شبكة ذي قار
عـاجـل










من سوء حظي أني حاولت جاهداً تلبية دعوة منظمة المغتربين العراقيين لحضور مؤتمرها للقاء أصدقاء تناثروا في بلدان الشتات بعد أن عزّ اللقاء بسبب الظروف التي نعيشها في مغترباتنا القسرية، لكن أشغالاً وارتباطات مهمة حالت بيني وبين ذلك، وآمل أن يجود الزمان عليّ بفرصة أخرى، إلا أني متفائل بقوة أننا سنلتقي على أرض الوطن بعد تحرره القريب بعون الله.

ومنظمة المغتربين العراقيين منظمة وطنية مستقلة غير مرتبطة بأي حزب أو جهة سياسية ولا يدعمها أي طرف، ومرخصة بالعمل رسمياً في ألمانيا، ولها فروع رسمية في معظم الدول الأجنبية وهي تعنى بشؤون العراقيين المغتربين بمختلف انتماءاتهم السياسية والقومية والدينية وغيرها في دول العالم كافة، كما أنها لوبي عراقي وطني، كل عضو فيها بمنزلة سفير للعراق في محل إقامته وسكنه.

ودأبت هذه المنظمة على عقد مؤتمراتها الدورية منذ تسعينيات القرن الماضي متيحة لأعضائها اللقاء والاجتماع كل سنة أو سنتين للتعارف فيما بينهم والتداول في شؤون بلدهم وهمومه.

ولمن لا يعرف فإن هذه المنظمة أسسها عراقيون شرفاء من مختلف المشارب والانتماءات الفكرية والقومية والحزبية ومنهم معارضون للنظام الوطني الذي كان قائماً في العراق قبل الاحتلال، وفيهم أطباء ومهندسون وإعلاميون وممثلو أحزاب وحركات سياسية عراقية، ونخب وكفاءات وطنية مرموقة ما زالوا إلى الآن في قيادتها وعضويتها، وكان داعي تأسيسها الحصار الظالم الذي فرضته أمريكا وحلفاؤها على العراقيين سنة 1990، وقد زار أعضاء المنظمة العراق وعقدوا مؤتمرهم فيه للتعرف على احتياجات البلد، وكان لهم دور كبير في إيصال المساعدات الدوائية والمستلزمات الطبية والأغذية للتخفيف من أثر ذلك الحصار الجائر، لذلك فإن القول إن لهذه المنظمة بحزب حاكم سابقاً أو حالياً لا أساس له من الصحة إطلاقاً، ويستطيع من يريد التقصي عنها أن يتوصل بسهولة إلى أنها منظمة وطنية مستقلة.

ولما كانت هذه المنظمة لا تتلقى دعماً من أحد ولا تقف وراءها جهة ممولة فإن أعضاءها يتحملون تكاليف سفرهم وإقامتهم وتنقلاتهم، والجميل أن حالة من التكاتف والتضامن تسود أعضاءها تتجلى في أن من لا يطيق تحمل تكاليف حضور المؤتمر فإن القادرين مالياً من الأعضاء يتنادون فيما بينهم للتبرع والنهوض بتوفير تغطية نشاطات مؤتمرهم ومنها مساعدة غير القادرين على حضور المؤتمر.

إنها صورة جميلة من صور التكافل والتضامن والمحبة العراقي في ظروف هي الأصعب التي يمرّ بها العراقيون بسبب الاحتلال وما رافقه، كما أن هذا المؤتمر يكاد أن يكون الوحيد المتصف بالنزاهة والاستقلالية وعدم الاعتماد على الآخرين.
ولايخفى أن اجتماع الوطنيين العراقيين في مؤتمر لرسم مستقبل بلدهم هو من الأهمية بمكان لمصير العراق والعراقيين، وهو من الخطورة بمكان على أعداء العراق الصغار منهم والكبار الذين من الطبيعي أن يستهدفوه بحملات تشويه وتشكيك.

أحيي أخوتي المغتربين المؤتمرين وأعتذر عن عدم وجودي بينهم بسبب ظروفي ولكني أبشرهم أن العراق العظيم سيضمنا قريباً لنبنيه ونكنسه وننظفه من مخلفات الاحتلال كلها ونعيده سيداً حراً يحتل مكانته اللائقة والمتقدمة بين بلدان العالم.

وإنهم يرون ذلك اليوم بعيداً ونراه قريباً.





الثلاثاء ٢٠ جمادي الثانية ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / أذار / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سلام الشماع نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة