شبكة ذي قار
عـاجـل










رأى نائب الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي، رئيس حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي الدكتور عبد المجيد الرافعي،

إن استحضار مشهدية استشهاد قائد العراق صدام حسين لا توازيها سوى تلك المشهدية التي رسمها القائد العربي عمر المختار والتي ستبقى محفورة في الوجدان العربي، مطرزة الوانها بالوان العلم العربي، علم فلسطين، الذي سيبقى مرفوعاً على ناصية العروبة وممهوراً بإمضاء شهيدها صدام وهو يستحضر فلسطين قبل النطق بالشهادتين.

واعتبر الرافعي أن حماية الهوية القومية للأمة العربية هي العنوان الأول في مواجهة كل ما تتعرض له الأمة اليوم من تحديات مصيرية وتاريخية والمتمثلة سواء في مشاريع الاحتلال والاستيطان والتقسيم، أو في الترهيب السياسي والتكفير الديني والتركيب الديمغرافي، وأن التسويات التي ينشدها الوطن العربي اليوم للخروج من كل ذلك، تكمن في تلك القائمة أساساً على حماية وحدة الأرض والشعب والمؤسسات واعتبار مصلحة الشعب فوق كل المصالح الفئوية الضيقة، ومن منطلق أن مقاومة الاحتلال الأجنبي والعدوان على الأمة، لا يتم عبر الاستقواء بقوى أجنبية أخرى، وأن مقاومة قوى التكفير الديني والمذهبي لا تواجه بقوى تكفيرية أخرى، بل أن كل ذلك يجب أن يُواجه بالمشروع القومي العربي الذي لا تستقيم الحياة له إلا بإعادة الاعتبار للمركز القومي الجاذب الذي يوفر الإسناد للمكونات الوطنية التي تتعرض لمخاطر التقسيم والتفتيت، ويحقق الامتلاء السياسي على مستوى المكون القومي.

وأضاف : وهذا ما يدفعنا إلى دعوة مصر العروبة إلى أن تعود لتلعب دورها كرافعة للعمل العربي المشترك فتخرج من انكفائيتها وتتوجه نحو سوريا والعراق واليمن وليبيا وخاصة إلى فلسطين، ليس بمنظور العلاقات الأمنية وبوابات العبور، وإنما من البوابة النضالية التي تمثل فيها الحضن الدافئ لجماهير الأمة العربية ولفلسطين وقضيتها، كما كان القائدان العربيان جمال عبد الناصر وصدام حسين يؤكدان عليه من منطلق أن فلسطين بحاجة للحضن القومي الدافئ أكثر من حاجتها للأمن والسلام.

كما أنه ومع الدعوة إلى التسويات لا بد من التأكيد على الإسراع في ملء الشغور الرئاسي في لبنان وإعادة تفعيل عمل المؤسسات الدستورية مع استمرار التأكيد على دعم الحراك الشعبي اللبناني كرقيب وحسيب على الأداء السلطوي بجميع أشكاله ولأجل إصدار قانون انتخابي يعيد تكوين السلطة على قاعدة المواطنة بعيداً عن المحاصصة الطائفية والمذهبية.

كلام الدكتور الرافعي، جاء في الاحتفال المركزي الكبير الذي أقامته قيادة حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي في الذكرى التاسعة لاستشهاد الرئيس صدام حسين، والمتزامنة مع ذكرى الانتصار على الاحتلال الأميركي للعراق، إلى ذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية وتأسيس الجيش العراقي الوطني وملحمة البطولة التي سطرها بعثيون من عائلة شرف الدين في جنوب لبنان في العام 1975 في مواجهة العدو الصهيوني.

والى جانب المشاركة السياسية والوطنية والقومية الواسعة والحضور المميز لوزراء ونواب سابقين وقادة حزبيين ونقابيين وشخصيات من لبنان وفلسطين والعراق وممثل عن سفارة فلسطين في لبنان، والتي اعتبرها عريف الاحتفال عمر شبلي تخليداً لذكرى الشهيد صدام حسين التي أصبحت ملكاً لكل أحرار الأمة،

لفتت الأنظار المشاركة المميزة لجماهير البعث في لبنان الموزعة على أجيال متعددة من الأعمار ومن مختلف المناطق والمحافظات اللبنانية، ما يؤكد الحضور الدائم للفكر الذي بشر به البعث في أجيال الأمة وديمومته وتجذره في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية للوطن العربي.

ممثل فلسطين : شعبنا لا ينسى ما قدمه صدام لفلسطين
هذا، وكان الاحتفال قد بدـ بكلمة أمين سر الفصائل الفلسطينية في لبنان الحاج رفعت شناعة التي حيا فيها مقاومة العراق البطلة في وجه الاحتلالات الخارجية والتي استطاعت الانتصار على المحتل الأميركي لأنها تشبثت بأرضها المباركة وصممت على أن تحرق كل محتل غاشم بلهيب إيمانها بقضيتها وتمسكها بالثوابت التي أرساها القائد الشهيد صدام حسين القائد التاريخي الذي كان يعرف طبيعة الصراع مع أعداء الأمة فتحسَّب لمواجهتهم بالمشروع القومي العربي القائم على بناء دولة المؤسسات والتصنيع وبناء الجيش القوي المقتدر المدافع عن قضايا العروبة وفي مقدمتها فلسطين وهو الذي أمم النفط وضرب الكيان الصهيوني بالصواريخ، دون أن ننسى وقفته إلى جانب الشعب الفلسطيني في مرحلة الفقر والعوَز فأرسل الرواتب والمساعدات واهتم بشهداء الانتفاضة الأولى وما بعدها لمعرفة منه بقيمة المقاتل الفلسطيني على أرض المعركة ولإفهام الصهاينة بعد كل سنوات الاحتلال لفلسطين، أن شعبنا موجود ومقاومتنا موجودة ولن يهنأ لهم بال حتى يغادروا هذه الأرض الطاهرة مهما كان الثمن ومهما طالت السنين، فوجودهم زائل لا محالة.

بشور : صدام اختار الشهادة كما فعل عمر المختار
أما كلمة القوى الوطنية اللبنانية، فألقاها المنسق العام للجان والروابط الشعبية الأستاذ معن بشور مستهلاً إياها بحديث سابق أجراه معه مذيع محطة الـ CNN الشهيرة، إبان الحرب على العراق حين سأله:
ما هو المصير الذي تراه لصدام حسين بعد هذه الحرب،

حيث أجاب :
إنني أضع احتمالين للرئيس صدام لا ثالث لهما:
إما شهيداً وهو يقاتل الاحتلال كما فعل عمر المختار في ليبيا
وأما محرراً كصلاح الدين الأيوبي، ابن تكريت، والعراق، حيث يواصل رفاق صدام هذه المهمة اليوم،
كما استذكر السيد بشور في كلمته حواراً مماثلاً جرى مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري في خضَّم ما كان يشاع عن احتمال مغادره الرئيس صدام للعراق إزاء التهديدات الخارجية "للنفاذ بجلده وبمصير عائلته" كما كان يشيع أعداء الأمة والعراق آنذاك، حيث كان الجواب أيضاً:
إنك لا تعرف صدام حسين جيداً ومثله لا يغادر العراق مهما كانت الصعوبات والتحديات، وأن عشقه للشهادة في سبيل العراق لا يقل عن حبه للحياة.

وأضاف: هكذا كان الشهيد البطل الذي أسرَّ لي يوماً قائلاً:
لقد وصلت إلى أعلى ما يصبوا إليه عربي، من سلطة ورئاسة وزعامة، غير أن أمنية واحدة ما زلت أطمح إليها هي أن التحق بالخالق عز وجل شهيداً في سبيل شعبي ووطني.

في  ٧ / ١ / ٢٠١٦





الاحد ٣٠ ربيع الاول ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٠ / كانون الثاني / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة