شبكة ذي قار
عـاجـل










ٲثبتت الإدارة الجمهورية البوشية للبيت الأبيض أنها كانت وستظل مصابة بعقم التفكير الراشد، وعدم إدراكها للواقعية السياسية المطلوبة لإدارة سياسات البيت الأبيض، منذ أن شدت رحال قواتها لاحتلال العراق 2003 وسببت تلك الكارثة السياسية، وهي المسئولة ٲمام الشعب الٲمريكي بما ألحقت دولتها في الهزيمة العسكرية والإستراتيجية لأكبر دولة في العالم بسبب قصور النظر السياسي في إدارة الاحتلال للعراق، وفي سوء اختياراتها للنماذج الفاشلة للحكام الوافدين من شذاذ الآفاق العراقيين وتنصيبهم حكاما على العراق.

وعندما حلت إدارة الحزب الديمقراطي في حكم البيت الأبيض، ووصول باراك اوباما للرئاسة استمر مثل هذا العقم السياسي والقصور الكامل في فهم ما يجري في العراق طوال 13 عاما، خصوصا بعد ٲن تٲكد للعالم سقوط العملية السياسية بكل مكوناتها وأحزابها وشخوصها وعجزها في تسيير أوضاع العراق بشكل كامل ، سواء في عهد نوري المالكي وخليفته حيدر ألعبادي اللذان اثبتا للجميع عجزهما الكامل في حكم العراق من ناحية ، وارتباطاتهما المطلقة للاملاءات الإيرانية ، من ناحية ثانية ، مما ٲدى إلى ضياع العراق كليا في متاهة السلطات الطائفية.

الغريب أن يتشبث اوباما، وبهذه الصفاقة المعلنة بحيدر ألعبادي وحكومته، وهو ما تكرره التصريحات الأمريكية كل يوم ، صباح مساء، والأغرب أن يبني اوباما آمالا من سراب على شخصية ألعبادي في حل مشكلات العراق وهو الذي يقف عاجز تماما حتى من حماية نفسه ، منعكفا على الاختباء وحكومته بجانب السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء ويحيطهما الغضب الشعبي العارم من كل الجهات.

نصيحة للسيد باراك اوباما وهو يستغل ما تبقى من أشهر رئاسته للولايات المتحدة، نذكره بان محاولات النفخ في القرب المثقوبة لا ينقذ سفينة ألعبادي ولا غيره من الغرق ، ولا تصل تلك القراب بالماء لمن عطش من العراقيين، كما أن الدعم و العلاجات الأمريكية العسكرية والسياسية الاستعجالية والظرفية لحيدر ألعبادي وما تبقى من العملية السياسية لا تنقذه من السقوط ولا تقدم لباراك اوباما أي منجز سياسي ٲمريكي ، يمكن أن يضيفه لإدارته العاجزة في الشرق الأوسط ، والتي أدرك الجميع فشلها ، بما جرته من كوارث فضيعة في العراق وسوريا وليبيا واليمن، فشعار مكافحة الإرهاب في طبعته الأمريكية وتطبيقاته في المنطقة يتجاوز حدود المنطق السياسي عندما تدعم دولة الإرهاب الأولى في العالم المتمثلة في ٲمريكا، إرهابيين وعملاء يحكمون بلدانهم بالنار والحديد والقصف الوحشي وتنفيذ المجازر والتشبث بكراسي السلطة .

سيذكر التاريخ والى الأبد إن القادة الأمريكيين، سواء كانوا من الجمهوريين ٲو الديمقراطيين أصيبوا بلوثة عقلية حينما وضعوا أنفسهم أوصياء على مصير الشعوب، من جهة وتشبثوا بالفاشلين من أمثال ألعبادي ليحكموا العراق.





الاثنين ٢ شعبــان ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / أيــار / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. عبد الكاظم العبودي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة