وماذا بعد العدوان الصّهيونيّ الغاشم المتجدّد على الجولان عقب تصريح المجرم ناتنياهو بأنّ ضمّ الجولان للكيان الصّهيونيّ أمر محسوم إلى أبد الآبدين بالأمس وبداية مناورات حربيّة صهيونيّة مفاجئة هناك اليوم ؟؟

1 -
* هل علمت الأحزاب الوطنيّة والقوميّة التّقدّميّة في تونس بتصريح المجرم الإرهابيّ ناتنياهو بالأمس في الجولان السّوريّة المغتصبة وقد اصطحب فريقه الوزاريّ هناك حيث خطب قائلا " إنّ الجولان أرض " إسرائيليّة " وستبقى " إسرائيليّة " إلى أبد الآبدين "؟

هل حرّك هذا التّصريح في هذه الأحزاب وهي بالعشرات والموزّعة بين الأحزاب البرلمانيّة وغير البرلمانيّة بعضا من مشاعر النّخوة واستنهاض الهمّة؟

إن كان الجواب بنعم، فكيف ستترجم هذه الأحزاب ذلك واقعا؟؟ هل ستكتفي ببيانات الشّجب والاستنكار الباهتة والنّمطيّة كالعادة؟؟

هل مثل ما أقدمت عليه العصابات الصّهيونيّة بهذه البساطة بحيث لا تتحرّك هذه الأحزاب وتتحمّل مسؤوليّتها السّياسيّة والنّضاليّة والثّوريّة فتمارس شتّى أنواع الضّغط على السّلطة في تونس لتتحمّل بدورها ما عليها من واجبات قوميّة تجاه الأمّة العربيّة؟؟

أليس من الواجب الأخلاقيّ والسّياسيّ والوطنيّ والإسلاميّ والقوميّ والأمميّ أن تتحرّك هذه الأحزاب بأقصى سرعة في كلّ الاتّجاهات لدرء خطر كارثيّ جديد يتهدّد أمّتنا في مقتل، إذ من شأن السّكوت عليه أو الحياد تجاهه أو المخاتلة في التّصدّي له أن يشجّع العصابات الصّهيونيّة فتضاعف من قضم الأراضي العربيّة غربا وشرقا وشمالا وجنوبا؟؟

هل تظنّون أيّها السّادة أنّ تونس بمنأى عن نوايا القضم تلك؟؟

أتعتقدون أنّ تونس لن ترسف تحت التّداعيات المأساويّة لهذه الهجمة الصّهيونيّة المارقة الإرهابيّة الجديدة؟؟

ألا يتوجّب عليكم أن تتوجّهوا للجماهير وتبسطوا لها الخطر بسطا دقيقا لا تحايل فيه ولا ميكانيكيّة، فتمزجوا شعور الجماهير القوميّ بالوعي والإدراك فتحتدّ الحركة الشّعبيّة وتشتدّ لإرسال رسالة قويّة من شأنها أن تردع الصّهاينة عن استهتارهم؟؟

ألا تدركون أنّ خنازير هودا إنّما ينتهجون جسّ النّبض في اختبار لردّات الفعل السّياسيّة العربيّة الرّسميّة والشّعبيّة عمّا عزموا فيه فيبنون عليها حسب طبيعتها قراراتهم إن بالاستمرار أو بالعودة والتّراجع؟؟

2-
* هل علم المؤتمر القوميّ العربيّ لسانا، المعادي جوهرا وفعلا للعروبة بخطوة ناتنياهو؟؟

هل سيكتفي المؤتمر بجدول سير أعماله العاديّة المبرمجة مسبقا فيخوض في كلّ شيء إلاّ المصلحة القوميّة العربيّة الاستراتيجيّة العليا؟؟

ما هي المواقف التي ستتوّج هذا المؤتمر؟؟

هل سيمتلك الشّجاعة الكافية ليدعو صراحة لحمل البندقيّة لمواجهة الجريمة الصّهيونيّة الجديدة ويعبّئ الجماهير للغرض؟؟

بل هل سيجرؤ حتّى على مجرّد تحفيز الأقلام القوميّة المناضلة فيدعوها لتكون كلماتها رصاصا يعرّي الأخطار الحقيقيّة المتربّصة بالعرب والعروبة سواء الاعمال التّوسّعيّة العدائيّة الإرهابيّة الصّهيونيّة أو الصّفويّة خصوصا وما دونهما ؟؟

إنّها أسئلة حارقة نرفعها لهذا الطّيف السّياسيّ في تونس مخاطبين فيه آخر ذرّات المروءة والنّخوة والعزّة لمن بقي حاملا لمقوّمات المخزون القيميّ العربيّ الأصيل، ونوّجهها في الآن نفسه للمؤتمر القوميّ " العربيّ " علّه يستفيق من غيبوبته ويعود عربيّا كما كانت غايات تأسيسه..

ثوبوا لرشدكم هداكم الله.. وانهضوا لأمّتكم ولأرضكم ووعرضكم قبل أن تذهب قلوبكم عليها حسرات قريبا جدّا..

أنيس الهمّامي
لجنة نبض العروبة المجاهدة للثّقافة والإعلام
تونس  ١٨ / نيســان / ٢٠١٦