" لماذا يسكت الإعلام العربي و العالمي،و أين هو بان كي مون ومجلس الأمن من مثل هكذا خروقات؟"
إذا كان قرار حكومة العصابات الصهيونية بعقد اجتماعها فوق أرض محتلة ، تقركل قرارات مجلس الأمن الدولي المتعاقبة 242 و 338 و497 من ان اي تغيير لطبيعتها لاغ طبقا للقانون الدولي ؛ لتعلن تبعيتها لمجال نفوذها و الي الأبد كما ورد علي لسان نتنياهو ... لم يحرك ساكنا لدي الإعلاميين عربا أو عالميا ، و لا حرك بان كي مون أمين عام المنتظم الأممي حتي بما عرف عليه من قلق كلما حصلت كارثة في الساحة العربية ، فإن مجلس الأمن الدولي المسؤول طبقا لعالمية السلم وضع نفسه من خلال سكوته في وضعية المتآمر لا فقط في وضعية المشكوك فيما يرفعه من حرص علي السلم العالمية فحسب ... و يؤكد من جديد كيله لأزمات العالم بمكيالين ... اما نظامنا الرسمي العربي فهم ليسوا نيام و لا هم أطفال و لا هم مجانين بما يسمح لنا تحول ما قيل في هؤلاء الي القول : " رفع القلم عن ثلاث : المتواطئ و الفاسد و المستبد حتي يستيقظ الشعب و يؤدبهم " هكذا هم بمكوناتهم ، و إلا بماذا نفسر سرعة استجابتهم لكل ما يلحق أذي بالأمة و الشعب العربي من العراق الي ليبيا الي سوريا بما شرع تدمير مكتسبات هذه الأقطار المادية و البشرية و وضعها علي طاولة التشظية الإجتماعية و المجالية .
سكوت يطرح تساؤلات عدة اجابتها تأخذنا الي حقيقة مرة ترتقي الي مستوي اعتبارها النكسة الثالثة بعد فلسطين و العراق .
السكوت الإعلامي :
يؤكد حقيقة من أن كل ما يقال حول حرية الصحافة و الإعلام السمعي البصري كلام
لا معني و لا قيمة له إن كان عربيا أو عالميا ، اذ لو هناك حد أدني من الحرية كيف
يمر اعلان كهذا يخترق القوانين الدولية وبمستوي اعلان حرب من طرف واحد علي دولة هي
في وضعية الكارثة و لا يتسابق الإعلام للتشهير بها ، أو لتناولها حتي بالنقد و
التحليل ... تري هل يخضع الإعلام الي مركز يؤشر له ما هو مسموح الكلام فيه و ما هو
غير مسموح ، أم أن أجهزة الإعلام العربية أو العالمية تعتبرتصريح نتنياهو : اعلان
من طرف واحد عن عقد نهائي لصفقة امتدت 49 سنة . خاصة و الكل يعرف من أن جبهة
الجولان لم تعرف منذ تسليمها قبل ست ساعات من سقوطها في حرب جوان 1967 أي من
العمليات العسكرية بصيغة مقاومة للإحتلال باستثناء حرب أكتوبر 1973 و التي هي حرب
تحريك و ليست حرب تحرير ، و من ان النظام السوري أوقف القتال قبل ساعة من خطة
التحرير التي وضعت محددة الوقت بالساعة صفر من يوم 23/10/1973 . و من أنه شارك في
حفر الباطن تحت لافتة " تحرير الكويت " بقواته التي لم تتحرك لتحرير أراضيه الوطنية
، ذات القوات التي زج بها في الحرب الأهلية في لبنان و لم تحرك ساكنا و القوات
الصهيونية تتقدم صوب بيروت لا بل انسحب من مناطق تقدمها فاسحا لها مجال صوب بيروت
لتفرض خروج المقاومة الفلسطينية منها .
السكوت الرسمي :
في العرف الدولي تصريح نتنياهو هو قرار اعلان حرب من طرف واحد لا يهم سوريا
فقط باعتبار أنها هي المستهدفة به لكونه قرار يتعلق بالسلم العالمية ، باعتبار
حساسية المنطقة و ما هو قائم فيها من كوارث .
فإذا ما استثنينا رسالة وزارة الخارجية السورية للأمين العام بان كي مون و لمجلس الأمن ، و هي رسالة تذكرنا بما تعودنا عليه من مقولة " الإحتفاظ بحق الرد " كلما عربد الصهيانة اعتداء عليها ؛ فالسكوت مطبقا عالميا ، و إذا كان سكوت الدول الطرفية فإن سكوت القوي الممثلة للنظام الدولي لا نجد له أي تبرير الا تبرير واحد يفسر بسياسة التواطئ و ما مرتب من اتفاقيات بينية بينها و بين ذيول كل منها الإقليمية علي حساب مصالح الشعوب و مستقبلها تماما كما كانت دبلوماسية التواطئ عنوان فعل القوي الدولية في القرن التاسع عشر و كيف انتهت بما عرفه العالم من حربين عالميتين . و تحت طائلة هكذا دبلوماسية يصبح سكوت بان كي مون و احجامه عن التعبير حتي عن " قلقه المعتاد اذا تباينت مواقف القوتين " مبررا باعتبار تنفسه لا يكون الا من خلال ما يقررانه في حده الأدني ... و كذلك مجلس الأمن الدولي الذي اجتمع علي خلفية ما قامت به كوريا الجنوبية من تجارب في اليوم الثاني رغم أن التجارب مهما كانت طبيعتها شرط عدم الحاقها أذي بالاخر حق مشروع تكفله القوانين الدولية ، مقابل سكوته عن تصريح بمثابة اعلان حرب من طرف واحد علي دولة عضو بالمنتظم الدولي و لا يدعو حتي لإجتماعه حتي بصيغة رفع الملامة علي أعضائه .
فهل التصريح هو اعلان نهاية الصفقة علي نوعية الطلاق بالتراضي تعبر الزوجة فيه عن حقوق قانونية لتغطية جريمة ارتكبتها حتي لا تلام اجتماعيا من خلال اثارتها كما عبرت عن ذلك رسالة وزارة الخارجية السورية و سكوت الثالوث المتواطئ و الفاسد و المستبد الذي يمثله النظام الرسمي العربي درءا للتشنيع به عالميا ؟
و هل التصريح الإعلام تدشين علني لمرحلة جديدة من دبلوماسية التواطئ كشعار للنظام الدولي الذي هو قيد التشكل دولة الكيان الصهيوني هي ضلع من أضلعه الإقليمية الفاعلة .؟
d.smirri@hotmail.fr
