شبكة ذي قار
عـاجـل










ان شعورالعرب بقوميتهم وايمانهم بأنهم شعب واحد تجمعه اللغة والتاريخ والجغرافيه وسمو الهدف والمصيرالمشترك والمصالح الحيوية لم يكن وليد القرن العشرين وما قبله بل ان ايمان العرب بعروبتهم وأعتزازهم بتاريخهم ونسبهم يعود الى عهود ما قبل الأسلام ويظهر ذلك واضحا على لسان عديد من كتاب وشعراء ذلك الزمن ثم جاء الأسلام ليضيف للأمة العربية ولأبناءها عهدا جديدا ودورا أكثر أهمية وأكبر فخرا وأرفع عزا في الدفاع عن راية الأسلام ونشر رسالته الغراء وشريعته السمحاء بأيمان عميق وخلق رفيع وبأنفتاح سامي على القوميات والأجناس الأخرى من بني البشر ويكفي العرب فخرا أن أفضل الخلق نسبا وأطيبهم خلقا محمد رسول الله عليه افضل الصلاة وأتم التسليم يقول ( أحبّوا العرب لثلاث , لأني عربي , ولأن القرآن عربي , وكلام أهل الجنة عربي ) وحب العرب يعني الحرص على وحدة كلمتهم ورفع شأنهم وحرية قرارهم وسلامة نهجهم وفكرهم وحرمة أرضهم ودينهم وحقوقهم ولكل هذا ما يماثله في الفكرالقومي العربي من ايمان بوحدة العرب وحريتهم وتكافل مجتمعهم . وفي العهد الأموي ازداد الشعور بالقومية العربية وزاد اهتمام الدولة بالدور الذي يلعبه العرب وأعطاءهم ادوارا تتناسب وخصائل العرب وقدرتهم على الأبداع وحسن الأدارة وفي العهد العباسي وقف العربي معتزا بقوميته العربية مهتما كثيرا بلغتها وأدبها وثقافتها وحريصا على الدفاع عنها امام تيارات وثقافات متنوعة اسلامية غير عربية وخبرات فكرية وفلسفية وعلمية متشعبة تمكن المفكرين العرب من الأطلاع عليها والأستفادة منها والتأثر بها مع الحفاظ على جوهر الثقافة العربية المتميزة والهوية القومية العربية بين هذا الكم الهائل من الثقافات والأفكاروالفلسفات والعلوم المتنوعة وعندما وقعت البلاد العربية تحت الحكم العثماني ازداد شعور العرب بقوميتهم وأحساسهم بأنهم امة واحدة لها لغة واحده وتاريخ واحد ومصير مشترك بعد ان ذاق العرب التمييز والتهميش والتنكيل العثماني وتقريبهم للعنصر التركي على حساب العرب في جميع المواقف حتى اذا ما حل القرن التاسع عشرحيث اصبحت القومية العربية والفكرة القومية واضحة في كتابات عدد من المفكرين العرب الذين عاصروا تلك الفتره ومنهم عبد الرحمن الكواكبي وساطع الحصري وشكيب ارسلان وآخرون وفي القرن العشرين ظهرت الأيدلوجية القومية وانتشرت مفاهيم العروبة وازداد الوعي القومي وسادت مفاهيم الوحدة العربية والعدالة الأجتماعية وأمتزجت هذه القيم مع بعضها في مشاعر العرب فأزداد ايمانهم بعدالة مطاليبهم المشروعه في الوحدة والتحرر والتنميةالأجتماعية فكانت ثورة الشريف حسين عام 1916

تمثل ثورة قومية شارك فيها عرب مؤمنين بوحدة العرب ومصيرهم المشترك وكان من نتائج هذه الثورة القومية حصول اغلب الدول العربية على استقلالها السياسي والأقتصادي وبناء سلطاتها الدستورية ونظمها السياسية وفق ما تراه مناسبا لشعوبها وظهرت على الساحة العربية مجموعة من الأحزاب ارتبطت مناهجها بأجندات وقوى خارجية لم تأخذ رغبات الشعب العربي وأمانيه على محمل الجد بسبب تأثير قوى الأحتلال الأجنبي والدائرين في فلكها على حرية القرارالسياسي آنذاك ولم تحمل افكار تلك الأحزاب المصالح القومية في رؤاهاومناهجهاوبالشكل الذي كانت تحلم به الجماهير العربية في الأقطارالعربية وما ان خرجت هذه القوى من الأرض العربية وسافت تأثيراتها حتى ظهرت الى الوجود احزاب وطنية وقومية بشرت بأهداف وأفكار وبرامج سياسية وطنية وقوميةوأجتماعية تتنافس في استقطاب الشباب المتحمس للأنضمام والأنتساب لهذه الأحزاب كل حسب رؤاه وتفكيره وقناعاته لتنال التأييد الأوسع والأنتماء الأشمل وبالتالي على الأغلبية من قطاعات الشعب المختلفة و التحكم بالقرار السياسي ومن ثم الوصول الى الحكم بوسائل ديمقراطية او عن طريق الثورة والأنقلاب على الأنظمة الحاكمة وأقامة نظم سياسية تبشر بمشروع قومي عربي يحمل طموحات الأمة وتطلعات شعبها العربي الوطنية والقومية حتى أصبح الفكر القومي حركة تمتد في جميع اقطار العربي ولا يكاد يخلو بلد عربي من مفكرين قوميين وقواعد واسعة للتنظيم الفكري القومي حيث تبنت الحركة القومية مناهج وشعارات وأهداف وطنية وقومية تزداد عمقا وأنتشارا وايمانا بالتجارب والعمل النضالي لكونها أهداف عالجت مشاكل الأمة العربية وحملت طموحات شعبها في الحرية والديمقراطية والعدالة الأجتماعية والتنمية الأقتصادية والبشرية بعد معاناة من الجهل والفقر والمرض والتخلف وفقدان استقلالية القرار السياسي ورهن الأرادة العربية بأجندات وقوى خارجية وكان لوجود الأحزاب والحركات القومية منذ اواسط القرن العشرين وما قبله آثر كبير في احداث التغيير المطلوب وحشد الجماهير العربية في حركة شعبية واسعة تضم كافة شرائح المجتمع العربي نحوايدلوجية فكرية وبرامج تنموية ومشروع عربي نهضوي وتوعيتها لأهمية الوصول الى السلطة عن طريق الوسائل الديمقراطية لتفيذ برامجها وقرارتها ومصالحها القومية وان لم تجد في ذلك قدرة على الوصول الى مساعيها بالطرق الديمقراطية فلابد من التفكير في الوصول الى السلطة عن طريق الثورة لتغيير الواقع المر وبناء قدرات الأمة وأحياء دورها التاريخي والأنساني والمشاركة في بناء الأوطان على اسس ديمقراطية وأنسانية سليمة

بالرغم من وجود احزاب سايسية اخرى غير قومية على الساحة العربية كالحزب الشيوعي والأحزاب العلمانية والدينية الأخرى الا ان الأحزاب القومية وأهدافها استهوت الشباب العربي المتطلع للحرية والأستقلال كحزب البعث العربي الأشتراكي الذي تأسس في العام 1947وأصبحت له فروع في عدة اقطار عربية وأستطاع الوصول الى السلطة خلال سنوات قليلة في سوريا والعراق ثم قيادة البلدين وفق شعارات وأهداف الحزب وأمال جماهيره العريضة وكانت الساحة السياسية العربية تشهد ادوار نضالية متميزة لقيادات البعث في سوريا ميشيل عفلق و شبلي العيسمي ومنيف الرزاز وفي العراق احمد حسن البكر وصدام حسين وصالح مهدي عماش ومرتضى الحديثي وجعفرقاسم حمودي وسعدون حمادي وعزت ابراهيم وعبدالخالق السامرائي وفؤاد الركابي ومن لبنان عبدالمجيد الرافعي وزيد حيدر ومن اليمن قاسم سلام ومن السودان عبدالرحمن مدثر وجمال الشاعر من الأردن وعلي فخرو من البحرين وآخرون وحركة القوميين العرب التي تاسست في العام 1951 وقادت نضالات ابناء الأمة العربية في جميع الأقطار العربية وكان لها دور مشهود في ميزان قوى الثورة الفلسطينية وأعطت خيرة قادتها شهداء على طريق تحرير فلسطين من براثن السيطرة الصهيونية وقادت معارك ظافرة عديدة ضد قوات الأحتلال وأسرت عديد من جنوده وقايضتهم بعدد من اسرى ثوار فلسطين ولا زالت منظمات الحركة تواصل نضالها في الأرض الفلسطينية وخارجها حتى ينال الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة وبناء دولته المستقلة ومن ابرز نشطائها الدكتور جورج حبش ووديع حداد من فلسطين وهاني الهندي وجهاد ضاحي وجاسم علوان من سوريا والدكتورباسل الكبيسي وحامدالجبوري وصبحي عبدالحميد وناجي طالب وعارف عبدالرزاق وفاروق صبري السامرائي وصبيح الكبيسي وسلام احمدوعبدالوهاب الشواف ووميض جمال عمر نظمي وعبدالرزاق العابد السامرائي ومحمد الشواف ومحمد صالح الكبيسي وجميل السعودي وهادي خماس وآخرون من العراق ومحسن ابراهيم وعلي ناصر الدين من لبنان ونايف حواتمه واحمد الطوالبة من الأردن يقول احد الكتاب القوميين ( ان النواة المؤسِسة لحركة القوميين العرب ترى ان السلوك القومي لابد ان يكون مثاليا صافيا طاهرا متى ما وهب العضو نفسه بشكل مطلق للعمل القومي حتى ان الجيل الأول للحركة يتهيب عناصره من مشاهدة فلم سينمائي وتبتعد عن مغريات الحياة بالرغم من ان معظم ابناء الجيل الأول كان من ابناء الذوات وابناء العوائل الأرستقراطية المترفةالقادرة على تلبية الملذات ) وهذه النظرة تمثل المثالية السياسية بمفهومها الواضح لا تجاريها في سلوكياتهااليوم احزاب سياسية متعدده في رؤاها وأدبياتها وسلوكية طلائعها

أضافة الى الأحزاب الناصرية التي تأسست بعد ثورة يوليو عام 1952 مستفيدة
من التجربة الناصرية وحب الجماهير العربية لجمال عبدالناصر وافكاره القومية وعدت حركة القوميين العرب امتداد للثورة المصرية في شعاراتها وأهدافها ومواقفها السياسية رغم اني لا ارى في هذا الأمتداد واقعية واضحة رغم التقارب السياسي بينهما بسبب الفوارق الكبيرة بين الحالتين رغم تشابه الطروحات الفكرية بينهما وانعكاس نتائج التجربة الناصرية على سمعة الحركة وامتداداتها حسب النتائج التي تحققها سلبا او ايجابا كنموذج عمل ثوري عروبي حيث انتشرت مباديء الثورة في عديد من الدول العربية وشهدت هذه المرحلة انخراط واسع للجماهير العربية العسكرية والمدنية ضمن تنظيمات الأحزاب القومية لأيمانها العميق بمناهجها وطروحاتها السياسية المميزة وبالأهداف التي تنادي بها وتسعى لتحقيقها وكلما اعطت القوى الثورية القومية نتائج مهمة لجماهيرها ولأهدافها وحققت نجاحات على مستوى الدولة والشعب كلما ازدادت جماهيريتها وكثر روادها وتوسع انتشارها وبعد سنوات قليلة في عمر الأحزاب السياسية القومية استطاعت التيارات القومية ان تحشد جماهيرها نحو أهداف الأمة العربية في الوحدة والتحرر والعدالة الأجتماعية وحرية امتلاك القرار السياسي والأقتصادي الوطني وتحفيز الشعور القومي الصادق الذي يربط الفرد بوطنه وأمته ويدفعه للتضحية من اجلهما بعد معاناة طويلة من الأذلال وأمتهان الكرامة والجهل والفقر وسوء الأدارة والتحكم بمصائر الناس بدون حق ومن اجل نهوض الأمة وتنميتها وامتلاك قرارها السياسي كان لا بد من تحررها من شتى أشكال السيطرة المحلية والأجنبية حيث ربطت الأيدلوجية القومية بين الصراع الطبقي والصراع القومي ووفق هذه المفاهيم استطاعت الأحزاب القومية ان تنال رضى الطبقات الكادحة وايمانها بأن هذه الأحزاب خير من يمثل احلامها وطموحاتهاالتحررية فنجحت في تحشيد قواها للوصول الى السلطة في عدد من الدول العربية لترجمة هذه الطموحات الى واقع ملموس تحتل به هذه الجماهيرالكادحة طلائع البناء والتنمية في حركة شعبية واسعة تشارك فيهاالقوى الثورية الأخرى فكانت

الثورة المصرية عام 1952
الثورة اليمينة 1962
الثورة الجزائرية 1962
الثورة السورية 1963
الثورة العراقية 1963
الثورةتونس 1963
الثورة الليبيه 1969
الثورة السودان 1963

ان القاسم المشترك لجميع هذه الأنظمة الساسية بعد التغيير هو التأكيد على اشاعة روح
ومفاهيم العروبة والأخوة والتضامن والمصير المشترك والعدالة الأجتماعية وبناء قدرات الأمة التنموية ورفع شعارات المشروع القومي لمواجهةالأعداء في الداخل والخارج للمحافظة على هذه الثورات من الأنتكاس والتردي الذي قد يشوب مسيرتها النضالية وبمناهج ومنطلقات تتجاوزالقطرية الى ماهو قومي عربي ايمانا وسلوكا

وبفضل الفكرة القومية والأيدلوجية القومية استطاعت الأحزاب القومية من الأنتشار في دول الخليج العربي ايضا وقادت نضالاتها بين صفوف الجماهير الخليجية وكانت لها ادوار كبيره في الحياة السياسية لدول الخليج من خلال عدد من قادتها التأريخيين أمثال احمد الخطيب في الكويت وسعيد سيف في البحرين وناصر السعيد في السعودية وعبدالفتاح اسماعيل وقحطان الشعبي في اليمن ومسلم بن نفل وليلى فخرو ويوسف طاهر من عُمان ولا تكاد تستثنى دولة عربية من وجود الوعي والنشاط القومي فوق اراضيها ولا يكاد بيت عربي يخلو من صور لعبدالناصر او صدام حسين كرموز للقومية العربية ومركز وقوة نضالها القومي ويقول الدكتور احمدالخطيب في مذكراته

ان امير الكويت عبدالله السالم في احدى جولاته الميدانية بصحبة صديقه نصف اليوسف النصف وهو يرى السيارات تحمل صور الرئيس جمال عبدالناصر في شوارع الكويت

الا يعرف هؤلاء أن عبدالله السالم هو حاكم الكويت؟ومن هذا الموقف نستطيع ان نقول ان القومية العربية موجوده في ضمير وقلب وأحساس كل عربي شريف أما امتدادات الفكر القومي في البلاد العربيةفقد كان للرفاق المؤسسين الفضل الأكبر في سيادة المفاهيم القومية بين شباب الأمة حيث فرضت نفسها وأكدت صحة نهجها على المستوى الشعبي العربي





الاربعاء ٢٧ رجــب ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٤ / أيــار / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب شاكر عبد القهار الكبيسي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة