شبكة ذي قار
عـاجـل










مر على حادثة نيويورك 2001 وعملية غزو العراق – الصدمة والترويع – أكثر من عقد ونصف واليوم يعرف الجميع كيف ان الأدارة الأمريكية قد كذبت على شعبها خلال هذه الفترة ومررت وبسرعة فائقة قرار غزو العراق وسوقته لهم كما سوقت لهم ما سمي بقانون “باترويوت أكت” المقنن للحريات المدنية والذي ظهر للعيان في وقته وفيما بعد انه يستهدف مراقبة الجالية العربيه والمسلمة والتنصت عليها وأعتقال من ترى له علاقه بدعم الشعب الفلسطيني ماديا عبر جمعيات المجتمع المدني القانونية ، أو رفض السماح بالدخول اليها لمن لا تريده او ترغب به والأمثله كثيره جدا. وفيما بعد دحضت كل هذه التهم قانونيا. وظهر انها عبارة عن أكاذيب صدرت بحق العرب والمسلمين الأمريكيين عقب هذا القانون فأطلق سراح من سجن واعتقل. اليوم وبعد الصدمة والتوريع في عمليات “القتل الجماعي” التي حدثت في فرنسا يحصل التقنين نفسه على الحريات وتوجه أصابع الأتهام الى العرب والمسلمين الفرنسيين وحتى الى الفرنسيين الذين أعتنقوا الأسلام. وصوت البرلمان على قانون أسقاط الجنسية الفرنسية لمتعددي الجنسية وعلى أستمرار حالة الطوارئ وتضمينها في الدستور -بغياب 441 نائبا من مجموع577 نائبا- حتى قبل ان تنتهي اللجنة البرلمانية المشكلة للتحقيق في العمليات الأرهابية والتي تحوم حولها اسئلة كثيرة لغموض جوانب عديدة فيها. فقد وصل عدد اقتحامات البوليس الى 3021 حالة، كما وصل عدد المحالين على الأقامة الجبرية الى 253. لكن هذا العدد الكبير للأقتحامات لم يعط نتيجة ملموسة في تجريم ايا من الأشخاص المستهدفين لسبب بسيط هو ان هوؤلاء الناس ابرياء تم أستهدافهم لأسباب معينة ومتناقضة . مما حدى بمحام احد هوؤلاء الأشخاص وهو شاب معاق الى التصريح للأعلام بأنه هو وزملائه لم يعودوا يتحملوا كثرة الأتهامات غير القانونية ضد الناس الضعفاء. فما معنى كل ذلك ؟ وما هي الحقيقة وراء كل هذه القوانين وكل هذه الأجراءات الحكومية الفرنسية التي لم تحصل على أجماع عام لا في الأحزاب السياسية ولا لدى بعض النخب الفرنسية الواعية بالأوضاع الأقتصادية العالمية والأزمة المالية كما بالأوضاع الدولية وتأثيرها على السياسة الفرنسية التي تشهد انحيازا كبيرا في السنوات الأخيرة لمحور امريكا -الكيان الصهيوني . حتى ان الفيلسوف آلآن باديو وهو أكبر الفلاسفة الموجودين اليوم في المشهد الثقافي الفرنسي قد حمل نظام العولمة وهيمنة القطب الواحد ما يحدث من -القتل الجماعي – في فرنسا ومن أرهاب في العالم وسخف أتهام العرب والمسلمين,وباديو ليس الوحيد في أتهام العولمة بما يجري فقد سبقته الى ذلك الأستاذة والباحثة الكندية نومي كلان التي اصدرت كتابا بحثيا اصبح مرجعا مشهورا بعنوان “أستراتيجية الصدمة”تطرقت فيه لكثير من المعلومات القيمة حول ما قامت وتقوم به وتخطط له شبكات واوساط القرار العالمية للهيمنة على العالم وخيراته في العقود المقبلة ومنها الأرهاب والقتل الجماعي بقصد احداث الصدمة وترويع الناس.وقالت نومي كلان التي كانت متواجدة في باريس أثناء العملية الأخيرة بانه حتى بوش والأدارة الأمريكية لم تمنع التظاهرات وهي من شرعت قانون “أكت باتريوت” بينما منعت فرنسا التظاهر وأعتقلت المتظاهرين ضد حالة الطوارئ.

عشية أعلان بوش وطاقمه من المحافظين الجدد نيتهم غزو العراق، حدثت معركة دبلوماسية وأقتصادية ومخابراتية صامتة بين امريكا وفرنسا, والجميع يتذكر ما طفا منها فقط وهي مقوله أوربا العجوز والقديمة التي قالها مهندس غزو العراق ومقترح التعذيب في ابو غريب وزير الدفاع دونالد رامسفيلد . لكن ما لم ينشر في الصحافة الفرنسية خاصة، هي الحرب التي شنتها الولايات المتحدة واسرائيل على فرنسا. لم يتكلم الأعلام عن الحرب الأعلامية الأمريكية على الرئيس جاك شيراك الذي لم ينساه العالم ليومنا هذا على موقفه الرافض للحرب هو ووزير الخارجية فيليب دوفيلبان. لقد حاربت امريكا بوش ورامسفيلد فرنسا في اقتصادها فتأثر التصدير الفرنسي للولايات المتحدة البالغ مليارات، وأسقطت طائرات مقلة لمئات الفرنسيين من شرم الشيخ الى باريس عقب الخطبه المشهورة لوزير الخارجية في مجلس الأمن ورفض فرنسا الحرب. لكن أغرب ما طلب من فرنسا في هذه الفترة من الحرب على العراق قد تم خلال رحلة للرئيس جاك شيراك الى الولايات المتحدة في الولاية الثانية لجورج دبليو بوش، أذ أستدعى المؤتمر الصهيوني العالمي الرئيس الفرنسي لمقره ليطلب منه منع حقوق “الحرية والديمقراطية” للعرب والمسلمين الفرنسيين بحجة ان فرنسا قد سلمت 76 الف يهودي الى المانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية وان هذا دين على فرنسا لليهود, فكان جواب الرئيس جاك شيراك بالرفض التام لكونه رئيس كل الفرنسيين وليس هناك فرق بين ايا منهم. وقد أستبشر المعاديين لسياسة الرئيس جاك شيراك من الصهاينة في فرنسا نهاية حكمه وأعتبروا ذلك نهاية سياسة فرنسا العربية فأصدر كريستوف بولتونسكي من جريدة ليبراسيون كتابا حول نهاية “السياسة العربية لفرنسا” مبشرا بعهد جديد للعلاقات مع الكيان الصهيوني وعودة للحضن الأطلسي ومساندة امريكا في غزوها للعراق ,وأعلن نيكولا سركوزي خلال ترشحه للرئاسة الفرنسية عن برنامجه وتوجهات حكمه في حالة انتخابه وأعرب امام جورج دبليو بوش عن خجله لموقف بلاده الرافض للحرب وغزو العراق,ونفذ سركوزي مطالب مجلس المؤسسات اليهودية في اخراج العديد من الصحفيين المتخصصين بالشرق الأوسط وفلسطين من وظائفهم وفرض عدم تناول القضية الفلسطينية والاحتلال في الأعلام والصحافة . بينما كانت الشرطة الفرنسية مسخرة لرفع اي منشور او بوستر يعلق حول فلسطين واي نشاط يحدث في العاصمة وتتم شيطنة كل من ينشط في الجمعيات المساندة للحق الفلسطيني ومراقبتهموحتى توقيفهم. وعشية الترشح للرئاسة لفترة ثانية فوجئ الفرنسيون بعملية أرهابية ضد مدرسة يهودية. أخبرتهم الدولة أنها من تدبير شاب عربي اسمه محمد مراح تبين انه يعمل مخبرا في اجهزة المخابرات وانه زار الكيان الصهيوني وزود المخابرات بصور للمقاتلين في العراق وسوريا وافغانستان , كان تعويل سركوزي على الفوز في الأنتخابات بسبب هذه العملية صارخا, لكنه امرا ثانويا فالأهم بالنسبة للكيان الصهيوني ومجلس المؤسسات اليهودية هنا هو تشويه العرب والمسلمين اكثر وأكثر وتصعيد حملة الكراهية المستمرة ضدهم واعادة تسويق صورة الأرهابي العربي التي جعلت منها العولمة حجتها في حربها على ما أسمته الأرهاب الأسلامي. ويبدو ان السلطة الأشتراكية تعيد اليوم السيناريو السابق نفسه مع اقتراب الأنتخابات الرئاسية في 2017 ,رغم ان الرئيس فرانسوا هولاند أنتقد بنفسه وفي مقابلة تلفزيونية في 14 نوفمبر 2009 نيكولا سركوزي وقال” ان هناك حركة سياسية تريد أعطاء شعور للناس بان هناك تهديدا وتعطي السلطة معنى غير صحيح لهذا التهديد ومعنى يراد به تبرير التدخل الأمني الواسع ٫٫يبرر القوانين القمعية بأسم تهديد احيانا صحيح واحيانا غير صحيح ٫٫تخترع الأرهاب لأنها لم تكن فعالة في معالجة الأوضاع الأجتماعية والأقتصادية”

في عهد الرئيس فرانسوا هولاند ورئيس وزرائه ايمانويل فالس، وعقب العمليات الأرهابية الأولى والثانية مباشرة تحقق لمجلس المؤسسات اليهودية ما يريده، من التصويت على حالة الطوارى وعلى سحب الجنسية وخاصة على تشديد نظام المراقبة على الأنترنت والمواقع المعادية للصهيونية والأحتلال ومنع طارق رمضان، أستاذ العلوم الأسلامية في جامعة اوكسفورد من ألقاء المحاضرات في فرنسا. نجح المجلس قبل ذلك وبدعم من رئيس الوزراء فالس ومقربيه من القضاة في الحصول من الدولة على تجريم الناشطين في حملة المقاطعة للبضائع الأسرائيلية من المستعمرات وعلى أعتبارها جرما يعاقب عليه النشطاء . ووضع عدد كبير جدا من المواقع على النت تحت الرقابة لسبب معاداتها للأحتلال الصهيوني وللسياسة الأمريكية – الأطلسية ، أضافة الى حملة الشيطنة والتحريض المنظمة لأغلاقها و تشويهها عبر النت او عبر برامج تلفزيونية لا تحترم المهنية الأعلامية ولا المصداقية أذ تكيل التهم والأكاذيب لهذه المواقع دون ان تهتم بمن سيحاسبها. في حين لا يتوانى هذا المجلس اليهودي ومعه كل الرموز الصهيونية على الساحة الباريسية وبالتعاون مع الكيان الصهيوني من أستعمال كل الوسائل والطرق لوضع اليد والوصايه على العرب والمسلمين من الفرنسيين. فقد نصب هذا المجلس دمى ليكونوا ممثليين للعرب والمسلمين يلقنونهم الكلام لينفذوا اوامراه ، كما هو الحال في تعيين أئمة “محسنين فكريا ” او كتاب يسوقون “كممثليين” للمسلمين في الأعلام والنشاطات، تدفع لهم مصارف زيارات الى فلسطين المحتلة للقاء شمعون بيريز ونتانياهو وزيارة حائط المبكى مثل “الأمام” شلغومي ، دميه المجلس الذي تحول بين ليلة وضحاها من عامل بسيط لتحميل الحقائب في مطارات باريس ، لا يتكلم الفرنسية الى “أمام” للمسلمين ، اذ فصلوا له وللمسلمين مؤسسة باسم “مجلس علماء المسلمين”,وأطلقت الحكومة الفرنسية بالتنسيق مع اللوبي هذه الأيام حملة واسعة عبر موقع لمحاربة “نظرية المؤامرة” موجها للشباب بأسم www.ontemanipule.fr.وقد نال الموقع الكثير من التهكم مع اول فديو له اذ يظهر شابا فرنسيا من اصل عربي يتكلم الفرنسية “بلهجة الضواحي” يقول لرفيقه بأن العمليات الأرهابية التي حصلت في فرنسا هذا العام هي من صنع المخابرات والمحفل اليهودي فيجيبه شاب أخر أكثر أناقة “وبلهجة فرنسية باريسية” بأن لا يبقى في هذه الأمور ولا يستقي معلوماته من هذا الموقع «wikicomplot» وعلق شاب على الموقع متهكما بهذه الجملة : سمعت ان هناك مؤامرة حمقاء تقول بكتابة الكلمة الفلانية بهذا الحرف وليس بذلك الحرف، فهل سمعتم بها ؟ والتهكم هو بمناسبة صدور مقترح لتسهيل كتابة بعض الكلمات باللغة الفرنسية. أن الأسلاموفوبيا والكره للعرب والمسلمين الذي تفرخه عمليات ارهابية معروفه الصنع ومعروفه الأهداف تخدم الأوساط الصهيونية في فرنسا التي تريد هجرة يهود فرنسا لملئ المستعمرات الفارغة وملئ مستعمرات من هاجر منذ الأنتفاضة الفلسطينية الى الدول الأوربية والبالغ عددهم مليون و800ألف اسرائيلي , ويكفي التدليل على ذلك، فرض نتانياهو الحضور الى فرنسا للمشاركة بالتظاهرة الرسمية لقادة العالم ضد العمليات التي حدثت في باريس رغم معارضة الرئاسة الفرنسية لوجوده، ودعوته وبوجود الرئيس فوانسوا هولاند في المعبد يهود فرنسا للهجرة وتخويفهم بالعمليات الأرهابية التي يقترفها العرب والمسلمين ضدهم كما يدعي, وبالفعل فقد هاجر بضعه آلآف منهم وقد نشرت بعض الصحف الفرنسية القريبة من الكيان الصهيوني هذا الخبر مستبشرة بهذه الهجرة الجديدة .

 





السبت ١٢ جمادي الاولى ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٠ / شبــاط / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ولاء سعيد السامرائي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة