شبكة ذي قار
عـاجـل










- الشهادة هي حب الموت من أجل الوطن، وكان الشهيد العربي مثالاً لها تمثَّل في شهداء فلسطين ولبنان والعراق.

- المناضلون العرب، وفي مقدمتهم المقاومون العراقيون، سيفرضون الأمن القومي العربي بعد تحرير العراق وفلسطين من الاحتلالين الأميركي والصهيوني والإيراني.

أعلن هذا في مناسبة يوم الشهيد الفلسطيني وإحياء لذكرى شهيد الحاج الاكبر صدام حسين في الندوة التي أقامتها جبهة التحرير العربية في مخيم برج البراجنة، والتي تحدث فيها عن سيرة حياة الشهيد القائد صدام حسين، كما تطرق الى اخر المستجدات السياسية وما تشهده المنطقة العربية، امام حشد كبير من جماهير شعبنا الفلسطيني وممثلي الفصائل الفلسطينية وبحضور مسؤول جبهة التحرير العربية في لبنان الرفيق حسين رميلة وقيادة وكوادر جبهة التحرير العربية في منطقة بيروت.

وكان أهم ما جاء فيها :

الشهادة هي حب الموت من أجل الوطن

وأما عن معانى الشهادة فقال: إن الشهادة تعني الإقدام على الموت في سبيل قضية، ومن أهم تلك القضايا هي قضية الدفاع عن الوطن، بما يعني الدفاع عن الأرض والعرض. أي الدفاع عن وجود الإنسان، الذي لا معنى لوجوده إذا لم يكن له وطن يحميه ويوفر له سبل العيش الهانئ والكريم. ولهذا، وبفضل تضحيات المقاومين الفلسطينيين واللبنانيين والعراقيين، ظلت قضاياهم حية لم تمت. لأن الموت الحقيقي للأوطان يحصل عندما تموت روح التضحية عند سكانها.

المقاومة الفلسطينية كانت المثال والقدوة

فالقضية الفلسطينية ما تزال حية على الرغم من مرور عشرات السنين على اغتصابها. بفضل روح التضحية عند المقاومين الفلسطينيين، وإن روح المقاومة استمرت على الرغم من كل ما عانى منه الشعب الفلسطيني من متاعب. وهو لم يخضع حتى الآن، بل إنه يبتكر وسائل للمقاومة ويبدع فيها، ابتداء بالمقاومة العسكرية، مروراً بالمقاومة السياسية، وكلما افتقد وسيلة يبتكر وسيلة أخرى، فكانت المقاومة بالحجر، ومن بعدها السكين، وهو آخر ابتكار يقف المرء أمام إقدام الذين سلكوا سبيلها وعظم تضحياتهم وشجاعتهم، عندما يمتشق المقاوم الفلسطيني سكينه ليقتل جندياً صهيونياً، وعظمة بطولته تكمن في أنه يقدم على ذلك على الرغم من معرفته بأنه سيقدم حياته نتيجة عمله. وما أروع تلك الشجاعة وأعظمها.

وكانت المقاومة الفلسطينية هي القدوة والمثال أمام من سلك درب المقاومة في لبنان والعراق. فكان الفضل الأول يعود إلى ما غرسته مقاومة الفلسطينيين منذ العام 1965 للعدو الصهيوني من حب للتضحية في سبيل فلسطين، إذ كان اللبنانيون المقاومون الأوائل قد تدربوا على حمل السلاح في معسكرات المقاومة الفلسطينية.

البعث في لبنان سلك طريق المقاومة منذ السبعنيات

من خنادق المقاومة الفلسطينية تخرَّج أوائل المقاومين البعثيين في أوائل السبعينيات من القرن الماضي. وبنوا أول تجربة للمقاومة الشعبية في جنوب لبنان، فكان فيها الرمز والأنموذج في بلدة الطيبة الجنوبية حيث استشهد فيها الرفيق علي شرف الدين وولداه، وقدم الرفيق الرمز عبد الأمير حلاوي، القائد الميداني لتلك التجربة، حياته في معركة كفركلا داعياً رفاقه لاستكمال المسيرة بعد شهادته.

مثال شهادة صدام حسين رمز للفداء من أجل الوطن

وعن ذلك، لا يسعنا إلاَّ أن نقف بإجلال أمام عظمة رباطة الجأش التي تميَّز بها الرئيس صدام حسين بعد الحكم بإعدامه. هذا ناهيك عن وقفاته الشجاعة أمام جلاديه في المحكمة الصورية التي عقدت لمحاكمته.

لقد ربط الشهيد صدام حسين حياته بمصير القضية العربية التي حمل لواءها، ولم يخضع لأي نوع من المساومة على حياته ومستقبله الشخصي. تلك المساومة التي حاولت فيها الإدارة الأميركية أن تقتل روح الشهادة عنده، وتجتث محبة الموت في سبيل القضية. لقد بدأت قبل العدوان على العراق واحتلاله، واستمرت بعد اعتقاله ومحاكمته. لقد رفض الرئيس الشهيد كل أنواع الإغراءات الشخصية التي عُرضت عليه، كما هزأ من كل أنواع التهديد والوعيد. وسلك طريق المناضل الذبي لا تعني له الحياة شيئاً إذا باع وطنه بسقط من المتاع، وإذا عاش ذليلاً مؤتمراً بأوامر المحتل والمعتدي. واستمر في موقفه الشجاع حتى أثناء وضعه تحت حبل الإعدام. فكانت وقفته أمام حبل الإعدام وقفة نادرة، وكان في ذلك الوقت وكأنه يقول لرفاقه في الحزب، ولأخوته العرب، من يقف منكم تحت سقف هذا الموقف فكأنه يبيع وطنه. ومن يبيع وطنه فقد باع كرامته وباع الحضن الذي يحميه والأرض التي تعني له الأمان والاستقرار والمنعة.

جزء من أهداف احتلال العراق كان القضاء على القضية الفلسطينية

واستطرد الرفيق غريب، ليربط بين قضيتيْ فلسطين والعراق. وإذ كانت فلسطين القضية المركزية التي خطط لها المشروع العدواني الغربي لأن تكون الممر للسيطرة على الوطن العربي، ولأنها كذلك ستكون الممر لاحتلال العراق، انحاز الشهيد القائد لموقف الحزب الذي انتمى إليه وهو اعتبار الدفاع عن فلسطين وتحرير فلسطين هو درء للخطر عن العراق ناهيك عن كل أقطار الأمة العربية.

أمام هذا الموقف الثابت للبعث وصدام حسين من القضية الفلسطينية، كان لا بُدَّ من إزالة تلك العقبة التي تحول دون استكمال مشروع الهيمنة الاستعمارية – الصهيونية على الوطن العربي، فكان القرار باحتلال العراق من أجل إقفال أبواب الأمل أمام استكمال ابتلاع القضية الفلسطينية.

الأمن القومي العربي لن يكتمل إلاَّ بتحرير العراق وفلسطين

ولهذا السبب، أصبحت القضية العراقية في هذه المرحلة القضية المركزية التي لايمكن من دون تحرير العراق أن يعيد العرب الاهتمام بالقضية الفلسطينية. فالأولوية الآن لتحرير العراق.

إن الذي يقوم بهذه المهمة هم أولئك البعثيون الذين قادوا ويقودون المقاومة في وجه الاحتلال، وقد أنجزوا المهمة الأولى بطرد القوات الأميركية الغازية. وإن خطاب الرئيس الأميركي أوباما قبل وصوله لرئاسة الولايات المتحدة الأميركية، وبعد وصوله مباشرة، أعلن أنه سيسحب الجيش الأميركي من العراق ليتركه لأهله. ولكنه بعد ذلك لم يفعلها بل سلَّم العراق إلى إيران. وللأسف شكَّلت إيران الاحتلال الفعلي للعراق بعد الانسحاب الأميركي، هذا بدلاً من أن تكون الجار الحسن للعرب عامة، وللعراق خاصة. واعتبرتها فرصة لتنفيذ مشروع تصدير الحلم الفارسي إلى خارج إيران.

تحرير العراق من الاحتلال الإيراني هو حبل إنقاذ الأمة العربية

إن إعلان إيران العداء السافر للعرب، واعترافها بأن حلمها بالمشروع الإمبراطوري الفارسي أصبح قيد التنفيذ، أخذ يشكل الخطر الفعلي على الأمن القومي العربي. وهذا ما أثار مخاوف دول الخليج العربي التي شعرت بأن الحبل الإيراني يلتف على عنقها، فكانت وقفتها الأخيرة خير دليل على أن الخطر الإيراني أصبح بمثابة الخطر الفعلي على وجودها، فكان الرد الطبيعي هو إعلان استراتيجية الخلاص من ذلك الخطر قبل أن يستفحل أكثر.

المواقف الخليجية من الخطر الإيراني يتطابق مع استراتيجية المقاومة العراقية

إن التطورات الخليجية الأخيرة، وما سبقها من مواقف وردات فعل، منذ توكيل النظام الإيراني بإدارة شؤون الاحتلال في العراق، تتطابق تماماً مع استراتيجية البعث وحلفائه، والتي تتمثل بتحرير العراق من الاحتلال الإيراني. ولذلك ننظر بعين الأمل للحراك العربي بشكل عام، وللحراك الخليجي الذي تقوده السعودية بشكل خاص. كما أنه لا يجوز العمل تحت هذا السقف، ولذلك كانت ردود الفعل الأخيرة، فيما سمي التصعيد بين السعودية وإيران، كألسنة اللهب التي نتجت عن الحريق الكبير الذي أشعله النظام الإيراني بتدخله في كل تفاصيل الشؤون الداخلية لعدد من الأقطار العربية. هذا ناهيك عن تبشيره بعلامات نجاح إعادة نشر نفوذ الإمبراطورية الفارسية وتجديد إحيائها كما كان الأمر في الزمن الغابر.

وهذا يؤكد أن نظام ولاية الفقيه هو نظام طائفي توسعي مذهبي، ومن الغريب أن لا يثير اهتمام من يؤيدون النظام الإيراني ويغطون حقائق ما يعمل على تنفيذه على حساب الوطن العربي من خليجه إلى محيطه.





الاثنين ١ ربيع الثاني ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١١ / كانون الثاني / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة