شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم

أصحاب الفخامة والسيادة والسمو ملوك ورؤساء وأمراء دول التحالف الإسلامي المحترمون
أصحاب الفخامة والسيادة والسمو ملوك ورؤساء وأمراء دول الجامعة العربية المحترمون

تحية عربية وإسلامية خالصة مقرونة بالود والاحترام والتقدير
لا تخفى عليكم أيها السادة يوميات الحرب العدوانية الظالمة المستمرة على شعبنا ووطننا في العراق منذ الغزو والاحتلال الأمريكي للعراق 2003 وبعدها تقديم الإدارة الأمريكية العراق بطبق من ذهب إلى أيادي النظام الإيراني، الذي يكرس بنفوذه وتحكمه المطلق بإدارة العراق واحتلاله ضمنيا لبلادنا، فنفذ فيه خرابا منظما وانتقاما تاريخيا حاقدا بات يشكل خطرا جسيما على مستقبل العراق وجميع دول المنطقة، وهو النظام المخطط والمتسبب في ظهور داعش وتسليمها أراضي عراقية وسورية ،من خلال تواطؤ حكومة نوري المالكي بانسحابها من أهم محافظات العراق التي تتشكل منها ومن أراضي سورية أخرى ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام،" داعش" التي تعاظم خطرها على المنطقة والعالم، مما فسح المجال لكل أشكال التدخل العسكري والسياسي الدولي في سوريا والعراق واليمن وبلدان أخرى تحت حجة مكافحة الإرهاب، وهي محاولات تسعى في حقيقتها إلى منع سقوط النظامين الدمويين في العراق وسوريا ، من خلال الدعم العسكري المباشر، وتشكيل المليشيات الطائفية وتسعير حدة الصراعات الاجتماعية تحت عناوين طائفية ومذهبية، تستغلها وتوظفها إيران لتحقيق مطامعها التاريخية ، لأجل بناء الإمبراطورية الفارسية في المنطقة، وتقسيم البلدان العربية وإضعافها وفق مخطط سايكس بيكو جديد، صار ثلاثي الأهداف، بتعاون وتنسيق أمريكي صهيوني فارسي، بات واضح المعالم والتشكل لدى كل المراقبين .

كان إعلان التحالف الإسلامي بقيادة المملكة العربية السعودية وانضمام دول عربية وإسلامية إليه، خطوة باركتها الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية في العراق، وأعلنت حال إعلانه عن تأييدها له، أملا منها بتحقيق أماني شعبنا وامتنا في القضاء على منظمات الإرهاب بكل أشكالها ومسمياتها ، من داعش إلى المليشيات الطائفية العابثة بأمن بلادنا في العراق وسوريا ولبنان واليمن وبقية الأقطار العربية والإسلامية التي وصلت بها الأمور إلى حد المأساة التي تدركونها والى حد لا يطاق بعد اليوم.

ولا شك لديكم، وكما يتبين لكم جميعا، عن دور النظام الإيراني في ما يجري في بلادنا والمنطقة وصولا إلى إقدام نظام طهران على تنفيذ إستراتيجية باتت معلنة بشن الحرب على شعبنا ومدنه العامرة بالسكان الأبرياء مباشرة، والتجهيز العسكري المصاحب بحملات إعلامية وتعبئة طائفية ، بشكل علني ورسمي وشن الهجوم على مدن ومناطق محددة في بلادنا ، ودفع الوحدات العسكرية من الجيوش المشكلة أصلا من مليشيات طائفية لا تختلف عن داعش في ظلاميتها ونهجها التكفيري ودمويتها ، وهي التي عاثت في الأرض العراقية والسورية فسادا وطغياناً ؛ فهدمت مدنا بكاملها على رؤوس ساكنيها بالقصف الصاروخي والبراميل المتفجرة وفرض التطهير ألاثني والطائفي وتحويل ملايين المواطنين العراقيين إلى نازحين ومهجرين ومبعدين عن مدنهم ومصادر رزقهم، محرومين من أدنى مستلزمات الحياة ، في وقت تطال عمليات القتل والتعذيب وتنفيذ الإبادة الجماعية المنظمة مئات الألوف من الأبرياء، كما يتم عزل عشرات الألوف من الرجال واختطافهم وسجنهم في معتقلات سرية مجهولة، تجري فيها عمليات الإعدام على قدم وساق يوميا، سجون وأماكن احتجاز سرية تتحكم فيها المليشيات بغياب أي دور لرقابة الدولة ومؤسساتها الرسمية، كل ذلك يتم وفق مخطط إرهابي وطائفي تشرف عليه القيادة الإيرانية مباشرة ووكلائها في العراق من خلال حكومة حيدر ألعبادي ومليشيات الحشد الطائفي.

ما يجري اليوم في ساحة الحرب على الفلوجة، وقبلها محافظات ديالى وصلاح الدين والرمادي من جرائم يندى له الجبين الإنساني والإسلامي وهي تعكس بكل تفاصيلها التي ينقلها بعض الإعلام المنصف وتحقق فيها هيئات حقوق الإنسان حالة بلغت ذروتها من المظالم والمفاسد، التي لا يمكن للعالم الإسلامي وقادته أن يسكتوا عنها، مما يتوجب عليكم جميعا نجدة شعبنا وإنقاذه بإيقاف هذه الحرب القذرة عليه ، والتي يتشارك بها الداعشيون من جهة والسلطة القائمة في العراق بدعم وإشراف وقيادة إيرانية تتواجد على ارض المعركة، يديرها المجرم الجنرال قاسم سليماني وقادة المليشيات الطائفية بغياب الدولة العراقية كليا عن دورها المطلوب.

إننا نناشدكم من منطلق الواجب التاريخي والإنساني والشرعي أن توقفوا هذه الحرب القذرة على أبناء شعبنا فورا وبموقف حازم ومعلن دون تأخير، على ضوء ما تعهدتم به في بيان التأسيس وإعلان التحالف الإسلامي الذي وعد شعبنا وشعوب المنطقة بالعمل الحازم لوقف هذا الإجرام والإرهاب بشتى عناوينه ومسمياته، وإسكات مصادره وإتاحة الفرصة لشعوبنا أن تعيش في ظل الإخاء والاستقرار وبما تفرضه على الجميع قيم الإسلام الحنيف من تعايش وتعاطف وتعاون أخوي تنتظره كل شعوبنا العربية والإسلامية.

أيها السادة الأفاضل :
لم يعد الصمت والتفرج واللامبالاة ممكنا أمام تعاقب فصول الحملة الهستيرية الدموية العسكرية التي تجري في العراق، باستهداف وإبادة مدينة الفلوجة، هذه الجريمة لا بد من إدانتها وشجبها والعمل على إيقاف بقية فصولها الدموية فوراً وبكل الوسائل المتاحة لديكم؛ كونها حرب حاقدة تشنها حكومة عميلة، غير شرعية، تمثل توجهات نظام وسلطة طائفية يرفضها شعب العراق، وهي تستهدف مواطنين عراقيين أبرياء بشكل انتقائي ومستهدف لدوافع باتت واضحة لكم وللمجتمع الدولي.

إن المأساة التي تعيشها مدينة الفلوجة، منذ إحكام الحصار الظالم عليها، والذي تجاوز العامين، يتوج اليوم بجريمة حرب معلنة، تتكالب عليها قوى الشر والمليشيات الطائفية المحلية، وما تجلبه إيران من مليشيات وفيالق عسكرية ، من أتباعها ومن أقطار عربية وإسلامية من خارج العراق وداخله ، بالتنسيق مع فيلق القدس والحرس الثوري الإيراني بهدف مسح مدينة الفلوجة، أم المساجد والفداء والتضحيات الكبرى، والتي يعرفها العالم العربي والإسلامي ، مدينة الفلوجة، التي تمسحها اليوم وبدم بارد آلاف القنابل والقصف الجوي والصواريخ من كل جهة وصوب أمام سكوت وترقب وتجاهل دول العالم الإسلامي والعربي وحتى قوى التحالف الإسلامي .

إن الهجوم العسكري الواسع النطاق يدخل يومه العاشر ، باستعمال كل صنوف الأسلحة التي تصب حممها بألوف الأطنان يوميا على رؤوس ساكني مدينة الفلوجة العزل، من دون مراعاة أو تفريق بين شيوخ وأطفال، ومرضى وجرحى وجياع محاصرين وعوائل معدمة، منعتها ظروف القمع والخوف والعوز من ترك المدينة ومغادرتها، حتى وصل الأمر بأن أكل سكانها الحشائش وألواح الخشب والطين ورمت الأمهات بأطفالهن في مجرى الفرات ليموتوا معا، غرقا وخلاصا من القهر والضيم المسلط عليهم ، وتخفيفا لهم من غائلة الجوع والخوف والقصف اليومي ، وهم الذين يشاهدون مناظر الدفن اليومي للقتلى والشهداء وهدم المساكن على رؤوس ساكنيها ، دون أن يتحرك المجتمع الدولي لحماية حياة الأبرياء من سكان الفلوجة.

إن التصريحات وعناوين الحملة العسكرية والإعلامية التي عبرت بها حكومة حيدر ألعبادي ومعها الحكومة الإيرانية وأدواتهما المحلية من المليشيات والحشد الطائفي وذيول الصحوات، وما سيكشف عنه من حجم الجرائم المرتكبة، يجب أن يصدم ضمائركم ويحرك النخوة فيكم، لإنقاذ ما تبقى من أرواح أهلنا في الفلوجة، ولا بد من اخذ مواقف صارمة بحق القتلة وتجار الحرب، وتمكين العدالة الدولية لمحاكمة القتلة عن جرائم الحرب في العراق؛ فالجريمة هي جريمة إبادة جماعية تنفذ مع سبق الإصرار، ويجري الصمت والسكوت عن إدانتها، وتجد لها دعما سياسيا وإعلاميا ولوجستيا من لدن قادة البيت الأبيض والبنتاغون، وبوجود الخبراء العسكريين الأمريكيين على ارض المعارك والدعم الجوي والقصف المستمر، وبتقديم المزيد من التسليح للحكومة ،الذي يأخذ طريقه إلى أيادي المليشيات وقوات الحشد الطائفي .

تتوجه الأمانة العامة للجبهة الوطنية والقومية والإسلامية في العراق وأطياف وطنية عراقية واسعة بهذا النداء ونناشدكم بتنفيذ ما وعدتم به شعوبنا لمكافحة الإرهاب بكل إشكاله ومنها جرائم وإرهاب الحكومة العراقية وحليفها النظام الإيراني بشجب هذه الحرب والعمل على إيقافها فورا، ومحاسبة مرتكبي جرائمها وعزلهم سياسيا ودوليا، وسحب الاعتراف بحكومات طائفية، باتت أدوات تنفيذية للإرهاب ، كما نطالبكم على إيصال صوت شعبنا واستغاثته إلى شعوبكم الشقيقة والى العالم والمجتمع الدولي لوضع حد للمئاسي المريرة التي يعيشها شعب العراق.

تقبلوا منا فائق التقدير والاحترام

الدكتور عبد الكاظم العبودي
الأمين العام للجبهة الوطنية والقومية والإسلامية في العراق
بغداد المنصورة ٢٤ شعبان ١٤٣٧ المصادف ٣١ مايس ٢٠١٦





الخميس ٢٦ شعبــان ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٢ / حـزيران / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأمين العام للجبهة الوطنية والقومية والإسلامية في العراق نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة