شبكة ذي قار
عـاجـل










الصراع محتدم بين ( نوري المالكي ) و ( مقتدى الصدر ) على خلفية إرغام الأول على الخروج من الواجهة السياسية المباشرة إلى الكواليس المليشياوية المسلحة الموجهة من ولي الفقيه تحديدًا، وبتحريض من إيران كلما تطلب الأمر ذلك .. دعونا من إعلانات جهة ما مسؤوليتها عن الأحداث الدامية التي تجري يوميًا في العراق .. إنها من نوع يصب في سيناريوهات يخرجها الأعلام الطائفي البائس .

هذا التحريض الأيراني ينفذه ( الغبان ) وزير الداخلية – وهو عضو قيادي في منظمة بدر الأيرانية بزعامة ( هادي العامري ) .. ولا أحد يستطيع أن ينفذ جرمًا رهيبًا بهذ الحجم الذي حصل في منطقة الكرادة، إذا لم يكن مدبرًا رسميًا، ولا يخرج عن إطار المؤسسة الأمنية وأطرافها الأحزاب المتناحرة على النفوذ والسلطة في المنطقة الخضراء .. ولا يهم إيران الكوارث ولا موت عناصر بدر ولا عناصر سرايا السلام ولا موت المواطنين بالجملة .. إنما الذي يهم إيران هو أن تبقى حالة الحرب على ( الأرهاب وداعش ) ، والتي لها ظلع كبير في إنشائه وإستثماره والأستمرار على نهج سياساته كذريعة مثلى للتدخل وتكريس والنفوذ في العراق وفي المنطقة .

الذي يحكم في العراق هم عصابات وليس سياسيين، قتلة وليسوا سياسيين، لصوص وليسوا سياسيين .. ولا يهم العصابات والقتلة واللصوص أي شيء سوى الغنيمة والأستحواذ على المال العام ومناطق النفوذ ومواقع النفوذ القيادية ليقودوا قطيع المرتزقة والسذج، حتى لو مات يوميًا من الشعب العراقي المئات .!!

داعش تنسحب من هنا لتخلي مواقعها ليحقق الحشد الطائفي ( إنتصارات ) .. داعش تخلي مواقعها وتفر إلى جهات أخرى وتترك أسلحتها وعتادها لهذا الحشد، الذي يصر على أن يتغول على كل شيء في العراق، لكي يحقق المزيد من القتل والحرق ونسف البيوت وحرق الممتلكات والمزارع وتدمير المدن والنهب والسلب، حتى قطعان الماشية قد استحوذ الحشد عليها كغنائم ( طبعًا المرجعيات الطائفية صامته لا تتكلم وهي بصمتها تبارك هذا العمل المشين وتسمح به كغنائم حرب وهي أملاك مواطنين مسالمين عزل ) .. والهدف هو التدمير الشامل والكامل والعميق، بتشريد المواطنين من ديارهم وارتكاب المجازر ضد الأنسانية .. و ( الشماعة ) دائمًا التي يعلقون عليها قاذوراتهم وغسيلهم الوسخ هي محاربة ( الأرهاب وداعش ) ، وداعش قوى إجرامية لم تنجب البشرية مثلها وهي من صنيعتها والمحتل الأمريكي الغازي وخيوط لعبتها في تل أبيب.!!

جهات الأمن في البرلمان المهزلة، تتهم ( الداخلية - بدر ) بأنها هي المسؤولة عن الأمن وإن عناصرها متواطؤون مع الأرهاب وإن مقرات المليشيات ودكاكينها ومراكز أمنها منتشرة بين مساكن المواطنين الذين يتحملون نتائج صراعاتهم وتفجيراتهم وإغتيالاتهم حتى فرق الخطف المتخصصة في تشكيلاتهم الأرهابية .. ونوري المالكي يتهم مقتدى الصدر مباشرة بذلك .

فالموت يتسع في الشوارع .. والبرلمان المهزلة والحكومة الفاسدة والفاشلة وقيادييها وعناصرها يعيشون مباريات الأعلام والكلام الفارغ .. .ستحضر الكتل السياسية جلسات البرلمان أو لم تحضر .. .الجلسات شرعية أو إنها غير شرعية .. ما قالته المحكمة الاتحادية سينهي الخلاف النيابي أو لم ينهه .. .وإن رفع الحصانة عن النائب الفلاني صحيح أو غير صحيح ومخالف للدستور الأعور والأفلج .. .وإن جلسات البرلمان في فصله التشريعي الجديد ستستمر بحضور النواب المعتصمين أو لا .. وإن محاولات جمع تواقيع لطلب إقالة رئيس البرلمان التافه ستصل إلى مدياتها أو لا .؟!

وعلى هذا الديدن .. حلقة مفرغة من كلام مفرغ من أي فعل يخدم الشعب .. وهذه أساليب مقصودة تمامًا ومبرمجة من لدن قيادات المليشيات الحاكمة، الذين يطلقون على أنفسهم صفة سياسيي العملية السياسية الفاشلة والفاسدة .. وهي ( إلعوبة ) إيراني - أمريكية مشتركة تستهدف تدمير الشعب العراقي نفسيًا وإعتباريًا وماديًا للوصول إلى هدف التركيع ومن ثم التشرذم والتقسيم.!!

التصفيات الرسمية على مستوى مؤسسات الشرطة وقوى الأمن وحتى الجيش، أخذت طابعًا رسميًا وممنهجًا .. فكلما حدثت مشكلات سياسية في أروقة الأحزاب والحكومة الألعوبة، كلما حدثت تهديدات وتفجيرات هنا وهناك، وهي في طبيعتها مقصودة في أجوائها .. .تفجير في منطقة ( شيعية ) وتفجير في منطقة ( سنية ) ، ثم يبدأ مسلسل الأتهامات ويصب في قالب الأرهاب .

هذه المرة، وبعد الكارثة التي حلت بالكرادة بعد كوارث مجازر الفلوجة وغيرها وإخلائات داعش المعروفة والمكشوفة، بدأ مسلسل إتهامات من نوع آخر تعقبها إجراءات من نوع تصفية حسابات وتصفية عناصر الأطراف المتصارعة .. مثلاً : يتهم ( الغبان ) وزير الداخلية، وهو قيادي في منظمة بدر الأرهابية المرتبطة بإيران مباشرة، عناصر أمنية وشرطة ومدنيين تابعين لـ ( مقتدى الصدر ) بأنهم قد شاركوا في تظاهرات سابقة خلافًا لـ ( قانون ) وزارة الداخلية - قانون منظمة بدر ، يتبع ذلك جملة من الأجراءات - إلقاء القبض - التحقيق - الطرد - الحجز - والحجر - والتصفيات الجسدية للناشطين في بغداد وفي المحافظات الجنوبية جميعها وبدون إستثناء . وهذه الأجراءات التعسفية التي تتمثل بطرد أو حبس أو تجريم أو قتل ومعاقبة كل من تظاهر أو ساعد أو تعاطف مع مطالب الناس المشروعه أو نطق بكلمة ( حرامية ) أو ( فاسدين ) أو طالب بمحاسبتهم أمام القضاء الفاسد التابع لهذه الأحزاب، أو عمل على رفع صور ( خميني وخامنئي ) من على واجهات المقرات الطائفية لأحزاب السلطة ومليشياتها المنتشرة .. الأمر الذي يظهر توجهات إيران واضحة وضوح الشمس ( معاقبة كل من شارك في التظاهرات .. ومعاقبة كل من مزق صور خميني وخامنئي أو تعرض لهما بالأهانة، وخاصة الشعارات التي هزت سماء بغداد والمحافظات - إيران بره بره ، بغداد تبقه حره - ، هذا الشعار قد أفزع طهران وعصاباتها الأرهابية وفي مقدمتهم ولي الفقيه وقاسم سليماني .. وهنا بيت القصيد حيث يرتبط ( الغبان - بدر ) مباشرة بهادي العامري - بدر وهذا الأخير يرتبط بقاسم سليماني بصورة مباشرة .

ثلاثة عشر عامًا مضت والشعب العراقي دماؤه تسفك على الأرصفة في تفجيرات صراعات السلطة بتحريض إيراني .. ثلاثة عشر عامًا مضت وكل قوى العالم وهي تحارب ( الأرهاب وداعش ) ، دول وجيوش دول وأسلحة دول وإستخبارات دول وإعلام دول وأموال دول، كلها وظفت من اجل محاربة ( الأرهاب و داعش ) .. .هل ترون، أيها الشعب العراقي العظيم الذي لن يسكت ولن يستكين للضيم والمهزلة أبدًا ، إين هي اللعبة القذرة التي تلعبها أمريكا مع إيران؟!





الاثنين ٢٩ رمضــان ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٤ / تمــوز / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة