شبكة ذي قار
عـاجـل










بعد ساعات على اعلان ابراهيم الجعفري اعتماد قاسم سليماني مستشارا للحكومة العراقية أفصح حسن نصر الله بطريقة غير مسبوقه عن صورة العلاقة بين ايران وبين حزب الله وتحركت خلايا ايران في البحرين بصيغة علنية هي الاخرى . الانتقال بالوجود الايراني في البلاد العربية من مرحلة التكهنات والمؤامرة والتحليلات والاستنتاجات الى مرحلة العلنية وبكل أشكال التواجد وتوصيفاتها احتلالية أو نفوذ أو غيرها له دلالات سياسية وعسكرية وأهمها :

أن أعوان وأذناب ايران يفرشون أرضيات وجود شرعي لايران في العراق وسوريا ولبنان و يمنحوها حق التواجد العسكري والمخابراتي ويفرضونه كأمر واقع من جهة بعد أن أمنوا الشراكة بين ايران وباقي أطراف التحالف الدولي وفي مقدمتها أميركا تحت غطاء داعش ومحاربة الأرهاب المزعوم وغيرها من التفاهمات المعلن منها وغير المعلن . انه اعلان عن مشروعية الاحتلال الايراني يتزامن مع تسويات سياسية تركية صهيونية وتركية روسية واطلالة تلوح في الافق أيضا لتسوية تركية أيرانية .

ونحن نعلم علم اليقين أن كل هذه التسويات ومحاولات فرض الواقع أو الانتهاء من فرض الامر الواقع كلها تحصل على حساب الخاسر في الحرب وفي السياسة وفي الاعلام والخاسر دون شك وبوضوح لا لبس فيه هم العرب . فالعرب الرسميون بشكل خاص لم يعد يعنيهم ألامن القومي بعد أن غرقوا في حفر وكهوف الامن القطري الذي عجزوا هو الاخر عن حمايته وبعد أن تورطوا ورطتهم الكارثية الأخطر في مساندة غزو العراق وأحتلاله وتنازلهم ( العرب ) عن ثوابت حقوقهم في فلسطين والجولان والاسكندرونه والاحواز وجزر الامارات وسبته ومليلة واندفاع المد الطائفي ليغزو بصيغته السياسية وتفرعاتها تحت ستار الدين كل الساحة العربية بمساندة أمبريالية صهيونية فارسية ظاهرة ومخفية .

بعد معركة الفلوجه وانسحاب داعش منها واعتقال رجال الفلوجة عن بكرة أبيهم هم ورجال المدن والقصبات والقرى التابعة والمحيطة بذريعة التحقيق لمعرفة من أيد أو انتمى لداعش وحملات الأبادة لعشائر ومئات المدنيين الذين نزحوا تحت وطأة نيران أكثر من ٩٠ الف من الجيش الحكومي والشرطة والصحوات وحشد السيستاني وطيران قرابة ٦٠ دولة أصبحت الجغرافية الممتدة من مدن الانبار باتجاه الشمال مفتوحة لاستكمال الهيمنة الفارسية ومفتوحة للقوات الايرانية وتوابعها لاستكمال تدمير الموصل وتكرار مشهد الفلوجة والرمادي وتكريت المتضمن انسحاب الارهاب وتركه الارض والمدن ببيوتها ومساجدها وأهاليها عرضة للابادة الانتقامية لوحوش ايران وعبيد الضغائن الفارسية من جهة ومن الجهة الاخرى :

تنفتح أمام ايران أهم مسارات أحلامها التوسعية الا وهي السيطرة على أقطار الخليج العربي والتي نرجح أن تكون أرجحيات وأولويات العمل العسكري الايراني فيها في الكويت من جهة وفي المملكة العربية السعودية من جهة أخرى.

ان أستكمال تهيئة خلفيات المعركة بدءا من الفلوجه بأتجاه منطقة النخيب وأمتدادا للحدود المشتركة للملكة مع كربلاء والنجف والمثنى نزولا الى مقتربات حفر الباطن قد بدأت مع الاعلان عن الانتهاء من معركة الفلوجة ولا نعتقد ان الزمن سيطول قبل أن نرى تحركات عسكرية وميليشياوية أيرانية على الرقعه المشار اليها وستصاحبها عمليات للخلايا الايرانية النائمة في كل أقطار الخليج العربي والجزيرة العربية . وهذا سيتزامن طبعا مع تصفية الملف السوري لصالح الاحتلال الفارسي المتحالف مع نظام بشار الاسد المجرم.

نحن لا نسوق هذه التوقعات استنادا على مصادر استخبارية فنحن لا نمتلك هكذا مصادر بل نسوقها بناءا على الحقائق العيانية الاتية :

أولا : ان النظام الايراني يرى نفسه وصيا على الاماكن المقدسة في العراق وخاصة مراقد النجف وكربلاء والكاظمية وسامراء و في المملكة العربية السعودية وخاصة بيت الله الحرام وقبر الرسول الكريم والبقيع .

ثانيا : النظام الايراني يرى في قبور البقيع هدفا مقدسا للوصول اليه ونذكرهنا بأول مطالبات مقتدى الصدر للملكة عام ٢٠٠٣ ببناء قباب لمراقد البقيع في الوقت الذي كان فيه يتبجح بانتصار أهل البيت في العراق بقوة أميركا !!!

ثالثا : ان قوة ايران الامبراطورية الفارسية المنشودة لا تكتمل الا بنفط العراق وشواطئ سوريا ولبنان المتوسطية ونفط الخليج والمياه الاقليمية الخليجية وصولا الى البحر الأحمر .

رابعا : لان ايران ترى في الوقت الراهن أفضل وقت لتنفيذ ضرباتها وتحقيق أهدافها التوسعية تحت ستار الدين والمذهب لأن العرب ليس في أضعف حالاتهم فقط بل لأن المد الطائفي قد أخذ من العرب الكثير من نسيجهم وترابطهم ووضعهم في حالة وهن تاريخيه.

خامسا : ترى ايران الفرصة الان سانحة لانهاء مقاومة الشعب العراقي والتي تتطلب من بين ما تتطلبه خنق هذه المقاومة من جهة الشمال ومن جهة الجنوب .

سادسا : المبادرة الايرانية في الجغرافية المتاحة الان سيفتح لها أبواب كانت موصدة بأتجاه الاردن الذي يمثل محورا هاما في المشروع الايراني الصهيوني الامبريالي.

هذا ما نراه في اتجاهات بوصلة العدوان الفارسي على الامة انطلاقا من العراق وبالذات بعد ذبح الفلوجة ورمزيتها المقاومة الباسلة غير ان ثمة يقين نعرف انه قائم ويمكن أن يقلب طاولة الرمل على أطراف ايران ويسقطها في بئر لا قرار له الا وهو يقين المقاومة العراقية الوطنية والقومية والاسلامية العراقية والتي يمكن أن تنقذ الامة اذا ما قرر العرب عموما والتحالف العربي الاسلامي فعلا دخول معارك الدفاع عن النفس في العراق وسوريا قبل فوات الأوان.





الخميس ٢٥ رمضــان ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / حـزيران / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة