شبكة ذي قار
عـاجـل










من ينكر ان العراق كله كان في الفاو في ذاك اليوم ١٧-٤-١٩٨٨ فهو يعاني من أزمة من نوع ما وهو كمن ينكر ذاك الفرح العراقي العجيب الذي عاشه العراقيون وعبروا عنه كل بطريقته الخاصه بعد قرابة أربعة شهور فقط من يوم تحرير الفاو وهو يوم النصر العظيم في ٨-٨- ١٩٨٨ الذي فتحت له معركة الفاو والنصر العظيم الذي تحقق فيها بوابات لها أول ما لها اخر.

نعم.. في يوم تحرير الفاو , حمل العراق كله بنادق التحرير وحضر يومها حمورابي ونبوخذ نصر واشرقت في ممالح الفاو اشور وبابل وذي قار والقادسية الاولى وكان معنا عمر بن الخطاب وعثمان وأبا بكر وعلي الكرار حيدرة وخالد والقعقاع . كان في يوم الفاو قد تجمع التاريخ برمته وقرأنا فيه قراننا المجيد وبعضنا عانق المسيح عليه السلام وأتجهت أبصارنا فأبحرت بالنصر الى عدن والمنامة ونواكشوط وسرت وطرابلس وعبرنا بقوافل جمالنا وبطائرات الصقور قناة السويس وخيمنا في سيناء وبعضنا بزغ في القدس وسبح برمال غزة .

كان يوم الفاو سفرا للعراق وللامة العربية كلها سطرناه بدم النحور الطاهرة التي أحتضنت ملح الفاو و تزوقت بحناءه قوافل من شهداء أقمنا لهم العرس في أخاديد الارض الغارقة بالحب والخصب .

ظنت ايران انها حققت الخرق المطلوب في جدار الصد العراقي العملاق باحتلال الفاو وظنت ان الفاو كموطئ قدم سيكون منطلقها لاحتلال البصرة والتوسع صعودا باتجاه الشمال نحو بغداد التي يمكن ان تحاصرها بمحور اخر قريب منها جغرافيا هو محور ديالى . ووضعت طهران كل عنبها في سلة الفاو دون أن تدرك ولا تحسب بعناية حسابات رد الفعل العراقي والبراهين الميدانية التي قدمها بتفوقه استراتيجيا بخططه السوقية وتكتيكاته وقدراته العظيمة على المناورة على طول جبهة الحرب الطويلة. لقد أخذ الصلف والغرور الفارسي مأخذه من عقل سلطة طهران وعسكرها وتشبثت بممالح الفاور المكشوفة لفعل القطعات العراقية اليومي .

تمكنت القيادة وجيش العراق الباسل من تطويق التواجد العسكري الايراني وحصره في خوانق ضيقه وتثبيته طيلة السنوات التي تلت غزو الفاو وأحتلالها . وعملت بسرية مطلقة على تجهيز الخطط والقطعات للحظة التحرير القادمة.

وساعة تقدمت جحافل العراق الميمونة محملة بالايمان بالنصر والاستعداد للتضحيات العزيزة وتمت غارات الله على مواقع حصنتها ايران وبنت حولها الامال اللئيمة والاطماع الاجرامية سقطت حصون كسرى الجديد في ساعات فقط وهلك منهم من هلك وعبر الشط من سمحت لهم خطة الهجوم البارعة بالعبور هاربا .

وقعت ايران في شر أعمالها وفي سؤ تقديرها . صولة العراق يوم تحرير الفاو أفقدتها ثقل القوة التي سخرتها لادامة البقاء والتوسع من الفاو الى باقي محافظات العراق وأفقدتها وزنها وتوازنها فانهارت جبهاتها انهيارا شاملا وتساقطت قطعاتها قطعة اثر قطعة على طول جبهات الحرب الامر الذي أدى الى انهيار مقومات خيار الحرب عند خميني وأعوانه وكانت الأسابيع القليلة التي تلت تحرير الفاو هي بداية النهاية الحتمية للعدوان الايراني .

الفاو كانت البوابة التي دخل منها العراق لنصره العظيم في ٨-٨-١٩٨٨
وكانت هي صفحات المجد التي سطرت سفر العراق مجتمعا بكل عمق عمره الحضاري العريق الشامح وبكل اقتدار حاضره وتوق شعبه الابي الذي منه وبه تنتصر مقاومتنا الوطنية الان في حربها لطرد الاحتلال الايراني الذي تم بالشراكة مع أميركا بعد غزو العراق عام ٢٠٠٣ أي انه قد تم بالغدر والخسة والغيلة والارتماء في أحضان الشيطان . .





الاحد ١٠ رجــب ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٧ / نيســان / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الاستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة