شبكة ذي قار
عـاجـل










مدينة الفلوجة الباسلة تذبح وأهلها الأبرياء يقتلون، هذه الأيام، وتتعرض المدينة إلى أبشع هجمة طائفية تهدف إلى جعلها أرضاً محروقة بسكانها الأبرياء بعد حصار طويل مجرم فرضته عليها حكومة المنطقة الخضراء في بغداد بإسناد إيراني واضح، وتجييش المليشيات الإيرانية والطائفية لمحوها من الوجود مع تصريحات واضحة بذلك من قادة المليشيات وضباط الحرس الثوري الإيراني المتسترين بالعمائم، وحتى من نواب محافظة الأنبار الذين من المفترض أن يقفوا إلى جانب ناخبيهم.

فلماذا هذا الحقد كله على هذه المدينة الصابرة المحتسبة المقاومة البطلة التي نابت عن العراق كله في التصدي للاحتلال الأمريكي البشع؟

إن القصف العنيف بصواريخ إيرانية تسمى ( نمر ) يشمل جميع أحياء مدينة ويقتل النساء والأطفال والشيوخ الذين تتسرب صور مقاتلهم وجراحهم وحرقهم من داخل المدينة العراقية الصامدة التي أضحت رمزاً عالمياً للمقاومة ضد المحتل، ولصواريخ ( نمر ) دلالة طائفية واضحة، فالاسم يشير إلى الطائفي السعودي المجرم نمر النمر الذي ارتبط بمخابرات إيران ونظامها للعمل ضد بلاده فأعدم بتهمة الخيانة العظمى وعلى وفق قرار قضائي وحسب القانون.

وقد استغرب المتحدث الرسمي لحزب البعث العربي الاشتراكي في العراق الدكتور خضير المرشدي في تصريح له أعرب عن استنكار قيادة الحزب وإدانتها بشدة لهذا العدوان الهمجي على المدينة، الصمت العربي والاسلامي والدولي على جريمة إبادة جماعية ترتكب باسم القانون الدولي ومحاربة الاٍرهاب ضد هذه المدينة العراقية العربية والاسلامية، وهو محق في استغرابه فموجة الاستنكار والادانة العالمية تبدأ ولا تنتهي عندما يحدث انفجار بسيط قد لا يروح أحد ضحيته في أقصى قرية في العالم بينما يغض هذا العالم الطرف عن إبادة مدينة بشعبها ويسكت عن الجرائم المرتكبة فيها ووقوعها بين ناري الحكومة العميلة ومليشياتها وبين مسلحي تنظيم داعش المجرم، ولكن ذراً للرماد في العيون تعرب الأمم المتحدة عن قلقها حيال ما يجري في الفلوجة، والإعراب عن القلق لن يوقف قتل الأطفال والنساء ولا إبادة المدينة ولا العدوان السافر والمدمر والشامل عليها.

وقطعاً فإن الولايات المتحدة الامريكية والتحالف الدولي يتحملان المسؤولية الكاملة عما يتعرض له العراق وشعبه من تدمير على يد قوى الاٍرهاب والطائفية التي تمثلها داعش من جهة، والميليشيات الإيرانية من جهة أخرى، والتي لولا الاحتلال المجرم وتداعياته ما تعرض العراق إلى ما يتعرض إليه الآن من كوارث.. ولكن العالم أعمى لا يرى وأصم لا يسمع وأخرس لا ينطق بالحق، وفوق هذا كله فهو منزوع الضمير.

وواهم من يظن أن الفلوجة هي آخر المدن العراقية التي تراد إبادتها ومحوها بدافع الحقد الإيراني، فهذا الحقد الأسود سيطال مدناً وسطى وجنوبية عقاباً على هتافاتها ضد إيران ( إيران برة برة بغداد تبقى حرة ) أو ( آني العراقي آني خل يطلع الإيراني ) .. والأيام بيننا.

وجدت على ( اليوتيوب ) مقطعاً لمعمم من أتباع الولي الفقيه يدعو إلى اتباع الأرض المحروقة مع الفلوجة وإبادة سكانها لأنهم داعشيون جميعاً في رأيه، ومحو اسم الفلوجة والاستعاضة عنه بـ ( الأرض السوداء ) .. ألا سود الله وجهه ووجه كل طائفي حاقد في الدنيا قبل الآخرة ..
ومرة أخرى: لماذا هذا الحقد الأسود على الفلوجة؟

والملاحظ أن الحي الصناعي الذين يتركز فيه مسلحو تنظيم داعش الإرهابي هو الوحيد الذي ظل بعيداً عن أي قصف، مما يعني وجود اتفاق بين حكومة العار والذل التي نصبها المحتل الغازي في بغداد وبين ذلك التنظيم المجرم على إبادة المدينة بصفتها رمزاً للمقاومة العراقية، واتفاق على غلق الممرات الآمنة لخروج المدنيين، هادفين بذلك إلى كسر الإرادة الشعبية عبر معاقبة أبناء المدينة الذين دوخوا قوات الاحتلال الأمريكي وهزموها وكللوها بالعار وأثبتوا أكذوبة أن الجيش الأمريكي أقوى جيش في العالم.

إن الخلاص العراقي بيد أبناء العراق فلا أقوى من الشعب وعلى العراقيين أن يثوروا اليوم قبل الغد لطرد إيران ومليشياتها وأمريكا وعملائها وإلا فإن الدور قادم على الجميع.





الاربعاء ١٨ شعبــان ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٥ / أيــار / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سلام الشماع نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة