شبكة ذي قار
عـاجـل










تحدث الشهيد الحي المرحوم صدام حسين في اجتماع مكتب الاعلام بتاريخ 11 أب 1977 بحديث شامل تناول فيه نظرة البعث للدين والتراث وكيف يجب التعامل مع القوى المتخذة من الدين الاسلامي وسيلة سياسية لتحقيق اهدافها ونواياها العدوانية التي هي بالنتيجة خدمة للقوى الاجنبية التي تستهدف الثورة في العراق وقدرتها حزب البعث العربي الاشتراكي ومناضليه حيث جاء فيه الاتي {{ أن بعض القوى المضادة صارت تستخدم الاهداف سياسية , فعليك أن لا تستخدم الدين لا هداف سياسية وان لا تصطدم بهم بشكل مباشر وبأساليب تقليدية . أن بعض اوساط الرجعية عندما تتصرف تصرفات استفزازية ضد الثورة تحت غطاء الشعائر الدينية فإنها , وبدافع من الاستعمار , تقصد جر الثورة وأجهزتها الى التداخل في الشؤون الدينية وفق صيغ وأساليب غير متوازنة بما يثير بما اوساطا شعبية هي جزء من الحركة العامة للثورة ومصلحتها جزء من مصلحة الثورة . إن سعي بعض الاوساط المشبوهة في هذا الاتجاه يقصد منه دفع الامور الى الحد الذي يجعل بعض الحزبيين والعاملين في أجهزة الدولة يتصرفون تصرفات غير منضبطة وغير واعية , من شأنها أن تأخذ الاغلبية بجريرة الاقلية المنحرفة , في الحكم العام او في الاجراءات التفصيلية , قاصدة من ذلك تحقيق هدف عزل الثورة عن جماهيرها ودفعها الى حالة الخنادق المتداخلة .. بحيث يصعب التميز بين العدو والصديق فتصيب بندقية الثورة صديقا او ابنا للثورة في الوقت الذي تقصد فيه اصابة اعدائها من العملاء والمنحرفين . ان هذا الاوساط الرجعية المنحرفة , والتي يحركها الاجنبي على الاغلب , تدرك بأنها غير قادرة على كسب الناس من خلال طرحها لحزب سياسي مضاد لحزب البعث العربي الاشتراكي … لذلك فإنها تتوجه الى جر بعض الاوساط من الناس خلال دعوتهم الى ممارسة الطقوس الدينية وفق صيغ خاصة , عاملة على تحويل هذا المنهج في وقت لاحق الى ولاءات سياسية مضادة ومناهضة للثورة .

ويبني المحركون لهذا التكتيك خططهم بالدرجة الاساس على افتراض أن يصدر عنا خطاْ في التصرف التكتيكي فيسعون لتعتيم نتائجه بما يجعل تأثيراته سلبية على إستراتيجيتنا وبما يرجح من حساباتهم في كسب المعركة او على الاقل ان يكون حاجزا نفسيا بين الحزب وأفكاره وبين اوساط معينة من الشعب , مما يعطل او يمنع تواصلها مع افكار الثورة ، إذن فان المطلوب منا هو أن نكون ضد تسييس الدين من قبل الدولة وفي المجتمع وضد اقحام الثورة في المسألة الدينية وان نعود الى اصل عقيدتنا , وان نعتز بالدين بلا سياسات للدين , لانك حين تجعل من نفسك واعظاً او مرشداً دينياً وتطلب , ومن موقع رسمي او حزبي , من الناس أن يؤدوا الطقوس الدينية , انما يتوجب عليك أن ترشدهم الى كيفية اداء تلك الطقوس , وما يترتب عليها من التزامات تبعية , واذا ما دخلت في ذلك فسوف تبدأ المشاكل والتعقيدات , حيث تبدأ الاختلافات وفق اجتهاد المذاهب الاسلامية , أفليس هذا دخولا في السياسية الخاسرة من أخطر أبوابها في الوقت الذي بإمكانك أن تربحها عن طريق آخر ؟ ان مما يبعد تأثير بعض الوسائل المضادة عنك هو الابتعاد عن مرمى العدو عندما يكون المطلوب هو التمايز عن عدوك والانفصال عنه في خندق آخر , وأن تكون المساحة بين الاثنين مكشوفة , لذا فان الدولة اذا ما تبنت سياسة للدين بما يجعلها تتدخل في طقوسه الاعتيادية , منعاً او سماحاً , فإننا سنضع جماهيرنا خارج تأثيراتنا وينقسم جمهورنا وينقسم حزبنا ويرتج البناء الفكري الذي يرتكز عليه حزبنا , وبذلك يربح أعداء الثورة المعركة وتهزم المبادئ وليس سياستنا فحسب }} ومن هنا يظهر جليا" كيف فهم البعث الاسلام كثورة وعائها امة العرب وما ينبغي على المناضلين فعله لتحقيق أمرين أساسيين هما - الفصل فيما بين الدين والسياسة وجعل ابناء ألامه في معزل من التناحر والاختلاف اللذين يضعفان قدرة الامة على التصدي لأعدائها - ، أما أنتم أيها الدجالون ترون الامر بما يوفر لكم الفرصة الاكبر من النهب والسلب بل التمكن من الاسلام لا فراغه من محتواه الانساني وبما تتلهفون اليه لان هاجسكم السلطة والمال ومن هنا تخدعون البسطاء المغفلون المضللون بان السياسة والدين هما امران متلازمان الدين سياسة ، والسياسة هي الدين لان فعلكم ومبتغاة تحقيق امل الشعب وتوفير معايير الخدمة والتطور وها أنتم لأكثر من ثلاثة عشر عاما" أختبركم الشعب بالمباشر وبالميدان ، ماذا حصد الشعب من تسلطكم ؟ غير النكبات تلو النكبات والتردي المتعمد للخدمات بل تجريد الانسان مما اكتسب سابقا" ..... الخ ، وهنا لابد من الوقفه عند نعتكم البعث بالكفر تجنيا" وتعبيرا" عن خلفيتكم الفكرية الكهنوتية التي لاتمت الى الاسلام بشيء بل التستر بالإسلام لتحقيق غايات ارادها اعداء الاسلام المجوس بثوبهم الجديد الصفوية ،

فهل نطق يوما" ما حاخام من حاخاماتكم كخميني وخامنئي ومن هم يلتقون معهم في العقد بحقدها وكراهيتها بما يعبر عن فهمهم للإسلام المحمدي وإدراكهم القيمة التي من الله جل علاه على العرب كأمة حامله لرسالات سماوية يوجب الضمير البشري احترامها وتقديرها لأنها الامة الوسط التي وصفها الجليل الاعلى والزم كل المؤمنين الاخذ به لأنها الحقيقة البينة و كما اعلنها مؤسس البعث {{ فالإسلام اذن كان حركة عربية ، وكان معناه تجدد العروبة وتكاملها فاللغة التي نزل بها كانت اللغة العربية ، وفهمه للأشياء كان بمنظار العقل العربي ، والفضائل التي عززها كانت فضائل عربية ظاهرة أو كامنة ، والعيوب التي حاربها كانت عيوبا عربية سائرة في طريق الزوال ، والمسلم في ذلك الحين لم يكن سوى العربي ، ولكن العربي الجديد ، المتطور ، المتكامل وكما نطلق اليوم على عدد من افراد الامة اسم "وطني" أو " قومي" مع ان المفروض ان يكون مجموع الأمة قومياً ، ولكننا نخص بهذا الاسم الفئة التي آمنت بقضية بلادها لأنها استجمعت الشروط والفضائل اللازمة كيما تعي انتسابها العميق الى أمتها وتتحمل مسؤولية هذا الانتساب ، كان المسلم هو العربي الذي آمن بالدين الجديد لأنه استحضر الشروط والفضائل اللازمة ليفهم ان هذا الدين يمثل وثبة العروبة الى الوحدة والقوة والرقي ، ولكن هل يعني هذا ان الاسلام وجد ليكون مقصوراً على ألعرب ؟ ، اذا قلنا ذلك ابتعدنا عن الحق وخالفنا الواقع. فكل أمة عظيمة، عميقة الاتصال بمعاني الكون الأزلية ، تنزع في أصل تكوينها الى القيم الخالدة الشاملة. والإسلام خير مفصح عن نزوع الامة العربية الى الخلود والشمول فهو اذن في واقعه عربي وفي مراميه المثالية انساني. فرسالة الاسلام انما هي خلق انسانية عربية. ان العرب ينفردون دون سائر الأمم بهذه الخاصة : ان يقظتهم القومية اقترنت برسالة دينية، او بالأحرى كانت هذه الرسالة مفصحة عن تلك اليقظة القومية. فلم يتوسعوا بغية التوسع ولا فتحوا البلاد وحكموا استناداً الى حاجة اقتصادية مجردة، أو ذريعة عنصرية ، او شهوة للسيطرة والاستعباد بل ليؤدوا واجباً دينياً كله حق وهداية ورحمة وعدل وبذل أراقوا من اجله دماءهم، واقبلوا عليه خفافاً متهللين لوجه الله.

وما دام الارتباط وثيقاً بين العروبة والإسلام ، وما دمنا نرى في العروبة جسماً روحه الاسلام، فلا مجال اذن للخوف من ان يشتط العرب في قوميتهم انها لن تبلغ عصبية البغي والاستعمار... وطبيعي ان العرب لا يستطيعون اداء هذا الواجب الا اذا كانوا أمة قوية ناهضة ، لان الإسلام لا يمكن ان يتمثل الا في الامة العربية ، وفي فضائلها وأخلاقها ومواهبها فأول واجب تفرضه انسانية الاسلام اذن هوان يكون العرب اقوياء سادة في بلادهم. الاسلام كائن حي متميز بملامح وحدود ظاهرة بارزة، والكائن الحي المتميز الراقي في مراتب الحياة يكون هذا الشيء ولا يكون ذاك الشيء، هو يعنى هذا المعنى ويناقض ذلك المعنى ويعاديه: الاسلام عام وخالد ولكن عموميته لا تعني انه يتسع في وقت واحد لشتى المعاني والاتجاهات بل انه في كل حقبة خطيرة من حقب التاريخ وكل مرحلة حاسمة من مراحل التطور يفصح عن واحد من المعاني اللامتناهية الكامنة فيه منذ البدء، وخلوده لا يعني انه جامد لا يطرأ عليه تغير او تبدل، وتمر من فوقه الحياة دون ان تلامسه ، بل انه بالرغم من تغيره المستمر ، ومن استهلاكه لكثير من الاثواب ، وإفنائه لعديد من القشور واللباب ، تبقى جذوره واحدة ، وقدرتها على النماء والتوليد والإبداع واحدة لا تنقص ولا تفنى ، هو نسبي لزمان ومكان معينين ، مطلق المعنى والفعل في حدود هذا الزمان وهذا المكان }} فلا استغراب من التآمر الذي تتعرض له تجربة البعث في القطر العراقي من قبل الاعداء لان حقيقة الحزب هي حقيقة الثورة العربية ، والثورة العربية ستكون بحجم الأمة العربية التاريخي والحضاري لذلك هي لا ترضى إلا أن تكون نهضتها عربية أصيلة ، ذات إشعاع عالمي ولو اقتضى ذلك أن تمر بتجارب وصعوبات في منتهى الشدة ،

بل أن هذه الصعوبات مطلوبة حتى تبلغ الثورة العربية أو النهضة العربية عمقها المطلوب وأصالتها ولذلك فهي تتخذ من كل أزمة ومن كل صعوبة مناسبة للتعريف بنفسها لمزيد من التوضيح ولمزيد من التعمق ولمزيد من النضج لقد عرف أعداء الأمة العربية منذ زمن بعيد هذا الوزن الكبير الذي يمكن أن يؤثر في المسار الإنساني ، فجعلوا عداءهم على مستوى هذا الوزن ، على مستوى عظمة الأمة العربية وغنى إمكاناتها لكي يخنقوا نهضتها أو على الأقل يضعفوها ، أو يؤجلوا تحقيقها وكانت الأسلحة التي استخدموها متنوعة ، وليس أضعفها سلاح الافتراء ، والتزوير والتشكيك والتشويه وكان الحزب منذ بداياته الأولى مضطرا لان يرد على الافتراءات والأباطيل الكثيرة ، ولولا روح الإيمان والصدق في أصل بناء هذا الحزب ، هذه الروح التي سرت فيه في تاريخه ، وفي مسيرته ، لكان نجح الأعداء الخارجيون والداخليون في خلق الهوة أو الحاجز بين الحزب وبين جماهير الأمة وخاصة الوسط المتأثر بزخم الحملة الاعلامية الطائفية التي تتبناها القنوات الفضائية الطائفية والتي ثبت ان قسما" منها تبث من الكيان الصهيوني وحسبما بينته قناة روسيا اليوم قبل مده بتقريرها التفصيلي

يتبع بالحلقة الرابعة





الاثنين ٢٩ رمضــان ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٤ / تمــوز / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة