شبكة ذي قار
عـاجـل










سفر البشرية مليئ بالشواهد على رواد وثوار وعلماء أفذاذ ومبدعين في الادب وانواع الفنون, والاكثر دلالة ,ان أنبياء ورسل وأئمة ومصلحين تعرضوا وما زالوا يتعرضون للافتراء والتدليس والأخطر من هذا كله ان هناك من يفتري على الله سبحانه وتعالى ويلحد ويكفر ويتجبر على حقيقة الحقائق وما لا عد ولا حصر له من المعجزات المرتبطة بالذات الربانية المقدسة وهم بشر يدركون انه لولا قدرة الله لما قامت لهم قائمة ولا كينونة على الأرض.

صدام حسين مناضل قومي ورجل دولة قاد العراق في حقبة زمنية تنوعت تضاريسها ومطباتها واتسعت رقعة تأثيراتها الاقليمية والمحلية . رجل مسلم بالفطرة ومسلم بالانتماء المتفاعل عضويا مع بيئته المسلمه قبل أن يكون قائد حزب سياسي مدني يحمل أهداف وشعارات وحدة أمة تضم كل الاديان والعديد من الأعراق الى جانب العرب وأجتهد الى جانب رفاقه في الحزب من المؤسسين واللاحقين الى تقديم اضاءات فكرية وعملية على صلة البعث بالاسلام خصوصا وبالأيمان الذي جاءت بها الاديان الربانية عموما . صدام حسين قائد أجتهد في خدمة وطنه وأمته وشعبه فصار رمزا تاريخيا للقائد المنجز والمغيير بمسارات تغيير عميقة باتجاه التطور والرقي والتقدم والازدهار. وأجتهد أيضا مع رفاقه في حماية الامن القومي لوطنه وأمته وكان شجاعا مقداما في طروحاته النظرية التي استقرت في هيكل عام اسمه نظرية العمل البعثية وفي تفجير وتثوير خطط التنمية التي تحرق المراحل الزمنية لتردم الفجوة الواسعة في العلم والتكنولوجيا بين امتنا والعالم المتقدم وشجاع في تطبيق القانون والانظمة التي غيرت وجه العراق ونقلته نقلات نوعية في جميع مسارات وروافد الحياة .

ونحن نزعم ان الزمن الاتي لن ينصف صدام حسين كقائد قومي اغتالته جيوش الغزو ومجندي الاحتلال فقط بل سينصفه كقائد ثوري تداخلت في تكوينه الشخصي عوامل الحب والحزم والعدل والقوة فهو بالتالي نموذج انساني من طراز خاص.

الافتراء على صدام حسين قضية كونية :
لم تتظافر دول ومنظمات و قنوات ووسائل اعلام واحزاب وقوى سياسية وأشخاص ومراكز بحوث للافتراء على انسان من قبل كما حصل مع صدام حسين . سعة الأستهداف هذه أقتضتها ضرورات اقناع العالم بغزو العراق واحتلاله بتحالف تحت زعامة ألولايات المتحدة الأمريكية . وفي هذه الجزئية الهامة والخطيرة وذات الابعاد والدلالات الواسعة يصعب أن نضع هوامش واسعة للفصل والتمييز بين استهداف القائد الخالد سيد شهداء العصر صدام حسين وبين استهداف الحزب والدولة والشعب الذي كان يقوده صدام حسين ذلك لان الاحتلال لم يغتال صدام حسين ورفاقه واعضاء حزبه فحسب بل أصدر قوانين اجتثاث البعث والدولة العراقية برمتها لكي يقوض كل ما بناه صدام حسين ورفاقه ودولته من اعمار وصناعة وزراعة وتعليم وصحة وانسان . ومع ثبات الاحداث والوقائع المتعلقة بحقيقة وصدق ما سقناه من تداخل غير ان تبشيع صورة وسيرة وسمعة صدام حسين قد أخذت أولى الاولويات عند الغزاة المحتلين ومجنديهم .

لقد كان الافتراء على صدام حسين حالة فريدة لان الاعداء أدركوا عمق الترابط العضوي الجدلي بين صدام حسين ومبادئ وعقيدة وأهداف حزب البعث العربي الأشتراكي وانجازات وقوة وهيبة واقدام وشجاعة الدولة العراقية .

الجدل العقيم :
صدام حسين علماني .
صدام حسين كافر .
صدام حسين مسلم .
صدام حسين اسلامي .
هذه مكونات لبعض الجدل الذي يتناول القائد ويهدف الى خلق البلبلة بشأنه.

أول من أنبرى لتكفير البعث وصدام حسين في أكبر فرية من بين الافتراءات التي سيقت ضد القائد الخالد هم أدعياء الدين ومدلسي المذاهب . وأسباب الفرية طبعا لا علاقة لها بدين ولا بمذهب لا من قريب ولا من بعيد بل هدفها تسقيط سياسي محض لان المفترين ينتمون الى أحزاب سياسية طائفية معروفه بشقوقها المتضادة والمتلاقية في ان واحد وترى في البعث خطرا عقائديا على وجودها وانتشارها . اذ لم يلتقوا على أمر قط كما التقوا على فتاوى بائسة تنسف الاسلام ومذاهبه قبل ان تنال من اسلام وايمان البعث وقائده صدام حسين رحمة الله تغشاه.

والعجب العجاب ان مراكز البحوث الاستراتيجية الصهيونية الامبريالية الطائفية الفارسية وما يرتبط بها وينضح عنها من سياسات وهي لا تدين بالاسلام ولا تحمل له ودا قد التقطت وتلقفت فرية التكفير وتبنتها واعتمدتها على نطاق منحها صفة كونية هي الاخرى !!!.

وتطلع علينا بين الفينة والأخرى بحوث ودراسات ومقالات تضرب أخماسا بأسداس عن ما يشي بايحاءات ضمنية وأحيانا تعبيرات سافرة عن :
تغيير جوهري في فكر صدام حسين من العلمانية الى الاسلام في مرحلة ما بعد عام ١٩٩٠.

و
صدام حسين يغير بوصلة البعث الى أسلامية .
هذه المنتجات ,والغربية منها بالذات, تفصح عن جهل مطبق بفكر البعث وعقيدته وصلته بالاسلام منذ تأسيسه وتتجاهل حقيقة ان صدام حسين رجل مسلم بالفطرة وبالانتماء الانساني العام والمطلق . وليس بوسع أي محقق أن يغفل احتمالية أن تكون الاراء المطروحة في هذا الأطار لا تنم عن جهل أو عن محاولات استقصائية للوصول الى حقيقة ما بل انها محاولة للتشويش وجزء من مقومات الشيطنة بالافتراء .

نحن نعلم ان القائد صدام حسين مسلم يؤدي الفرائض كلها منذ طفولته والى ساعة استشهاده وهو شأنه شأن أي مسلم اخر تتعمق صلته بدينه كلما تقدم بالعمر بحكم تراكم الوعي والتجارب وتعمق الفكر ونضجه وهي ظاهرة وتكوينات خلقية- تكوينية تظهر بشكل خاص في نتاج العلماء من البحوث وبراءات الاختراع والافكار التي تشمخ بالعمق والشمولية والقوة مع تقادم وتراكم العمل والمنتجات الفكرية. بل جزما ان كل الناس ينضجون وعيا وادراكا مع تقادم العمر.

البعث عند القائد صدام حسين كما هو عند القائد المؤسس أحمد ميشيل عفلق منذ عام ١٩٤٤ صعودا هو بعث الامة بروح ثورية تستمد من ثورة الأسلام والبعث سياسة وضعية تنبع من روح الايمان والأسلام .

البعث جزما وحزما عند القائد صدام حسين كما في كراس معروف صدر له أواخر السبعينيات من القرن المنصرم مع الايمان ضد الكفر والالحاد لكنه لم ولن يكون حزبا دينيا. لذلك فان استمرار الخوض في هذا الجدل مقصود لادامة سير عجلة الافتراء التي تبدأ في دهاليز اللوبي الصهيوني في اميركا مرورا بمحطاتها الأوربية وصولا لطهران وانتهاءا بزواغير الاسلام السياسي في عواصم ومدن العرب.

اذا قبلنا بافتراء الامبريالية والصهيونية وايران على الرجل الزعيم القائد العربي صدام حسين لانه أنجز ما لا يسرهم ولا يرضيهم والقبول هنا نعني به فهم دوافع وخلفيات ومبررات أطراف العداء هذه التي تدفعها للافتراء بل حتى منطقية ان يكون صدام حسين عرضة للتدليس من هذه الأطراف فكيف لاي انسان حر أن يقبل افتراءات الخونة والعملاء والمرتدين والمتساقطين ممن سقطوا في أحضان أميركا والصهيونية فغرقوا في برك الكفر والالحاد وكل منتجات الصهيو-أمبريالية من المثلية واللوطية والالحاد وخاصة بعد غزو العراق.

ولعل أحط أنواع الافتراء على صدام حسين هي تلك التي ابتكرها بعض من سقط في ظلمات الطائفية ومن غادر تنظيمات البعث غير مأسوف عليه حيث يرفعون صور الشهيد ويسمون أنفسهم بالصداميين وهم يعمهون في طروحاتهم ونزق نفوسهم الساقطة في فجور الهوى فوضعوا الشهيد في خانة الطائفية وهو الذي كان بينه وبين الطائفية مسافة مابين الارض والسماء .

ان فيصل القول هنا ان صدام حسين رجل مسلم مؤمن بدءا وانتهاءا . وهو ثائر ضد الاستعمار بكل أنواعه . وهو قائد قومي مؤمن بالامة ووحدتها شمولي الفكر والنظرة والفعل. وهو من برهن ان الامة قادرة على التفوق والانتصار. وهو من مضى جسدا وترك وراءه كل حر في الانسانية يحبه ويقتدي به.

لذلك .. كان هو الرجل الذي كثر عليه الافتراء كما لم يحصل لغيره وهو الرجل الذي غلب الافتراء وظل وسيظل أطهر وأنقى وأعف وأنزه قائد عربي في العصر الحديث والمعاصر.

#لجنة_نبض_العروبة_المجاهدة
 





الجمعة ٢٢ رجــب ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / نيســان / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الاستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة