شبكة ذي قار
عـاجـل










الحكومة الفاسدة في المنطقة الخضراء، وهي تتخبط في تصرفاتها، تحاول بغباء أن تغطي على فاجعة الكرادة، التي أشعلت غضب الشعب العراقي والعالم .. والتغطية هذه تتمثل بإبعاد أصابع الأتهام عن المنفذ الحقيقي لهذه الجريمة، وهي بحق جريمة العصر المدبرة بإتقان الخبراء الذين يعرفون ما يفعلون وكيف يمحون الأدلة من مواقع الجريمة، ولكن مثل هذه الجريمة وحجمها وهولها ونتائجها المادية ومخلفاتها تثبت القدرة الفائقة على التنظيم والتنفيذ والإخفاء ومسح الأثار من على مسرح الجريمة، والملفت هو بمساعدة سلطة الحكومة ذاتها .. فكيف حصل الذي حصل ؟

وقبل تناول ما جرى من تغطيات فاشلة ومضحكة – مبكية في الوقت نفسه، لا بد من ذكر الآتي المؤكد الذي بني على خبرة الخبراء وتصريحات العارفين بمستور السياسة على المسرح السياسي المحلي العراقي والدولي :

 ( .. كشفت كامرات المحال التجارية في الكرادة، وليست الحكومية، أن مرتكب الجريمة الشنيعة هو عضو في حزب الدعوة يدعى ( مدرك نوري ) من أهالي محافظة واسط، آمر فصيل في لواء مليشياوي إرهابي يسمى أبو الفضل العباس المرتبط بإيران، وقد أستخدم القاتل ( باج ) رئاسة مجلس الوزراء عند عبوره السيطرات الأمنية المتعددة بصهريج يحمل غاز من نوع حارق وخانق ومدمر، لم تقدر على صنعه حتى المنظمات الأرهابية ومنها داعش ، وذلك بشهادة الخبراء الذين أكدوا أن هذا الغاز إذا ما احترق سوف يمسح كل أثر ولن يترك أي دليل في مسرح الجريمة، الأمر الذي يصعب حصر الجهة المسؤولة عن تنفيذها، وبإعتراف تقرير عمليات بغداد الذي عجز عن إعطاء ما يمكن كشفه للعالم .. ) .

الحكومة المتورطة بالتفجيرات وقتل المواطنين ( شيعة وسنة ) في آن واحد وفي أماكن مختلفة، تحاول أن تغطي جرائمها وفشل أساليبها السياسية والأمنية والأعلامية على النحو الآتي :

1 - تلقي الحكومة الفاشلة والفاسدة هذه الجريمة الشنعاء على أجهزة التفتيش عن المتفجرات التي استوردتها من بريطانيا، وقد تأكد للقاصي والداني منذ عام 2011 أنها أجهزة فاسدة، وتم في حينه التحقيق بشأنها ولم تعلن الحكومة عن نتائج التحقيق وغطت على صفقة الفساد وظلت اجهزتها تستخدم هذه الاجهزة لتمكن عناصرها، إذا اقتضت الضرورة، ان تجعل منها ( ثغرة ) للعبور وتنفيذ جرائم التفجيرات في كل مكان في العراق .. حيث كان ( نوري المالكي ) يعلم بهذه الصفقة تماما، فضلاً عن اجهزة وزارة الداخلية .. والمستفيد من هذه الجريمة الشنعاء هو حزب الدعوة ( العبادي والمالكي ) على رأس القائمة التي تدير العملية السياسة البائسة .. والنتيجة هروب المجرم عضو حزب الدعوة وعائلته إلى إيران .!!

إذن .. أن صب اللوم على الأجهزة الفاسدة الكاشفة للمتفجرات لن ينفع الحكومة في تغطية الجريمة البشعة .

2 - كما تغطي الحكومة هذه الجريمة وهي من صنعها، بإتهام الأرهاب وداعش الأرهابي .. والمعنى، أن الأجهزة الفاسدة قد شكلت ( ثغرة ) يسلل منها ( الأرهاب وداعش ) ولا لوم على الحكومة وإبعاد الأتهام المباشر عنها .. هذه المخادعة، هي الأخرى، لن تنفع الحكومة الطائفية من تورطها بأعمال الأرهاب، وذلك لأحتضانها مليشيات الأرهاب ( بدر والعصائب وأبو فضل العباس وسرايا السلام وغيرها ) أولاً، ولكون منفذ الجريمة البشعة عضو في حزب الدعوة الحاكم بقيادة نوري المالكي ثانيًا، وإن إرتباط هذه المليشيات بقاسم سليماني الأرهابي الدولي وتنفيذها لتوجيهاته ثالثًا .

3 - سرعت رئاسة الجمهورية ووزارة العدل بغباء إجراءات تنفيذ حكم الأعدام بـ ( 3000 ) ثلاثة ألآف مواطن عراقي منهم فقط ( 300 ) من حملة الجنسية العربية والأجنبية بتهمة ( الأرهاب وداعش ) ، وهي تهمة جاهزة دون محاكمات نزيهة وعادلة ومستوفيه للأجراءات ومتطلبات حكم العدالة .. دققوا بالرقم ( 3000 ) ثلاثة ألآف مواطن، صادق على موتهم الحانوتي ( فؤاد معصوم ) وهو يتسابق مع وزارة العدل .. أي عدالة في العالم تذبح ( 3000 ) ثلاثة ألآف إنسان دفعة واحدة وتعلن عنها بكل صفاقة لتغطي الجريمة البشعة التي ارتكبها حزب الدعوة في الكرادة؟!

الحكومة الفاشلة تعتقد بغباء بأن إعدام هذا الكم الهائل من المواطنين من شأنه أن يمتص غضب الجماهير في العراق بصورة عامة وجماهير الكرادة على وجه التحديد .

4 - محاولة حيدر العبادي إعتقال أحد قادة أمن الكرادة وطرد آخرين .. ثم إعلان الحداد لمدة ثلاثة أيام ، هي محاولة بائسة لن تغطي على الجريمة ولن تعالج معضلة الأمن في العراق .. حيث طرد العبادي شر طرده وتمت مطاردته بالحجارة والأحذية وبقناني المياه وباللعنات والسب والشتم .. ولو كان لديه ذرة من كرامة لأستقال هو وحكومته وترك للشعب العراقي ليقول كلمته الحرة الكريمة بعيدًا عن الطائفية والمحاصصة والفئوية والفاسدين والمفسدين والمرتزقة المتحلقين حول المليشيات المنتفعة من المال الحرام .. ولكن، لم يجرؤ على فعل ذلك، لماذا ؟ ، لأن إيران لا تريد ، بعد أن أحترقت ورقة ( نوري المالكي ) تمامًا وتشرذم حزب الدعوة وبات قاب قوسين من السقوط إلى الحضيض .

5 - والغريب أن هذا المخلوق فاقد الكرامة، تقبل الأهانة من الشعب العراقي المنكوب على أساس أنها نتيجة غضب الناس .. فيما كان هناك متربص يحاول أن يجد منفذًا قذرًا من جملة قاذوراته ليحقق رغباته السادية وهو ( نوري المالكي ) ، الذي يقف خلف كارثة الكرادة، بالعودة إلى رئاسة الوزراء وهو يقود حزب الدعوة الفاشل والفاسد الأيراني المنشأ .. هنا يكمن الصراع الخفي تحت رعاية إيرانية أمريكية مشتركة.!!

5 - الأمم المتحدة تنكس أعلامها على مبناها في بغداد .. والمراجع صامتة كصمت القبور لأنها تعلم بالمستور وساكتة عليه، وليس لديها ما تقوله سوى السكوت على هذه الجريمة الشنعاء، التي تعد أبشع جريمة بعد مذابح صلاح الدين والرمادي والفلوجة ومجازر جرف الصخر المرعبة .

6 - الصحافة الأمريكية والبريطانية، سارعت بدعم مزاعم ( حيدر العبادي ) في مسألة الأجهزة الفاسدة، وهي محاولة بائسة للتغطية على الجريمة بصرف الأنظار عن المجرم المنفذ وصاحب القرار ( حزب الدعوة ومليشياته الأرهابية ممثلة بالحشد الشعبي، ولواء أبو فضل العباس أحد هذه المليشيات الأرهابية المجرمة ) .. والمجرم المنفذ لهذه الجريمة القذرة هرب وعائلته إلى إيران .!!

7 - والغريب في الأمر، أن أمريكا لديها أكبر سفارة في الشرق الأوسط من حيث حجمها ورقعتها الجغرافية وجيوش المارينز فيها وإستخباراتها العسكرية ومخابرات المركزية وطاقم كبير من مستشاريها وخبرائها وشبكة واسعة من جواسيسها .. فهل من المنطق إنها لا تعلم بالتفجير المروع قبل وقوعه وعاجزة عن منعه ؟ كلا ، إنها تعلم جيدًا ، ولكنها تريد أن تستبقي على ( حزب الدعوة ) الذي تديره إيران على رأس قائمة الأحزاب الموالية لها، لكي يستمر في حكم العراق بالدم إرضاءًا لطهران .

8 - يربط الأعلام الحكومي المسيس الفاشل، والذي يسقط دائمًا في مطبات لا أول لها ولا آخر، بينما يسمي الحادث المروع كذبًا ( .. القوات العراقية تتقدم في مواجهة الأرهاب وداعش، فيما تواجهه هذه القوات صعوبات في تأمين بغداد .. وبعد أسبوع واحد من استعادة الفلوجة، لم توقف هزيمة التنظيم من تنفيذ اعتداءاته في تفجيرات بغداد .. ) !! .. طبعًا هذا النص البائس يدفع بأصابع الأتهام بعيدًا عن الحكومة وحزب الدعوة، وقبل هؤلاء المسؤولية الكبرى قانونيًا وأخلاقيًا وتاريخيًا المترتبة على أمريكا بإعتبارها المسؤول الأول عن إحتلال العراق منذ عام 2003 وحتى الوقت الحاضر، فضلاً عن المسؤولية التي تتحملها إيران وأحزابها الطائفية ومليشياتها ومرتزقتها .. وهي مزاعم غبية ومغلوطة تخالف حقائق الواقع، التي من الصعب تغطيتها بالتفاهات.

9 - وما يعزز أن المجرم هو عضو في حزب الدعوة وآمر فصيل في لواء أبو فضل العباس الأرهابي وأسمه ( مدرك نوري ) من أهالي محافظة واسط ، نفذ جريمته بواسطة ( باج ) رئاسة الوزراء بعبور صهريج الغاز القاتل، كل السيطرات الأمنية .. هو ما قاله مسؤول في التيار الصدري .. , ( من فم أصحاب الشأن أدينك ) إضافة لما ذكرته الصحافة العالمية.!!

يبقى الموضوع كله متروك أمام الشعب العراقي وقواه الوطنية والقومية والأسلامية الحقيقية، الذين يرون كيف تجري الأمور وكيف تفبرك الأشياء وكيف تتم التغطية على الجريمة والمجرم الحقيقي ومن هم الشركاء في هذه الجريمة ليقرر الخلاص من هذا الوباء .. عليه أن يعمل على وحدة الموقف، ووحدة الكلمة وليس على أي شيء آخر من أجل ضمان حقوق الشعب في أمنه الأجتماعي وسلامته وحياته الحرة الكريمة .. والعمل على طرد هذه الحثالة من على رأس السلطة بكل الوسائل .. لقد خسر الشعب كل شيء عدا كرامته .!!





الخميس ٢ شــوال ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / تمــوز / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة