شبكة ذي قار
عـاجـل










الفلوجة، المدينة المعروفة بمدينة المساجد، تقع في غرب العراق وفي قلب الأنبار وعلى خط العبور من بغداد إلى بلاد الشام وشبه جزيرة العرب. يمتاز موقعها بأهمية لا يضاهيه موقع آخر، وبتاريخ متميز في حاضر الزمن وماضيه.

الفلوجة هي واحدة من مدن العراق، أحياؤها موزعة على ثلاثة رئيسية، القدس والجولان والشهداء، وهذه الأحياء الثلاثة التي تشكل المحتوى العمراني لهذه المدينة تدلل على هويتها القومية وأن كانت ضمن الخارطة الوطنية العراقية.

إن تسمية أحياءها بالقدس والجولان والشهداء، فلأنها مدينة ما بخلت يوماً بتقديم الشهداء ليس دفاعاً عن أرض العراق وحسب، بل عن كل أرض ومدينة عربية تعرضت للاحتلال والتنكيل بأهلها أسوة بما اصاب الفلوجة.

إن الفلوجة تحتضن هي القدس، لأن القدس ليست عاصمة لفلسطين وحسب، بل هي قبلة العرب والمسلمين، والجولان ليس هضاباً وجبالاً، بل هو أرض رويت بدماء الشهداء العراقيين وأبناء الفلوجة كانوا في لطليعة، وحي الشهداء هو تكريم للأكرم من الجميع.

إن تكرم الفلوجة بأسماء أحيائها، فلأنها لم تبخل يوماً ببذل التضحيات دفاعاً عن قضايا الوطن والعروبة، وهي التي كانت دائماً عنواناً لكرامة الأمة ورمزاً لصمودها في وجه عتاة الاحتلال الأجنبي وأحفاد الشعوبية المجبولة بالحقد الدفين على العروبة.

الفلوجة التي دمرها الاحتلال الأميركي، ثم ما لبثت أن أنبعثت كطائر الفينيق، تعرضت لتدمير جديد من خلال الحملة الشعواء التي شنتها القوى الطائفية والشعوبية التي تديرها مراكز التحكم الإيرانية وتحت مظلة القصف الجوي الأميركي.

الفلوجة التي قال ارذال العملية السياسية أنهم حرروها، خاب فألهم لأن الفلوجة لم تكن محتلة كي تحرر، بل ما تعرضت له كان تدميراً مبرمجاً وتنكيلاً بها وبأهلها تحت حجة ضرب القوى الإرهابية التي تستوطنها، وهذه لم تكن إلا ذريعة تلطى وراءها من نفذوا جريمتهم ضد هذه المدينة الصامدة.

إن الجريمة التي ارتكبت بحق الفلوجة هي جريمة حرب، وهي جريمة بحق الإنسانية وستبقى الأعمال التي ارتكبت بحقها وصمة عار على جبين الذين قدموا أنفسهم على أنهم حكام العراق فيما هم مجرد دمى بأيدي نظام الملالي الذي لم يثأر لهزيمته المدوية في القادسية الثانية، بل ثأر أيضاً للهزيمة الأميركية يوم قاومت هذه المدينة آلة الحرب ولم تركع يوماً أمام غازٍ وطامع.

الفلوجة التي قيل أنهم حرورها، اغتصبت نساؤها من قبل ميليشيات ما يسمى بالحشد الشعبي، ونكل برجالها الذين تعرضوا لأقسى أنواع التعذيب الممارس ضدهم من قبل ساديي العصر.

الفلوجة التي قيل أنهم حرروها، تعرضت للنهب والحرق والتدمير وقاطرات النغول الإيرانيين لم تحمل سلاحاً مصادراً بل عادت تحمل أثاث البيوت وتحويشة عمر الذين ما بخلوا يوماً بتقديم أرواحهم دفاعاً عن شرف العراق وصوناً لحياضه الوطنية ودفاعاً عن قضايا العروبة وفي الطليعة فلسطين.

ثأروا من الفلوجة، فيا عار بنادقهم، فقتلوها وقالوا أنها القاتلة، أرهبوها، وقالوا أنها حاضنة الإرهاب.

الفلوجة سلام عليك وعلى تاريخك المجيد، سلام عليك وعلى شهدائك الأبرار، سلام عليك وعلى من سماك بمدينة المآذن والشهداء. سلام عليك لأنك كنت وستبقين درة ناصعة عل جبين العروبة وستعودين قبلة للمناضلين ومقلعاً للأبطال فأنت الباقية بكل المعاني والدلالات التي تتجسد فيك وهم ذاهبون إلى مزابل التاريخ. سلام عليك يوم دمرت .. ويوم تبعثين من جديد .. سلام عليك يا فلوجة ...
 





الثلاثاء ٢٣ رمضــان ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٨ / حـزيران / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة