شبكة ذي قار
عـاجـل










في الذكرى التاسعة والستين لـتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي والذكرى السابعة والاربعين لانطلاقة جبهة التحرير العربية،أقيم يوم الأحد في 10 / 4 / 2016 مهرجان سياسي حاشد في مخيم برج البراجنة ،حضره ممثلون عن كافة فصائل الثورة الفلسطنية وحشد شعبي كبير وممثلي القوى الوطنية اللبنانية،وقد ألقى المحامي حسن بيان نائب رئيس حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي كلمة الحزب،كما ألقى عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية أبو جابر كلمة منظمة التحرير واختتم المهرجان بكلمة جبهة التحرير العربية القاها حسين رميلي عضو اللجنة المركزية ومسؤول ساحة لبنان.

عندما نقف في حضرة فلسطين، فإنما نقف في مهابة التاريخ الإنساني والمقدس منه. في مهابة المهد والأقصى. مهابة الحق التاريخي والشرعي. حق التواصل على تعاقب الأجيال، الحق غير القابل للتصرف بهما طال الاغتصاب والاحتلال.

هذه الوقفة تكتسب دلالة خاصة، عندما تكون في مناسبة هي بحد ذاتها مهابة عميقة لأنها مسكونة بقضية الأمة قضية فلسطين، وقضية مصير الأمة وتوقها نحو الانبعاث المتجدد.

في ذكرى ميلاد البعث وانطلاق جبهة التحرير العربية نلتقى مهكم خارج فلسطين بالجغرافيا، لكن في قلب فلسطين بالتاريخ والانتماء القومي .فأنتم أن أخرجتم من الجغرافيا إلا أنكم لم تخرجوا من أمتكم التي هي موجودة حيث يحمل أبناؤها السلاح وها أنتم تحملون السلاح وبذلك تكون الأمة حيث أنتم متواجدين. أن الأمة العربية وجدت كفاحياً في فلسطين وستبقى، إلى أن يسقط الاحتلال وتعود فلسطين إلى حيث يجب أن تكون في موقع القلب من الجسم. والأمة العربية وجدت في العراق وستبقى بدلالات حضور الموقف النضالي إلى أن يتحرر العراق ويعود إلى حضن أمته حراً موحداً عربياً ديموقراطياً. والأمة التي وجدت في لبنان في فعلها المقاوم ضد الاحتلال ستبقى نابضة بالحياة طالما بقي في هذه الأمة نبض نضالي وبالأخص انتفاضة جماهير فلسطين التي جددت الشخصية النضالية للثورة ومقاومة العراق التي أعادت تصويب الموقف باتجاه الهدف الأصلي، هدف التحرير على أرضية الموقف الوطني الجامع.

في ذكرى ميلاد البعث وانطلاق جبهة التحرير العربية نعيد التأكيد بأن فلسطين لم تكن مستهدفة لذاتها وحسب، بل الاستهداف هو للأمة العربية بكل موروثها ( الحضاري - القيمي ) وكل عناوين مشروع انبعاثها المتجدد وبهذا قال مؤسس البعث الأستاذ ميشيل عفلق، الوحدة طريق فلسطين وفلسطين طريق الوحدة، وبقدر ما يقترب العرب من تحقيق وحدتهم بقدر ما يقتربون من تحرير فلسطين. وعن فلسطين قال قائد العراق وشهيد الحج الأكبر صدام حسين، أن فلسطين في قلوب وعيوننا إذا ما استدرنا إلى أي من الجهات الأربع .واليوم كما الأمس وغداً، فإن فلسطين ستبقى في الوجدان الجمعي للبعثيين وفي الذاكرة الجمعية للأمة، وعليه فإن حزب البعث الذي يعود بالميلاد التأسيسي لتسعة وستين خلت أثبت عبر مسيرته النضالية بكل إنجازاتها وإخفاقاتها بأنه حزب المقاومة العربية الشاملة، مقاومة الاغتصاب لفلسطين والاحتلال للعراق وكل أرض عربية مسلوبة ومحتلة، كما حزب مقاومة التجزئة ومقاومة التخلف.

وإن يصادف ذكرى تأسيس البعث مع ذكرى انطلاق جبهة التحرير العربية فهذه ليست مصادفة زمنية، بل تأكيد من حزب الثورة العربية، بأن أحياءه للمناسبة لا يتم بالطقس الاحتفالي بل بالفعل النضالي والإضافة النوعية للمسار النضالي الوطني الفلسطيني الذي أطلق الرصاصة الأولى عندما فجر ثورته مع إطلالة عام 1965.

وهذا الذي تجلى في توافق ذكرى التأسيس مع ذكرى الانطلاقة أعيد استحضاره في إطلاق المقاومة الوطنية العراقية في التاسع نيسان 2003.

إن المقاومة الوطنية العراقية التي استطاعت عبر تحالفاتها السياسية والكفاحية العريضة أن تهزم المحتل الأميركي نهاية 2011 طوت صفحة من مقاومتها للمحتل الأميركي، وفتحت صفحة مقاومة المحتل الإيراني من الباطن وكل ما أفرزه الاحتلال من شخوصات سياسية قدمت نفسها من خلال الالتحاق والارتهان والسلب والسرقة للمال العام والفساد والإفساد في أسوأ نموذج لتابع محلي بمتبوع أجنبي دولي كان أو إقليمي.

إن حزب البعث الذي لم ينظر لقضية فلسطين وثورتها بفئوية بل نظر إليها بأنها قضية الأمة، والذي لم ينظر إلى قضية العراق بمعزل عن قضية فلسطين وقضايا الأمة كان هدفاً لأول قرار اتخذه المحتل الأميركي هو حل حزب البعث واجتثاثه وحظره كما حل الجيش العراقي وعندما يقدم المحتل على اتخاذ القرار، فلأنه كان يهدف إلى اجتثاث عروبة العراق وإسقاط هويته القومية كما تجويف الحضن الدافئ لثورة فلسطين، والتي قال فيها صدام حسين، أن فلسطين بحاجة إلى حضن أمتها الدافئ أكثر من حاجتها للمال والسلاح وعلى أهمية ذلك.

لكن نقول لكل الذين تحالفوا وائتلفوا ونفذوا قرار اغتصاب فلسطين، وكل الذين تحالفوا وائتلفوا في حلف غير مقدس لضرب العراق واحتلاله، فإن مشروعهم هو الآن من المأزق إلى الفشل والسقوط. فالأمة التي يتصدر قادتها المسيرة النضالية والذين يستشهدون وهم في خنادق المواجهة، هي أمة حية ولادة بالمناضلين، وكلما مضى جيل سلم الراية لجيل آخر حتى إنجاز التحرير الشامل.

ونحن إذ لا نقلل من إمكانات الأعداء، لكننا في الوقت نفسه لا نقلل من إمكانات الأمة خاصة إذا ما وظفت في سياق مشروع نضالي قومي في أبعاده تحريري تقدمي في محتواه

ولهذا نقول بأن أي خطر على الأمة ومن أي جهة انطلق يجب وضعه في إطار الاستهداف القومي وبالتالي يقتضي الرد ان يكون قومياً وعلى قاعدة أن مشروع المقاومة هو مشروع قومي عربي بامتياز.ونحن في هذه المناسبة العزيزة على قلوب البعثيين وكل رفاقهم وأخوتهم في القوى الوطنية وفصائل الثورة الفلسطينية، نؤكد بأن الوحدة الوطنية هي نقطة القوة في مشروع المواجهة الشاملة وأن هذه الوحدة يجب أن تكون بوحدة الرؤية السياسية حيال القضايا الوطنية الأساسية. وأن استقلالية القرار الوطني المنفتح على عمقه القومي يجب أن يستقوي بذاته وأمته، وأن لا يكون الرد العملي على كل تدخل دولي وإقليمي من هنا، باستقواء واستدعاء تدخل دولي أو إقليمي آخر من هناك. كما أن مواجهة مواجهة القوى الطائفية والمذهبية وقوى الترهيب السياسي والتكفير الديني لا تواجه بقوى من نفس الطينة، بل الجميع يواجهون بمشروع وطني عبر استحضار القضية القومية بكل عناوينها وعلى قاعدة أن وحدة الأرض والشعب والمؤسسات وحماية الهوية القومية تحتل الأولوية على كل الأجندات السياسية الأخرى.

في هذه المناسبة التي نحي فيها ذكرى ميلاد البعث وانطلاقة جبهة التحرير العربية والمقاومة الوطنية العراقية نوجه التحية لفلسطين وثورتها المتجددة عبر الانتفاضة الشعبية وآخرها انتفاضة السكاكين ونوجه التحية إلى شهدائها والى رموز ثورتها الأحياء منهم والذي ساروا درب الشهادة من قائد الثورة ورمزها أبو عمار إلى شيخ غزة هاشم الجليل أحمد ياسين وحكيم فلسطين جورج حبش ومن ضمير شعبها عبد الرحيم أحمد إلى شهود ساحة تونس وقبلها من سقط في الأغوار وعلى أرض لبنان، فكلهم أدوا سألتهم وتركوا لشعبهم إرثاً نضالياً ستبقى الأجيال تعب من معينة إلى أن تتحقق الأهداف التي من أجلها استشهدوا.

في هذه المناسبة نوجه التحية إلى شعب العراق ومقاومته التي زلزلت الأرض من تحت اقدام المحتل الأميركي، وتخوض مواجهة شاملة ضد المشروع الإيراني ذي الطبيعة الاحتلالية وكل القوى التقسيمية والطائفية والمذهبية التي تعبث بالأمن الوطني والمجتمعي العراقي، ونقول بكل ثقة بأن الأيام القادمة تحمل بشائر انتصار المشروع الوطني الذي تحمل لواءة جبهة الجهاد والتحرير بقيادة الرفيق الأمين العام للحزب عزة إبراهيم، والذين نوجه إليه التحية ولكل الرفاق الذين يخوضون معركة تحرير العراق وإعادة توحيده على الأسس الوطنية والديموقراطية.

وتبقى كلمات يجب قولها في هذه المناسبة، وهي أولاً، أننا نشدد على وجوب الارتقاء بالعمل الوطني الفلسطيني إلى مستوى التوحد الفعلي كي يكون الموقف السياسي على مستوى الطموح الشعبي.

ونقول ثانياً ان من يرفع فزاعة التوطين في وجه اللجوء الفلسطيني والنزوح السوري، بأن جماهير فلسطين لو قبلت بالتوطين وأسقطت حقها بالعودة لكانت أكثر المسائل استعصاء قد حلت ونحن على يقين بأن التوطين بالنسبة لشعبنا الفلسطيني يرتقي حد المحرم، وهذا ما ينطبق على النزوح السوري وكفى استغلالاً سياسياً لهذه القضية.

ونقول ثالثاً، أن رفض التوطين لا يسقط حق جماهير فلسطين بحقوقها المدنية في العمل والتنقل وحريته التعبير وتوفر كل الضمانات الإنسانية التي أقرتها شرعة الأمم المتحدة واعادة الأنروا لتفعيل حضورها وتقديم الخدمات المطلوبة منها.

تحية لكم جميعاً وعلى أمل أن يكون اللقاء القادم على أرض جغرافية فلسطين .
تحية لشهداء الأمة في فلسطين والعراق وكل أرض عربية.
تحية لانتفاضة فلسطين ولمقاومة العراق
الحرية للأسرى والمعتقلين في سجون ومعسكرات الاحتلال الصهيوني
الحرية للأسرى والمعتقلين في سجون ومعسكرات السلطة العميلة في العراق
عاشت فلسطين حرة عربية، عاش العراق واحداً موحداً حراً عربياً
عاشت الأمة العربية وعهداً أن تستمر المسيرة حتى تحقيق أهدافها في الوحدة والحرية والاشتراكية.
 





الخميس ٧ رجــب ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٤ / نيســان / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة