شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم
بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فاذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون
صدق الله العظيم

يا أبناء شعبنا العراقي العظيم
يا أبناء امتنا العربية المجيدة
من بغداد دار الثورة والجهاد يتحدث اليكم الرفيق القائد عزة ابراهيم الامين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي القائد الاعلى للجهاد والتحرير القائد العام للقوات المسلحة بمناسبة الذكرى التاسعة والستين لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي ف ليتفضل :

بسم الله الرحمن الرحيم

يا أبناء امتنا العربية المجيدة
أيها المناضلون والمجاهدون في صفوف البعث المجيد في وطننا العربي الكبير
أيها الاخوة والاصدقاء والرفاق في أحزاب ومنظمات وتيارات الامة الوطنية والقومية والاسلامية التحررية, تطل علينا اليوم مناسبة مجيدة عزيزة على قلوب الملايين من أبناء شعبنا وأمتنا العربية وهي الذكرى التاسعة والستون لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي ذكرى انطلاق المارد العربي القوي الاصيل الامين على رسالة الامة الوفي لعقيدتها ومبادئها واهدافها وقيمها ومثلها, حزب البعث العربي الاشتراكي حزب الامة ورسالتها الخالدة.

يا جماهير أمتنا المناضلة
في السابع من نيسان عام 1947 انطلق البعث يرفع راية القومية العربية المؤمنة يناضل من اجل تحقيق اهدافها في الوحدة والحرية والاشتراكية لقد قدّم هذا الحزب العظيم على مذبح وحدة الامة وتحررها وحريتها وتقدمها مئات الالاف من الشهداء تعبد طريق النضال والكفاح لنهوض الامة وأستعادة دورها التأريخي الحضاري الانساني بدماء وأرواح رجاله ومناضليه وهو يمضي اليوم برجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا برجال مناضلين ومقاتلين ومجاهدين ايمانهم بقضيتهم ك أيمان الرعيل الاول من مؤوسسيه ورجاله الافذاذ بل ايمانهم وعزمهم وحزمهم ووعيهم وصدقهم وأخلاصهم ك أيمان وصدق وأخلاص رجال الرعيل الاول لحزب الرسالة الخالدة, اولئك الرجال الافذاذ الابطال الذين فتحوا مشارق الارض ومغاربها وملؤها امنا وامانا وسلاما وعدلا وحرية وتقدما وحضارة.

أيها المناضلون القوميون الوحدويون الاحرار في وطننا العربي الكبير وفي بلاد المهجر
يا جماهير شعبنا العراقي العظيم
ان بعث العروبة ورسالتها الخالدة كان وسيبقى مصنعا للرجال الافذاذ التاريخيون الرساليون وسيبقى ملهما لاجيال ألامة ومفجرا لمخزون طاقاتها وابداعاتها.

أيها المناضلون البعثيون في وطننا العربي الكبير وفي بلاد المهجر لقد قاتل حزبكم قوى الغزو الامبريالي الاستعماري الفارسي الصفوي في العراق برجال قل مثيلهم وعزّ وجودهم اليوم, رجال صبّروا في الحرب صدّقوا في اللقاء لا تأخذهم في حقهم المشروع وحق شعبهم لومة لائم كما وصفهم القائد المؤوسس الرفيق احمد ميشيل عفلق رحمه الله عليه فحياتهم كما يقول تمثل خطا مستقيما لا فرق بين ظاهرها وباطنها ولا تناقض بين يومها وامسها فلا يقال عن احدهم نعم سارق ولكنه يخدم وطنه وامته ولا يقودون في الصباح مظاهرة ويأكلون في المساء على مائدة الظالمين, الصلابة في الرأي صفة من اجل صفاتهم فلا يقبلون في عقيدتهم هوادة ولا يعرفون المسايرة فاذا رؤا الحق في جهة عادوا من اجله كل الجهات الاخرى وبدلا من ان يسعون لارضاء الناس اغضبوا كل من يعتقدون بخطئه وفساده انهم قساة على انفسهم قساة على غيرهم اذا اكتشفوا في فكرهم خطأ رجعوا عنه غير هيابين ولا خجلين لان غايتهم الحقيقية لا انفسهم واذا تبين لهم الحق في مكان انكر من اجله الابن اباه وهجر الصديق صديقه, هذه هي حقيقة رجال البعث قدموا لعقيدتهم ولرسالتهم ولمبادئهم ولمواصلة مسيرة حزبهم في ثورته ضد الغزو والاحتلال لقطرهم العراقي المجيد ولا قطار الامة الاخرى المحتلة والمهددة بالاحتلال قدموا اكثر من مئة وستون الف شهيد بطل وسعيد وعلى رأسهم قائد الحزب واربعة عشر رفيقا من اعضاء القيادة وهم اليوم يمثلون الرقم الصعب في معادلة الصراع بين شعبنا العراقي العظيم والغزاة وعملائهم واذنابهم, فلا غرابة ان ينفرد البعث عن قوى الامة واحزابها ومنظماتها وتياراتها بخصوبة العطاء وثراءه وبقوة الاداء وسعته وشموله قدم هذه التضحيات السخية في معركة واحدة في قطر واحد من اقطار الامة وهي معركة التصدي للغزو الامبريالي الصهيوني الفارسي للعراق.

أيها المناضلون المجاهدون
يا أحرار العروبة
هذه هي حقيقة حزب الرسالة حزب البعث العربي الاشتراكي وهكذا هي حقيقة كل الحركات الثورية التاريخية الرسالية, وهكذا هو دورها في مسيرة الحياة تتخذ من الانسان غاية عزيزة وكريمة ونبيلة فتخصه بالعناية المركزة والرعاية الدقيقة وتخصه بالتربية الشاملة والعميقة ثم التدريب والاعداد حتى ترفع مستواه الى ما يؤهله لحمل رسالة الامة في مسيرة ثورتها على واقعها المر المتخلف الفاسد وفي نهوضها وتقدمها وتحقيق اهدافها في التوحد والتحرر والتقدم, فالانسان عند البعث هدفا ساميا عزيزا ومقدسا وهو في نفس الوقت وسيلة شريفة وعفيفة وطاهرة لتفجير ثورة الامة وقيادتها ضد الاستعمار وضد الظلم والاستبداد والتعسف والتأخر والتخلف ومن اجل التوحد والتحرر والتقدم ومن اجل تحقيق الامن والامان والسلام والحرية والعدل والمساواة ومن اجل اعمار الارض وازدهارها وتحقيق انسانية الانسان وسعادته عليها, ولا يمكن ان تتحقق هذه الاهداف والمبادئ والمثل الكريمة على ارض العروبة الا بتحقيق وحدتها وحريتها وحرية ابنائها لكي تتمكن من اطلاق مواهبها ومزاياها وخواصها الخاصة في الانبعاث والابداع والتجدد والبناء والتطور ولا يمكن لاي قطر عربي ان يحقق جزءا من هذه الاهداف والمبادئ مهما اوت من امكانات منفردا عن جهد الامة الجماعي ومسيرتها الموحدة.

أيها المناضلون المجاهدون الاحرار
في وطننا العربي الكبير وفي بلاد المهجر, ان معركتنا مع اعداء العروبة واعداء رسالتها الخالدة التاريخيون معركة شاملة وعميقة فهي تمثل معركة الوجود حقا تمثل معركة المصير بحق في ان تكون الامة العربية وتنهض وتعود كما كانت خير امة اخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله, او لا تكون فتذهب الى مزيد من التراجع والتخلف والتقهقر, والى مزيد من التفتت والضياع والتيّه والظلال لا سامح الله لهذه الحقيقة ولهذا الاستحقاق الرباني العالي للعروبة الذي قد اغضب كل قوى الشر والرذيلة في العالم فأعلموا ايها الاحرار يا رجال العروبة وشبابها ونساءها ان ليس للامة اليوم بعد الله القوي العزيز إلا رجالها وشبابها ونساءها ولا احد قادر على ان ينهض بالامة إلا بوحدة شعبها وقواه الثورية التحررية الوطنية والقومية والاسلامية.

فأني ادعو في هذه المناسبة التأريخية الكريمة رجال الامة وشبابها ونساءها الى وحدة نضالية كفاحية تحررية شاملة تمتد من موريتانيا على شواطئ الاطلسي الى البحرين على شواطئ الخليج العربي تتحطم على صخرتها كل المشاريع الاستعمارية البغيضة الهادفة الى تكديرها وتحطيم ارادتها واستنزاف طاقاتها وتجزئتها ونهب خيراتها ولدينا في العراق وفي شعب العراق وفي قواه المجاهدة النموذج والمثل لقد ثبت هذا الشعب العظيم عبر وحدة ثواره واحراره امام الغزو الاممي لبلده وأثبت وجوده الفاعل في كل ميادين المنازلة مع الغزاة البغاة وخاصة في الميادين السياسية والعسكرية وعلى أمتداد ثلاثة عشر عام من الصراع المر وكان ولا يزال ذلك التوحد لشعبنا الثائر متجسدا في جبهته الوطنية والقومية والاسلامية وفي المجلس السياسي العام لثورته المسلحة وما يجري من تنسيق بينهما وبين قوى المقاومة والمعارضة الاخرى واني من موقع البعث في الجبهة الوطنية والقومية والاسلامية وفي المجلس السياسي العام لثوار العراق ادعو اطراف الجبهة وأمانتها العامة الى اعداد مشروع قومي نضالي كفاحي ستراتيجي تخرج به من قطريتها الضيقة الى دنيا العروبة الفسيحة الواسعة لكي تجمع كل قوى الامة وتجعل منها نواة حية واصيلة لتوحيد قوى الامة التحررية من المحيط الى الخليج ولتكن هي الخطوة الاولى نحو توحيد قوى الامة الوطنية والقومية والاسلامية و ليظل بابها مفتوحا لكل عربي اصيل للانظمام اليها.

يا أبناء شعبنا العراقي العظيم
أيها المناضلون والمجاهدون في حزبنا وفي مقاومتنا الباسلة وفي فصائلها الوطنية والقومية والاسلامية وعلى رأسها جيش رجال الطريقة النقشبندية,
يا أبناء قواتنا المسلحة البطلة وعلى رأسها قوات الكرامة الباسلة وقوات عمليات الانبار,
أيها الرفاق والاخوة والاصدقاء في المجلس السياسي العام لثوارالعراق وفي الجبهة الوطنية والقومية والاسلامية,

لقد كان قطرنا العزيز عراق التاريخ والحضارة هو الحاضن لرسالات الامة السماوية والارضية منذ رسالة ابي البشر أدم عليه السلام ثم رسالة ادريس ونوح وابراهيم ثم ذريته من الانبياء والمرسلين عليهم السلام حتى رسالة العرب الكبرى الخالدة الخاتمة ومنذ سومر الاولى والثانية وأكد وبابل وآشور, ولهذا الحق المشروع وبسبب هذا الاستحقاق العالي للعراق ولهذه الحقيقة التاريخية الخالدة كان العراق على مر التاريخ تاريخ الامة الطويل هو المستهدف الاول من اقطارها من قبل قوى الكفر والشرك والظلم والعدوان واليوم تتجلى هذه الحقيقة بأوضح صورها حيث اجتمعت عليه من اجل ايقاف نهوضه ثم تدميره كل قوى الشر والرذيلة في العالم الامبريالية والاستعمار والصهيونية العالمية وايران الفارسية الصفوية وطوابيرمن الخونة والعملاء, ولكني وفي هذه المناسبة التأريخية العزيزة وبأسمكم اقول لاعداء الله واعداء الانسانية واقول للفرس خاصة ان العراق الذي احتضن رسالات الامة المتجددة وحملها امانة مقدسة واداها للامة وللانسانية حضارات نورت الانسانية وفتحت لها ابواب التقدم والتحضر والتطور على مصارعها حتى وصلت الانسانية الى ما وصلت اليه اليوم سوف لن يهزم ولن يقهر ولن يركع ولن يتراجع وسيحطم موجات الشر الشرقي والغربي معا,وسيعود الى امته منتصرا قريب بأذن الله بعد ان قطع الشوط الاطول والاصعب على طريق النصر والتحرير.
فبكم أيها العراقيون المناضلون المجاهدون الاحرار وقف شعب العراق كالطود الشامخ بوجه الغزاة وعملائهم واذنابهم مرتكزا على عمق التاريخ والحضارة وعلى شرف المسؤولية الربانية وقدسيتها فحطم موجات الشر الواحدة تلو الاخرى وفتح ابوابا واسعة لانتفاضة الامة ونهوضها وثورتها هكذا ستكون ولادة العهد الجديد للامة بعد مخاضها العسير الكبير في ثورة عارمة وعاصفة للتحرير والتحرر وللتوحد والتقدم والتطور تنطلق من العراق الى الامة بأذن الله,

فشّمروا سواعد الجّد والاجتهاد ايها العراقيون المجاهدون واعدوا لمعارك التحرير ما استطعتم من قوة فأنه فجر ولادة الامة من جديد وان فجر بعثها الى دورها الرسالي قريب وليس ببعيد.

انظروا ايها الاخوة العرب حكاما ومحكومين الى معركة المصير في العراق نيابة عن الامة كيف بدأت وكيف دارت فصولها ولابد لي وانا المسؤول الثاني في معارك الامة في العراق على مدى خمسة وعشرون عاما, وانا المسؤول الاول عن معاركها بعد الاحتلال في العراق وانا المسؤول الاول امام الله والشعب والامة والتاريخ اليوم على قيادة معاركها حتى ينتصر العراق وتنتصر الامة او اكون فداءا وقربانا لاهدافها المقدسة في التحرر والاستقلال والتوحد والنهوض والتقدم فلابد لي ان اتحدث من هذا الموقع وفي هذه المناسبة التاريخية العزيزة ولو بأختصار شديد عما جرى ولماذا جرى للعراق وثورته ومسيرته الوطنية القومية التحررية والحضارية الانسانية.

لقد تجاوزت مسيرة ثورة السابع عشر- الثلاثين من تموزعام 1968 المجيدة بقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي كل الخطوط الحمرالتي وضعتها الامبريالية والاستعمار لاقطار ودول الامة العربية واهم تلك الخطوط هو خط التمرد على كل اشكال الهيمنة والسيطرة والابتزاز والاستغلال وفي كل ميادين الحياة السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية والاجتماعية ولاول يوم في تاريخ الامة الحديث بل ومنذ قرون يصبح احد اقطار الامة حرا مستقلا يملك كامل الارادة في التعبير عن اهدافه الوطنية والقومية والانسانية مما جعله نموذجا مشعا تهوي اليه افئدة احرار الامة وشبابها وكل احرار العالم المناضلين من اجل الحرية والتحرر والاستقلال والتقدم والتطور,مما اذهل و أرعب تلك القوى الاستعمارية الباغية,الخط الثاني الذي تجاوزته المسيرة بقيادة البعث هو تركيز الثورة على خلق الانسان الجديد الانسان العالم المتعلم والعارف الواعي لمسؤوليته التاريخية ودوره في مسيرة بعث الامة و تجديد حياتها و تحقيق اهدافها وعلى هذا الاساس ايها المناضلون على هذا الاساس بني الجيش العراقي الوطني القومي المهني العقائدي العظيم الذي ارعب تلك القوى واقلقها على مدى خمسة وثلاثون عام وعلى هذا الاساس انشأنا جيش العلماء والخبراء والباحثين والمبدعين وفي كل ميادين الحياة في الصناعة والزراعة والتجارة والبناء والاقتصاد والتربية والاعداد, والخط الثالث الذي تجاوزه البعث في العراق هو الخط الذي تراجعت جميع الدول العربية والاسلامية دونه وهو الالتزام الصارم بالقضية الفلسطينية بكل عمقها وشمولها وبكل ابعادها باعتبارها قضية الامة المركزية قولا وفعلا,واقول يكفي الامبريالية والاستعمار وكل اعداء الامة تجاوز خط واحد من هذه الخطوط لشن حرب عالمية على العراق وثورته ومسيرته ,

هذه هي اهم الاسباب الحقيقية الرئيسية لغزو العراق وقد اختلقوا لغزوهم الذرائع الواهية لحملة تضليلية معيبة ومخزية لهم ولشعوبهم ولتاريخهم فاقت التصور حتى ضللت ادارة المجرم بوش وزير خارجيتها وهكذا ضلل و دّجل بلير على حكومته وشعبه لكي يرتكبوا ابشع جريمة انسانية في العصر الحديث.

أيها المناضلون
أيها المجاهدون
يا أبناء شعبنا العراقي العظيم
يا أبناء امتنا العربية المجيدة
كيف تعامل الغزاة مع العراق بعد غزوه و كيف عبّروا عن حقدهم وعن اهدافهم الشريرة قد فتحوا آلة الحرب الحديثة بكل طاقاتها القصوى للتخريب والتهديم والتدمير واشعلوا الحرائق وفتحوا الابواب على مصارعها للعملاء والخونة وما رافقهم من غوغاء لحرق كل المعالم الحضارية التي بناها البعث فنهبوا كل اموال الدولة دمروا المصانع والمزارع و دوائر الدولة و مؤسساتها و مقراتها ,اول قرار اتخذوه هو حل حزب البعث ووضعه تحت الاجتثاث ليعزلوا الشعب في ظنهم عن قيادته ثم تصفية قيادته والقيادات التي تليها حتى وصل عدد شهداء الحزب في عام 2014 الى اكثر من مئة وستون الف شهيد , والقرار الثاني هو حل الجيش الوطني وتصفية قادته وضباطه وخاصة الذين ابدعوا في قادسية العرب الثانية لصد الغزو الفارسي للعراق في بداية ثمانينات القرن الماضي وقد تجاوز عدد شهداء العراق الذين قتلوا اثناء الغزو والاحتلال المليوني شهيد وقد دمر العراق تدميرا شاملا فلم يبقى فيه لا صناعة ولا زراعة ولا خدمات وهو اليوم على شفى هاوية عميقة و مظلمة فأن لم يتداركه اهله وامته سيذهب الى المجهول وقد يقع في حضن ايران الفارسية فتبتلعه الى الابد لا سمح الله ,هكذا فعلت الادارة الامريكية مع العراق الحر المستقل الناهض في ركب التطور والتقدم الحضاري الانساني, ثم بعد كل هذا التدمير والتخريب والقتل والتشريد سلمته ايران العدو التاريخي الاول لشعب العراق فأججت فيه الطائفية الصفوية البغيضة فأشاعت فيه القتل والذبح والسجن والاعتقال والتهجير والتشريد على الهوية واوغلت بقوة في جريمة التغيير الديمغرافي وخاصة في بغداد العاصمة فهجّرت من اهلها الاصليين اكثر من مليوني ونصف المليون مواطن الى داخل العراق وخارجه وأدخلت في بغداد اكثر من ثلاث ملايين من الايرانيين المجنسين وغير المجنسين ثم اعطت الجنسية العراقية لغير المتجنسين ,هدمت المدن والقرى وحرقت البساتين وجرّفت الاراضي الزراعية ولم يترك لاهلها اي بارقة من الامل للعودة اليها وكذلك في محيط بغداد ,وكل هذه الامور تجري علني ورسمي وبحماية ورعاية الحكومة الصفوية بل بتوجيه منها بل يتسابق اطرافها حد الاقتتال فيما بينهم لارضاء ايران و تنفيذ اوامرها.

أيها المناضلون المجاهدون الاحرار في العراق وفي الوطن العربي الكبير وفي العالم ان الذي اريد ان اؤكده اليوم لكم ولكل دول وشعوب العالم وخاصة لشعوب امريكيا وبريطانيا ومن تحالف مع دولتيهما في غزو العراق انما حصل للعراق وما يحصل اليوم هو ابادة جماعية لشعبه من خلال القتل والتهجير والتشريد والخطف والتغييب والسجون والمعتقلات السرية ومن خلال تدمير البنى التحتية والفوقية للمجتمع لكي يسهل على الفرس تنفيذ مشروع خمئنة وتفريس من يبقى من العراقيين ولكي يسهل ابتلاع العراق ارضا وشعبا وتاريخا وحضارة,

هذا ما تقوم به اليوم ايران أحتلال رسمي مباشر للعراق ولا يوجد شئ مخفي وكله يجري امام انظار العالم وتحت انظار الادارة الامريكية ومسمعها وامام وصمت دولي وعربي غريب رهيب ولم تتحرك امريكيا المسؤول الاول عن جرائم ايران وعملائها في ايقاف هذه الجريمة الانسانية البشعة التي يندى لها جبين الشعب الامريكي الحضاري الانساني ويندى لها جبين الشعب البريطاني الحضاري الانساني ويندى لها جبين الانسانية المغيبة المعذّبة والمفترى عليها ويندى لها جبين الديمقراطية المزيفة التي غزو العراق واحتلوه و دمروه بأسمها وتحت عنوانها ,واقول بإسم البعث الثائر المقاتل وبإسم المقاومة الباسلة وبإسم جيش القادسيتين المجيدتين وبإسم الشعب العراقي العظيم اننا نعتبر كل ما يجري اليوم في العراق من قبل ايران وعملائها ومليشياتها واجهزتها الامنية والعسكرية تتحمل كامل مسؤوليته الادارة الامريكية ان لم تتحرك لانقاذ العراق وشعبه من الهيمنة والسيطرة والاحتلال الايراني وايقاف نزيف الدم والهدم والحرق والتدمير والتغيير الديمغرافي, والى مزيد من الصمود والتصعيد والمجابهة والمواجهة

يا أبناء العراق ويا فرسان المقاومة والى مزيد من الاعداد والاستعداد لخوض معركة المصير مع ايران وعملائها واذنابها حتى النصر والتحرير والاستقلال بأذن الله القوي العزيز.

اما في سوريا الحبيبة فالذي يجري فيها هو عين الذي يجري في العراق غزو فارسي رسمي لارضها ولشعبها وكذلك بتدليس وتواطئ من نظامها القمعي الدكتاتوري الطائفي وبغطاء دولي غربي وشرقي يهدف الى تدمير سوريا وتمزيق شعبها وتفتيت ارضها خدمة للاطماع الامبريالية والاستعمارية والصهيونية, فندعوا النظام السوري ان كان يملك ذرة من وطنية وقومية وانسانية ان يذهب مع المقاومة الوطنية خارج تاثير القوى الدولية الى الحل السياسي السلمي الذي يوقف نزيف الدم ويضمن وحدة سوريا ارضا وشعبا ويضمن عروبتها ويحفظ هويتها ويحقق الحرية والامن والسلام والتقدم لابنائها ,وندين ونشجب كل التدخلات الامبريالية الاستعمارية الشرقية والغربية والايرانية الفارسية في سوريا وفي كل انحاء الوطن العربي وستبقى سوريا عربية ابية موحدة بجهد وجهاد الثوار من ابنائها وبأحتضان الامة لثورتها وثوارها.

اما ما يجري في اليمن
فهو غزو فارسي علني ورسمي هم اعلنوه قبل غيرهم وبنفس الغطاء الدولي الامبريالي الاستعماري ,فقد جرى هذا الغزو وكذلك تحت انظار المجتمع الدولي وانظروا كيف يذبّح الشعب اليمني ويقتّل وتدمر حياته ومستقبله واجياله ولا يهتز ضمير القوى الكبرى التي تحمل راية الحرية وحقوق الانسان و حمايته زورا و بهتانا ولا يهتز ضمير امريكيا التي تدعي انها قائدة العالم الحر والتي صدرّت ادراتها الى شعوب الارض الخراب والدمار والتخلف على امتداد اكثر من خمسين عاما بدل ان تصدر لهم الديمقراطية والحرية التي تتشدق بهما ليل نهار .

ان الذي يجري اليوم في اليمن والعراق وسوريا وليبيا يمثل عارا في جبين الانظمة العربية التي تنصلت عن مسؤولياتها القومية وانكفئت على قطريتها وتركت نار الفرس تشتعل وتزحف في ارض العرب تحرق الاخضر واليابس وا ن لم يصطفوا مع جبهة العرب القتالية تحت راية التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ستحرقهم نار الفرس عاجلا ام آجلا وسيلعنهم الله والتاريخ ويلعنهم اللاعنون, ففي اليمن طريقين لطرد الفرس وتحريره لا ثالث لهما :

الطريق الاول و الاسلم والاسرع هو اجبار ايران وعملائها دوليا على الانصياع لقرارات مجلس الامن ذات الشأن والى مخرجات الحوار الوطني وفي ظل الحكومة الشرعية الوطنية وبرعاية مجلس التعاون لدول الخليج العربي .

والمسار الثاني تصعيد مطاردة عملاء ايران وانهاء كل قدراتهم وامكاناتهم وتحرير الاراضي التي يسيطرون عليها مهما طال الزمن وغلت التضحيات ولامكان لايران على شبر واحد من ارض العرب ,ونذكر بل وندعوا في هذه المناسبة التأريخية الكبيرة جميع اقطار الامة و دولها الى مساندة عاصفة الحزم والالتفاف حولها رسميا وشعبيا حتى يتحرر اليمن وتعود الشرعية الوطنية على كل ارضه ومدنه وقراه,ثم يتحول ثقل الجهاد القومي الرسمي والشعبي لتحرير العراق وسوريا ولبنان وليبيا والاحواز والجزر العربية الثلاث وتعود ايران الى حجمها خاسئة قبل ان تدور عليها الدوائر فتذوق وبال امرها فتذوق السوء والخذلان والهوان بما اجرمت وعبثت وافسدت وقتلت وشردت واحرقت ودمرت في العراق وسوريا واليمن.

أما ما يجري في ليبيا فهو نتاج طبيعي و مؤكد للغزو الاطلسي لها الذي حذرنا في وقته المعارضة الليبية من اللعب في النار في اتكائهم على قوى الاستعمار بتغيير نظام بلدهم كما فعل عملاء الاستعمار في العراق ,ففي ليبيا اليوم قد اختفت الدولة واختفت جميع مؤسساتها الحيوية وكذلك ظهرت الطائفية والعرقية والقبلية والمناطقية وقوى الارهاب بكل اشكالها ,ففي ليبيا اليوم دويلات يرتبط بعضها بأجندات خارجية تهدف الى المزيد من التدمير والتمزيق لارض ليبيا وشعبها, ولازال الحلف الاطلسي يتحكم ويوجه مسارات الصراع الداخلي لتحقيق اهدافه الشريرة وان لم يتوحد الشعب الليبي وان لم يحصل على دعم اشقاؤه العرب كما حصل لليمن ولسوريا وخاصة من دول المغرب العربي ستزداد الحرائق في ليبيا وستزحف الى تونس والجزائر فتحرقهم وسيندم الحكام في تونس والجزائر يوم لا ينفع الندم لا سمح الله.

واما ما حصل في مصر ويحصل اليوم فعلينا ان نقف عنده طويلا وذلك لخواص تختص بها مصر من بين دول الامة وانظمتها والميزات التي تختص بها هي بحجمها ومستوى التطور الحضاري لشعبها الذي تجاوز التسعين مليون من فضل الله ثم لموقعها الجغرافي الاستراتيجي في الوطن العربي الكبير فهي تقع في قلب الامة وهي الجسر القوي الامين الرابط بين مشرق الامة ومغربها وهي الجسر الرابط بين اقطار الامة الاسيوية واقطارها الافريقية وهي الدولة الاولى و الاهم من دول المواجهة مع اسرائيل ,ثم لعمقها التاريخي والحضاري فهي كانت تمثل قاعدة الانطلاق لجيوش الفتح العربي نحو الغرب كما كان العراق يمثل قاعدة انطلاق جيوش الفتح العربي نحو الشرق,ومن ميزاتها لقد كانت مصر على مدى التاريخ تمثل عمق الامة العربية فكانت تتحطم على صخرة جيوشها وشعبها موجات الغزو القادمة من الشرق او القادمة من الغرب,

في هذه الاسباب والميزات لابد ان نتوقف عند مصر العروبة اكثر من غيرها من دول الامة العربية وقبل ان ابدء حديثي عن مصر اقول لكي لايخطأ احد في فهم ما اقوله عن مصر العرب, اننا في حزب البعث العربي الاشتراكي ووفق عقيدتنا ومبادئنا اننا لانفرق بين شبر وشبر آخر من ارض وطننا العربي الكبير ولا بين جزء وجزء آخر إلا لسببين لا ثالث لهما وهما:الاول قيمة ما على تلك الارض وفي باطنها من ثروات وكنوز بشرية وتاريخية وحضارية ودينية ومادية واقتصادية.

وثانيهما الموقع الاستراتيجي داخل الوطن الكبير مما يجعل ذلك الجزء من الوطن يمثل ركنا من اركان قدرة الامة على الصمود والتحدي والنهوض ,ولذلك فأني اعتبر مصر تمثل ركنا اساسيا من اركان قدرات الامة وقاعدة من قواعد صمودها ونهوضها وتحديها لقوى العدوان التي تتربص بالامة,

لقد بدأ التامر الامبريالي الاستعماري الصهيوني على مصر العروبة منذ اليوم الاول لثورة يوليو عام 1952 الوطنية القومية وخاصة عندما اتخذت قيادة الثورة منهجا وطنيا وقوميا تحرريا ورفعت شعار تحرير الامة وتوحيدها وبناء مجتمعها الاشتراكي الحضاري الانساني القادر على تحقيق الاهداف الوطنية والقومية لمصر ,فحاصروا مصر الثورة وشنوا عليها حربا قذرة عام 1956 بهدف اسقاط قيادتها وايقاف تقدمها ومنعوا عن جيشها السلاح ومنعوا عن شعبها كل وسائل التنمية والبناء والنهوض اي حاصروها اقتصاديا ثم قاموا بأخس جريمة في محاولتهم لتجويع الشعب المصري وتركيعه فاوقفوا صفقات الحبوب المشتراة لمصر في عرض البحر, ومنذ ذلك اليوم استمر التامر على مصر حتى توفى زعيمها الوطني العربي الكبير جمال عبد الناصر رحمة الله عليه في ظروف غامضة لانبرئ منها اعداء مصر الثورة آنذاك,فأخذوا حاكمها الى كامب ديفيد فوقع صك الاستسلام مع اسرائيل فيخرج بهذه الضربة القاصمة العملاق الكبير مصر وجيشها من معركة الامة المصيرية في فلسطين ومن كل معارك الامة في وطنها الكبير حتى جاءت ثورة الشعب والجيش في 25 يناير ثم 30 يناير وكان لجيش مصر العربي الابي الدور الحاسم في الثورتين ففي الاولى تخلى عن نظام العميل حسني مبارك وانحاز الى الشعب الثائر,وفي الثانية انحاز الشعب اليه لانقاذ مصر من الفوضى والدمار والضياع فجن جنون الامبريالية والاستعمار فضربوا طوقا على مصر في حصار سياسي واقتصادي واعلامي وامني وحتى عسكري وذلك في تحريك قوى الارهاب ودعمها لكي تشغل الجيش المصري عن واجباته الاساسية في الدفاع عن الامن الوطني والقومي العربي ,ولمزيد من الاستنزاف لموارد مصر الشحيحة ,وسيبقى التامر على مصر قائما حتى تقع في احضانهم مرة اخرى لا سمح الله او تنتصر وتعود الى امتها بكل ثقلها طليعة رائدة تدافع عن حياضها في مقدمة المدافعين,ولذلك فاني انبه احرار الامة وجماهيرها وانظمتها على ان لا يدعوا الاعداء يستفردوا ب مصر لوحدها وعلى الجميع ان يهبّوا لنجدتها.

وأحيي المملكة العربية السعودية وقيادتها الشجاعة, وأحيي الامارات العربية المتحدة وقيادتها الشجاعة على الموقف القومي الاخوي من مصر .
اما فلسطين الحبيبة فنحن مع شعب فلسطين ومع قيادته الوطنية المناضلة واملنا كبير في حكمة القيادة الفلسطينية الوطنية وحكمة رئيسها الاخ المناضل الكبير ابو مازن ان ينهوا الانقسام الفلسطيني وينهوا اخطر ثغرة ينفذ منها العدو المتربص بهم ليل نهار وحتى النصر والتحرير.

وأحيي كل من مد يدا بيضاء لمصر وثورتها ولفلسطين وثورتها وللعراق وثورته ولسوريا وثورتها وللاحواز وثورته.
تحية اكبار و اجلال لمؤسس الحزب الرفيق احمد ميشيل عفلق ورفاقه الاوائل رحمة الله عليهم.
تحية خاصة الى شهداء الحزب وشهداء العراق والامة وفي طليعتهم القائد الرفيق صدام حسين رحمة الله عليهم اجمعين.
تحية خاصة الى كل الرابضين في سجون ومعتقلات الحكومة الصفوية وعلى رأسهم الرفاق اعضاء القيادة.
تحية وتقدير لفرسان المنازلة الكبرى مع الغزاة البغاة فصائل وجيوش القيادة العليا للجهاد والتحرير وعلى رأسهم جيش رجال الطريقة النقشبندية.

تحية وتقدير الى مقاتلي القوات المسلحة وعلى رأسهم مقاتلي قوات الكرامة وقيادة عمليات الانبار.
تحية الى كل فصائل الجهاد الوطنية والقومية والاسلامية والى مزيد من البذل والعطاء في مسيرة العزة والكرامة مسيرة التحرير والاستقلال.

والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته


 





الخميس ٣٠ جمادي الثانية ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / نيســان / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة