شبكة ذي قار
عـاجـل










الأول كان يحلم بالزعامة ..
 والذين يحيطونه بالقطبية ..
 لقد زرعوا في عقله المأزوم بالممنوعات، هَوَسْ الأنتقام ..
 هم مجموعة ( إيباك ) ، الذين يطلقون على بعض أعضائهم المحافظون الجدد ( New Conservatives ) ..
 ( جون مكين واليوت أبرامز وجون بولتون وروبرت كاغان ووليام كريستول وريتشارد بيرل وبول وولفوفيتز ) وآخرون .. وكلهم من اليهود :
 تحكموا بمجلس الأمن القومي الأمريكي وبوزارة الدفاع والخارجية والخزانة والأعلام حكرًا على الصهاينة ..
 ولكن ، كيف ؟
 لا يريد أحدًا أن يعلن شكوكه على الملأ ،
 لا أحدَ حتى يهمس ..
 وأطلقوا العنان لتفكيرهم المنحرف .. كيف يتسلقون القمة من خلال الرأس ؟
 وكيف يجعلون السذج وأسيادهم يصدقون الأنفجار الكبير ..
 كيف يصدقون ، عبر الجبال والبحار،
 كيف يصدقون أنه عابر للحدود ؟
 دعوه يمر ، دعوه يعبر ..
 رتبوا له خارطة طريق ..
 ولكن من ثقب صغير في جدران المطارات الأمريكية ..
 وعند الساعة الموقوتة ،
 أنفجر البرج
 واحترقت المباني
 وساد الهرج والمرج
 ونثَ السخام على رؤوس الناس وساحَ في شوارع بلاده ..
 ثم بدأ العمل في غرفة العمليات .. !!
 * *
 كان يحلم بزعامة القطبية الأحادية ..
 وهم لا يعبـأون بشيء سوى أمن ( إسرائيل ) .. !!
 وكانت مرتسمات خرائط الحرب "محدودة التداول"
 في غرفة العمليات المحصنة.
 أطلق حنجرته بالتهديد والوعيد ..
 سننتقم ، وسنضرب ، ولا أحد يستطيع منعنا ..
 وضع العالم أمام خيارين :
 إما أن تكونوا معي أو ضدي ..
 أنقسم العالم إلى شطرين،
 وبينهما عالم صامت مذهول
 ومأخوذ بالصدمة ..
 * *
 ثم مات الآلاف من الناس
 وتحطمت مدن وسويت بالأرض
 وظلت أداة القتل
 تأكل البشر
 وتحطم الحجر
 وتقتلع الشجر ..
 * *
 كان يحلم بالزعامة العالمية ،
 مهووس بالقطبية الأحادية ،
 مهووس بالموت والدمار ،
 ولا يبالي حتى بالهزيمة،
 التي ينتجها الأستنزاف ..
 المهم عنده ، أمن ( إسرائيل ) ..
 قال ، وهو على ظهر بارجة الموت
 ( The Game Is Over )
 أنتهت اللعبة ..
 كذب على شعبه
 كذب على الكونغرس
 كذب على القضاء
 وكذب على العالم ..
 واللعبة لم تكن قد انتهت ..
 إنها مرسومة لعقود ..
 من القاعدة التي فرخت قواعد
 بمسميات مخابرات الدول ،
 وعلى شكل صفحات
 حسب مرتسمات العقود الرئاسية ..
 والتناغم جارٍ بينها وبين مسيرة الخراب على الأرض
 دماء وتدمير وتجريف وتشريد ..
 والمقابل ، في تلك المرتسمات ، خطوط النفط والغاز،
 من البحر الأبيض إلى تخوم القوقاز .. !!
 والواردات الملطخة بالدم
 تصب في جيوب رجالات كارتلات النفط
 في واشنطن ولندن وتابعوهما ،
 ديك تشجيني ورامسفيلد وغيرهما ..
 الدم مقابل النفط
 هذه هي المعادلة الأنسانية ..
 من يقول أنها ضد الأنسانية ؟
 الكل يسكت :
 مجلس الأمن
 المجتمع الدولي
 كل منظمات حقوق الأنسان
 تتحدث كمن يحرث في البحر
 أو ينفخ في رماد
 أو يصرخ في واد
 وتظل المذابح والمجازر والدماء تسيل
 لا أحد يفتي ، لماذ يقتل شعب العراق ويشرد،
 ويدمر العراق وتنهب ثرواته؟
 ولماذا يَقْتُلُ الروسي المدنيين في خارج بلاده .. ؟
 ولماذا يَقْتُلُ الفارسي مدنيين عراقيين
 وسوريين ويمنيين وعرب آخرين .. ؟
 ولماذا يرسلون خبرائهم وحرسهم إلى خارج بلادهم ؟
 ويعودن مشحونون بتوابيت ..
 والآخرون يدفنون بمقابر جماعية .. !!
 
 لماذا يموت الناس في شوارع المدن ؟
 ولماذا تمنع الدول الهاربين من الجحيم؟
 لماذا يعلن البعض إنه ظل الله على الأرض وهم بشر؟
 ولماذا تتفرج أمريكا ، وتصمت صمت القبور .. ؟
 * *
 مات القانون الدولي ،
 وتهتكت قواعده المُنَظِمَةُ للعلاقات الدولية،
 وسادت شريعة الغاب،
 وهي شريعة القوة .. !!
 يقولون ان القوة ترتبط بالحق ..
 يعتقد البعض بذلك ،
 ولكن ، أين هي الحقيقة ؟
 ليس هنالك من قوي إلا بالحكمة ..
 والحكمة لوحدها لا تستوي على طريق الحياة
 إلا بمنظار واحد :
 هو عدالة القوة أو القوة العادلة .. !!
 ومن غيرها يمحق الضعيف
 وتستلب حقوقه
 ويموت الناس في السجون والشوارع .. !!
 * *
 كان يحلم بأن يشار له بالبنان ، هو سيد هذا العالم ،
 أقوى رجل يقود أقوى دولة ،
 تتسيد على الدول ..
 وحين شن حربه ،
 كان ذلك على قاعدة الكذب
 فتصدع الداخل في دولته ..
 أستنزفت خزانته
 وانهارت عملته
 وتفككت شركاته ومؤسساته
 وضعفت مقولاته
 وانحدرت سمعة بلاده وهيبتها إلى الحضيض ..
 فانسحب مثخنًا بالجراح ..
 وقبل انسحابه اختتم توديعه بحذاء .. !!
 * *
 وظلت مقولته .. وهو يتبختر ببزته العسكرية،
 على ظهر البارجة الحربية،
 ترن في أدمغة العالم
 وفي رأس خلفه الأسود ..
 
 ( The Game Is Over )
 انتهت اللعبــــــة
 أي مهمة يقصدها هذا المأزوم بداء المخدرات
 والمحكوم بقيود ( إيباك ) .. ؟
 المهمة لم تنته بعد ، إنها بدأت للتو ..
 * *
 جاء المخلص ( أوباما ) لينقذ بلاد العم سام
 من الأنهيار الأقتصادي وتبعاته الأجتماعية والسياسية ..
 وأعلن أنه لن يشعل حروبًا ، ولن يتدخل عسكريًا .
 فحصل على جائزة نوبل للسلام في غضون بضعة أشهر.!!
 لكنه أشعل حروبًا من نوع آخر ..
 ليست ( خشنة ) إنما ( ناعمة ) ..
 بقفازات من حرير وليست بقفازات من حديد .. !!
 أشتعلت النار .. أشعلها الأمريكيون وحلفاؤهم
 وخلفهم الذين يديرون عجلة الصراع
 دهاقنة إيباك وسماسرة الشرق ..
 هنا ، علينا الأنتباه :
 النار لم تشتعل في كل مكان،
 إنما أُشْعِلَتْ حصرًا في المنطقة
 منطقة الحضارة العربية- الأسلامية،
 المنطقة التي لا أحد يستطيع
 أن يغتصب شبرًا واحدًا من أرضها ..
 رسموا قوسًا للنار
 يمتد من المغرب العربي حتى مشرقه ،
 حيث وجود القوة .. وحيث وجود الضعف
 في ضوء مبدأ أولويات إشعال النار ..
 المنطقة تغلي بشعبها،
 والحكومات قلقة من هذا الغليان ..
 والشارع على وشك الأنفجار ..
 وحين انفجر في تونس وليبيا ومصر
 اطلقوا عليه ( الربيع العربي ) ،
 فركبوا الموجه ،
 وظهر ( ليفني ) بين ( الجماهير ) المسلحة .. !!
 وكل ذلك من أجل أن تبقى ( اسرائيل ) في أمان ..
 ولكن ، من يهدد ( اسرائيل ) وهي تمتلك القنبلة الذرية.؟
 لا احد .. بعد أن أُخْرِجَ العراق من دائرة الصراع
 عن طريق القوة الخشنة .. !!
 وقبله أُخْرِجَتْ مصر من هذه الدائرة
 عن طريق القوة الناعمة ( كامب ديفيد ) ..
 والأردن عن طريق القوة الناعمة اتفاقية ( وادي عربه ) .
 وسوريا عن طريق القوة الأكثر نعومة
 اتفاقية جنتلمن ( Gentleman Agreement ) ،
 تمحورت حول بقاء الجولان كما هي مقابل هدنة أبدية .. !!
 وفي ظل أجواء التفكيك الناعم والتفكيك الخشن للوحدات السياسية،
 كان العزف على إيقاع سمفونية ( خلط الأوراق ) ..
 ولكن ، كيف يخلطون الأوراق،
 ويمتطون ظهور الناس السذج في الشوارع،
 ويُسَخِرون الدول التي لها مطامع،
 أعتمدو على خلق النقائض
 وتركها عائمة تتصارع إلى ما شاء الله .. !!
 * *
 الأستنساخ .. والأستنساخ الهجين ،
 الأطار الذي يعني شيء،
 والمضمون الذي يعني شيئًا آخر ..
 الشكل يعبر عن شيء،
 والمضمون يعبرعنه بالسلوك ..
 هذا هو شكل الأرهاب ومضمونه
 واللعب عليه بالسياسة ..
 كل هذا من أجل حماية قاتل وسارق .. !!
 قتلوا ودمروا وهجروا،
 ثم أعلنوا أنهم مصلحون يريدون أن
 يحل الأمن ، ويحل الأستقرار ،
 ويحل العدل والأنصاف ..
 ثم أدار أوباما ظهره للمنطقة
 وتوجه في خياراته البائسة نحو آسيا ..
 هل يريد أن يشعل ( ربيعًا ) على أطراف الصين ،
 وعلى أساس أن النيران التي أشعلها في المنطقة لن تخمد .. ؟
 * *
 دعا أوباما إلى تقاسم النفوذ في المنطقة ..
 بهذه السهولة .. وهو من أشعل حرائقها ..
 يتقاسم فيها المعتدي والمعتدى عليه ،
 القاتل والمقتول .. الضحية والجلاد ..
 هذا هو التقاسم الذي يريد فرضه أوباما
 وهو على أعتاب رحيله المزري من البيت الأبيض ..
 أسود يخرج من البيت الأبيض
 ولم يترك سوى سخام فاحم يملأ الأدراج
 ونفايات في الخارج .
 من هو ( أوباما ) ؟
 هو من قذفت به موجة الأنتخابات وجاءت به ( الأيباك ) ،
 كما جاءت بـ ( بوش الأب والأبن وقبلهما من الرؤساء ) ليكمل
 مشواره في إدارة السياسة الناعمة - الخشنة في آن ،
 وهو تكامل في أداة إستخدام القوة ..
 بوش أداته خشنة
 و أوباما أداته ناعمة
 وكلتيهما أداة للقتل المباشر وغير المباشر،
 بحروب الصواريخ والطائرات والدبابات
 وبحروب الأستخبارات والمؤآمرات والأغتيالات ..
 محبوكة بأفلام هوليوود
 في كل حرب تبرز هوليوود ..
 كاميرات هوليوود لن تتحدث عن المجازر
 فقط تتحدث عن البطل الأمريكي الذي يقتحم النار
 وتتحدث عن عدو مخذول ومهزوم .!!
 من الصومال إلى أدغال أفريقيا
 إلى العمق الآسيوي ، ثم أفغانستان والعراق وسوريا واليمن ..
 ولم تظهر أفلام وصور سجن أبو غريب كلها ..
 هوليوود السينما
 وهوليوود السياسة
 غيبتا ما حدث في هذا السجن من أنتهاكات مروعة،
 لأنها تمثل قمة الأدانة الدولية والأنسانية ..
 أبتلع الطعم المجتمع الأمريكي
 والقضاء الأمريكي
 والعدالة الأمريكية
 وتغوطوها على قاعدة الديمقراطية .. !!
 * *
 The Game Is Over
 انتهت اللعبة ..
 ولكن الحرب لم تنتهِ بعد
 إنها بدأت للتو ، بصفحات جديدة
 وبمسميات جديدة
 هذه المرة، كلها ( ناعمة خشنة ) في آن ..
 تحالف دولي للقتل في السماء
 وتحالف إقليمي للقتل على الأرض ..
 من يقتل أكثر هو الرابح
 ثم تظهر نتائج المراهنة ..
 البشر يموتون وهم مجرد أرقام
 ويخرجونهم من بين الأنقاض وهم أرقام
 ويُمْسَخون في السجون ويُحَوَلونَ إلى أشباح
 وآخرون يغرقون في البحار وهم مجرد أرقام ..
 نار تسقط من السماء
 ونار تزحف على الأرض ..
 والناس لا يعرفون أين يذهبون .. !!
 والأسود الذي يتربع على كرسي البيت الأبيض،
 يرى أن لا فائدة من البقاء في منطقة
 هو وسلفه قد حولوها إلى جحيم،
 وعليه أن يستدير صوب آسيا حيث التنين الأصفر.
 هذا الجحيم من صنعه وسلفه
 اللذين تركوه لذئاب المنطقة وضباعها وثعابينها
 فيما يدعيان وغيرهم بأنهم حماة الديار وحماة الأمن العالمي .. !!
 ويظهرأوباما وبوتين ونتنياهو
 يمارسون لعبة الشطرنج في ضوء قواعد اللعبة ذاتها ..
 وهم مقيدون بهذه القواعد التي تضمن الأمن الأسرائيلي،
 ولتذهب دول المنطقة وشعوبها إلى الجحيم .. !!
 والمهم أن يبقى كرسي القاتل وكرسي اللص ونفوذ الطاغية .. !!
 حتى لو على أنقاض المدن
 وجثث البشر
 وصراخ النازحين
 ولعنة التاريخ ..
 إنهما يرونها لعبة شطرنج :
 تقدم وتراجع
 إجتياح وانسحاب
 والتهديد بالعودة ..
 أين مجلس الأمن؟
 أين النظام الدولي؟
 كل شيء معطل ..
 في مجلس الأمن سيف الفيتو مسلط على الرقاب ..
 إذن .. لم يتبق سوى سيناريوهات متقابلة
 وبعضها مشترك ، يعتمد على القسمة والتقاسم
 في غرف العمليات الخاصة،
 الـ ( كي جي بي والموساد وأطلاعات ) .. !!
 والشعوب لا دخل لها
 سوى تقبلها ما يحصل
 موت ودمار وتشريد .. !!
 * *
 الرجل الأسود القابع في البيت الأبيض
 ضعيف وغامض في خطاباته
 ويكذب ويحاول أن يغطي على إخفاقاته ..
 مأزوم بالشك ، ويعتقد بأن المقربين منه
 يخدعونه بأفكارهم وسيناريوهاتهم ..
 فقد ارتسمت في مخيلته علامة إستفهام كبيرة،
 ولم يعد يصدق إلا نفسه وميشيل .. !!
 ويرى ان بعض طاقمه يحاولون توريطه
 وكذا قوى أخرى خارج حدود بلاده ..
 وآخرون يريدون أن يستثمروا عضلاته
 وقد يركبوه مثل مطي في ممرات وعرة ..
 هو يخشى أن يُخدع أو يُمتطى .. !!
 ولكن ألم تمتطيه الصهيونية وتمتطيه إيران الآن
 كما امتطت بوش الصغير تحت مسمى التنسيق
 والتوافق الأستراتيجي، حين قفزت على ظهره
 وساقته مع الأيباك، لأحتلال أفغانستان والعراق
 وتهديم البيت العربي؟
 إذن .. أوباما قد استعملته إيران
 وما تزال تستعمله بقبح مذل ،
 وهذا مسجل وموثق لدى الناس
 ولن يستطع أوباما محوه من التاريخ ..
 فأذا أراد أن تكون صفحته نظيفة وناصعة،
 عليه أن يمسح هذه النجاسة من على ظهره،
 ويعود إلى رشده ..
 نعم .. .لديه قليلا من الوقت
 للخروج من البيت الأبيض،
 بوجه أبيض .. !!




الاحد ١٨ جمادي الثانية ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / أذار / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة