شبكة ذي قار
عـاجـل










في مثل هذا اليوم من عام ٢٠٠٣ توج الأمريكان برابرة العصر وحلفاؤهم ومرتزقتهم حملتهم العدوانية الوحشية ومؤامراتهم الكيدية وحقدهم على العراق بعد أن أنهكوه بحلقات حربية متتالية وحصار جائر حاربوا عبره أطفال بلاد الرافدين ونساءه وشيوخه وحجره وشجره؛ ودخلوا بغداد غزاة طغاة متجبرين لم يدخروا جهدا في استنفاذ كل العنصرية والنزغة الإلغائية السادية ليعمموها على العراق التاريخ والحضارة..

ورغم الفرق الشاسع والاختلال الهائل في موازين القوى بين قوى الشر الهاجمة المتسلحة بآخر مبتكرات القتل والفتك والتدمير والتخريب وأقصى ما توصلت له مصانع الموت من أسلحة ذات طابع استراتيجي كانت معدة للصراع مع الدب الروسي قبيل احتضاره؛ أبلى العراقيون الأصلاء شعبا وقيادة وجيشا بلاء مذهلا تجلت معالمه في ملحمة أم قصر الخالدة والتي استغرقت جحافل رعاة البقر أسبوعين كاملين لتجاوزها؛ وفي معركة المطار الأسطورية وغيرها من المنازلات المشهودة الأخرى التي سببت للغزاة وعلوجهم عاهات نفسية واضطرابات عصبية غير معروفة علاوة على آلاف الجيف ..

ولم تمنع سيطرة الأمريكان على بغداد العراقيين من إلحاق هزيمة نكراء بهم اضطرتهم للهروب من المستنقع الذي زجت بهم إلى أتونه إدارة المجرم بوش الصغير الحمقاء .. وفي مسعى انتقامي؛ سلم الأمريكان العراق للفرس الحاقدين تاريخيا على العرب والعراق خصوصا ولميليشياتهم الطائفية الإرهابية ليغرقوا العراق في فوضى عارمة وموت تزكم رائحته الأنوف.

إننا قد لا نأتي بجديد إن عكفنا على عرض مأساة العراق وتداعيتها الكارثية على الأمة والعالم؛ ولكن يتأكد علينا في هذه الذكرى الأليمة الفارقة أن نخاطب العرب رسميين بتساؤلات حارقة أو هگذا نقدرها على الأقل ونزعم أيضا أن الإجابة عنها ستحدد مصير العرب مستقبلا.

أفلم يدرك العرب لليوم أي خطيئة كارثية ارتكبوا لا بحق العراق بل بحق أنفسهم والعروبة؟ وإن أدركوا ما الذي يتوجب عليه بالتالي عمله لترجمة ذلك الإدراك؟

ثم ألم يكتفي العرب بالمشاهدة بعد أكثر من ثلاثة عشرة عاما من سيل الدماء المتدفقة وشتى ألوان المذابح والإبادة الجماعية فينتخوا لإنقاذ إخوانهم المستضعفين المسحوقين؟؟

هل مازال عصيا عليهم للآن استيعاب ما حذرهم منه نظام العراق الوطني وحزب البعث طويلا من سبب إصرار الاستعمار والصهيونية على تدمير تجربة البعث ووأد مشروعه النهضوي الوحدوي الإنساني الرائد؛ واستتباعات ذلك الإصرار وانعكاساته على العرب؟؟

هل مثلا اقتنع العرب اليوم بالضربة الاستباقية التي شكلها تصدي البعث ونظامه الوطني في العراق لمشروع الخميني التآمري العنصري الاستيطاني العدواني؛ وهل اقتنعوا بفضل العراق في الحؤول دون تكشير ملالي الفرس عن أنيابهم المسمومة بعد أن خلا لهم الجو فاستباحوا الساحة العربية كاملة غربا وشرقا؟ أأيقنوا الآن والفرس على مشارف قصور كل من توهموا أن قلاعهم منيعة لا تطالها أحلام الأكاسرة المتخلفين المتجبرين أي كارثة حلت بهم بعد فقد العراق ؟

هل اكتشفوا هول الفقد الرهيب لخيمة البعث وقد حمتهم طويلا من أخطار ما أنزل الله بها من سلطان؟

أليس كل هذا بدافع لهم للتكفير عن ذنوبهم فيخلصوا بغداد من براثن الأمريكان والفرس ويتسلحوا بالعزم القومي وهو سفينتهم الوحيدة للنجاة؛ فلا نجاة لهم إلا باستعادة العراق حرا عربيا موحدا لأنه لا عرب ولا عروبة بلا العراق المنيع العزيز المستقل؟؟

متى يعمد العرب لكسر حاجز الخوف فينهضوا للعراق ويمنعوا فدرلته وتقسيمه؛ ويسندوا مقاومته الباسلة وينخرطوا في مشروعها الوطني والقومي الجهادي التحرري الوحدوي؟؟

#٧نيسان_ميلاد_أمة

أنيس الهمامي
لجنة نبض العروبة المجاهدة للثقافة والإعلام
تونس في ٩-٤-٢٠١٦





الثلاثاء ٥ رجــب ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٢ / نيســان / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أنيس الهمامي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة