شبكة ذي قار
عـاجـل










أفلح مناضلان فلسطينيان ليلة أمس في اختراق التدابير الأمنية الصهيونية المشددة؛ وضربا عمق الكيان الصهيوني الغاشم في مقتل ..

بلمسة تنكرية بسيطة في ظاهرها؛ شديدة الدراسة وفائقة العناية ومحكمة التخطيط؛ تسلل شابان فلسطينيان لأحد المطاعم الفاخرة في عاصمة الإرهاب العالمي؛ وأرديا عددا من المغتصبين الصهاينة جيفا؛ وخلفا عددا من المصابين إصابات مباشرة توزعت حالتهم بين الخطيرة والحرجة؛ ناهيك عن حالات الهيستيريا المميزة للصهاينة الجبناء الأوغاد وحالات الهلع والذهول الواسعة.

إن عملية الشابين الفلسطينيين عملية نوعية معقدة بكل المقاييس وعلى كل الأصعدة لأسباب كثيرة؛ ولعل أهمها يعود لاعتراف الأجهزة الشرطية والاستخباراتية بانعدام توفر أي معلومات مسبقة أو أي إخطار أو استشعار للعملية؛ وهو ما يعد ضربة قاصمة وموجعة للمنظومة الأمنية والمخابراتية الصهيونية الأمر الذي يعري زيف التحصينات الصهيونية في الغرض خصوصا إذا راعينا الاحتياطات الوقائية الهائلة والنفقات الباهضة للمنظومة الرقابية الالكترونية المزروعة في كل شبر من فلسطين المحتلة؛ وهو ما يبشر بإمكانية تكرار العملية وتوسيع مداها وتعميمها من الناقورة إلى أم الرشراش ما يمكن من تحويل حياة قردة هودا لجحيم لا تقدر تطمينات العصابة الصهيونية المنتصبة واجراءاتها على تبديده أو التقليل منه.

هذا ويبقى أعلى مؤشرات خطورة العملية الفدائية الجهادية البطلة هو استهدافها لما يسمى في العقيدة الصهيونية بالمدنيين والمغتصبين؛ وهي الفئة الهشة والرخوة في كيان الغصب اللقيط؛ حيث لا تحتمل العصابات الصهيونية أية خسائر بشرية فيها ولطالما اعتبرت ذلك خطا أحمر لا يحوز تجاوزه؛ فالمنظومة الحاكمة في الكيان الغاصب حرمت على نفسها دوما حدوث استهداف لتلك الشريحة؛ بل إنها تعتبر ذلك تهديدا وجوديا حقيقيا على عكس استهداف الشرطة أو الجيش.

وبالغوص أكثر في ملابسات العملية النوعية؛ فإننا سنتبين أنها تأتي ردا رافضا ساخطا على مدى إيغال الصهاينة في الاستهتار بحقوق شعب الجبارين ومواصلة انتهاكهم لعرضه وأرضه وتنغيص حياته؛ هذا فضلا عن العنجهية المستحدثة التي طبعت تعاملات خنازير هودا مع الفلسطينيين ومحاصرتهم وترهيبهم وإذلالهم.

كما أن العملية تأتي في ظرف حساس جدا ظنت فيه عصابات الصهاينة أنها أحكمت سيطرتها واستفرادها بفلسطين ما عزا كبير الإرهابيين ناتنياهو لرفض مبادرة فرنسا لاستئناف المفاوضات رغم الرفض الشعبي العربي والفلسطيني الواسع لها من الأساس. وهي أيضا توجه رسالة قوية لمعسكر اليمين الإرهابي الصهيوني وما حققه من نجاحات كبرى غير مسبوقة تمثلت بتوزير اليميني المتطرف أفيغدور ليبرمان على رأس وزارة الحرب الصهيونية؛ لتكون دافعا له ولأمثاله من الأوغاد لمراجعة حساباتهم ألف مرة والكف عن تهديدهم المجاني ووعيدهم المتواصل لشعبنا العربي في فلسطين السليبة.

ويبقى الدرس الأعمق والأبلغ المستخلص من العملية البطولية أمس؛ أن الوعي والضمير العربيين لم يدخلا غرفة الإنعاش كما تبشر بذلك الحرب النفسية الهوجاء التي تشنها الدوائر الامبريالية والصهيونية والصفوية ومن تذيلها من عرب الجنسية الموتورين؛ وتؤكد بالتالي على تأصل الثقافة والفعل المقاومين في المخيال الشعبي العربي؛ وأن المقاومة تزداد تجذرا وتأصلا في الشباب العربي؛ كما تتعمق جذوتها ويتعاظم اتقادها وتوهجها؛ وأن الفلسطيني والعراقي والأحوازي والليبي والسوري واليمني مشاريع مقاومين لا يحيدون عن مطاردة مغتصبي حقوقهم ومهددي وجودهم وذباحي عروبتهم وإن تهيأ لهم ذلك.

لقد جددت عملية أمس التشديد على أن لا خيار بيد العرب إلا البندقية المقاومة؛ وما سواها عبث ولهو ومضيعة للجهد وللوقت ..

عاشت المقاومة العربية.
المجد للمقاومين؛ والخزي والعار للعملاء والقاعدين الجبناء !!

أنيس الهمامي
لجنة نبض العروبة المجاهدة للثقافة والإعلام
تونس في ٩ / حـزيران / ٢٠١٦





السبت ٦ رمضــان ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١١ / حـزيران / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أنيس الهمامي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة