شبكة ذي قار
عـاجـل










أطلّ الرّفيق القائد المجاهد عزّت إبراهيم الأمين العامّ لحزب البعث العربيّ الاشتراكيّ والقائد الأعلى للقوّات العراقيّة المسلّحة وقائد المقاومة العراقيّة الباسلة والأمين العام لجبهة الجهاد والتحرّر والخلاص الوطنيّ في السّابع من هذا الشّهر بمناسبة إحياء الذّكرى التّاسعة والسّتّين لتأسيس الحزب في خطاب بالصّوت والصّورة، وجاء الخطاب تاريخيّا متجدّدا حمل توجيهات للبعثيّين ولكلّ العرب على حدّ سواء حكّاما ومحكومين، وجاء شاملا صارما حازما لم يترك شاردة ولا واردة تخصّ العرب والعروبة إلاّ وعالجها بالتّشريح والتّشخيص وااستشراف الحلول..

ومثّل الخطاب التّاريخيّ للرّفيق القائد شيخ المجاهدين عزّت إبراهيم الأمين العامّ لحزب البعث العربيّ الاشتراكيّ فرصة غالية ثمينة جديدة للعرب رسميّين وجماهير لتلقّي عرضا استراتيجيّا متجدّدا يرسم معالم استرداد الأمّة لعافيتها ويهديها سبل خلاصها ممّا ترسف تحته من دمار وتخريب واستنزاف واستعباد ونهب لثرواتها ومقدّراتها..

لن نغوص كثيرا في هذه الإطلالة في تفكيك رموز الخطاب التّاريخيّ لرأس البعث وقائده ولقائد الأمّة العربيّة لأنّه سيكون محور دفعات قادمة سنسعى فيها لتسليط الضّوء عن المعاني والمرامي الحقيقيّة للخطاب خصوصا بعد أن لاحظنا تناولا قدّرناه بالعاجز عن ملامسة مضامينه خصوصا لدى غالبيّة من تفاعلوا معه، إذ وباستثناء القراءات الأوليّة الدّسمة والثّريّة لقيادات الحزب وكوادره الثّقافيّة والإعلاميّة خصوصا الرّفيق الأستاذ أبو أوس والدّكتور كاظم عبد الحسين عبّاس وفيلق كتّاب المقاومة، ظلّت القراءات في أحسن حالاتها سطحيّة لأسباب عديدة لعلّ من أهمّها غياب الإلمام الكامل للمتفاعلين بتعقيدات ملفّ المسألة العراقيّة وتشعّباتها والمتغيّرات التي تشهدها الأمّة العربيّة خصوصا والعالم.

ففي قراءة سريعة لتفاعلات المتفاعلين، ركّزوا جميعهم على الظّهور المصوّر للرّفيق القائد المقاوم شيخ المجاهدين عزّت إبراهيم، وهو أوّل ظهور متلفز له بعد غزو العراق عام 2003 رغم توجيهه لخطابات عديدة طيلة تلك السّنوات خصوصا بعد استشهاد الرّفيق القائد شهيد الحجّ الأكبر صدّام حسين.

فإن كان آخر ما يعنينا نحن البعثيّين في هذا الخطاب الفارق الاستثنائيّ بكلّ المقاييس ظهور القائد المجاهد عزّت إبراهيم صوتا وصورة، فإنّ ذلك استرعى حصرا كلّ المتابعين عربا وفرسا وأمريكانا وكلّ الذين تورّطوا في المستنقع العراقيّ.

فلماذا تمّ التّركيز على تلك المسألة عند هؤلاء تحديدا بل وأفردوها بكلّ الاهتمام حتّى تدفّق خبراء علم النّفس وعلم الاجتماع وخبراء الصّور وتجمّعوا ليتناولوا بعمق رهيب كلّ حركات الرّفيق القائد وقسمات وجهه وحركات يديه وشفتيه بل وتوقّفوا طويلا حتّى عند بشرته وشاربه ؟؟

إنّنا وإذا نطرح هذا التّساؤل، فلا يجب أن يفهم من ذلك أنّنا نستهجن ذلك التّعاطي، بل بالعكس فقد كنّا نتوقّعه وننتظره منذ أن علمنا وقبل إذاعة الخبر بظهور القائد صوتا وصورة، ولكن نعمد من خلال طرحه لوضع إجابات ستكون محدّدة في فهم ما يحدث، وفي فهم قراءاتنا القادمة إن شاء الله تعالى.

ليس يخفى على أحد أنّ الغزاة الأميبركيّين استهدفوا الرّفيق القائد عزّت إبراهيم منذ عزمهم على تدمير العراق وكان ثاني المطلوبين للإدارة الأمريكيّة المجرمة بعد الرّفيق القائد شهيد الحجّ الأكبر صدّام حسين، وغدا أوّلهم في العالم على الإطلاق منذ اغتيال الرّفيق القائد صدّام حسين منذ 9 سنوات، ولقد أنفقت الأجهزة الاستخباراتيّة الأمريكيّة مليارات الدّولارات وهي تلاحق الرّجل الرّجل وتطارده مطاردة هي الأكبر في التّاريخ كلّه، ورغم ما أنفقته من أموال طائلة، ورغم كثرة الإغراءات والوعود الخٌلّب لكلّ من يهديها إليه أو يأتيها برأسه، ورغم تقدّمه في السّنّ وما تتوجّبه حالته الصّحيّة من متابعة وتقييد حركته في مثل ما ينهض له باعتباره قائد المقاومة وعقلها المبدع الخلاّق وواضع خططها واستراتيجيّاتها وتكتيكاتها، ورغم كونه رأس البعث وقائده ومسؤوله الأوّل قوميّا وقٌطريّا، فإنّها لم تنجح في الإيقاع به ولا في ثنيه عمّا عزم عليه وركب المجاهدين الأفذاذ الأبرار من المحيطين به من رفاقه وقادة الجيش العراقيّ الباسل..

ولقد تضاعفت نقمة الأمريكان والصّهاينة على سيّد الرّجال الرّجال بعد نجاحه المبهر في طرد الأمريكان من أرض العراق وحملهم على الفرار من جحيم النّيران المقاومة في 2011 على عكس كلّ الخطط والبرامج والأهداف الموضوعة سابقا، ولمّا سلّم الأمريكان العراق للملالي الفرس الصّفويّين الأعداء التّاريخيّين للعراق وللعرب، تضاعفت تلك النّقمة واستعرت، وتفتّقت عنها تواتر الادّعاءات والتّخرّصات وتوالدت الشّائعات عن مصير مغيض الأمريكان وقاهر الفرس الرّفيق القائد شيخ المجاهدين عزّت إبراهيم ، فأشاعوا خبر استشهاده مئات المرّات، وروّجوا كاذبين غشّاشين خاسئين عن اعتقاله مئات الأخبار، ولكنّه كان في كلّ مرّة يكشف كذبهم ويعرّي دجلهم وفق طرق مدروسة عقلانيّة تنمّ عن خبرة الرّجل الرّجل الطّويلة وقدرته الخارقة على امتصاص أراجيف الأعداء وحملاتهم النّفسيّة الخائبة.

وليس يخفى على أحد ما تتوفّر عليه الإدارتين المجرمتين الأمريكو صهيونيّة والصّفويّة من سطوة إعلاميّة رهيبة، وليس يخفى كذلك أسطول الأفّاقين والأبواق الدّعائيّة وقد انخرطت في مشروعهم ذاك بعد أن أعدموا ضمائرهم وخانوا أوطانهم وأمّتهم وارتضوا لأنفسهم الخزي في الدّنيا والآخرة، حيث دأب هؤلاء على تأجيج الحملات النّفسيّة الشّعواء دونما انقطاع ولا ملل ليثبّتوا أمانيّهم في القضاء على الكابوس الأكبر والرّقم الأصعب الذي يقضّ مضاجع الدّوائر الاستعماريّة والصّهيونيّة والفارسيّة الصّفويّة الخمينيّة.

وبالنّظر لكلّ ما تقدّم، فإنّ المنطق إذن يفترض أن يركّز هؤلاء ومن سار في ركابهم تركيزا عاليا على الظّهور الأخير صوتا وصورة للرّفيق القائد شيخ المجاهدين عزّت إبراهيم.. فلهذا الظّهور ولا ريب وقعه في نفوس الأعداء والمتربّصين بالأمّة والعروبة والبعث شرّا، وله أيضا أن يبعث في دواخلهم حسرات تؤجّجها حسرات، لأنّ محاولاتهم البائسة على تثبيت فرية النّيل من الرّفيق القائد المقاوم شيخ المجاهدين عزّت إبراهيم لم تكن يوما اعتباطيّة ولا مجانيّة، إذ انتظر من ورائها الواقفون عليها أن يحدثوا إرباكا ممنهجا في صفوف أحرار الأمّة ومقاوميها والمتعاطفين معهم والمنخرطين في مشروع المقاومة ثم النّهوض العربيّ بمختلف الوسائل أملا في انهيار تلك المناعة والحصانة الذّاتيّة، لأنّ العقل الغربيّ الاستعماريّ ورغم تحوّزه على كلّ مقوّمات التّفوّق التّقنيّ والتّكنولوجيّ والحربيّ يظلّ غبيّا بليدا عاجزا عن فهم التّركيبة النّفسيّة والذّهنيّة للعرب، فلقد كانوا يتوقّعون أنّ إدامة الإشاعات وترديدها سيضرب عزائم العرب ويدمّر ثباتهم ويطمس إيمانهم ، متناسين فشلهم الذّريع في بلوغ ذلك حتّى بعد خسارة الأمّة والبعث والعراق لرجل نادر آخر هو الرّفيق القائد شهيد الحجّ الأكبر، إذ لم يحصد الأمريكان والفرس من اغتياله إلاّ مزيد تنامي شعبيّته وتأكّد رمزيّته وبالتّالي تنامي شعبيّة حزبه ورفاقه وتأصّل مشروعهم النّضاليّ الرّساليّ في نفوس الشّباب العربيّ في كلّ رقعة من العالم.

لقد حسب الأمريكان وعلوج الفرس، أنّهم قد يحدثون لهم تفوّقا مّا يسهّل عليه تحقيق أهدافهم القذرة بمجرّد تغييب الرّفيق القائد عزّت إبراهيم، ويعود ذلك لعدم تمكّنهم من استيعاب أنّ الفعل العربيّ المقاوم والإيمان الملتهب في نفوس ماجدات العرب وأحرارهم هو مسألة عقائديّة لا تتزحزح عند العرب وإن بلغوا من مراتب الرّدى مبالغ خطيرة، ولا يمكن أن تخبو جذوة الحميّة والقيم العربيّة الإسلاميّة الأصيلة مهما غلت التّضحيات والخسائر، فالرّقيق القائد عزّت إبراهيم لا يهاب الموت بل إنّه يتمنّى الشّهادة في سبيل وطنه وأمّته وحزبه ورسالته الخالدة، ولا يدّعي ولا يمكن أن يفكّر لا هو ولا أيّ من رفاقه الأبرار وبقيّة مناضلي الحزب أنّ مشروع المقاومة ورسالة الأمّة تتوقّف على أحد منهم مهما كانت محوريّته وعطاؤه ونضاله وجهاده، فمشعل الفداء والتّضحيات والنّضال والكفاح الرّساليّ تتعاقبه أجيال الأمّة جيلا فجيلا.

وعليه، فلقد كان معقولا جدّا أن ينحصر التّركيز في التّناول والتّعاطي مع الخطاب التّاريخيّ الفارق للرّفيق القائد المجاهد عزّت إبراهيم مع ظهوره صورة وصوتا..

ولكن لا بدّ من التّنبيه هنا إلى أنّ هذا التّركيز على القراءات التّحليليّة النّفسيّة والاجتماعيّة والتّقنيّة للخطاب،وإن كان وجيها كما وضّحنا فإنّه يحمل أيضا في ثناياه خطّة خبيثة وذلك بحمل الجماهير على الغوص فقط في دلالات الصّور والحركات ومدلولاتها، فتصرفها عن الأهمّ والأسمى والأصلح والأسلم ألا وهو التّدبّر في مضمون الخطاب ودلالاته وما يحمله من خطّة شاملة مكتملة المعالم لا فلاح للأمّة وللعرب حكّاما ومحكومين إلاّ بالتّقيّد بها وتطبيقها تطبيقا فائق الجدّيّة والعناية.

" يتبــــــــــــــــــــــــــــع "

أنيس الهمّامي
لجنة نبض العروبة المجاهدة للثّقافة والإعلام
تونس في ١٢ نيسان أفريل ٢٠١٦





الاربعاء ٦ رجــب ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٣ / نيســان / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أنيس الهمّامي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة