شبكة ذي قار
عـاجـل










ان النظر الى الاسلام العظيم من خلال العنف واللامسؤولية الدولية والحضارية والانسانية وهو جزء من مخطط عالمي بعيد المدى لتوظيف الورقة الدينية بشكل مضاد للقومية والتي بدأ برجينسكي بلعبها والتي مهددت لها إدارة كارتر التي رفعت شعار الدفاع عن الحقوق المدنية ثم شعار إدارة ريغان الذي جعل من مكافحة العنف والارهاب الدولي شعار إدارته لإتمام مرحلة استخدام الورقة الدينية بالفعل.

فهل ساهمت ثورة ايران ومرشدها ونظامها في هذا المخطط عن جهل أو عمد ؟
ليس هناك من شك في ضلوع إيران ومشاركتها في حرق الورقة الدينية الإسلامية وفك ارتباط الدين الإسلامي بالحضارة والمدنية وربطه بالتخلف والحقد والمذهبية .أن إيران شاركت وعن عمد في توظيف ورقة الدين الى حد اعتبارها طرفاً قد أعد مسبقاً للمشاركة في وضع الدين الإسلامي أمام امتحان صعب وادخال تعاليمه الخيرة في إطار عبادة الشخصية الى حد تحويله الى طقوس محلية ونسخ أكثر من ألف وأربمائة عام من التراث والمعرفة والتاريخ والعبث بالعديد من المقدسات الإسلامية . تم كل هذا في دوائر مغلقة وبأساليب ملتوية تم تحويل الاحساس الديني الذي يتميز به الانسان على غيره من مخاليق الطبيعة الى طاقة مجنونة لاتعرف الا الدم والنهم الى حد تدمير الذات التي خلقت ( في أحسن تقويم ) . ولم يقف التدمير الى حدود الذات وإنما تجاوز الى بيئة الانسان ، أن تهديد خميني المقبور بتحويل إيران الى بلد ( الشهداء ) يشبه جنون الانتحار الجماعي ل 900 عضو من أتباع جيم جونز في أحد أدغال غويا.في الواقع أن خميني لم يقم بثورة ، فقد تم تنصيبه في السلطة من الخارج كواجهة مناسبة لعملية التحويل الى العصور المظلمة في ايران .تم تنصيبه بعملية استخبارات بريطانيا تم تخطيطها بشكل جيد.

يتألف الكتاب الى سبع مواضيع :
اولاً: ثورة أصدقائنا
في طهران اندفعت جماهير جامحة في الشوارع وقامت بنهب المباني العامة ، لقد بدأت بالفعل فترة الرعب وتم إعدام ضباط الجيش والاستخبارات الكبار الذين رفضوا التعاون مع خميني من قبل فرق قتل في المدن والقرى قتل مئات من قبل حشود مسعورة ،حدث ذلك كله في الثاني عشر من شهر فبراير ( شباط ) 1979 بعد ساعات فقط من إعلان خميني تأسيس الجمهورية الإسلامية في ايران.

في واشنطن عقد الرئيس كارتر مؤتمراً صحفياً عاجلاً ليقول للعالم أعتقد أن شعب ايران والحكومة سيبقون من أصدقائنا .
ودهش العديد من الناس بسبب رغبة كارتر في مصادقة النظام الدموي الجديد.

قدمت إدارة كارتر بتعمد هاديء وتدبير مسبق خبيث لمساعدة الحركة التي نظمت الإطاحة بشاه ايران، اشتركت إدارة كارتر في كل خطوة ابتداء من الاستعدادت الدعائية الى تجهيز الأسلحة والذخيرة ومن الصفقات التي تمت خلف الكواليس مع الخونة في جيش الشاه ، الى الإنذار النهائي الذي أعطي للشاه في يناير ( كانون الثاني ) 1979 لمغادرة إيران ، ويمثل هذا فصلاً آخر من فصول الخيانة التي مارستها الدوائر الحاكمة في التاريخ السياسي للولايات المتجدة.

هناك مجموعة صغيرة نسبياً من المدراء داخل حكومة الولايات المتحدة مسؤولة عن سقوط الشاه ، على رأسها زبغنيو برجينسكي ، رئيس مجلس الأمن القومي ، ولقد عملت هذه المجموعة منذ سنة 1977- 1979 مع مجموعة مختارة من عملاء الاستخبارات الإنكليزوممثلي الجمعية السرية المسماة ( الحركة الإسلامية ) كحلقة ربط بين منظمي ثورة خميني وكارتر ومجلس الأمن القومي .

سنة 1978، بدأت شائعات تنتشر بين أوساط الاستخبارات في واشنطن مفادها أن الوكالة قد علمت بأن الشاه مصاب بالسرطان وأنه سيموت قريباً على الرغم من العلاج . وهذا سيترك فراغاً في القيادة الإيرانية . وقيل أن وكالة الاستخبارات تعتقد أن الاتحاد السوفيتي يمكن أن يستفيد من أزمة إيران كي تتدخل . وقيل أن على الولايات المتحدة أن تبدأ اتصالاتها مع المعارضة ( التي كانت دينية في الأساس ) لإعداد حكومة بديلة .

ويعتبر زبغنيو برجينسكي ، رئيس مجلس الأمن القومي ، القوة المحركة في إدارة كارتر للعب ( الورقة الإسلامية ) ضد الاتحاد السوفيتي ، فمنذ 1977 أعلن وجهة نظره صراحة ومفادها أن التعصب الإسلامي يعتبر حصناً ضد الشيوعية وفي مقابلة أجرتها صحيفة نيويورك تايمز بعد الثورة الايرانية معه أعلن أن على واشنطن أن ترحب بالقوة المنبعثة من الاسلام في الشرق الاوسط لأنها كأيديولوجية تتعارض مع تلك القوى الموجودة في المنطقة التي تؤيد الاتحاد السوفيتي ، وتم التأكيد على وجهة النظر هذه من قبل السكرتير الصحفي لكارتر في السابع من شهر نوفمبر ( تشرين الثاني ) 1979 بعد ثلاثة أيام من أحتجاز 53 رهينة امريكية في ايران .

أن برجينسكي كان مشغول دائماً باستخدام الاديان والفرق الدينية كوسيلة للحرب السياسية، وتدريجياً بدأت ورقته الاسلامية في السيطرة على سياسة الولايات المتحدة تجاه الشرق الاوسط كله .

عندما تدخل الاتحاد السوفيتي في أفغانستان ، كانت الفرصة امام واشنطن لتعبئة ايران وبقية العالم الاسلامي ضد الاتحاد السوفيتي الذي يوصف في تصريحات واشنطن الرسمية باعتباره عدو الاسلام الرئيسي ، ولا يهم أن يحتل حلفاء برجنينسكي المسلمون السفارة الامريكية ويحتجزون دبلوماسيها ويحرقون السفارات الامريكية في باكستان وليبيا.

في سنة 1975 تبنت إدارة كارتر المستقبلية مشروع الثمانينات ، ومن الذين ساهموا في المشروع برجنسكي، والفكرة العامة لمشروع الثمانينات هو الهدم المتعمد العالمي ، ولا يحاول التقرير إغفاء ما ستجلبه على معظم سكان العالم من مجاعة وفوضى اجتماعية وموت .

تعتمد أقطار أوروبا الغربية إضافة الى اليابان بشكل تقريباً على النفط القادم من الخليج العربي، وخلال سنة 1978 كان النفط يأتي من خمس دول : إيران ،العربية السعودية ، العراق ، الكويت ، والامارت العربية ، وحسب الأنكلوا- أمريكيون أنهم بواسطة إسقاط الشاه ونشر الفوضى في الشرق الاوسط سيتمكنون من هزيمة أوروبا باحتمال حضر ( قطع ) النفط عنها أو قطعه فعلاً .

في أكتوبر ( تشرين أول ) 1979 قبل أقل من شهر من احتجاز الرهائن الأمريكان في طهران ، نشرت مجلة نيوزويك التهديد التالي علانية ، الفقرة الأخيرة منه ، حيث يقوم الغرب الصناعي كمجموعة أو الولايات المتحدة وحدها بغزو حقول النفط . والغرض حرمان أوروبا الغربية واليابان منه .

إن هذا ليس بالتهديد التافه فإمكانية قيام ثورة خميني قد تم الإعداد لها بصبر من قبل الانكليز خلال سنوات حتى أصبح كل شيء جاهزاً .

إتخاذ القرار الخاص بتدمير إيران
يذكر المؤلف روبرت كارمن في كتابه رهينة خميني ، إذا أردنا اختيار تاريخ لبدء ثورة خميني فسيكون نوفمبر ( تشرين الثاني ) 1976 ،ففي ذلك الشهر أصدرت منظمة العفو الدولية تقريراً اتهمت فيه شاه إيران بتعذيب السجناء السياسيين، تم وضع الأساس للثورة الإيرانية في معهد أسبين في كولورادو ، وذلك بتنشيط رجال الدين الإيرانيين والجمعيات السرية والحركات الدينية ، ولكن تقرير منظمة العفو الدولية كان الرصاصة التي أدت الى بدء الحرب .

منقول بتصرف،
1- في سنة 1977، بدأ الشاه في الابتعاد عن اسرائيل ، وفي نفس الوقت بدأ بتوجيه بلاده نحو علاقة أوثق مع العرب خاص العراق والعربية السعودية .

2- في مؤتمر صحفي عقده الشاه في سنة 1977 أدهش العالم بقوله أنه يسعى الى استقرار أسعار النفط .

3- لقد كان الشاه يريد اتباع استراتيجية تؤدي الى تعاون أوثق مع فرنسا والمانيا من الناحية الاقتصادية .

4- عقد اتفاقية ثلاثية التي بموجبها تزويد الاتحاد السوفيتي بالغاز الطبيعي مقابل أن يقوم الآخر بتزويد ألمانيا بكمية مساوية من حقوله الغازية .

بالنسبة لواشنطن ولندن أعتبر الشاه منذ ذلك الوقت رجلاً ميتاً . وهكذا بدأ العد التنازلي لتفجير ( الثورة الإسلامية ) وهي موجه ليس من جوامع الملالي المتمردين ولكن من مقر الاستخبارات البريطانية .

كانت السافاك منذ تأسيسها في سنة 1955 تحت اشراف المخابرات البريطانية والاسرائيلية ، في بعض الحالات ترى السافاك مسيطرة على الشاه وليس العكس .بعد إعلان منظمة العفو الدولية وهي واجهة للاستخبارات البريطانية الحرب برزت عشرات المنظمات للعمل ضد الشاه ، في إيران هناك منظمة واحدة يمكن الاتصال بها وهي ( الحركة الإسلامية ) يتجمع في هذه الحركة الملالي الذين يستلمون تعليماتهم من مجموعة قليلة من الملالي المتعصبين على رأس التنظيم الإسلامي ، أما الذراع الأخرى لثورة خميني فهم زمرة من رجال الاستخبارات المدربيين في الغرب الذين تجمعوا حول رجال الدين . وتأتي التعليمات من واشنطن ولندن بواسطة ( الأساتذة ) آمثال البروفسور ريشارد كوتام من جامعة بتسبرغ ، في الخمسينات كان ضابطاً لوكالة المخابرات الامريكية في السفارة الامريكية في طهران .





الاربعاء ٣٠ جمادي الاولى ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / أذار / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب بلال أحمد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة