شبكة ذي قار
عـاجـل










ليس جديدا اعتراف أمين عام حزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله، وعلى السطح، كما قال، أن حزبه إيراني وأن تحركاته تتم بأوامر من إيران نفسها، ولكن الجديد أن هذا الاعتراف جاء متزامنا مع إجراءات إيرانية أخرى اتخذت كرد فعل للإجراءات البحرينية ضد أدواتها، وهزيمة أدواتها في اليمن ومواجهة هذه الأدوات أوضاعا صعبة في العراق وسوريا.

اعترف نصرالله، في خطاب ألقاه أمام أنصاره الجمعة الماضي، وبلا مواربة أو خجل، بأن “موازنة حزب الله ومعاشاته ومصاريفه وأكله وشربه وسلاحه وصواريخه من الجمهورية الإسلامية في إيران”، مضيفا أنه لا يهتم للإجراءات التي تتخذها المصارف والبنوك ضد حزبه طالما في إيران فلوس ومالنا المقرر لنا يصل إلينا ليس عن طريق المصارف، كما اعترف بتدخل حزبه في شؤون العراق عبر إرسال كوادره وقيادييه لقتل المواطنين العراقيين في المحافظات الشمالية والغربية العراقية بذريعة القضاء على تنظيم داعش.

ولم ينس أن يوجه التهديدات إلى مملكة البحرين ويحرض شعب البحرين على حكومته، ويتهم دول الخليج الأخرى بصناعة الإرهاب.

ومن الإجراءات الإيرانية المذكورة دفع ثلاثة مؤتمرات عربية إلى الدعوة لعقد مؤتمر عربي عام يناقش موضوعا واحدا هو دعم حزب الله ورفض وصفه بالإرهاب، بمعنى أن هذا المؤتمر العربي العام سيدعم إيران ويبرر إرهابها الذي تمارسه في العراق وسوريا ولبنان والخليج العربي واليمن عبر أدواتها في المنطقة.

والمؤتمرات المذكورة هي المؤتمر القومي العربي والمؤتمر القومي الإسلامي ومؤتمر الأحزاب العربية، وهي مؤتمرات مترابطة تتخذ من بيروت مقرا لها، ولما كان مؤتمرها العام السابع قد كرس لدعم الأدوات الإرهابية لإيران في المنطقة واتضحت هيمنة إيران وحزب الله على هذه المؤتمرات، فقد انسحبت منها معظم الشخصيات العروبية، وليس سرا أن هذه المؤتمرات تضخ لها أموالا إيرانية، كما تضخ إلى حزب الله وليس عن طريق المصارف.

قلت، منذ مدة طويلة، إن إيران، وبعد خروجها مندحرة في حربها مع العراق في العام 1988 قررت عدم خوض حرب مباشرة مع أي دولة، وأنها منذ ذلك الوقت باشرت بصنع أدوات لها تخوض الحرب نيابة عنها والعرب عنها غافلون، فزرعت خلاياها النائمة في البحرين واليمن وخلاياها اليقظة في سوريا، وتعاونت مع أميركا وحلفائها في غزو العراق واحتلاله وضخت أدواتها إليه من التنظيمات والميليشيات والأحزاب الإرهابية لتنشر نفوذها في العراق وتمارس الضغط على دول الخليج العربي من الخارج، في تزامن مع تحرك الخلايا النائمة داخل دول الخليج، وتلك لعبة إيرانية أضحت مفضوحة، لكن دول مجلس التعاون الخليجي وقفت حيالها مكتوفة الأيدي مع شديد الأسف على الرغم من التحذيرات التي وجهها إليها ناصحون ومحبون.

وإذا كانت دول مجلس التعاون الخليجي لا تريد حربا مباشرة مع إيران، كإيران التي استعاضت عن الحرب معها بتحريك أدواتها، فإن أمام هذه الدول أن تدعم المقاومة الوطنية والقومية والإسلامية في العراق عسكريا وإعلاميا وماديا ومعنويا، لأن هذه المقاومة هي الوحيدة القادرة على هزيمة إيران من العراق وتأمين الحدود الشمالية لدول الخليج العربي، كما أن المطلوب دعم مقاومة الشعب السوري ضد نظام بشار الأسد المرتبط مصيريا بولاية الفقيه الإيرانية، والتعامل مع إيران بالمثل باستثمار تناقضاتها الداخلية وثورات الشعوب الإيرانية التي بلغ منها الجوع مبلغه لإهدار ثرواتها على تنظيمات إرهابية بهدف إحياء الدولة القومية الفارسية التي طمسها الإسلام ولن تعود لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده”، وفي مقدمة تلك الثورات ثورة الشعب العربي في الأحواز، ومعاملة الأحواز معاملة الدولة المستقلة المعترف بها والواقعة تحت احتلال فارسي.





الاثنين ٢٢ رمضــان ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / حـزيران / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سلام الشماع نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة