حلت بالأمة العربية بفعل القوى العدوانية التي مارست دورها ان كان غزوا" او احتلالا" او تخريبا" فكريا" من خلال مجاميع شعوبية متفرسة ومواطئ قدم متقدمه اتخذت من الدين والطائفة والمذهب وسيلة واسلوب لتمرير الاجندة المجوسية بوجهها القديم ، الصفوية بوجهها الجديد لانبعاث الامبراطورية الكسروية التي هد كيانها الدين الاسلامي المحمدي النقي من كل الشوائب والأباطيل ومن اجل رد السهام المسمومة الى نحور كل من ناصب العروبة والبعث العداء ولبيان الحقيقة لدى من لم يطلع سابقا" أو من عميت بصيرته بفعل الادعاءات والأباطيل التي يروجها الدعوجية والروزخونجيه أعرض في الحلقة الاخيرة هذه مقتطفات من الحديث الذي تحدث فيه القائد الشهيد الحي صدام حسين في اجتماع مكتب الاعلام بتاريخ 11 أب 1977 لما فيه من دروس وعبر اليوم نحتاج اليها كرد واعي وواضح على ما أفرزه الغزو والاحتلالين وما نتج عنهما في ما يسمى بالعملية السياسية وارتفاع النعيق الطائفي بل اعتبر جزءا" من الدستور البري مري كي يمعنون في تمزيق العراق وانتهاء وجوده كخيمة كبرى تفيء بضلالها العراقيون عامه {{ عندما نتحدث عن الدين والتراث باعتزاز يجب أن نفهم ان فلسفتنا ليست التراث ولا الدين بحد ذاتيهما , ان فلسفتنا هي ما تعبر عنها منطلقاتنا الفكرية وسياستنا المتصلة بها , وان الامور المركزية في مجتمعنا والمؤثرة في خلقنا وتراثنا وتقاليدنا هو الماضي بكل ما يحمل من عوامل الحياة وتقاليدها وقوانينها , وكذلك الدين ولكن عقيدتنا ليست حصيلة جمع كل ما يحمله الماضي والدين , وإنما هي نظرة شمولية متطورة للحياة وحل شمولي لاختناقاتها وعقدها لدفعها الى أمام على طريق التطور الثوري وعندما وجدت عقيدتنا جرت صياغتها بالشكل الذي تكون فيه مترشحة عن واقع أمتنا ومتقدمة عليه في نفس الوقت وعندما يشكل التراث والدين رافدين أساسين وحيويين في هذا الواقع , فأن تأثيرهما سيكون حيويا على عقيدتنا وهنا أسأل هل كانت الشهامة والصدق والشرف موجودة عند العرب قبل الإسلام أم لا , كيف كانت وماذا أصبحت بعد الاسلام وهل هي نفسها قبل الاسلام وبعده ؟ ، ولابد أن يكون الجواب ان مقاييس للشهامة وللشرف وللصدق وللتعامل في شتى ميادين الحياة , كانت موجودة قبل الاسلام ولكنها ليست هي ذاتها بعد الاسلام فقد تحولت وتغيرت مقاييسها بتغير المجتمع وعقدته وتغير موضوعاته المتداولة اذن فان مقاييس الشرف والشهامة وعموم التقاليد والقيم الاجتماعية الاخرى هي مقاييس موضوعية متطورة , وهي عندما تبدو مطلقة ضمن صيغ التطور في كل مرحلة من المراحل المتعاقبة فإنها نسبية في حسابات النظرة الشمولية للحياة في حركتها العامة المجردة عن خصوصيات المراحل الزمنية وإمكانية والحالات المحددة الاخرى ، أن الافكار والمنطلقات الاساسية حول هذه الامور قيلت من قبل حزبنا منذ وقت طويل , أما الان فإذا ما حصل خلل ما فأن يكمن في السياسيات وفي عدم قدرتها أو قصورها في أن تعكس بشكل صائب المنطلقات الفكرية للحزب في معالجتها لهذه الامور وليس في منطلقات الحزب الفكرية ، اؤكد مرة ثانية تعبيرا عن موقف حزبنا وقناعتي الصميمة بهذا الموضوع , أيضا أن حزبنا ليس حياديا بين الالحاد وبين الايمان وانما هو مع الايمان دائما ولكنه ليس حزبا دينيا , ولا ينبغي أن يكون كذلك ، هناك طرق شتى في العمل التكتيكي وتعبيراته أما النظرة الاسترايجية فلها طريق واحد , فأحيانا يتصرف البعض على أساس يجعل التعتيم والتعميم وفق حسابات التكتيكية وسيلة من وسائل كسب الاغلبية , ولكن يبقى التخصيص والوضوح في النظرة والمعالجات الإستراتيجية هما الوسيلتان الحاسمتان في كسب الاغلبية من الشعب ، وفي هذه المرحلة مطلوب منا التخصيص والدقة والمنهجية الواضحة والمعبرة عن فكرنا في النظرة للمجتمع , ومن بينها النظرة الى كل ظواهر الحياة وشؤونها ، أن التعتيم والميوعة والتلون ليس وسيلتنا في كسب الاغلبية , لأننا لا نريد كسب الاغلبية ضمن حدود زمنية معنية ولقضايا مؤقتة لتجاوز مأزق مؤقت , ولا نريد أن نستخدمها تحقيقا لهدف أو أهداف انية او مرحلية ثم نلفظها ونتنكر لها في مرحلة لاحقة كما يفعل اليمينيون وبعض فصائل الطبقات المستغلة في علاقاتهم مع الجماهير , وانما نريد أن تكون الاغلبية من الشعب الى جانبنا في كل الأحوال وبصورة دائمة على طريق المبادئ المعروفة للحزب والثورة في الوقت الذي نسعى فيه لان نقنع ونحول الشعب كله على هذا الطريق ، أن المعالجات الصميمية والجذرية لمشاكل الشعب والظواهر الاجتماعية والاقتصادية الاساسية وغيرها تتطلب الابتعاد عن التعتيم والاتجاه الى تخصيص الاهداف والمعالجات والقوى الفاعلة الى جانب الثورة في نفس الوقت الذي يتطلب الامر فيه تشخيص اعداء الثورة وتحالفاتهم في كل مرحلة من مراحل النضال , لذلك فأن المطلوب الان التخصيص والوضوح وذلك لكي نكسب كسبا ً صميمياً وراسخاً ونجعل دور حزبنا قيادياً في تحريك وتغير قيادة المجتمع ، أن من بين الاساليب التكتيكية التي يمكن اعتمادها , احياناً , الانتقال الى مواقع الخصم والتداخل معه عندما تكون متفنناً ومقتدراً في اجادة أساليب القتال في الخنادق المتداخلة . ولكن في القضايا السياسية لقيادة الشعب ومواجهة اعدائه والانتصار عليهم بصورة دائمة , هو ان تضع العدو في موقع ان يجعلك متميزا ًعنه , وان تكون الساحة مكشوفة بينك وبينه بما يمنع تداخل الخنادق ويحقق المدى المطلوب للإصابة المؤكدة لتتمكن بندقيتك من تأدية واجباتها بدقة عندما يكون مطلوبا ً استخدامها وليس استخدام السلاح الابيض او مهارة المصارعة اما عندما يكون مطلوباً استخدام الخنجر والحربة والوسائل الاخرى للاشتباك القريب , فعندها يصبح التواصل مطلوباً لكي تستخدم هذه الوسائل والقدرات استخداماً مؤثرا وصحيحاً , وفي نفس الوقت الذي تحتفظ فيه بالقدر اللازم من التميز النسبي فأي الاساليب تطبق على مسألة التعصب الديني والمذهبي في هذه الرحلة ؟ هل المطلوب أن نتحول نحن الى مواقع الناس الذين يطرحون المسألة الدينية وطقوسها طرحا منحرفاً او خاطئاً عن طريق التداخل معهم والالتقاء المؤقت مع مفاهيمهم وأساليبهم لكي نؤثر فيهن ونغير من قناعتهم وبالتالي نقودهم على الطريق الصحيح .. ام ان المطلوب هو التميز عنهم عن طريق طرح كامل تصوراتنا المبدئية الصميمية في المنطلقات والأهداف والأساليب ؟ ، أن التحول الى مواقعهم وخلط المفاهيم او قبول عدم الوضوح يخسرنا المعركة ويهزمنا هزيمة ساحقة ويضعنا أمام أزمة فكرية في نفس الوقت الذي نخسر فيه سياسياً, وبذلك نخسر من موقعين .. نخسر الارضية الفكرية التي نرتكز عليها والتي هي مصدر قوتنا الاساس , ونخسر سياستنا كذلك , وبذلك نفقد التماسك الفكري ونفقد التميز ونخسر جمهورنا هل نبعد استخدام المسألة الدينية , كوسيلة من وسائل الرجعية والأعداء ضد حزبنا عن طريق دعوة الحزبين الى ممارسة الطقوس الدينية وفق ما هو معروف ومتدوال بطريقة تجعلنا نستدرج الى مواقع الرجعية الدينية وتفرقها الطائفي .. ام أن الاسلوب المركزي والصحيح هو اعطاء موقف واضح للمسألة الدينية في جوانبها العملية والنظرية كافة , وان نترك للشعب من حزبيين وغير حزبيين حرية ممارسة الطقوس الدينية الصميمية وفق اختياراتهم ؟ أن التدخل في الاساليب والممارسات مع الاوساط التي تفهم هذه المسألة فهماً منحرفاً أو التي لا تفهمها فهماً صحيحا لا يحل المشكلة وفي نفس الوقت فان الابتعاد عن الدين , بمعنى الالحاد .. هو نظرة مرفوضة من قبلنا وهي خاسرة في كل الحسابات ، الاستعمار وأعوانه سوف لن يتمكنوا من تسخير الطقوس والأعمال الشكلية الى عمل وفعل تخريبي يقف في الخندق المضاد . . ويستخدم الشعب ضد الثورة فلندع الجميع يمارسون طقوسهم الدينية الاعتيادية وفق اختياراتهم من دون أن نتدخل في شؤونهم ، وشرطنا الأساس في ذلك هو أن يبتعدوا في ممارساتهم تلك عن التناقض أو التصادم مع سياستنا في تغيير وبناء المجتمع وفق اختيارات حزب البعث العربي الاشتراكي محذرين اياهم من أن استخدامهم الدين غطاء للسياسة أو للوصول الى حالة من التناقض والتصادم بين الثورة في منهجها وأهدافها وبين الممارسات الديينة ، لا يمكن أن يكون إلا في خدمة الاستعمار الجديد وأهدافه ، وان نشاطاً من هذا النوع لا يمكن الا ان يقع تحت طائلة العقاب الصارم والقبضة الحديدية للثورة . ولكن عندما لا يكون هناك وضوح كاف في المنهج حول هذه المسألة فإن حالة من هذا النوع قد تقود الى اجتهادات متضاربة أو غير مستقرة في اتجاهاتها ومعالجاتها ، وقد تدفع الى صيغ استفزازية ، فنضطر الى أن ندخل المعركة مع القوى الرجعية التي تستخدم الغطاء الديني ، وفق الصيغ والوقت الذي تختاره هي ، ان مواجهة هذه المسألة مواجهة لا منهجية ومبتورة التصور والمعالجات ، والانسياق المفتعل مع التيار ، أو مواجهته بصيغ ظرفية منفعلة ، أو حشر المنهجية العامة بالحالات الظرفية الخاصة بما يسيء الى اتجاهاتها العامة وسماتها المركزية ، من شأنه أن يلحق اضراراً بالغة بمسيرة الثورة وبمبدئية الحزب . ومن جملة التعبيرات الضارة عن مثل هذا النهج المرفوض ، هو أن يرد على استخدام الدين استخداماً سياسياً مضاداً بالدعوة الى اللحاد أو بالدعوة الى تبني المظهرية الدينية . . أو بالدعوة الى التدخل في الشؤون الدينية وطقوسها وصولاً الى التفاصيل الصغيرة لا بد من وجود نهج ثابت ، كما أشرنا وعند ذاك لا يمنع النهج الثابت من أن تتفرع عنه وسائل أو صيغ تعبوية مرحلية أو ميدانية أما الارتجاج بين اليمين او اليسار وبين الصورة والصورة المعاكسة فهذا مرفوض وغير مسموح به الأنة أسلوب العجزين أو أسلوب اللاأخلاقين ولا يسلكه أصحاب المبادئ الواضحة ، ان أمور الحياة يجب أن توضع بسياقات مبدئية ومتوازنة , فنحن نقود مجتمعاً في أواخر القرن العشرين وليس مقبولا منا أن نتحدث في العموميات , ولا مسموحا لنا أن نتحدث في كل يوم حديثاً مغايراً أو أن نسلك كل يوم سلوكا مختلفا , أو أن نعطي في القضية الواحدة توجيهات مختلفة فنتحدث , مثلاً, في وزارة الصحة حديثاً معنياً ثم نذهب الى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية لنتحدث بشكل مغاير , أو أن نقول للمحامين : أنتم الأساس في بناء المجتمع والثورة , ونذهب الى العمال ونقول لهم : انتم الاساس , وكذلك للمرأة أو للشبيبة . فهذا لا يجوز , اذ لابد من وجود مفاهيم وممارسات محددة وواضحة قد يزعج بعضها جزاء من الشعب مؤقتاً ولكنه يجب أن يرضي المبادئ ويرضي الأغلبية على طول الخط لا يجوز أن يكون موضوعنا الان هو توجيه الصراع على أساس انه صراع مع أوساط رجعية وموضوعه التباين بين موقفنا وموقفهم من هذه المسألة , فهذا ليس هو الموضوع المطروح وعلينا أن لا ندخله الا دفاعا عن الثورة ضد أغطية الرجعية ونواياها التخريبية , ولا ينبغي لنا أن نتوهم كذلك اننا يجب أن ندخل معركة سياسية بصيغة من هو مع الدين ومن هو على الدين , لأن هذا المدخل ان دخلناه الان فسيدخل الاستعمار والنفوذ الاجنبي الى صفوفنا من نافذة جديدة , ففي الوقت الذي نرفض فيه الالحاد يجب أن لا نتحول الى رجال دين في التعامل مع هذا الموضوع , ونحول الدولة وأجهزتها باتجاه تأدية الطقوس والمهام الدينية التفصيلية ، ان انتهاج سياسة للتدخل في الشؤون الدينية يؤدي الى أن ينقسم شعبنا ليس بين المتدينين وغير المتدينين فحسب وإنما بين المتدينين أنفسهم بضوء اجتهاداتهم وانتماءاتهم الدينية والمذهبية المختلفة ، ابتعدوا عن التدخل في حياة الناس ، وادخلوا بالمفاتيح والحلقات الأساسية والمركزية التي تضمن المسيرة باتجاهها الصحيح دون الانغماس في التدخل في التفاصيل الصغيرة من حياة الإنسان او في معتقداته الدينية ، لأنكم عندما تتدخلون في خصوصيات الناس ينفرون منكم ويبتعدون عنكم ويكرهونكم عليك أن تلتقط المفتاح المركزي وان تسير به ومن خلاله الحركة العامة للمجتمع ، وان تترك بعد ذلك نهايات حركة المجتمع وتفاصيلها الفرعية والفعاليات الخاصة المشروعة والمؤطرة في اتجاهاتها الرئيسة بالقوانين العامة لحركة المجتمع ودور الحزب القيادي ، ولا تحاول أن تلف الحزام على الشعب من الرأس الى القدمين فتتركه بلا حركة وتطلب اليه أن لا يتألم ولا يتمرد ، فعليكم ، ايها الرفاق ، أن تلتقطوا المفاتيح المركزية ( كما قلنا ) التي تتعلق بعقيدتكم وبمستلزمات تغيير المجتمع ، وفق السياقات التي تريدونها ، وعندها لا خوف من العدو الخارجي الذي ينتظر خلف السياج ، اذا ما بقيت أبواب الممرات الداخلية مفتوحة ، وعندها لا يؤدي ثقل المفتاح المركزي في جيبك الى تمزيق بطانة الجيب مثلما تفعل مجموعة كبيرة من المفاتيح الداخلية ، بالإضافة الى ما تحتاجه تلك المجموعة الكبيرة من المفاتيح من تعقيد كبير لأستخدمها وما تسببه من ارباك عندما تستخدم بديلاً عن المفتاح المركزي ، وهنا يستخدم عامل الزمن لأغراض التدرج وصولاً للهدف ، ليس بحادية وانما بمنهجية ويلعب الإنسان بإرادته دوراً مركزياً فيها ، ان الظاهرة المرضية التي تضايقك والتي تكون عميقة الجذور والتأثير في أوساط من الشعب بمقدار معين ولكنها قاصرة على قلة منه فلا بأس من أن ندخل المعركة معها ، وتكون جريئاً في دخولها ، وان تعطي خسائر من أجل سحقها ، ولكن اذا كانت الكثرة من شعبك مع تلك القلة من الناس التي تقود الظاهرة المرفوضة ، فعندها يتوجب عليك أن تجيد التصرف دون أن تتخلى عن مسؤوليتك القيادية في العمل والتربية ، وافضل صيغة لذلك هي : أن تلتقط المفاتيح والحلقات المركزية وتترك النهايات مرنة في حركتها ،

ما دام التقاط مثل هذه المفاتيح سيؤدي في الدفع وفي الاتجاهات العامة ، في التربية وفي الأجراءات ، الى تحقيق الهدف أو الأهداف التي كنت قد أشرتها في منهجك المرسوم والفرق بين الوصول الى الهدف على تلك الطريق وبين الوصول اليه على هذا الطريق بخسائر أقل ، هو مجرد عامل الزمن ، وعليك أن تقبل بمراعاة عامل الزمن على ألا يفلت من يديك الزمام ولا تدع الزمن يستخدم لكي يفلت من يديك الزمام فيصبح دورك ثانوياً بدلاً من أن يكون قيادياً ، أو تفوت عليك فرصة تاريخية ، ووفق هذا القانون نسير في السياقات المطلوبة وشرطها الأساس هو الأبتعاد عن الأكثار من التدخل في حياة الناس ، اذ أ، كل الأنظمة التي تتدخل في حياة الناس تدخلاً تفصيلياً ، غير مسند بقناعة الأغلبية وبحاجة موضوعية واضحة ، بما في ذلك معتقداتهم وطقوسهم الدينية ، سوف تصبح مكروهة ، وهذا هو جانب من أزمة الكثير من الأنظمة والعقائد في العالم . ان كثرة التدخل في حياة الناس بحيث يصبح الناس كخيول العربات مغلقة الآذان ومحددة في حركة العيون ، ولا ترى على جانبي الخط المؤشر واتجاهاته بسبب التحكم التفصيلي في حياتهم تحكماً مباشراً لا عن طريق التوجيه والتثقيف والاعراف والقوانيين العامة ان ذلك اتجاه مرفوض ولا نريد أن نطبقه على شعبنا لأسباب تحدثنا عنها كثيراً ،

أيها الرفاق ان الشباب والشيوخ هم مع الثورة بحماسة وبلا حدود ، فلا تصطدموا بهم ، أنهم معكم وهم راضون بهذه المسيرة ، فلا تتوغلوا في الفرعيات التي تؤدي بكم الى الاصطدام بهم ذلك لأن التصرف غير الطبيعي يستفز حتى الوسط الذي ليس له غرض محدد وواضح في العالم ضدكم ولا يريد الاصطدام بكم ، ولكن الصيغة التي تمارسونها تجاهه عندما تكون غير طبيعية وغير مسوغة ، فإنها تستفزه ، وعندما نكون طبيعيين ومبدئيين وواقعيين ثوريين فإننا نكسب أوسع الجماهير . . وتبقى القلة فقط متعارضة معنا ، في ميادين ونشاطات وشرائح معلومة ، وعندها تسهل معالجتها وتكون الخسارة في معالجتها خسارة غير جوهرية وليس من شأنها أن تلحق ضرراً مبدئياً بمسيرة الثورة . . ولذلك فإننا في الوقت الذي شددنا فيه على الابتعاد عن تحويل الحزبيين الى رجال دين أو الاصطدام برجال الدين وفق الأسس التي تحدثنا عنها ، فإننا في نفس الوقت نحذر من أن نتحول الى رجال دين في علاقتنا بالشباب وبممارساتهم الاجتماعية والخلقية بما يجعلنا نحول صيغ التعامل معهم ونقد بعض تصرفاتهم المتعارضة مع تصوراتنا الاجتماعية وأخلاقنا الى نمط من الصيغ القسرية والعلاقة الامرية مما يبعدنا عن خطنا السليم . . . علينا اعتماد الإقناع وسيلة مركزية في علاقتنا مع المجتمع معززين ذلك بالتثقيف المستمر وبالدلالة على الصيغ والعلاقات الأجدى وعلينا أن نحافظ على توازننا المبدئي وسياساتنا الواضحة والمبدئية ، وان نبتعد عن التدخل التفصيلي والإقحام غير المسوغ }}

هذه هي نظرة البعث الخالد لعنصر القوة في العروبة - الدين الاسلامي المحمدي – كونه قوة التغيير المادي والاعتباري في مجريات الحياة العربية وهمزة الوصل الانسانية التي عبرت عنها بافقها الاوسع والأبعد رسالة البعث التي اعطاها مفهوم الخلود لانها متجدد بتجدد الحاجه والزمن والفرد العربي القيمة العليا ، ومن هنا يؤمن البعث بان الاسلام المحمدي هو قوة توحيد ولا غير ذلك ، ومن هنا كان التوجيه بوجوب الفصل فيما بين الدين والسياسة لان كل منهما يفسد الاخر في حالة الابتعاد عن الايمان الواعي ومن هنا فان المناضل البعثي هو ملك وقوة وإرادة الجميع وعندما يقع في ما اريد ان يكون سيكون ضدا" لمفهوم الوحدة بل سيغرق في عناصر التمزيق والتفتيت الى يراد لها ان تكون هي السائدة وتمكن من ذلك اعداء ألامه وإنها لمرحلة ظرفية لابد لها من الانحصار والهزيمة بفعل الروح الجهادية لمناضلي البعث والخيرين من ابناء ألامه ولهذا كله كان ومازال وسيستمر البعث قوة يشكل الرقم الاصعب اما كل قوى الشر والأشرار

ألله أكبر   ألله أكبر   ألله أكبر
عاش البعث
وليخسأ الخاسئون





الاحد ٥ شــوال ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٠ / تمــوز / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة