شبكة ذي قار
عـاجـل










 كل الأجراءات الحكومية التي تخرج بين آونة وأخرى لتخدير حالة مستعصية وإنعاش حالة ميؤس منها ، لا تجد لدى المواطن العراقي، بغض النظر عن مذهبه أو قوميته أو عقيدته، أي صدى يذكر سوى الأستهزاء والشعور بالمرارة، والقناعة بإن لا أحد يستطيع أن يداوي السرطان بالأسبرين .. كما تظهر حالة من الشعور بالغضب الذي يتفجر هنا وهناك على امتداد تراب العراق، غضبًا كاسحًا بوجه العملاء الفرس وغيرهم ، وهم على عدد الأصابع ( هادي العامري وقيس الخزعلي وأبو مهدي المهندس ونوري المالكي وحيدر العبادي وعدد من الضباع والمرتزقة وعملاء التوازن الطائفي المقيت ) .. هؤلاء هم الذين يحكمون العراق ويدفعون به الى هاوية النكبة الكبرى .. لا مواطن محترم ولا حكومة محترمة ولا دولة محترمة ولا مكانة بين الدول .. ولا اقتصاد ولا تعليم ولا ثقافة ولا مشاريع ولا تصنيع ولا بيئة نظيفة توحي بالصحة وبناء الأنسان وإعمار الأرض.

هؤلاء وهم على عدد الأصابع لديهم مرتزقة مدججون بالسلاح يتقاضون رواتبهم على القتل والأنتهاكات الأنسانية ، وحين تشح الرواتب ويتقلص الدفع تتفكك مجاميع القتل وبعضهم يمعن في السطو على المصارف والمحال التجارية والصيرفة ومساكن المواطنين فضلا عن الاختطاف والابتزاز والتهديد من أجل المال .. هؤلاء مآلهم الهروب امام غضب الشعب العراقي إذا انفجر سيجد هؤلاء انفسهم مجرد أشلاء في الشوارع او طوابير على الحدود الإيرانية ، لأن لا أحد من دول الجوار سيفتح لهم الحدود سوى النظام الفارسي.

هؤلاء الذين يحكمون العراق هم على عدد اصابع اليد يتحكمون بأكثر من 33 مليون نسمة ، يتحكمون بهم بقوة السلاح كما يتحكمون بهم بوسائل الخداع والخديعة والتضليل المذهبي والسياسي .. هؤلاء قصاصهم جاهز وماثل أمام الشعب العراقي العظيم الذي يراقب عن كثب كل صغيرة وكبيرة ولديه ملفات القتلة واللصوص والعملاء والجواسيس والمرتزقة .. وملفاتهم جاهزة تضم الوثائق والأدلة الجنائية والقرائن المادية ولا أحد يستطيع إنكارها أو طمسها حتى لو أشعلوا النيران في الوزارات والمؤسسات لأخفاء أدلة الجرائم الفاضحة المخلة بالشرف الأنساني وبالشرف الوطني .. وهي أدلة متراكمة منذ ثلاثة عشر عامًا من النكبات والأهانات وإحتقار البشر .. فهل يستمر الأوغاد الفرس في تنفيذ توجيهات ( علي خامنئي ) لتقرير مصير العراق والعراقيين؟ وهل يستمرون في تنفيذ إرادة ( ولي الفقيه ) ضد إرادة شعبنا في العراق، وإلى متى ؟!

أموال العراق بمليارات الدولارات .. ذهبت إلى إيران لدعم إقتصادها المتهالك، ودعم عمليات مليشياتها في سوريا واليمن ولبنان والعراق فضلاً عن عملياتها في الكويت والبحرين والسعودية ومصر ودول المغرب العربي .. التمويل من العراق، والذي يتولى التنفيذ ( حزب الدعوة ) العميل برئاسة ( نوري المالكي ) و ( حيدر العبادي ) و ذيل إيران الطائفي ( حسن نصر الله ) ، بحيث أوصلوا الحالة إلى الأفلاس الكامل للخزينة وتعريض البلاد إلى الأقتراض من البنوك الدولية لدفع رواتب الموظفين والمتقاعدين الذين لا مورد لهم في هذه الحياة البائسة في ظل النزوح والتشرد والجوع والمرض والحاجة .. وهؤلاء المجوس هم على عدد أصابع اليد يسرحون ويمرحون وهم قتلة وإرهابيون دوليون مطلوبون للعدالة الدولية.!!

حركة الحكومة العميلة في بغداد، هي مجموعة أفعال وتصرفات وتصريحات لا تعالج ولا تلامس مشكلات الناس، إنما تدور في حلقة مفرغة لا نتيجة من ورائها .. وكلها تصب في مصالح عناصر الطغمة العميلة الحاكمة ، كما تصب في خانة مصالح إيران السياسية والأستراتيجية .. فيما المواطن العراقي قد فقد الثقة كليًا بما تقوله وتفعله حكومة العملاء، كما أصابه الأحباط من أي فعل أو تصرف أو وعود لن تتحقق أبدًا ما دام الواقع الفاسد يفرض نفسه بإحكام على الجميع من الرئاسات إلى القضاء إلى سلطات التنفيذ إلى البرلمان الفاسد حتى نخاع العظم .. ومحاربة الأرهاب باتت شماعة يتشبث بها هؤلاء العملاء ويتسترون خلفها ويعتاشون على فساد صفقاتها وينتهكون الحرمات ويهينون الشعب ويدفعون شبابه إلى المحرقة لسواد عيون الفرس ولسواد عيون الأمريكان .. حتى أن المواطن العراقي بات يتسائل .. كيف يحارب فاسد الأرهاب؟ وكيف يقاتل المجرم الأرهاب؟ وبالتالي كيف يستقيم العميل مع الوطنية؟!

الحكومة العميلة فاشلة في مواجهة أزماتها التي خلقتها لكي تتستر بها .. فلا هي قادرة على الحكم ولا هي قادرة على إحلال الأمن ولا هي قادرة على بناء العراق ولا هي قادرة على ضمان مستقبل البلاد والعباد كبقية الدول .. فكيف يمكن الركون إلى وعودها ؟!

فهي سبب التمزق وهي سبب العجز وهي سبب التشتت .. وكل هذه الأسباب تنبع من الأحتلال الأمريكي وتابعه الأحتلال الفارسي .. فالأحتلال الأمريكي خلق الفوضى بحل الجيش العراقي الوطني، الرمز السيادي للدولة العراقية ، وخلق جملة من فراغات السياسة وأحاطها بقالب قل نظيره في العالم أسماه ( العملية السياسية ) ، وهي تشكيل يقوم على المحاصصة الطائفية والعرقية والواجهية ومحكماتها كتل وأحزاب ليس لديها منهاج وطني ولا رابط وطني إنما تنطلق مخرجاتها من مصالح أحزابها وقياداتها وعناصرها وارتباطاتها الخارجية التي لا تمت للوطن بصلة .. الأستعمار الأمريكي والإيراني قد أبعدا أي قاعدة وطنية يستند إليها الشعب من شأنها أن تبني الوطن وتبني المواطن وتبني مستقبله.

المشكلات التي خلقها الاحتلال والحكم الفارسي في العراق راكم أزمات ومشاكل كبرت واتسعت لتعبر الحدود ، وتفاقمت إلى حالة تهديد المنطقة بأسرها .. في الوقت الذي باتت فيه حكومة العملاء تعاني من العجز والشلل الكامل للدولة والمجتمع .. حيث انعدمت الروابط بين مرتكزات هياكل الدولة وانعدمت بين مكونات الحكومة ذاتها .. فتحكمت بها السلطة التنفيذية وباتت سلطة القضاء تابعة سياسيًا لسلطات المليشيات .. فلا قانون يحترم ولا قضاء يتولى العدل ولا سلطات تحترم المواطنين ، فيما فشلت كل المحاولات لتحسين الوجه القبيح للأحتلالين الأمريكي والأيراني، لأن الواقع يرفض هذه المحاولات شكلا ومضمونا .. فالكل يتهم الكل والفاسد يتهم الفاسد والقاتل يتهم القاتل والمسؤول والنائب والوزير والسفير والعسكري يتهم بعضهم بعضًا بالفساد بصراحة فاضحة ونادرة الحدوث وعلى الفضائيات وبدون خجل أو وجل .. لأن الكل فاسد، وهذا هو الأعلان الكبير لحكومة العملاء في العراق .. لقد شخص المواطن العراقي بشجاعة نادرة هذا الفساد والفاسدين كما شخص مسببات الكارثة وانهيار المجتمع سياسيًا واقتصاديًا وماليًا وأخلاقيًا ولم يتبق امامه سوى اكتساح بوابات العهر في المنطقة الخضراء ، حيث المفسدين والسراق والقتلة والعملاء والجواسيس، لكي يستعيد الشعب كرامته .. لقد فقد كل شيء حتى كرامته التي يثور من أجلها.

تراكم القهر والأذلال والعهر المتفشي بات له صدى واسعًا لدى الكثيرين من ابناء الشعب .. ففي ظل الاوضاع المزرية والأزمات القائمة المتكررة، وفي ظل غياب القانون وغياب سلطة القانون العادلة وغياب عدالة القضاء وغياب القرار السياسي الوطني .. فأن المواطن العراقي لا يستطيع أن يسكت طويًلا .. لن يسكت إلى الأبد ولن يقبل أن تداس كرامته بأقدام اللصوص والعملاء من أمثال ( هادي العامري وقيس الخزعلي وابو مهدي المهندس ونوري المالكي وحيدر العبادي والأعرجي وغيرهم ) من اللصوص الذين ينفذون توجيهات ولي الفقيه في طهران .

لم تعد الحالة بحاجة الى خطابات وسيناريوهات وبيانات رغم أهميتها للتوضيح والأرشاد والتوجيه .. ولكن الفعل بات ضروريًا لكنس هؤلاء .. فالتظاهرات مهمة واتساعها مهم وتكرارها مهم وشعاراتها ذات دلالات ولكن فعلها المؤثر ينبغي ان يكون في صيغة منهج للحركة الذي يعد الأكثر أهمية .. ويقع في مقدمة هذا الفعل ( العصيات المدني ) العام حتى تسقط العملية السياسية الميتة أصلاً ويسقط الدستور الذي تقوم هي عليه وتسقط البرلمان الفاسد الزائد عن اللزوم وتسقط الرئاسات وتحل المليشيات وتنزع اسلحتها .. ومن دون هذه الأجراءات لن تستقيم الأمور ولن تقوم للعراق قائمة .. هذا الفعل يعيد للمواطن إحساسه بالثقة وبالكرامة .. وهو الفعل الذي يمثل وقفة صادقة مع النفس وامام الآخرين في ظل الحالة الراهنة التي تنحدر يومًا بعد آخر نحو الحضيض.

لقد بات المواطن العراقي على وجه الخصوص والعربي بصورة عامة اكثر وعيًا وإدراكًا، واستبق في فهم الاحداث وتجاوز فهم الواقع الذي يعيشه .. فهو يدرك الأزمة وابعادها ويعيش الصراعات يوميًا ، فهو بحاجة الى لحظة الانفجار .. لأنه شخص الواقع وحدد طبيعته وهو مصمم على مواجهة الوضع بحزم ، ومن الصعب الاعتقاد بأن المواطن العراقي يقف مكتوف الأيدي أمام المشكلات الاقتصادية والمالية والأجتماعية والأخلاقية التي انهكته منذ عام 2003 .

الحالة في العراق قد تم تشخيصها تمامًا .. فلا حكومة تكنوقراط قادرة على معالجة أزمات العراق السياسية والأقتصادية والأمنية والأجتماعية ، ولا حكومة ( حزب الدعوة ) العميل ولا غيرها قادرة على معالجة كوارث العراق .. لأن العراق قد وصل إلى حافة الهاوية من العجز والشلل، الأمر الذي يقتضي أن تقتلع هذه الحكومة التي يديرها عملاء فقط هم على عدد أصابع اليد ( هادي العامري وقيس الخزعلي وأبو مهدي المهندس ونوري المالكي وحيدر العبادي وعملاء التوازن المذل في العملية السياسية المأزومة ) .. إنها كارثة يتوجب أن ينهض بأعبائها الشعب العراقي العظيم وقواه الوطنية الشريفة.!!





الاحد ٢٠ جمادي الاولى ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٨ / شبــاط / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة