شبكة ذي قار
عـاجـل










تعرف أين هِي يا مسكين ؟! لقد نُقلت إلى صحائف مَن ظلمْتَهم في الدُّنيا ، والآن فنِيت حسناتُك ، وبقي أهل الحقوق يُنادون على الله جلَّ وعلا أن يُعطيهم حقوقَهم منك ، فيأمر الحقُّ سبحانه أن يؤخَذ من سيئاتِ مَن ظلمتَهم في دنياك لتُطرح عليك ثمَّ تُطرح في النَّار ، قال الحقُّ تبارك وتعالى * وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ * وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إلى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ * وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ * وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ * فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ * يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ * وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ * سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ * لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ * هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ * إبراهيم: 42 – 52 ، فإذا كان الأمر كذلك فلا بدَّ من الحذَر من الظُّلم ، وأن نقِف مع أنفُسِنا وقفة مراجعة ونسأل أنفُسَنا ما هو حالُنا في بيتنا ؟ وفي وظيفتِنا ؟ وفي الموقع الَّذي نكون فيه ، هل نحن من الظَّالمين أو المظْلومين ؟ ، واعلم أيّها الظَّالم أنَّ الدّنيا لن تدومَ لأحد ، وأنَّ المال لا يدوم لأحد ، وأنَّ الصّحَّة لا تدوم لأحد ، وأنَّ المنصب لا يدوم لأحد ، ولو دام ألأمر لغيرك ما وصل إليك ، واعلم أنَّك ستموت وستَتْرك الدنيا وستقِف يوم القيامة أمام الله تعالى ، هذه الرسالة بنصائحها قدَّمتها لكلّ ظالم لعلَّه ينتهي عن ظلمه ، وأقول للمظْلوم ابن شعبي إنَّ الله معنا ، وهو ناصِرُنا في الدّنيا والآخرة وان احتسابنا لله القوي الاعلى العزيز المقتدر القوة التي تجعلنا اقوى من الظالمين بالرغم من بطشهم وعنجهيتهم وضلالتهم واستقوائهم بالأجنبي على شعبهم ، وأختِم كلامي بما ذكرتْه كتُب السِّيرة والتَّاريخ عسى أن يتقي ألله العبادي والهالكي من حياكة الدسائس والشرر الذي سيحرقهم بإذن الله - بأنَّ خالد بنَ يَحيى البر مكي لمَّا نكب وكان وزيرًا سُجِن هو وابنه ولمَّا كانا في السّجن , وهما مصفَّدان مغلولان مقْهوران مأْسوران , قال الابن لأبيه يا أبتِ ، بعد العزِّ أصبحْنا في القَيد والحبْس ، بعْد الأمْرِ والنَّهي صِرْنا إلى هذا الحال ! فقال يا بُنَيَّ , دعوة مظلوم سرت بلَيْل ونحن عنها غافلون ولم يغفل الله عنْها

لا تَظْلِمَنَّ إِذَا مَا كُنْتَ مُقْتَدِرًا
فَالظُّلْمُ آخِرُهُ يُفْضِي إِلَى النَّدَمِ
تَنَامُ عَيْنُكَ وَالمَظْلُومُ مُنْتَبِهٌ
يَدْعُو عَلَيْكَ وَعَيْنُ اللَّهِ لَمْ تَنَمِ

واللهَ أسألُ أن يُجنِّبنا وجميعَ إخوانِنا الظُّلْم ، وأن يوفِّقَنا للعدْل والإنصاف ، وأن يؤمِّن بني الانسان في أوطانهم وألاَّ يُسلِّط عليهم عدوًّا من غير أنفُسِهم ، وأن يقيَهُم شرَّ أنفُسِهم إلا الذين باعوا كل شيء من اجل الجاه الزائل بزوال اسباب حصوله ، ولم يرحموا انفسهم لأنهم استمروا بغيهم لأنهم لا يؤمنون بشعبهم لأنهم اغراب وهذا ليس تجنيا" عليهم لأنهم اتخذوا من الهوى اساس لولائهم لأنهم حببوا لأنفسهم ما يغيظ الوطن والمواطن لأنه تمكن من عقولهم وسخرهم لخدمته وتنفيذ اجندته التي نتائجها ما لحق بالعراق وشعبه من مآسي وألام ودمار في كل شيء بل هم عازمون على تمزيقه وتفتيته وهذا لا ولن يبلغوه لان الله حامي العراق جمجمة العرب وبوابته الشرقية التي تتكسر عندها كل احلام الطامعين بالرغم من غدر الزمان وتمكنهم إلا ان روح العروبة ومحتواها قيم الدين المحمدي النقي من كل البدع والفتاوى التكفيرية هم الجذوة الاصيلة والابيه التي تجمع النفوس الحرة الكريمة وعسى ان تكرهوا شيء وهو خير لكم وتحبوا شيء وهو شر لكم والسلام على من اتبع الهدى

ألله أكبر    ألله أكبر    ألله أكبر
وليخسأ الخاسئون





الخميس ١٩ شعبــان ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٦ / أيــار / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عبـــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة