شبكة ذي قار
عـاجـل










فعل الأرهاب وفعل التخريب يرتبط بالسياسة دائمًا .. فأذا أردتم أن تعرفوا الفاعل أو الجاني، عليكم أن تتبعوا خيوط العلاقات وخطوط السياسة .. وتسألوا أنفسكم .. من هو المستفيد من الأرهاب الذي يضرب أوربا - باريس وتركيا وبلجيكا - ولا يضرب غيرها إلا إيهامًا لذر الرماد في العيون ؟ خاصة وان مفاوضات جنيف هي لحلحلة الوضع السوري المأساوي وإيجاد حلول للمأساة التي يرزح تحتها الشعب السوري ووضع حد لأداة القتل والتدمير .. والتفتيش عن مدخل يفضي إلى إضعاف السياسات التي تصر على بقاء النظام الفاشي على رأس السلطة في دمشق، والوضع هذا قد دخل أطر السياسات - الأستراتيجية الثلاث :

1- المصالح الأستراتيجية الروسية .
2- المصالح الآيديولوجية – الأستراتيجية الأيرانية .
3- الأمن الأسرائيلي .

وهوالأمر الذي وضع الحالة السورية في دائرة المصالح الأستراتيجية للأطراف الدولية والأقليمية، التي تتعامل وتتقاطع وتتعاون على قاعدة عدم المساس بمصالح أي منها ، مع استمرار سياسة عض الأصابع في ما بينها ضمن خطوط رسمت في لقاء روسي إسرائيلي تم الترتيب له حول الصفحة العسكرية والسياسية المرسومة بحدود الضوابط ، وقبل التدخل العسكري الروسي في سوريا .. ولم تكن أمريكا حاضره لكونها قد أدارت ظهرها واكتفت بقيادة التحالف الدولي، وهي تدرك حدود فعلها العسكري وحدود أهدافها التي لا تؤثر على إيران على وجه الخصوص، لأنها تشترك معها في صياغة واقع الصراع في سوريا والعراق على وجه التحديد، من حيث ( خلق وإيجاد ذريعة الحرب على الأرهاب ( داعش ) ، لغرض الأستمرار في إستراتيجية محاربة الأرهاب ) .. ففي سوريا تحارب أمريكا بطيرانها الحربي، وتحارب إيران بمليشياتها الطائفية المسلحة على الأرض .. وفي العراق تحارب أمريكا بطيرانها الحربي، وتحارب إيران بمليشياتها الطائفية المسلحة على الأرض .

الفعل العسكري الأمريكي والأيراني يكاد أن يكون متكاملاً .. ودخول الروس بفعلهم العسكري المناور جاء لأعتبارات عديدة ، منها دعم نظام دمشق ومنع سقوطه .. ولما كانت الأفعال العسكرية هذه ترتبط بالسياسة فأن :

- سياسة روسيا تدعم نظام دمشق.
- وسياسة إيران تمنع سقوط نظام دمشق.
- وسياسة ( إسرائيل ) تمنع سقوط دمشق.
- وسياسة أمريكا تمنع سقوط نظام دمشق.

ولما كانت أوربا تفكر بأن ليس من مصلحتها إستمرار الوضع المأساوي يعصف بالشعب السوري وبالدولة السورية، التي تحولت إلى أنقاض وباتت تهدد مصالحها في الشرق الأوسط .. احتضنت أوربا المفاوضات وحاولت أن تجد حلاً وتمنع تدفق ملايين النازحين السوريين والعراقيين نحو الأراضي الأوربية .. واجهت أوربا إرهابًا موجهًا .. ضرب فرنسا وضرب تركيا كما ضرب بلجيكا التي يجد المسلمون بين ظهراني شعبها الرعاية والعناية والمساعدات والتسهيلات .. فلماذا ضرب الأرهاب العاصمة البلجيكية؟ ومن له مصلحة في ذلك ؟

هذه التساؤلات ترتبط بالجهات التي خلقت الأرهاب ورعته في ( سوريا والعراق ) تحديدًا لأغراض بقاء نظام دمشق على قيد الحياة .. ومن أجل منع الضغوط الأوربية التي قد تمارس في أجواء المفاوضات الجارية في جنيف ودور الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الأنسان التي تعد إحدى وسائل الضغط، وخوفًا من إضعاف الطرف الرسمي السوري في المفاوضات وإعطاء ذريعة أو حجة لوفد النظام بأنه يحارب الأرهاب ( وها هي عاصمة الأتحاد الأوربي قد ضربها الأرهاب، فما على أوربا إلا أن تقف مع الطرف الذي يحارب الأرهاب وهو النظام ) !! .. ومن هذا برز الصلف في موقف وفد النظام السوري برئاسة متعجرف أسمه الجعفري.

إذن .. .خيوط الأرهاب تمتد من طهران إلى بلجيكا عبر خلاياها التي تحركهم منظمات ومؤسسات وعناصر رسمية إيرانية .. والهدف منع أي ضغط يتعرض له وفد النظام المفاوض .. لماذا إيران ؟ لأنها المعنية بدعم وإسناد وحماية نظام دمشق والمراهنة على بقاءه .. ولهذا فأن إيران لها مصلحة أساسية تختلف عن مصلحة الروس بموضوع بقاء نظام دمشق ويشاطرها المصلحة الكيان الصهيوني، أما أمريكا فأن مصلحتها في بقاء النظام هو لسواد عيون إيران .. فتشوا عن خيط الأرهاب، تجدونه يربط بين طهران وبروكسل ودمشق.!!





الجمعة ١٦ جمادي الثانية ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٥ / أذار / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة