شبكة ذي قار
عـاجـل










تحلّ علينا غدا 28 أفريل - نيسان ، ذكرى ميلاد الرّفيق القائد شهيد الحجّ الأكبر صدّام حسين، وهي ذكرى عزيزة على كلّ رفاقه والأحرار والشّرفاء من أبناء العراق وجماهير الأمّة العربيّة.

هي الذّكرى التي يسترجع فيها العرب مناقب الرّجل الرّجل وخصاله، حيث كان ميلاده إيذانا بأنّ مرحلة أخرى سيقبل عليها العراق والأمّة معا غير ما سبقها، فقد كانت حمّالة لرجل عمل طيلة حياته مخلصا بلده وشعبه وأمّته، وضحّى في سبيل ذلك بالغالي والنّفيس ..

لم يبخل عن العراق والعرب والعروبة بقطرة عرق واحدة، وسعى جاهدا للرّقيّ بالمواطن والوطن العربيّ رغم العراقيل والصّعوبات التي واجهت مسيرته الغرّاء النّاصعة ورغم خذلان الأقربين وتآمرهم عليه وعلى مشروعه ومشروع حزبه النّهضويّ الرّساليّ الخلاّق.

عمل الرّفيق القائد طيلة حياته الحافلة ملاحم وبطولات مع رفاقه وصلب حزبه وعلى رأس النّظام الوطنيّ العراقيّ على تأسيس منظومة ثابتة ومدروسة تعيد للعرب أمجادهم وتمكّنهم من إجهاض كلّ مشاريع الأعداء لاستعبادهم ونهب خيراتهم والتّملّك في مصائرهم وفق أهدافهم لا وفق ما يسطّره العرب ويصوغونه على أساس ما يقدّرونه من واجبات ومصالح.

قد يكون من الصّعوبة بمكان أن يجد المرء منفذا يدخل عبره لقراءة ما خلّفه صدّام حسين من بصمة في تاريخ الأمّة ووجدانها، فما أكثر عطاءه وما أغزر نضاله وما أشجع قراراته التّاريخيّة النّادرة ..

لكن حسب المرء أن يؤكّد بثقة راسخة أنّ صدّام حسين في كلّ قراراته وخطوات حياته، رنا لتحقيق سبل الكرامة العربيّة وعزّة العرب وشموخهم بالثّورة على أسباب اضطهادهم وسلب حريّاتهم وتمزيق وحدتهم وتخريب حضاراتهم وطمس تاريخهم.

عمل صدّام حسين بصدق لا نظير له على تثبيت الكرامة والإباء وكلّ القيم الرّوحيّة والأخلاقيّة التي طبعت تاريخ العرب منذ نشأتهم ..

وحسبه أنّه لم يساوم يوما على قضيّة فلسطين ولم يهادن الصّهيونيّة والاستعمار، وتصدّى بشجاعة الفرسان وحكمة الحكماء للخطر الفارسيّ الصّفويّ الخمينيّ وقاتل مع شعبه وجيش بلاده نيابة عن الأمّة العربيّة ذلك الزّحف الأصفر القدم من الشّرق.

حسبه أنّه لم يتخلّى عن إغاثة شعب الجبّارين في أحلك الظّروف التي عرفها العراق زمن الحصار وما سبقه وما تلاه من اعتداءات كونيّة جائرة ظالمة عليه، وحسبه أنّه لم يدر ظهره للأحواز العربيّة، كما ظلّ دوما في الصّفوف الأماميّة المدافعة عن المصالح الحيويّة للعرب من الماء للماء ..
حسبه أنّه كان من بين الرّجالات الذين يفتقدهم العرب اليوم كأشدّ ما يكون الفقد، حيث لم يتأخّر في تلبية الواجب القوميّ كلّما اقتضى النّفير، من إغاثة دمشق وحؤوله دون سقوطها بيد الصّهاينة وكذلك الأردن وموريتانيا إبّان العدوان السّينغاليّ عليها وغير ذلك من المواقف الخالدة.

في ذكرى ميلاد صدّام حسين، تتوقّف ذاكرة العرب جميعهم بصرف النّظر عن مواقفهم منه - لكي لا نغيّب الأقليّة التي فعلت فيها الأكاذيب المعادية فعلها - ليستذكروا معاني البطولة التي افتقدوها منذ رحيل القائد البطل صلاح الدّين الأيّوبي.

وإذ تسقط الذّاكرة ما تسقطه، فإنّها من المحال أن تنسى تلك الرّوح المسؤولة التي وجّهت سيرة الرّجل، ويكفي أن نذكّر بقثصّته مع ممثّل دولة الفاتيكان الذي عرض وساطة تعهّد بمقتضاها برفع الحصار الأوروبيّ المفروض على العراق في أسبوع، فقط بشرط تكرار فعلة السّادات النّكراء والتّوجّه لتلّ الرّبيع " تلّ أبيب " فكان أن أجابه بكلّ ما يختزله المخيال الشّعبيّ الجماهيريّ العربيّ من أنفة وكبرياء وخاصّة منسوب الإيمان الواسع الواثق ليقول :

-" وماذا يقول صدّام حسين لأبناء شعبه؟ وماذا يقول لأمّهات الشّهداء والأرامل؟؟ وماذا يقول صدّام حسين لشعب فلسطين وشهدائها وجرحاها والثّكالى والأرامل فيها؟؟

وماذا يقول صدّام حسين لحزبه ولرفاقه؟"

كما يتكرّر الموقف ذاته في حادثة فريدة نادرة عجيبة، إذ اقترح على صدّام حسين لمّا صدر حكم إعدامه أن يتقدّم باسترحام للبابا ليتدخّل ويضغط لئلاّ ينفّذ بحقّه ذلك الإعدام، فيجيب :
- " كيف أسترحم البابا والله سبحانه أحقّ بالاسترحام؟؟ ماذا يقول صدّام حسين لربّه ولشعبه ولحزبه ولشهداء العراق ولجماهير الأمّة وشهدائها وجرحاها إن أنا فعلت ذلك؟؟ "

أمّا عن وقفة العزّ والشّموخ وما تنضح به من بطولة نادرة ومروءة استثنائيّة وإيمان لا يجارى، فتلك رحلة أخرى موعظة لا يقدر على تأثيثها سوى صدّام حسين الاستثناء والثّائر والقائد والمفكّر والإنسان.

لقد رفض صدّام حسين طيلة حياته أن يخضع للابتزاز والضّغوط والمساومة، وكانت تلك رسالته للعرب جميعا طيلة حياته أنّ النّصر ثمنه الثّبات والإيمان والتّضحية والصّبر.

لهذه الأسباب كلّها، يحتفي الأحرار بذكرى ميلاد صدّام حسين ويستغلّونها للوقوف على مسيرته الغرّاء فينهلوا منها الدّروس ويستلهموا منها العبر.

المجد والخلود للرّفيق القائد صدّام حسين في ذكرى ميلاده.





الخميس ٢١ رجــب ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٨ / نيســان / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أنيس الهمّامي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة