شبكة ذي قار
عـاجـل










كتب إليّ بعض المخدوعين بطروحات الدكتور غسان العطية مبدين انزعاجهم من قسوة خطابي، وآخرون من الطائفيين وجدوا في ما كتبت مناسبة لتوسيع الهجوم على حزب البعث، بينما آخرون قالوا إن مبادرة العطية محاولة للخلاص فلنمنحها الفرصة، ولكن أكثر التعليقات والرسائل جاءت مؤيدة لما ورد في المقال، وهو مؤشر واضح على أن الناس تعرف حقيقة الدكاكين التي فتحت باسم إنقاذ العراق وحقيقة أصحابها ومصادر تمويلهم.

إني أريد أن أطمئن الجميع إلى أن لا ضرر من اختلاف الآراء وليس فيه خوف، ولكني أقول إن من وجد قسوة في خطابي فهو معذور لأن الحقيقة قاسية دائماً، أما الطائفيون فلا أحد يلومهم على ما يفعلون فهم بعد أن نبذهم شعبنا وكشف خدعهم وأكاذيبهم أبدوا ردود أفعال تتناسب وما تلقوه من نبذ وعزلة، وهو رد فعل طبيعي، وأما الذين يطالبون بمنح فرصة للعطية وأمثاله، منطلقين في الغالب من حسن نية ورغبة جامحة في الخلاص، فلنا معهم كلام.

إن العطية وأمثاله من الذين يطرحون أنفسهم بصفة معارضين لما يجري في العراق، إنما هم في المركب نفسه مع الذين يعارضونهم، إلا أن لكل منهم دوره المرسوم، ولم نجد أحداً منهم كفر بالعملية السياسية التي فرضها الاحتلال وطالب بإزالتها وبناء عملية سياسية عراقية بدستور يكتب بأيد عراقية، وهم في هذا يشبهون أولئك الذين لفق لهم أشقاؤهم من لقطاء العملية السياسية ملفات فساد أو إرهاب، وبدلاً من يكفروا بالعملية السياسية ويصطفوا إلى جانب شعبهم، ظلوا يسبحون بحمد هذه العملية، التي أنزلت أفدح الأضرار بالعراق وشعبه، بكرة وأصيلا.

إن هؤلاء تحولوا إلى المعارضة الشكلية بعد أن فقدوا امتيازاتهم ومناصبهم، وهم لا يختلفون عن العطية وأمثاله الذين لم يفوزوا بالانتخابات البرلمانية الباطلة، فظلوا يبحثون عن منصب وزاري، وعندما لم يحصلوا عليه، طرحوا أنفسهم بصفة معارضين، دون أن يتوبوا ويعلنوا البراءة من هذه العملية وينتصروا لشعبهم.. إن لعابهم ما زال يسيل على منصب في حكومة فاقدة للشرعية الشعبية وتستمد شرعيتها من الغزو والاحتلال.

إن العطية لا يختلف عن أشقائه في العملية السياسية مهما غلف كلامه بمصلحة الوطن ونبذ المحاصصة والطائفية، وهو عندما يهاجم البعثيين، فهو إنما يتوهم أنه بذلك يمكن أن يرتفع في نظر من فرض هذه العملية ويقنعه بأنه أجاد الدور الذي أناطه به، وهو في الوقت الذي يعلن أنه جاء إلى العراق في العام 1968، عندما حقق البعثيون ثورتهم، كان خائفاً من أن يكرر البعثيون اعتقالهم و ( بهذلتهم ) له ويصادروا أملاكه، ولا يذكر أن البعثيين أناطوا به في بدايات السبعينات مسؤولية مركز دراسات ستراتيجية خاص بالقضية الفلسطينية تابع لجامعة بغداد، ويحاول التغطية على أنه حين ذهب في الثمانينات الى لندن وأنشأ مركزاً للدراسات، وأصدر نشرة ستراتيجية، كان البعثيون أنفسهم يدعمونه، وكانت اشتراكاتهم المؤسسية كبيرة في نشرة مركزه، ثم لا يشير بكلمة واحدة إلى أنه عندما أنشأ في نهاية الثمانينات دار نشر، نشرت في العام 1989 خمسة كتب لخمسة مؤلفين، وجاء بنسخ كثيرة منها مع زيارته إلى بغداد بدعوة من مهرجان المربد في العام 1989، فوجه البعثيون، الذين يهاجمهم، الآن، الدار الوطنية للنشر والتوزيع بشراء الكمية كاملة، ودفع مستحقاتها فوراً، وعن طريق التحويل الخارجي إلى حسابه في لندن، وكان قد طبع من كل كتاب خمسة آلاف نسخة، على الرغم من أن العراق كان خارجاً لتوه من حرب الثماني سنوات مع جارة السوء إيران.

بعد هذا، من يصدق دكاكين العطية التي يفتحها في كل مناسبة وحسب الظروف، ليس لمصلحة وطنية نبيلة وإنما للكسب وملء الجيوب؟

كنت سأكون أول مؤيد للدكتور العطية لو أني لمست في مبادرته صدقاً بسيطاً، ومثلي ملايين من المتعطشين إلى خلاص العراق وإنقاذه، لو أنه كفر بما جاء به الاحتلال الذي أيده منذ البداية وكان من المحرضين عليه، وأعلن أنه أخطأ في مواقفه السابقة وأنه يريد أن يقف إلى جانب شعبه بعد أن اكتشف خطأه .. ولكن على من تقرأ مزاميرك يا داود؟

والبقية تأتي ...
 





الخميس ١٢ شعبــان ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٩ / أيــار / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سلام الشماع نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة