شبكة ذي قار
عـاجـل










1 - دانت قمة منظمة المؤتمر الأسلامي، التي عقدت في انقره قبل بضعة أيام، إيران لتدخلها الفاضح والسافر في شؤون الدول العربية، تدخلا عسكريًا طائفيًا في سوريا واليمن والبحرين والصومال .. والغريب في الأمر لم تكن هنالك أي إشارة للتدخل الأيراني في العراق وما تفعله إيران وتقدمه من دعم للمليشيات الطائفية وتعبئتها لتنفيذ مخططاتها التوسعية في العراق والمنطقة، وما ترتكبه من مجازر ضد الأنسانية، عَرَضَ أمن المنطقة ودولها والسلم الاجتماعي فيها الى الخطر، خلافاُ لمبادئ حسن الجوار وقواعد القانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة .. والتي اتخذت هذه التدخلات شكلا إرهابيًا ذو وجهين وجه مليشيات طائفية ارهابية مسلحة، ووجهٌ يمثل إرهاب الدولة الأيرانية في تعاملاتها الخارجية وسلوكها القمعي الداخلي.

2 - كما دانت القمة ( حزب الله ) الذي يتزعمه حسن نصر الله في الجنوب اللبناني، كحزب إرهابي وذلك رصدًا لسلوكه وتصرفاته طيلة أكثر من عقدين وإشاعته الأرهاب في المنطقة ومناطق أخرى، فضلا عن ارتباطه الآيديولوجي الطائفي والأستخباري بالنظام الفارسي، وتلقيه المال والسلاح والتعليمات والتوجيهات لما تقتضيه السياسة الأيرانية في المنطقة، دون أي اكتراث لسيادة ومصالح لبنان وأمن المنطقة واستقرارها .. وإيران كما هو معروف عنها رسميًا راعية للأرهاب .

3 - دانت القمة بشكل تفصيلي الأدوار السياسية - الآيديولوجية الطائفية والأستخباراتية، التي تقوم بها إيران في المنطقة الأمر الذي زعزع أمنها واستقرار دولها .

4 - دانت القمة ( حزب الله ) لتدخله الارهابي في سوريا واليمن والبحرين وغيرها، ولم يشر بيانها الختامي إلى تدخل هذا الحزب الارهابي في العراق، وقيام بعض عناصره بنشاطات ارهابية في العراق وإستقباله عناصر مليشياوية عراقية للتدريب في معسكراته وإرساله الى العراق مستشارين وقادة وعناصر كخبراء استشارين ومشاركين باعمال الارهاب تحت ذريعة محاربة داعش .

5 - أنقرة مضيفة للمؤتمر .. وقرارات المؤتمر وبيانه الختامي لم تكن صادرة عن أنقره إنما عن المؤتمر ذاته وتركيا عضو فيه شأنها شأن أي دولة في المؤتمر.

6 - الذي يتحمل المسؤولية السياسية والأعتبارية والتاريخية هي منظمة المؤتمر الأسلامي بأعضائها الخمسين، والعشرون زعيمًا الذين حضروا اجتماعات المؤتمر، حيث تتوزع المسؤولية على الجميع، طالما أن الجميع على يقين من ما يحدث في العراق من كوارث ومذابح وانتهاكات لحقوق الأنسان على يد المليشيات الطائفية الأيرانية المجرمة من جهة، وعلى يد عصابات داعش من جهة ثانية .. ومع ذلك فقد تغاضوا الحالة الأنسانية وجاملوا إيران، ربما على بضعة صفقات تجارية تدر عليهم بالنفع .. أما روح الأسلام التي يتوجب أن تتجسد في مناهجهم كمنظمة مؤتمر إسلامي وليس كدول تتعامل على وفق معطيات التعامل المادي المصلحي الغارق بالبراغماتية .. هنا تكمن المفارقة ، وتكمن الغرابة .. هل تطبق الدولة المدنية في منظمة المؤتمر الأسلامي روح الأسلام القائم على العدل والأنصاف ورد العدوان ونصرة الضعيف والمغلوب، أم تطبق كنه سياسة المصالح، التي تتكفل بأدارتها الدولة في تعاملاتها الخارجية.؟!

7 - ألم تكن مليشيات ( الحشد الشعبي ) إرهابية ؟ ألم تكن أداة بيد دولة ترعى الأرهاب؟ فلماذا الأنتقائية إذن ؟ ما الفرق بين حزب الله الذي أدين، ومنظمة بدر أو العصائب أو المليشيات الأرهابية التي تقاتل إلى جانب النظام الدموي الفاشي في دمشق؟ ألم تكن منظمات إرهابية تتحرك كبيادق بيد أحد أخطر الأرهابيين في العالم قاسم سليماني.؟ فلماذا تنتقي منظمة المؤتمر الأسلامي الأرهاب على وفق مقاسات مصالحها ؟ أين هو العدل وأين هو الأنصاف واين هي روح الأسلام.؟ّ

8 - تركيا تستضيف ( القمة الأسلامية ) ، وليست هي المقرر الوحيد .. وهي تفرق بين السياسة والأقتصاد في علاقاتها الخارجية وخاصة مع إيران .. فهنالك إختلافات بينها وبين إيران في السياسة وهنالك تقاربات بينهما في التجارة .. حيث تستورد تركيا كميات كبيرة من الغاز الطبيعي الأيراني، ويخطط البلدان لرفع قيمة التبادل التجاري إلى ( 30 ) ثلاثون مليار دولار سنويًا خلال السنوات القادمة .!!

9 - على هامش المؤتمر موضوع البحث، عقدت صفقات تجارية واستثمارية تسع اتفاقيات ومذكرات تفاهم سعودية - تركية بقيمة ( 400 ) مليون دولار .. وانطلاق مجلس تنسيقي سعودي - تركي مشترك عزز القرار السابق بأنشاء ( المجلس الأستراتيجي الأعلى ) .. أما حجم التبادل التجاري بين البلدين فقد بلغ قرابة ( 6 ) مليارات دولار .. فيما تبلغ الأستثمارات السعودية في تركيا نحو ( 2 ) ملياري دولار .. واستثمارات عقارية سعودية في تركيا تبلغ ( 6 ) مليارات دولار .. اضافة إلى اتساع العمل المشترك في مجالات الأنشاء والتصنيع شملت قطاعات واسعة متنوعة في السعودية.

لا بأس في ان تتعزز العلاقات الثنائية على مستوى الأقتصاد ، ولكن على مستوى السياسة يبدو أن بونًا بين مفاهيم السياسة ومفاهيم الأقتصاد .. فهل انتهت حقبة السياسة وتهديدات الحرب باستخدام القوة.؟ أم أن القوة على الأرض هي التي تعزز أحكامها على طاولة المفاوضات تعززها قاعدة الأقتصاد ، والتي من دونها يمسي القرار السياسي يتيمًا على المسرح السياسي الأقليمي والدولي .. ؟!





الثلاثاء ١٢ رجــب ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٩ / نيســان / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة