شبكة ذي قار
عـاجـل










صرح وزير الحرب ( الدفاع ) الإيران قائلا إن " على النظام الوهابي في السعودية أن يتعايش مع الأمر الواقع بأن الجمهورية الإسلامية أصبحت جارهم الجديد في الأنبار.

وجاء هذا التصريح ليؤكد مرة أخرى النزعة التوسعية الاستيطانية العنصرية التي تسم العقيدة الفارسية الصفوية وتطبع سياساتها وتعاملها مع العرب كافة؛ وهو تصريح ينضاف للكم الهائل من التصريحات السابقة لمسؤولي فارس.

وهو تصريح يأتي في مرحلة دقيقة من مراحل العدوان الفارسي الحاقد على العرب؛ حيث يتزامن مع الحرب الطاحنة التي تشنها منظومة الحقد الإيرانية على الفلوجة المحاصرة منذ أكثر من ثمانية أشهر كاملة؛ وهو تصريح حمال لأبعاد كثيرة لا يجب إهماله عربيا لا رسميا ولا شعبيا.

سيكون يسيرا علينا أن ندرك أن هذا التصريح يأتي في خضم الحرب النفسية التي تشنها الإدارة الفارسية الصفوية على الفلوجة خصوصا والأنبار ثم الموصل والعراق عموما؛ وهذا زعم لا شبهة فيه ولا ضعف؛ ولكنه لا يجب أن يحجب بقية الأبعاد الأخرى التي ينطوي عليها.

إنه وبالمنظور العسكري لا يمكن تفسيره إلا على أساس أنه إعلان حرب صريح على السعودية؛ وهو كذلك لما تتابع من عدوان متلاحق منذ سنوات عليها وخاصة عبر عصابة الحوثيين الإرهابية في اليمن وما أوكل لها من أدوار قذرة دون تناسي الجيوب الطائفية الإرهابية المغروسة في الخاصرة السعودية في المنطقة الشرقية؛ زيادة عن أحداث المقرات الديبلوماسية السعودية في إيران.

هو إعلان حرب صريح لا مواربة فيه؛ إذن؛ خاصة وأنه يدعم الاستفزاز الفج الذي اعتمدته إيران وحرسها الثوري وكل فيالق الإرهاب والطائفية التي جندتها في هجومها الهمجي على الفلوجة بأن طلت قذائف الموت بصور المجرم الطائفي الإرهابي السعودي النافق نمر باقر النمر في رسالة تقطر ثأرا وحقدا وانتقاما.

إن تصريح وزير الدفاع يأتي تتويجا لتصريحات عسكرية سابقة ليس أقلها الإعلان صراحة عن ضرورة هدم الكعبة لتأديب السعودية؛ وليس أعلاها تصريح المجرم قاسم سليماني الأخير ومفاده أن الحوثيين كتيبة تابعة للحرس الثوري الإيراني وهو ما يعني أن الحرب عليهم حرب على إيران.

أما إذا نظرنا للأمر من مسألة استراتيجية؛ وبتقفي التصريحات الكثيرة الأخرى؛ وخاصة ذلك الذي أجمعت فيه واتفقت المؤسسات الرئيسية الثلاث في إيران على أن الفرس يسيطرون على أربع عواصم عربية كاملة وأنهم سائرون قدما في إحياء امبراطوريتهم الغابرة وعاصمتها بغداد؛ فإن ذلك يقيم الحجة الدامغة عما صرخنا به طويلا من أن الفرس ماضون في ابتلاع العرب وقضم أراضيهم ونهب ثرواتهم والتلذذ بمقدراتهم مستغلين الانهيار الشامل لكل المواثيق الدولية والوضع المتداخل المتشابك وخاصة الوهن العربي الشامل والشلل الكلي الذي ضربهم منذ غزو العراق.

إن المساعي الفارسية الحقيقية وأخطار تمددهم غربا لا تخفى على عاقل؛ وبات دهاقنة الفرس واضحين وضوحا يتناقض تماما مع عقيدتهم الأهم وهي التقية الدينية والتقية السياسية ولم يعد يخجلهم الإعلان الفاضح عن مخططاتهم. ولأن العرب قالت قديما " رب ضارة نافعة " فإن من شأن هذا التصريح أن يعيد للنظام الرسمي العربي وللنخب السياسية والفكرية والثقافية والإعلامية مجتمعين إلى رشدهم فيقدروا الخطر الفارسي الغادر الزاحف حق تقديره لأن الفرصة في كبح جماحه لا تزال قائمة وممكنة ( راجع المقال المشترك من إنتاج لجنة نبض العروبة المجاهدة والمعنون بسبل صد العرب للخرق الإيراني المنشور في ذي قار والبصرة ونبض العروبة المجاهدة للثقافة والإعلام ).

إذ ليس من وهم أكبر ولا من خطأ استراتيجي أفظع من الاعتقاد بأن عيون الفرس وبرنامجهم سيتوقف عند السعودية لأن نهمها وجشعها لن يطفئهما التحوز على السعودية؛ وسيتصاعد بعدها يقينا أسلوب التدرج و تحين الفرص وانتهاز الظروف وهي أساليبها الأغلى في تحقيق استراتيجيتها؛ لتتلوه المساعي والخطوات التصعيدية ضد الخليج ومصر والسودان والمغرب العربي.

إن تصريح كبار جنرالات فارس هذا يفصح بكل شفافية على أن إيران هي الطرف الذي يشن حرب إبادة عنصرية شاملة على العراق والفلوجة تحديدا؛ ويجيئ ليسقط تلك الأكاذيب الفجة والادعاءات السمجة من قبيل تحرير الفلوجة واستعادتها من بعبع داعش؛ ويلغي نهائيا تسويقات حفنة الجواسيس والعملاء والأقزام على شاكلة العبادي والمالكي وادعائهم بأنهم أصحاب قرار وسلطة.

ويظل أخطر ما في هذا التصريح؛ إلغاء العراق ككيان سياسي وجغرافي ويقوض وجوده من الأساس فيغدو مجرد ولاية إيرانية يحق للفرس أن يتحدثوا عن جيرة مباشرة وتماس ترابي صريح مع السعودية؛ وهو انتهاك فاضح للمواثيق والأعراف والقوانين الدولية؛ وهو ما يتيح لنا أحقية التساؤل عن سر تغافل مجلس الأمم عنه وتمريره.

ولا يمكن أبدا التوقف عند هذا الحد في محاولتنا لسبر أغوار تصريح أكبر المسؤولين العسكريين الفرس؛ حيث لا بد من التركيز على نقطة مهمة وأساسية وهي مدى التطابق والتماهي والتناغم بين السياسات الأمريكية والفارسية الصفوية والصهيونية حتما خصوصا في ما يتعلق بالوطن العربي والأمة..

وإنه من الضرورة بمكان أن نذكر بذلك التصريح الخطير جدا الذي صدر مطلع هذا العام عن مدير الاستخبارات الأمريكية والذي جاء فيه تشديد على أن على العرب والعالم أن يستعدوا مستقبلا للتعامل مع خارطة جيوبوليتيكية لا وجود فيها للعراق وسورية أصلا؛ وهو الكلام الذي تردد صداه مباشرة في أوروبا وليشدد عليه كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين في فرنسا وألمانيا خصوصا.

وبالربط بين تلك التصريحات الغربية وبين تصريح الوزير الفارسي نخلص ببساطة للدوافع الحقيقية الكامنة وراءه وخلف السياسات الفارسية في العراق والأحواز العربية من جهة ومساعي تغلغلها الحثيثة في الجسد العربي من جهة أخرى؛ ولعل أهمها هو التنسيق المحكم بين الفرس ودوائر صنع القرار الدولي وبالتالي مباركتها وتزكيتها لذلك الوكيل الحاقد المتأهب لاتركاب كل الجرائم وتنفيذ كل المهمات القذرة.

وهكذا وبكل بساطة يتبين لنا أيضا من كل ما تقدم أن وزير الحرب الفارسي ينتقل بنا لمصطلح سياسي جديد ومفهوم استراتيجي حديث وعصر ناشئ: الدولة المرتزقة ( اسم فاعل ) أو كيان الارتزاق..

فهنيئا لملالي فارس بهذا السقوط الجديد وهذا العار التاريخي!!





الثلاثاء ٢٤ شعبــان ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣١ / أيــار / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أنيس الهمامي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة