شبكة ذي قار
عـاجـل










إن حزب البعث العربي الاشتراكي هو حزب الثورة العربية ، وهو حزب عربي واحد تقوده قيادة واحدة هي القيادة القومية . وان تقسيمه الى منظمات قطرية تعمل في الأطار الجغرافي والسياسي لكل قطر أمر حتمته ظروف التجزئة ومتطلبات النضال الثوري العملية . وهي حالة طارئة ستزول مع زوال التجزئة .

وحيثما يكن الحزب ، سواء أكان يناضل نضالاً سليباً أو في قيادة السلطة في قطر ما فأن الغاية الاساسية من وجوده ونشاطه هي قيادة الثورة العربية وتحقيق أهدافها التاريخية في الوحدة والحرية والاشتراكية . فأن الاساس النظري والعملي لقيام الحزب بالثورة في قطر ما وتسلمه السلطة السياسية فيه هو بناء قاعدة للنضال القومي ، وفي أطار الدولة القطرية مرحليا ، مهمتها التأثير في المحيط القومي وفق مباديء الحزب واهدافه وتوضيف امكاناتها المادية والمعنوية وتحت قيادة الحزب ومن خلال الوحدة الفكرية والتنظيمية ووحدة البرنامج السياسي العام لمنظماته في الاقطار الأخرى ولجميع قوى وفصائل حركة الثورة العربية في سبيل تحقيق الوحدة والحرية والاشتراكية .

أن من الخطأ وضع حدود جامدة بين المهمات ( الوطنية ) والمهمات ( القومية ) ، كما لايجوز وضع أولويات نظرية مجردة لهذه على تلك . أن المهمات " الوطنية " هي جزء اساسي من المهمات " القومية " تتصل بها وتتداخل وتتفاعل بصورة جدلية حية ، وتشكل تأدية المهمات " الوطنية " في أطار مرحلة ما ، وبخاصة في المرحلة الاولى من التغيير الثوري جسرا الى تادية المهمات " القومية " ، وان أية أولويات توضع لهذه على تلك يجب أن تحكمها التقديرات الثورية الواقعية الدقيقة للظروف والمهمات والمخاطر والتحديات الماثلة . وعلى الحزب أن يكون يقظا وواعيا لمسيرة تأدية المهمات الوطنية والقومية وتأمين العلاقة الصحيحة بينهما في كل ظرف .

أن الجزء الاكبر من المهمات التي واجهها حز ب البعث العربي الاشتراكي على الصعيد الداخلي بعد ثورة 17- 30 تموز المجيدة عام 1968 كتثبيت السلطة الثورية وقيادة الحزب لها وتعزيز الاستقلال السياسي والاستقلال الاقتصادي وبخاصة تأميم النفط ، وتحقيق التحولات الديمقرطية وفي مقدمتها الحل السلمي والديمقراطي للمسألة الكردية واقامة الجبهة التقدمية والتحولات الاشتراكية والاجتماعية وبناء الجيش الثوري القوي ، هي مهمات متصلة ومتداخلة ومتفاعلة مع المهمات القومية .

وكان كل تقدم يحققه الحزب عل طريق تأدية هذه المهمات يزيد من قدرة الثورة على التأثير في المحيط القومي كما يزيد من خبرتها ويطلق يدها أكثر على طريق تادية المهمات القومية المباشرة .

أن الاشواط التي قطعت على طريق تأديةهذه المهمات قد وطدت القاعدة الثورية في القطر العراقي وجعلتها مركز اشعاع ثوري قومي في المنطقة ومركز استقطاب لكثير من قوى التحرر والتقدم العربية ووفرت لها الكثير من الامكانات المادية والمعنوية لتأدية المهمات القومية المباشرة .

وقد وضح بيان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي والذي توقف بشكل خاص عند محتوى خطاب الأمين العام للحزب في مناسبة الذكرى التاسعة والستين لتأسيس الحزب ،

الربط الجدلي بين المهمات الوطنية والمهمات القومية حين ذكر البيان : لولا أن أستطاعت ثورة البعث التمرد على أشكال الهيمنة والسيطرة والابتزاز والاستغلال وفي كل ميادين الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية ، وعبر تركيز الثورة على خلق الإنسان العربي الجديد الواعي لمسؤولية التاريخية ، والذي تجلى في بناء الجيش الوطني بعقيدته القتالية ببعدها الوطني في الدفاع عن أمن العراق أرضاً وشعباً ، وببعدها القومي عبر الانخراط العملي في كل معارك الدفاع عن الأمن القومي من فلسطين في قلب الوطن العربي الى حدود العراق على البوابة الشرقية . وأن يردف هذا الجيش ، بجيش العلماء والخبراء والباحثين والمبدعين في كل ميادين الحياة ، فهذا لم يكن إلا تجسيداً لطبيعة الثورة الشاملة التي دعا إليها البعث عبر منطلقاته الفكرية وحمل لواءها وترجمها إنجازات متحققة يوم قيض له أن يبني تجربته في عراق العروبة .





الاربعاء ٤ شعبــان ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١١ / أيــار / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب بــلال أحمــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة