شبكة ذي قار
عـاجـل










كل ما فعله الغرب في الوطن العربي منذ بدايات القرن الماضي ، من وعد بلفور ، وسيكس – بيكو ، وإقامة الكيان الصهيوني في فلسطين ، وما فعله منذ بدايات هذا القرن بالتوافق مع العدو التقليدي لأمة العرب بفعل الصراع الذي يؤمن به وهو الصراع الحضاري الموسوم بالحقد والكراهية وأقصد هنا جار السوء ايران هو بعينة مؤامرة ومن اخطرها الاتيان بالعقول المتفرسة الطائفية بامتياز على دست السلطة في العراق ليمعنوا في تمزيق النسيج المجتمعي العراقي وانعكاس ذلك على المحيط العربي والإسلامي لان العراق وفق اجندة نظام ولاية الفقيه في ايران يعد رأس الحربة الصفوية الجديدة ، فمن لا يجد في ذلك مؤامرة فإنه لا يفرق بين - التمرة والجمرة - في هذا المقال سأستعرض بعض الوثائق والوقائع والحقا ثق والمعطيات لفهم الحاضر والمســـتقبل ، وعدم فهم وإدراك اية حالة سياسية إلا بالعودة إلى جذورها التاريخية وتطورها وذلك من أجل الوصول الى الغاية من اختيار العنوان لمقالتي بحلقاتها { هل أصبح الارهاب الطائفي والترويع المجتمعي منهجا يوميا للسلطة في ألعراق } ،

وذلك لان كل المتغيرات التي حصلت في العراق على أثر ثورة 14 تموز 1958 وتقويم مسيرتها الوطنية القومية في ثورة 17 – 30 تموز 1968 بعد ان تمكنت قوى الارتداد من وئد ثورة 14 رمضان 8 شباط 1963 لإعاقة نهوض العراق وتجاوز كل السلبيات التي انتجها التيار الشعوبي والإرهاب الشيوعي والمجاز التي ارتكبها في الموصل وكركوك والانتهاك لحرمات ومقامات رجال الدين بشعارهم سيء الصيت {{ هاي الحبال ممدودة ودار السيد مهدودة }} وما ترافق مع ذلك الجو من تمدد فارسي بعناوين سياسية متخذه من الدين الاسلامي ومنهج ال البيت عليهم السلام وعوائل دينية لا يجاد الركيزة التي عملت من اجلها المخابرات الغربية وبالدرجة الاساس البريطانية امريكية لتحقيق مشروعها المتمثل في شعارهم {{ فرق تسد }} فأقول في 14 أيار 1948 تم الاعلان عن قيام الكيان الصهيوني على التراب الوطني الفلسطيني بقرار أممي ظالم لأنه انتهك حق امة وشعب ، وفي حينه أعلن الصهيوني دافيد بن غوريون ما نصه {{ أن أمن إسرائيل يتحقق عندما تكون إسرائيل أقوى عسكرياً من اي تحالف عربي محتمل }} وباتت هذه الرؤية عقيدة الصهاينة الأمنية إلا أن العديد من الاستراتيجيين الصهاينة رأوا لاحقا ان هذه النظرية وحدها لا تكفي لضمان أمن كيانهم وأن ضمان هذا الأمن واستقراره وقوته وتماسكه مرهون بانهيار المجتمع العربي وضعفه وتمزقه ،

وفي شباط 2011 نشر الكاتب الامريكي مايكل كولينز بايبر مقالاً اشار فيه إلى بحث نشرته دورية المنظمة الصهوينة العالمية المعروفة - كيف ونيم - بقلم الصحفي اليهودي عوديد ينون المرتبط بالخارجية (( الاسرائيلية )) ، ودعا فيه بوضوح إلى نشر الفوضى في الوطن العربي وإحداث انقسام في الدول العربية من الداخل إلى درجة تصل إلى - بلقنة - مختلف الجمهوريات العربية وتجزئتها إلى جيوب طائفية وهذا كان ترداد لذات الأجندة التي طرحها البروفسور إسرائيل شاجاك وهدفها تحويل الكيان الصهيوني إلى قوة عالمية من خلال نشر الفوضى في الدول العربية وبالتالي إعداد المسرح في الشرق الاوسط للهيمنة الصهيونية ، ومن أجل الوصول الى هذه الاهداف كانت هناك جملة من المشاريع والمفاهيم والسيناريوهات التي تبنتها الادارة الامريكية بحزبيها والمعاهد ذات التوجهات الصهيونية والمعنية بالاستراتيجيات الامريكية الغربية في المنطقة والإقليم جند لها دول وأحزاب وتيارات وأشخاص يتخذون من الاسلام ستار ليمرروا اهدافهم والأجندة التي يعملون من اجلها ، وهنا لابد من البيان بان ايران الخبث والكراهية الحضارية بنظامها القديم الجديد كانت الجهة التي لها دور مميز في تحقيق تلك الاهداف والأجندة لتحقيق امرين اساسيين هما انهاك الامة العربية وتجريدها من كل مقومات النهوض والاقتدار والأمر الاخر الاهم عندهم الانبعاث الامبراطوري وإعادة الامجاد بتمددهم تحت يافطة تصدير الثورة الاسلامية { فرض ولاية الفقيه وقيام الكيانات الطائفية المرتبطة بها وفقا" لمنطوق نظرية خميني التي تدار فيها ايران ومشاريعها حاليا" } وبما ان حزب البعث العربي الاشتراكي هو الوليد الشرعي للرحم العربي والمعني اولا" وأخيرا" بإيقاظ الانسان العربي ليتصدى لكل انواع الاستهداف تناول الامر في مؤتمره القومي الرابع ، كما تناوله بتقريره السياسي الصادر عن المؤتمر القطري التاسع - قطر العراق - موضوع الطائفية السياسية ومخاطرها على الامن القومي والوطني - لأنها وبفعل الاجندة الخارجية التي تقوم ادواتها بالتنفيذ لتسخير موارد الدول العربية المهيمن عليها لحرب طويلة الامد يستنزف المجتمع والمال العام والقيم والأجيال كما هو واقع حاليا" في { العراق وسوريا واليمن وليبيا ومصر ولبنان } والحبل جرار كما يقول المثل ، ان الواقع المرير الذي تمر به الامة العربية كشعب وارض اليوم وتحديدا" ما بعد غزو واحتلال العراق عام 2003 يعد خطراً ينذر بتمحور طائفي سياسي يقود الوطن العربي الى الفناء البشري وتدمير الموارد المادية للأمة والانزلاق إلى الفوضى الطائفية المتمثلة بحزمة حروب متعددة مركبة وسيالة تستنزف الدول بمؤسساتها والاستثمار القيمي والحضاري ونشهد اليوم هدماً منظماً للنظريات السياسية ومرتكزات القانون الدولي ، ومعايير الامن والسلم ، وتبرز ظواهر الفتك الطائفي والضخ الايديولوجي العابر للدين والمنظومات القيمية والأخلاقية والثوابت الوطنية ،

والذي يؤسس لحرب لا سامح الله تدوم لسنين باستخدام السلاح السري الفتاك - الطائفية الملعونة - حرب الهويات الفرعية وأضحت شلالات الدم وإزهاق الأرواح والترويع والإرهاب الطائفي سمة هذه الحروب ، بل وحزامها الناقل لفناء الشعب العربي مع أشياع نوازع الدنيا الفانية عند من رغب المال السحت الحرام واتخذ من الفساد والإفساد منهجا" لبناء الجاه والثروة بالرغم من ادعائه التدين والإيمان ، وان هذه ألظواهر بعينها الارهاب التجاري الداعم للحرب المجتمعية الناعمة ، ولعل المتغير المثير للجدل هو التوغل الايراني وتصدير ثورة الملالي الى الجوار العربي باستخدام التشييع السياسي الزاحف للسلطة بالرغم من الهالة الاعلامية الامريكية والغربية التي يراد منها ذر الرماد في العيون بتصادم المصالح الامريكية الغربية مع ايران ، ويبدو إن انفراط النسق الدولي والانفلات القانوني وسوق الحرب كان السبب الرئيسي في حروب الدم التي لم يشهدها التأريخ العربي الحديث في العراق وسوريا واليمن وليبيا ومصر العربية ليس ببعيدة منها ،

وها هي كرة الثلج الطائفية تكبر بشكل متسارع في ظل بروز ظاهرة وصول المليشيات الطائفية المسلحة للسلطة كما هو حاصل فعليا في العراق {{ كحزب الدعوة بمختلف اجنحته ، والمجلس الاعلى ، ومنظمة بدر ، وعصائب اهل الحق ، والتيار الصدري ، وحزب الله العراق ، وحركة سيد الشهداء ، وسرايا الخراساني وأبو الفضل وعلي الاكبر .. الخ }} حيث أغلبهم لهم كتل نيابية في مجلس النواب العراقي الحالي وممارستها الارهاب والترويع والقتل الطائفي على الهوية استثمارا" للعمليات العسكرية في المحافظات التي تمدد فيها خوارج العصر بفعل التوافق والتنسيق المسبق مع حكومة الهالكي ومنهجها الطائفي المقيت من اجل اشاعة التدمير لكل معالم الحياة فيها بالإضافة الى تدمير النسيج المجتمعي فيها من خلال شراء الذمم والتركيع القصري وهذا الذي انتجته بإيجاد ركائز السلطة الجائرة الذين يتمثلون بالبرلمانيين الخنع الركع المنبطحون لإرادة الصفوية الجديدة وأدواتها الهالكي وخلفه العبادي والية حكومة الاحتلال امثال عبد اللطيف هميم والها يس وأبو ريشه وسعدون جوير وصالح المطلك ومن لف لفهم ، لإطالة ألحرب و يستنزف المجتمع والمال العام والقيم والأجيال ومسجلاً خطراً ينذر بتمحور طائفي سياسي يقود العالم العربي الى الفناء البشري ،

يتبع بالحلقة الثانية





السبت ٦ رمضــان ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١١ / حـزيران / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة